شركات الإنتاج وصناعة الأفلام في اليمن.. خطى ثابتة أم متقطعة!
صوت الأمل – حنان حسين
تعد شركات الإنتاج الداعم الأساسي لصناعة الأفلام بشكل عام، ولدينا عدد لا بأس به منها والمجالات التي تهتم بها، والكثير من هذ الشركات معروفة على المستوى الدولي. مع ذلك، هناك بعض الشركات المستقلة التي تعمل في صناعة الأفلام والإنتاج التلفزيوني. ومن بين الشركات الأكثر شهرة في هذا المجال في اليمن ما يلي:
1. شركة (دوت نوشن للإنتاج): تعمل في إنتاج الأفلام الروائية والوثائقية والإعلانات التجارية والمسلسلات التلفزيونية، وتسعى إلى تعزيز صناعة السينما في اليمن وتمكين المواهب الشابة.
2. شركة (موشن برو): تعمل في إنتاج الأفلام القصيرة والوثائقية والإعلانات التجارية وغيرها، وتهدف إلى تقديم أفضل الخدمات الإعلامية بجودة عالية ومعايير احترافية تنافسية.
3. شركة (الوافي للإنتاج الفني والإعلامي): تعمل في مجال إنتاج المسلسلات التلفزيونية والإعلانات بشكل كبير، وتهدف إلى عرض الثقافة والتراث في اليمن وتعزيزهما من خلال أعمالها، وكذلك تقوم بتأهيل المهتمين في مجال الإنتاج الفني والإعلامي وتدريبهم.
وهناك بالطبع الكثير من شركات الإنتاج حول اليمن، التي نجحت وتميزت وما زالت ترفد الساحة اليمنية بأجود الأعمال الفنية.
الإمكانيات
صناعة الأفلام في اليمن تعد تجربة ثرية بالمعطيات المتضادة؛ فمتى كانت الفكرة متميزة والأعمال محترفة، وجدت شركات الإنتاج مردودًا كبيرًا وقضية تحقق هدفها في الانتشار والوصول باسمها وأعمالها الاحترافية، رغم كل التحديات التي من الممكن أن تواجهها.
راكان الآنسي (مالك شركة دوت نوشن للإنتاج الإعلامي) يوضح وجهة نظره -بوصفه مالك شركة رائدة في المجال الإنتاجي- قائلاً: “أعتقد أن صناعة الأفلام في اليمن تحمل إمكانيات كبيرة وفرصًا كثيرة. وعلى الرغم من التحديات التي قد تواجهها الصناعة في الوقت الحالي، مثل الظروف السياسية والأمنية الحالية، فإن هناك عددًا من العوامل التي تعزز تطورها”.
وعلى ذات السياق، أوضح الآنسي أن اليمن تتمتع بمناظر ومواقع تصوير متعددة بشكل طبيعي، بحيث لا تتكلف شركات الإنتاج أجرة أغلب الأعمال التي تكون في الهواء الطلق، وتمنح المنتجين مكسبًا من خلال عكس صورة جميلة عن الإنتاج المحلي، ويقول: “تتمتع اليمن بتاريخ وثقافة غنيين، وهذا يوفر قصصًا مثيرة ومواقع جميلة تصلح خلفيةً للأفلام. يمكن استغلال هذا التراث الثقافي في إنتاج أفلام تعكس الهوية اليمنية وتروي قصصًا فريدة”.
وأضاف: “وتضم اليمن مجتمعًا موهوبًا ومبدعًا؛ فهناك العديد من الكتّاب والمخرجين والممثلين الموهوبين في اليمن. وبدعم من الشركات المحلية للإنتاج والاستثمار، يمكن تطوير هذه المواهب وتعزيز صناعة الأفلام في البلاد”.
وأوضح راكان أن تكنولوجيا الاتصالات ووسائل التواصل الاجتماعي تلعب دورًا مهمًا في تعزيز صناعة الأفلام بقوله: “يمكن لشركات الإنتاج اليمنية الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي والتسويق الرقمي للترويج لأفلامها وجذب جمهور عالمي أوسع”.
