تأثير الإعلام اليماني على المجتمع نحو الطاقة النظيفة؛ جهود لم تطفُ على السطح
صوت الأمل – أحمد باجعيم
في ضوء التحديات البيئية التي تواجه العالم، تعدّ الطاقة النظيفة المتعددة من القضايا الحديثة التي تشغل بال العديد من الدول، لا سيّما البلدان المتطورة.
بالحديث عن دور وسائل الإعلام اليمانية في التوعية المجتمعية باستخدام الطاقة النظيفة، والإسهام في نشر المعرفة والوعي، إذ تعدّ إحدى أهم الأدوات في التوعية المجتمعية بمختلف المجالات.
ومن مهام وسائل الإعلام اليوم تعزيز التوجه نحو استخدام مصادر الطاقة المتجددة والمستدامة، خصوصًا أنّ اليمن تعدّ أكثر دول العالم تأثّرًا بالعوامل المناخية المتنوعة، لذا فإنّ توجه المجتمع المحلي وشركات الاستثمار في هذا المجال نحو الطاقة النظيفة سيخفف بطبيعة الحال التأثرات المناخية على اليمن، وفي هذا التقرير سنسلط الضوء على دور وسائل الإعلام بهذا الشأن.
دور الإعلام
حول دور الإعلام في تسليط الضوء على مصادر الطاقة النظيفة، المراسل التلفزيوني عبد الرحمن بن عطية يقول: “إنّ دور وسائل الإعلام بالتوعية المجتمعية بأهمية استخدام الطاقة النظيفة يعدُّ دورًا ضعيفًا للغاية وغير فعّال، في ظلّ الأحداث التي تمرُّ بها اليمن في الوقت الحالي”.
ويرى بعض القائمين على الوسائل الإعلامية، أنّ توجه الخطاب الإعلامي نحو الطاقة النظيفة لن يحقق أي نتائج وسط الأزمة السياسية والاقتصادية التي تعصف بالبلاد ما لم يتحقق الاستقرار، ولم تكن هناك برامج تلفزيونية بالشكل المأمول لتناقش أبعاد هذه الفكرة، وتوضح نتائجها الإيجابية المستدامة وطويلة المد، ومع ذلك هناك بعض البرامج ناقشت الطاقة النظيفة، ولكن صداها لم يكن بالشكل الكبير.
وفي السياق نفسه يضيف بن عطية: “أنّ بعض البرامج الإذاعية والتقارير الصحفية على المواقع الإلكترونية والصحف تطرقت إلى التوعية المجتمعية حول استخدام الطاقة النظيفة ومدى الاستفادة منها، سواء من جانب اقتصادي، أو من جانب تحسين البيئة، وكذا الاستدامة”.
مشيرًا إلى أنّ دور الإعلام في إبراز أهمية الطاقة النظيفة مهمٌّ للغاية، خاصة مع التأثيرات المناخية والاحتراق البيئي الذي يفتك بالعالم، وأنّ تعزيز استخدامات الطاقة النظيفة سيحدُّ من تلك المخاطر إضافة إلى أنّها طاقة مستدامة وصديقة للبيئة وغير مستنزِفة للمال.
توجهات إعلامية
ويرى الإعلامي محمد عمر بالحمان، أنّ من المفترض أن تلعب وسائل الإعلام الثلاث؛ التلفزيون والإذاعة والصحافة، دورًا حيويًّا في التوعية المجتمعية بأهمية الطاقة النظيفة في اليمن المستمدة من الموارد الطبيعية، التي لا تنفد، وتتجدد باستمرار، مثل الرياح والمياه والشمس المتوفرة في معظم دول العالم.
ويتابع: “على ما يبدو أنّ وسائل الإعلام اليوم لا تولي هذا الجانب القدر الوافر من الوقت خلال تغطياتها الإخبارية والبرامجية، وذلك قد يكون بسبب الوضع الحالي والصراعات الدائرة التي انعكست على اهتمامات وسائل الإعلام، واتّجهت لملاحقة المستجدات والأحداث الآنية، لا سيّما في ظل دولة فقيرة من العالم الثالث، تنعدم فيها الخدمات الأساسية، فضلًا عن التفكير بوجود بدائل للوقود الأحفوري”.
