دور العملية التعليمية في تمكين الشباب
صوت الأمل – أفراح بورجي
الشباب وقود الأمة، وقوتها، وثروتها الحقيقية، وعمادها المتين، لذا فإن تعليمهم التعليم الصحيح الذي يمكنهم من تطوير أنفسهم ويؤهلهم للإبداع والابتكار قد يسهم في نهضة المجتمع وتنميته.
وتنطلق أهمية التعليم في كونه الداعم الأساسي لتمكين الشباب، ورفع كفاءاتهم، وتطوير مهاراتهم، وتعزيز قدراتهم، سواء أكان ذلك من تعليمهم التعليم الصحيح في مراحل التعليم الأساسي والثانوي أو التعليم العالي أو انخراطهم في معاهد التدريب والتأهيل المتخصصة في مجالات مختلفة، وبالتالي فإن انتشار المرافق التعليمية في مختلف محافظات الجمهورية اليمنية، يشكل فارقا عجيبا في النهوض بالمجتمع.
معتز القاضي، مدير معهد (الحديدة فلاي) السابق، يقول: “إن وجود معاهد التدريب والتأهيل وفروعها، سواء المتخصصة في اللغات أو الحاسب الآلي أو أي مجالات علمية وتقنية وفنية مختلفة، يساهم بشكل كبير في تعزيز دور العملية التعليمية في تمكين الشباب في شتى المجالات، وإكسابهم المهارات والقدرات التي تمكنهم من المساهمة في التنمية المجتمعية المستدامة”.
وأضاف القاضي: “كما أن وجود فروع للمعاهد في جميع محافظات الجمهورية، خصوصا تلك التي تقدم برامج تدريبية عالية المستوى، بما فيها من دراسات تجعل الشباب متمكنين من التكنولوجيا والأدوات الرقمية، يساهم بشكل كبير في تمكينهم، وتعزيز قدراتهم، وتطوير مهاراتهم وتقنياتهم، والدفع بهم نحو تخصصات نوعية ومستقبل أكثر إشراقا”.
التعليم في المعاهد يعزز مساهمة الشباب في التنمية
من جهته، يقول عبد الكريم الشرعبي (أستاذ في معهد إل تي إس للتدريب): “إن دور المعاهد في تمكين الشباب يتمثل في تمكينهم من معرفة التدريب وأهميته للوصول إلى الغاية التي يبحثون عنها”
وأضاف الشرعبي: “كثير من الشباب عند تدريبهم في المعاهد يبحثون عن التغيير إلى الأفضل أو لتطوير معلوماتهم وقدراتهم ومهاراتهم، وهذا يهدف إلى إعداد الفرد إعدادا جيدا لمواجهة متطلبات الوظائف الحالية، وتنمية مهاراته الفنية والذهنية، ومواجهة الاحتِياجات المُستقبلية وتحقيق النجاح، ليكون هذا من أحد أهم أدوار العملية التعليمية في تمكين الشباب”.
وواصل الشرعبي، قائلا: “بالنسبة للمعاهد والدورات التدريبية التي تقوم على هدف تنمية مهارات المتدربين أو زيادة معرفتهم بما يفيدهم في عملهم أو حياتهم، كون التدريب له أهمية كبيرة في العصر الذي نعيش فيه، لاسيما مع متطلبات الواقع الذي فرضه التطور السريع في المجالات التكنولوجية والعلمية، والذي يجعل الشباب بحاجة لتعلم مهارات وعلوم جديدة، ولعل أوضح مثال على ذلك هي التطورات الحاصلة في مجالات الحاسب الآلي، ما يجعلنا بحاجة لنتعلم الجديد في هذا المجال ربما كل أسبوع”.
وأوضح الشرعبي أن السبب في فتح المعاهد وفروعها المتخصصة في كثير من المحافظات والقرى، يكمن في أن الجامعات تقوم على تخريج كثير من الطلاب والطالبات، ولكن البعض منهم لا يمتلك مهارات أو كفاءات عالية للعمل، خصوصا مع ضعف إمكانيات التطبيق العملي في الكثير من الجامعات والكليات، لا سيما الحكومية منها؛ لهذا فإنهم بحاجة إلى دورات تدريبية في المعاهد والشركات الخاصة، ليكتسبوا مهارات أكثر حتى يتمكنوا من الخروج إلى سوق العمل”.
وفي ذات السياق، يقول الإعلامي رشيد سيف: “بالنسبة لدور القطاع الخاص مثل المعاهد وحتى المراكز التعليمية والمنظمات التي تتبنى ورشة ودورات تعليمية للشباب سواء بمقابل مادي أو بدون، يتمثل في أنه يساعد الكثير من الشباب على اكتساب مهارات وخبرات، ويسهل عليهم فرص الحصول على وظائف وأعمال، خاصة في ظل غياب الدور الحكومي من ناحية التعليم والتوظيف في آن واحد”.
وواصل رشيد سيف: “يمكننا القول بأن القطاع الخاص المهتم بتطوير الشباب وتمكينهم يركز على مجالات حديثة ومتطورة بعكس الجانب الحكومي الرسمي وغير المحدث منذ سنوات طوال، ولكن في الحقيقة يساهم القطاع الخاص في تنمية قدرات الشباب وإمكانياتهم ويكسبهم خبرات بوقت قصير وبشكل أكبر”.
