63.6% من المشاركين في الاستطلاع قيَّموا خدمات قطاع النقل في اليمن بالضعيفة
صوت الأمل – يُمنى أحمد
يعد النقل أحد العوامل الحيوية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في أي بلد؛ إذ يلعب دورًا حاسمًا في ربط المجتمعات وتمكين التجارة وتسهيل حركة الأفراد والبضائع. كما يسهم وجود نظامِ نقلٍ فعال وموثوق به في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ويساعد في توفير فرص عمل وتعزيز الاتصالات والتبادل الثقافي.
وفي اليمن، واجه قطاعُ النقل، لا سيما في السنوات الأخيرة، العديدَ من التحديات التي أثَّرت على استقرار هذا القطاع، مثل التحديات الأمنية؛ فقد تسبَّب الصراع المسلح المستمر منذ ما يقارب تسع سنوات بتدمير البنية التحتية للنقل، وتعطيل خدماته العامة، وتعرُّض وسائله للتلف والأضرار، وقطع الطرق.
وكذلك تعرضت المرافق الخدمية، مثل الموانئ والمطارات، لأضرار جسيمة. وعانى قطاع النقل، بسبب الأزمة الاقتصادية في اليمن، من قصور في التمويل ونقص الاستثمارات؛ مما عرقل عمليات إصلاح الطرق، وتحديث جميع وسائل النقل العام وتطويرها
تجلت الأضرار المترتبة عن هذا كله بوضوح في تدهور البنية التحتية لقطاع النقل؛ فمثلا يمكن رؤية سوء الصيانة والتآكل الحادثين على الطرق الرئيسة؛ مما يؤثر على سلامة النقل البري وجودته. بالإضافة إلى ذلك، تعاني الموانئ والمطارات من نقص في التجهيزات والتقنيات الحديثة، وهذا يؤثر على كفاءتها وقدرتها على تلبية احتياجات التجارة الدولية وحركة البضائع.
على إثر هذا كله، وللحصول على إجابات أكثر شمولًا، أجرت وحدة المعلومات واستطلاع الرأي في “يمن إنفورميشن سنتر” استطلاعَ رأيٍ تحت عنوان “النقل في اليمن”. هَدَفَ الاستطلاع إلى جمع آراء عينةٍ من المجتمع اليمني حول التحديات والصعوبات التي تواجه هذ القطاع.
أُقيم الاستطلاع على عينة بحثية بلغت (490) شخصًا، كان أكثر المشاركين فيه من الذكور بنسبة 87%، مقابل 13% من الإناث. وكانت الفئات العمرية للمستطلَعين متفاوتة، فـ34.8% منهم من فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 26-35 عامًا، وتراوحت أعمار 29.7% منهم ما بين 36-45 عامًا، و16.9% هي نسبة المشاركين ذوي الفئة العمرية ما بين 18-25 عامًا، وبنفس النسبة لمن كانت أعمارهم ما بين 46-65، فيما 1.7% كانت أعمارهم فوق الـ65 عامًا.
أما عن المؤهل الدراسي فأغلب المشاركين من الحاصلين على شهادة البكالوريوس بنسبة 44.1%، ثم الحاصلون على الشهادات العليا بنسبة 20.8%، ثم الحاصلون على شهادة الثانوية العامة بنسبة 19.5%، و9.6% طلابٌ جامعيون، وبنسبة 6% فقط للحاصلين على الشهادة الإعدادية.
بالنسبة للنطاق الجغرافي للاستطلاع، جاءت العينة من خمسة عشر محافظة، هي: صنعاء بنسبة 50.5%، عدن بنسبة 10.5%، تعز بنسبة 9.9%، إب بنسبة 7.7%، الحديدة وحضرموت بنسبة 4.8% كلٌ على حدة، ذمار بنسبة 2.2%، عمران وشبوة بنسبة 1.9%، المحويت بنسبة 1.6%، 1.3% لكل من مأرب والضالع، أبين 0.6%، وفقط بنسبة 0.5% لكل من ريمة ولحج على حدة.
النتائج الرئيسة
في البداية سألنا المستطلَعين عن رأيهم في الخدمات التي يقدمها قطاع النقل في اليمن، فقَيَّم 63.6% منهم الخدمات بالضعيفة، و24.6% قيَّموها بالمتوسطة، فيما قيَّم 11.8% منهم بالممتازة.
وعمَّا إذا كانت خدمات النقل في اليمن تنطبق على معايير الجودة العالمية أم لا، أجاب 85.9% بالنفي، في حين أجاب 14.1% من المشاركين بـ”نعم”.
هذا، ويرى 89.8% من المستطلعين أنه على الرغم من أن الخدمات التي يقدمها قطاع النقل ضعيفة، وعدم انطباقها على معايير الجودة العالمية فإن أسعارها مرتفعةٌ جدًا، في حين قال 10.2% منهم أن أسعار خدمات النقل في اليمن مناسبة.
كما يعتقد 56.3% من المستطلَعين أن الاهتمام بخدمات النقل في اليمن سيسهم في رفع العائد الاقتصاد الوطني بشكل كبير، وقال 28.6% منهم إن الاهتمام بخدمات النقل سيسهم في رفع العائد الاقتصادي بشكل متوسط، فيما يرى 15.1% أنها لن تسهم في رفع العائد الاقتصادي الوطني بالمرة.
أما عن أكبر التحديات التي تواجه قطاع النقل في اليمن فكانت إجابات المشاركين في الاستطلاع كالآتي*:
- الصراع، بنسبة (71.4%).
- ضعف البنية التحتية، بنسبة (67.5%).
- الضرائب، بنسبة (37%).
في الختام، اتفق المشاركون في الاستطلاع على أن قطاع النقل من أهم القطاعات الحيوية في اليمن، وأنه يجب البدء في تحسين الخدمات التي يقدمها، لا سيما في الأرياف ومناطق الصراع؛ لتسهيل حياة اليمنيين.
* سؤال متعدد الخيارات، حُللتْ كل إجابة عن هذا السؤال -بوصفها عينة منفصلة- بنسبة تقدر بـ 100%
قطاعات النقل في الجمهورية اليمنية.. واقع يستحق الاهتمام
صوت الأمل – نبيل عبدالله بن عيفان (نائب المدير العام لفرع الهيئة العامة للشؤون البحرية في …