ويؤكد بالحمان على إمكانية أن تعتمد وسائل الإعلام على تبني حملات إعلامية من خلال نشر المعلومات والأخبار حول الطاقة النظيفة وفوائدها للبيئة والصحة والاقتصاد.
ويضيف: “تتضمن هذه الحملات إعلانات تلفزيونية وإذاعية ومطبوعات ومواقع إلكترونية، كذلك من خلال قيام البرامج التلفزيونية والإذاعية باستضافة خبراء ومتخصصين للحديث حول استخدام الطاقة النظيفة، وتحديد السبل لتعزيز استخدامها في المجتمعات، وعرض التقنيات والابتكارات الجديدة في مجال الطاقة النظيفة، وتشجيع الجمهور على استخدامها، وغرس هذه الأفكار خاصّةً في أذهان الشباب؛ أبناء الجيل الحديث”.
وأردف قائلًا: “إنّ الصراع المستمر منذ أكثر من ثماني سنوات ألقى بظله المباشر على توجهات وسائل الإعلام اليمانية، وأبعدها عن الاهتمام بكثير من الجوانب الحياتية والتوعوية، حتى أنّ نشاطها في هذا الجانب يكاد أن يكون ضعيفًا إلى حدٍّ ما”.
وحول التوجهات الإعلامية يرى بالحمان أنّ الصراع قد شغل اهتمام وسائل الإعلام والمجتمع بشكل عام عن مثل هذه المواضيع، بما في ذلك الطاقة النظيفة، إلى ذلك فإنّ الكون حاليًا يشهد متغيرات خطيرة جراء انبعاث الغازات، التي تسبب التلوث البيئي والبحري بدرجة غير مسبوقة، بالتالي فإنّ استخدام الطاقة النظيفة يُسهم في حماية البيئة، والحفاظ على التنوع البيولوجي، وتقليل التأثيرات السلبية على صحة الإنسان.
ويوافقه الرأي مرعي باوزير، مراسل قناة اليمن الفضائية، إذ يقول: “وسائل الإعلام المختلفة تلعب دورًا مهمًّا في التوعية المجتمعية في جميع المجالات، لكن للأسف الشديد لا يتمّ التطرق إلى الطاقة النظيفة إلّا في بعض المناسبات العالمية، وهذا يرجع إلى النزاعات القائمة في اليمن منذ سنوات”.
“ومع ذلك يجب أن تعمل هذه الوسائل على نشر المعرفة والمعلومات حول الطاقة النظيفة، وفوائدها للبيئة والاقتصاد، كما يجب تسليط الضوء على المشاريع والمبادرات المحلية التي تستخدم الطاقة النظيفة، وتشجيع المشاركة الاجتماعية في هذا الشأن”. كما أوضح باوزير
واستطرد في حديثه: “يجب على البرامج التلفزيونية أن تعتمد على توعية المجتمع بأهمية الطاقة النظيفة، التي تشمل مقابلات مع خبراء الطاقة، وتقارير حول مشاريع الطاقة المتجددة والتكنولوجيات النظيفة، ونشر المقالات والمعلومات عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي”.
مشدّدًا على ضرورة التركيز على إيجابيات الطاقة النظيفة، وكيفية استغلالها بشكل يمكنها من خدمة المجتمع؛ إذ يفيد استخدام الطاقة النظيفة بشكل إيجابي في جودة الهواء والمياه والتنوع البيئي، ويسهم في تخفيض تغيّر المناخ.
متطلبات وسائل الإعلام
وفي ذات السياق عدّد الإعلامي رائد جوبان بعضًا من المتطلبات التي يجب توفرها لدى وسائل الإعلام اليمانية، حتى تؤدي رسالتها التوعوية حول استخدام الطاقة النظيفة، أهمها توفير المعلومات والمحتوى الذي يسهم في زيادة الوعي بأهمية الطاقة النظيفة وتأثيرها على البيئة، وتشمل وسائل الإعلام الثلاث؛ الصحافة المكتوبة، والمحطات الإذاعية، والقنوات التلفزيونية.