وعن أسباب عدم وجود كاتبي سيناريو أفلام محترفين، يتحدث مازن رفعت (كاتب في شركة عدنيوم) بقوله: “كتابة فيلم روائي طويل يحتاج إلى ميزانية كبيرة حتى يمكن إنتاجه. وللأسف في بلادنا لا توجد شركات إنتاج ضخمة قادرة على تمويل مثل هكذا مشاريع؛ لهذا يعكف أغلب الكتاب على كتابة الأفلام القصيرة لأنها لا تحتاج إلى ميزانية ضخمة لإنتاجها”.
ويرجح مازن “أن معظم التمويلات تأتي من المؤسسات والمهرجانات المانحة التي تمول هذه الأفلام، بل إنها قد تفتح بابًا للعروض لتمويل أفلام طويلة كذلك، لكن صُنَّاع الأفلام في بلادنا يستسهلون صناعة الأفلام القصيرة؛ لأن توفير ميزانيتها أسهل وإنجازها لا يأخذ مدة طويلة كما في الأفلام الطويلة التي قد تستمر مدة سنة أو أكثر”.
أهمية شركات الإنتاج في اليمن
يرى راكان أن صناعة الأفلام قد تشكل فرصة اقتصادية مهمة لليمن؛ فهي قد تسهم في توفير فرص عمل، وفي زيادة الإيرادات، وتعزيز السياحة السينمائية في البلاد.
وعن أهمية وجود شركات الإنتاج في اليمن، يوضح راكان أنه يمكن للشركات المحلية للإنتاج أن تسهم في تطور هذه الصناعة بشكل كبير، فتعمل على تعزيز مكانة اليمن على الساحة السينمائية العالمية.
وأضاف بقوله: “أعتقد أن صناعة الأفلام في اليمن تحمل إمكانيات هائلة وفرصًا استثمارية جديرة بالاهتمام من قبل المستثمرين، عن طريق استغلال التراث الثقافي ودعم المواهب المحلية واستخدام التكنولوجيا الحديثة”.
أما جميل الحيمي (مالك شركة موشن برو) فيتحدث أن بدايته كانت مع إنتاج فيلم لصالح منظمة اليونيسف عام 2014م، الذي حمل اسم (الخطر المجهول)، وفيه يناقش موضوع الألغام في اليمن وخطرها، وناقش بفكرته قضية مجتمعية أقلقت السكينة العامة.
كذلك يرى أن شركات الإنتاج تشكل عامل تسويق لليمن من خلال أعمالها وإنتاجيتها، ويقول: “من أبرز الأفلام الوثائقية التي أنتجناها فيلم (سوق الملح) الذي هدفنا من خلاله إلى الترويج السياحي. وكذلك أفلام تختص بالصحة، كالأفلام التي نفذناها لصالح منظمة (أدرا) وغيرها”.
أما من ناحية توسع شركات الإنتاج، فأوضح جميل الحيمي أن هناك شركات تعتمد نظام وجود فروع لها في عدد من الدول حول العالم، كما هو شأن شركته التي تمتلك فروعًا عديدة، في عمان والسعودية والكويت.
الصعوبات
من وجهة نظر يسلم قنزل (مالك استديو فايف) فيرى “أن أبرز الصعوبات ارتفاع تكاليف الإنتاج، فقد تواجه الشركات تحديات في تحقيق أقل تكلفة للإنتاج؛ نتيجة لارتفاع أجور الممثلين وأيضًا كُتَّاب السيناريو”.
ويوضح: “قد يعد ارتفاع المنافسة بين الشركات نقطة سيئة؛ فقد يطغى جانب بسيط على آخر مهم، وهنا يسعى المنتجون إلى الحصول على الشهرة أكثر من الاهتمام بالفكرة والمضمون”.
باسل الحماطي (أستاذ في كلية الإعلام – جامعة صنعاء) يرى أن أبرز الصعوبات لدى شركات الإنتاج هي عدم وجود المنتجين المتخصصين، وغياب كُتاب سيناريو محترفين ومؤهلين، بالإضافة إلى عدم الإنتاج بدافع الابتكار وإنما لهدف تجاري بحت.
