مشاركة المرأة: شبح يخاف منه الرّجال
صوت الأمل – علياء محمد
للمرأة دور مهم في بناء السلام، وتعد مشاركتها عاملًا أساسياً لتحقيق العدالة والتوازن في المجتمع، وأثبتت المرأة اليمنية جدارتها في مختلف نواحي الحياة، من خلال مشاركتها الفعالة في مجالات مختلفة، كانت في السابق حكراً على الرجل فقط.
ومنذ أن بدأ تطبيق قرار مجلس الأمن رقم” 1325″ الصادر عن الأمم المتحدة، والذي يدعو إلى مشاركة المرأة في صنع القرار، لم تطرأ سوى زيادة طفيفة جداً على مشاركة المرآه اليمنية سياسيا وثقافيا، نتيجة عدد من الصعوبات والتحديات التي ذكر بعضها في استطلاع الرأي الذي أعدته صحيفة “صوت الأمل” حول مدى مشاركة المرأة اليمنية سياسا وثقافيا، وكيف قيّمت هذه التجربة؟
يقول هارون رشيد- كاتب صحفي -عدن: “يُهيمن المجتمع الذكوري على السياسة بنسبة كبيرة، مما جعل مشاركة المرأة في السياسة محدودة جدًّا، رغم أنها تمتلك قدرات تمكّنها من أن تدخل المجال السياسي وتبدع فيه”.
ويوافقه الرأي الممثل المسرحي شعيب العفيف – تعز، حيث يرى أن”المرأة لم تحظَ بفرصة عادلة للمشاركة في المجال السياسي، نتيجة لأن المجتمع لا يزال يجهل إمكانياتها بعيدًا عن التصور الثقافي المحدود عنها”.
ويضيف شعيب: “المرأة اليمنية كانت ولا تزال ذات حكمة ورأي سديد، وتتميز بالتفاعل في المجال المجتمعي والبرامج التدريبية، ولديها شغف كبير للمشاركة، ولذلك يجب أن تُمنح الفرصة العادلة”.
من جهتها، وصفت يسرى النهاري، مهتمة بالعلوم السياسية- سيئون، تجربتها من خلال مشاركتها في ندوات سياسية وثقافية، بأنها تجربة جديدة، وفريدة من نوعها حيث تعرفت فيها على عدد من المفاهيم والمصطلحات السياسية.
وتؤكد النهاري أن مشاركة المرأة سياسيا تعتبر من أقوى الفرص التي تستطيع عبرها أثبات نفسها وجدارتها، وكذا إتاحة فرصة لتشجيع غيرها من النساء، على الدخول في هذا المجال الذي قد يبدوا مقلقا لدى الكثير من النساء، الأمر الذي أوجد فراغاً في الساحة السياسية.
أما الباحث عصام الحميدي، فهو يمتدح دور المرأة الإيجابي في المجالات السياسية، والاقتصادية، والثقافية، والاجتماعية.. مضيفاً أن “اليمن مرت بتاريخ عظيم، سطرت نجاحه نساء تميزن بكفاءة وقدرات عالية”.
من جانبه، يقول القاضي عادل أحمد- ذمار: “أثبتت الأحداث التي تعيشها اليمن أن المرأة اليمنية لم تمثل نصف المجتمع كما يقال، بل هي ثلاثة أرباع المجتمع، فهي الأم والأخت والبنت والزوجة، وبإمكانها أن تقود المجتمع سياسيا وثقافيا مثل الرجل، وقد تكون أفضل منه”.
ويتابع: “المرأة حصلت على مساحة صغيرة في المشاركة السياسية والثقافية، ويعد هذا إجحافاً في حقها، كونها تستحق أكثر من تلك المساحة”.
أما مروة صالح، من عدن- خريجة صيدلة، وتعمل في المجال السياسي، فتوكد أن المرأة في اليمن تواجه صعوبات كثيرة، مرجعها تمسك المجتمع بالعادات والتقاليد الخاطئة -بحسب قولها.
وتضيف أن المرأة اليمنية تصارع بقوة، لأجل إثبات نفسها وفرض حضورها، وتحاول الخوض في مجالات عدة في الحياة.”
وتتابع الحديث عن تجربتها، والتي قالت بأنها كانت صعبة، نتيجة عدم تقبل الأهل والناس لعملها في المجال السياسي، ولكنها تحاول بكل جهدها أن توصل رسالتها إلى الجميع، بأن للمرأة حق المشاركة في كل مجالات الحياة.
ويخالف فواد أحمد بعض الآراء، ويرى أن المرأة اليمنية لا تستطيع المشاركة في الأمور السياسية، والثقافية، كونها تتميز بالتسرُّع والتفكير بالعاطفة أكثر من العقل، الأمر الذي سيوثر على قرارتها.
هذا وتؤكد المحامية مريم محمد- من صنعاء، “أن المرأة اليمنية لا تزال إلى الآن تعاني من النظرة القاصرة إليها، والتي تسلبها حقوقها العادلة مقارنة بنصف المجتمع الآخر، مما أثر على مشاركتها في الحياة العامة.
أما الإعلامي يحيى الجبيحي، فيرى أن مشاركة المرأة انحرفت عن مسارها الطبيعي، ولم تفهم النساء دورهن المرجو من هذه المشاركة، ولم تهتم المرأة إلا بخدمة جماعات معينة، الأمر الذي جعله لا يثق بما تقدمه المرأة، ناصحاً إيها بأن تطَّلع أكثر على أدوارها، حتى تطبقها بالشكل الصحيح.
وتؤكد أروى فضل، ناشطه حقوقيه -عدن، أن المرأة اليمنية أصبحت تعي دورها السياسي والثقافي، ولكن البيئة السياسية في اليمن لا تمكنها من أداء أدوارها الفعالة، وتمنعها من المشاركة في صنع القرار، ونجد دورها محدوداً ومحجوباً عن الأنظار، لذلك يجب عليها أن تحارب لأجل أن تنتزع حقها.
ويؤيد أدهم عبده فكرة مشاركة المرأة سياسياً وثقافياً، ويعتبرها من الأشياء الإيجابية، ولكن بشرط أن تفهم المرأة الحدود التي لا يجب أن تتخطاها، فلكل شيء في الحياة حد معين، لا ينبغي علينا تجاوزه، حتى نستطيع الوصول إلى الهدف المرجو.
ويكتفي عادل بشر 35عاما، بقوله “إنه لا يستطيع التقييم لهذه التجربة، فلا سياسية في البلد، والتجارب السابقة بائت بالفشل، ولم يطرأ شيء جديد على الواقع المعاش”.
المرأة اليمنية والطهي.. قَدَرٌ منذ الولادة أم مجرد مهارة؟
صوت الأمل – حنين الوحش في مجتمع غلب عليه طابع الحكم على أساس الموروثات والعادات والتقاليد …