ويتابع حديثة: “لا بُدَّ من الاعتماد على برامج التوعية والتثقيف التي تتناول موضوع الطاقة النظيفة، وتسليط الضوء على أهميتها وفوائدها، كما يتمُّ تناول هذا الموضوع في الأخبار والتقارير الخاصة والمقابلات مع الخبراء والمهتمين بهذا المجال”.
توصيات وحلول
ذكر المراسل التلفزيوني عبد الرحمن بن عطية بعض التوصيات لرفع الوعي المجتمعي حول الطاقة النظيفة، أبرزها الاهتمام بإنتاج برامج ومحتوى جديد، وكذا النزول الميداني والتقارير الدورية لرصد التغيرات الإيجابية لاستخدام الطاقة النظيفة، سواء في المزارع أو غيرها من القطاعات الأخرى. “يجب على وسائل الإعلام (الصحافة – الإذاعة – التلفزيون) تخصيص مساحة كافية للفلاشات التوعوية بهذا الخصوص”. كما أوضح عطية.
وفي هذا الصدد يقول الإعلامي بالحمان: “يمكن لوسائل الإعلام توعية المجتمع بالتركيز على أهمية استخدام الطاقة النظيفة في المحافظة على البيئة وتحسين جودة الحياة، كما يمكن للإعلام تعزيز التحول إلى الطاقة النظيفة من خلال نشر المعرفة والتشجيع على استخدامها”.
مضيفًا: “من الضروري دعم التشريعات المتعلقة بالطاقة النظيفة، والضغط على الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتعزيز استخدام الطاقة النظيفة، وتحسين الوعي العام، وتعزيز الحوار المجتمعي حول هذه المسألة، كما يمكن لوسائل الإعلام تشجيع الابتكار في مجال الطاقة النظيفة، والتحديث التكنولوجي، والتشجيع على التعاون بين القطاعين العام والخاص في هذا المجال”.
وفي سياق الحديث نفسه عن التوصيات والمقترحات في هذا الخصوص يطرح باوزير بعض الحلول لخصها في تعزيز التعاون بين المنظمات البيئية ووسائل الإعلام؛ لتوفير المعلومات والمصادر الموثوقة، وكذلك إقامة حملات إعلامية مكثفة لزيادة الوعي بأهمية الطاقة النظيفة وفوائدها، وتقديم التقارير عن المبادرات المحلية التي تستخدم الطاقة النظيفة للإلهام، وتحفيز المشاركة المجتمعية، وحث القطاع الخاص على الاستثمار في الطاقة النظيفة.
ومن طرفهِ تناول الإعلامي جوبان بعض التوصيات والمقترحات لتعزيز دور وسائل الإعلام في هذا الخصوص، تشمل زيادة تخصيص المساحة الإعلامية لتغطية موضوع الطاقة النظيفة وتوعية المجتمع بها، وتدريب الصحفيين والمراسلين وتشجيعهم على تغطية قضايا الطاقة النظيفة وتأثيرها على البيئة.
وتضمنت الحلول التي طرحها جوبان -أيضًا- تعزيز التعاون بين وسائل الإعلام والجهات المعنية بالطاقة النظيفة، مثل الحكومة والمؤسسات البيئية والمنظمات غير الحكومية، بالإضافة إلى توفير محتوى إعلامي متنوع وجذاب يستهدف جميع شرائح المجتمع اليماني.
يمكن لوسائل الإعلام اليمانية أن تحرز تقدُّمًا ملموسًا في جانب التوعية المجتمعية باستخدام الطاقة النظيفة، وذلك من خلال توفير معلومات وثائقية تحاكي استدامة المشاريع عبر الطاقة، وتحسين المناخ، وانخفاض الاحتباس الحراري، بالإضافة إلى قصص نحاج لمشاريع عالمية حققت نجاحات على مختلف الأصعدة الاقتصادية والبيئية وغيرها من الإيجابيات، ويمكن للإعلام أن يسهم في تغيير سلوك المجتمع نحو استخدام الطاقة النظيفة وتحقيق التنمية المستدامة.
91.9% من المشاركين في الاستطلاع يرون أن من المهم بدء الاعتماد على الطاقة النظيفة لتحقيق تنمية مستدامة في اليمن
صوت الأمل – يُمنى أحمد الطاقة النظيفة شكل من أشكال الطاقة المستدامة التي تُولّد من مصادر ط…