وأفاد سيف: “أن القطاع الخاص يلعب دورا إيجابيا لتمكين الشباب، ويفتح أمام الآلاف منهم فرصًا للعمل والتطوير، رغم الظروف التي تعيشها البلاد بسبب الصراع وتأثيره في عديد من المجالات وأبرزها المجال الاقتصادي، بالإضافة إلى محدودية العمل والجوانب التي يعمل عليها القطاع الخاص من أجل الشباب، إلا أن الكثير منهم وجدوا ثمرة الفائدة ودخلوا سوق العمل واتسعت دائرة معارفهم وثقافتهم بجوانب مختلفة”.
التربية والتعليم أساس في تنمية الشباب وتمكينهم
الأستاذ خالد حسن زيد، (مدير الأنشطة المدرسية ورعاية الشباب)، يقول: “إن دور العملية التعليمية في تمكين الشباب يتمثل من خلال تنفيذ برامج ودورات تدريب وتأهيل مركزية ومحلية للمعلمين المتطوعين في قطاع التربية، وكذلك لطلاب المرحلة الثانوية على الأقل؛ من أجل بناء قدراتهم المهنية، ومهاراتهم الحياتية المختلفة، ولإكسابهم مهارات لخلق فرص عمل لتحسين الوضع المعيشي والمشاركة في التنمية المجتمعية”.
وواصل زيد: “كما نؤكد على ضرورة تنفيذ برامج ودورات وأنشطة في المراكز والمخيمات الصيفية تستهدف الشباب من الطلبة وتكسبهم قدرات ومهارات حياتية خاصة وفي مجال الأعمال التطوعية والخدمية”
وأكد زيد أن هناك تنسيقًا مع عدد من الجهات ذات العلاقة؛ التدريب المهني والتقني لاستيعاب مخرجات خريجي الثانوية العامة في مجالات التخصصات أو الدورات القصيرة”.
أدوار أخرى في العملية التعليمية لتمكين الشباب
الصحفي صلاح الحقب صرح بالقول: “إن قطع الطرق الرابطة بين بعض المحافظات والمناطق، بالإضافة إلى ظروف أخرى خلفتها الحرب، قد تسبب بانقطاع معظم شباب تلك المناطق عن إكمال دراستهم، وإن افتتاح فروع من الجامعات والمعاهد في المناطق البعيدة عن مراكز المحافظات تحديدًا، أمر مهم جداً”.
وعن دور العملية التعليمية (بفرصها المتاحة) في تمكين الشباب، أضاف الحقب، قائلا: “إن واقعنا اليوم يشهد كثافة في فئة الشباب، ونظرا فهذه الكثافة مع غياب فرص التعليم، قد خلقَت فجوة اجتماعية كبيرة، حيث أسلم معظم شباب المناطق البعيدة أمر مستقبلهم للمجهول إن هم بقوا هنا، أو اتخذوا قرار الهجرة، فما من شيء يمكن أن ينجيهم من ذاك الضياع سوى إتاحة الفرص لهم، وذلك لا يتحقق إلا بتوفر زوايا للتعلم في المناطق التي يمكن لهم الوصول إليها بأقل الإمكانيات المتاحة”.
من جهتها قالت الأستاذة (ماريا حمدي): “إن التعليم بشكل عام، سواء أكان في المدرسة أو الجامعة أو في المعاهد المتخصصة، يلعب دورا كبيرا وأساسيا في تنمية المجتمع ككل، وليس فقط الشباب، وكلما كان التعليم أكثر رقيا وعلى مستوى عالٍ من الجودة في الأداء، كلما زادت نهضة المجتمع وزادت فرص استثمار ملكات الشباب وإبداعاتهم في المجالات المختلفة”.
وأردفت حمدي قائلة: “إن أقرب مثال لدور التعليم في تمكين الشباب يتمثل في المجتمعات الخارجية، حيث يعتبر التعليم لديهم دقيقًا في مقتنياته من حيث المواد العلمية ووسائل التطبيق وغيرها الكثير من الأشياء التي يحتاجها الطالب للمعرفة وتطوير الذات وتنمية الإبداع، الأمر الذي جعلهم دولًا متقدمة، وهذا ما ينقصنا في المجتمعات النامية لرفع كفاءة الشباب وتمكينهم بشكل يستطيعون من خلاله النهوض بالمجتمع والرفع بالأمة العربية الإسلامية”.
وأوضحت حمدي، “أنه كلما كان التعليم قويا، كان الإنسان أقرب إلى الطبيعة أو أقرب إلى المجتمع منذ نعومة أظافره، حيث إن مراحل التعليم من الصغر تعتبر أهم المراحل التعليمية التي لابد أن تتلقى اهتماما كبيرا جدا من قبل المعلم والمؤسسات التعليمية والجهات ذات العلاقة، الأمر الذي يساهم بتأسيس جيل واع ومتمكن يحدث فارقا تنمويا وحضاريا، ويسهم في النهوض بالمجتمع، وتعزز ظهور المجتمع المدني القائم على العلم والمعرفة”.
التعليم هو أساس التنمية، وأساس تقدم المجتمعات، ووجود نظام تعليمي واسع ومتفرع في التخصصات يساهم وبشكل كبير في تمكين الشباب وتعزيز قدراتهم الذهنية والعقلية والإبداعية، واستمرارهم بشكل يرفع من شأن المجتمع والأمة بشكل عام.
98% يعتقدون أن الظروف السيئة التي يعيشها المعلمون الآن ستؤثر بشكل سلبي على السلوكيات العامة للمجتمع
صوت الأمل – يُمنى أحمد التعليم هو الطريق الأمثل لقيام مجتمع سوي يتمتع أفراده بالحرية والمس…