وعلى ذات السياق، يضيف سيف الوافي (مالك شركة الوافي للإنتاج الإعلامي) قائلاً: “من المعوقات التي قد تواجه شركات الإنتاج في هذا المجال عدم وجود دور سينما لعرض الأفلام التي تنتجها، والجانب الآخر عدم وجود مدينة إنتاج، كما هو موجود في مصر وغيرها؛ لأن هذا يسهل من عمل الأفلام وإنتاجها”.
أما جميل الحيمي فيتحدث أن أبرز المعوقات غيابُ الوعي بأهمية الأفلام الوثائقية عند الكثير من الجهات المسؤولة وأصحاب القرار، وكذا عدم اهتمامهم بمميزات هذه الصناعة. ويضيف: “ومن الصعوبات الشديدة التي قد تواجهنا الصراعات وآثارها السيئة لا سيما في تقسيم المناطق والطرق؛ فعندما نريد التصوير في أكثر من محافظة، نظل نتخبط للحصول على تصريحات من جميع الأطراف المختلفة، كلٍّ على حِدة، ويذهب جهدنا الأكبر بين اللحاق للحصول على تصريح وبين وقت العمل ومدته، فضلاً عن الخوف وعدم الأمان”.
ويوضح جميل أن انعدام التحفيز والتشجيع، وعدم وجود مهرجانات أو تكريمات تشيد بالأدوار الكبيرة التي يقوم بها صانعو الأفلام، كل هذا يؤدي إلى عزوف صناع الأفلام عن عدم الابتكار، وبالتالي الاتجاه نحو الأعمال المدفوعة بشكل تجاري والابتعاد عن العمل الإبداعي”.
ويضيف أن “شيطنة الإعلاميين” تعد من أكبر الصعوبات التي قد يواجهها المنتج، ويقول: “عندما ترى بعض الجهات أيَّ مصور بيده كاميرا، يرونه كالشيطان، أو العميل الذي يسعى إلى للتصوير والتوثيق للطرف العدو”.
ويتحدث سامي الصعفاني (صانع أفلام) عن أبرز الصعوبات التي قد تواجهها شركات الإنتاج بقوله: “الإنتاج السينمائي مكلف جدًا، ولا يوجد له سوق في اليمن؛ لذلك أصحاب المال لا يستثمرون في صناعة الأفلام بشكل عام، باستثناء محاولات شبابية متواضعة”.
الحلول والمقترحات
تحتاج شركات الإنتاج إلى الكثير من الرؤى كي تتوسع مجالاتها الإبداعية، ومن ثم لا بد من بعض الحلول والمقترحات لتحسين جودة صناعة الأفلام لدى شركات الإنتاج.
يقدم جميل الحيمي بعض الحلول بقوله: “تقديم التسهيلات، خاصة التسهيلات الأمنية؛ فقد تم مسبقًا مصادرة خمس كاميرات، وطائرة درون، ومجموعة من عدسات التصوير والأدوات في إحدى المحافظات، وهذا يؤدي إلى تخوف الشركات الإنتاجية من المخاطرة في ظل ظروف أمنية متوترة وغير متعاونة”.
وأضاف الحيمي أن التشجيع وإشراك المنتجين في عدد من المهرجات والترشيح للحصول على أفضل إنتاج، في هذا المجال تحديدًا، قد يعد من المحفزات التي تقوم عليها شركات الإنتاج، وتدفعهم إلى العمل بنشاط وإبداع.
هناك شركات إنتاج لصناعة الأفلام في اليمن، لكن التجربة ما تزال في مهدها -مهما توسعت- والأسباب كثيرة، منها المادية والاقتصادية، ومنها التي تختص بالخبرة والمعرفة، لكننا نصل إلى نتيجة واحدة أن شركات الإنتاج تعمل بكل طاقتها للحصول على فرصتها في إثبات وجودها في اليمن من خلال الأفلام التجارية والوثائقية وغيرها.
72.2% من المستطلَعين يرون أنَّ السينما اليمنية ستكون وسيلة فعالة للتعبير عن القضايا الاجتماعية والسياسية في اليمن
صوت الأمل – يُمنى أحمد عالمياً، ما تزال السينما -منذ بدايتها في نهاية تسعينيات القرن التاس…