انقطاع الكهرباء يهدد حياة المرضى وسكان المناطق الحارة
صوت الأمل – أفراح أحمد
لا زال وضع الإنسان في اليمن يزداد سوءًا بعد أن حال الصراع بينه وبين توفير الخدمات التي تمكنه من العيش بحياة كريمة، وما إن دخلت البلاد عامها السادس من البؤس حتى ازداد وضع الإنسان اليمني سوءاً.
تقرير صادر عن منظمة اليونيسف أخيرًا، أوضح أنَّه في منتصف عام 2020م كان هناك نحو 24 مليون شخص بحاجة إلى المساعدات الإنسانية وهو ما يمثل 80٪ من السكان، وقد هرب أكثر من 3.5 مليون شخص من منازلهم، بينما يفتقر أكثر من مليون شخص إلى الحصول على الخدمات الصحية الأساسية.
في كثير من زوايا البلاد تعرقلت الخدمات العامة وأهمها الكهرباء، وقد سبب انقطاع الكهرباء مشاكل كبيرة جدًا، وتوقفت الجهود التنموية؛ حيث وقعت الفوضى في الخدمات الحيوية الأخرى مثل التعليم والمياه والصرف الصحي والرعاية الصحية.
عرقلة وتوقف
لقد سبب انقطاع الكهرباء مشاكل عديدة منها عرقلة الجهود الخدمية والتنموية، وهنا يتحدث “الدكتور سليم يماني” عن معاناته مع الكهرباء كونه دكتور أسنان ولديه عيادة خاصة في مدينة الحديدة.
موضحًا أنَّ انقطاع الكهرباء تسبب في توقف عيادته عن العمل، إذ أنَّ كرسي طبيب الأسنان يعمل على الكهرباء، فقام بشراء المولد الكهربائي الذي يعمل على المشتقات النفطية؛ ولكن المشكلة لم تنته عند المولد، فارتفاع أسعار المشتقات النفطية جراء الصراع؛ جعلته يضطر لإغلاق العيادة والاعتذار من المرضى.
يضيف الدكتور سليم: “انقطاع الكهرباء العمومي، أدى لظهور فكرة الكهرباء التجارية الخاصة؛ بوصفها حلاً منقذاً لمشاكل انقطاع الطاقة الكهربائية الحكومية”.
ضحايا انقطاع الكهرباء
حسن علي(أحد سكان مدينة الحديدة) يتحدث لـ “صوت الأمل”: “ضاعف انقطاع الكهرباء الحكومية في الحديدة على ألم الصراع آلام أخرى، لم يتمكن المواطن في الحديدة من النوم، نذهب للنوم على أسطح المنازل، لكننا لا نستطيع؛ بسبب الصراع والشظايا”.
متحدثاً بلسان حال السكان في الحديدة، بأنَّهم في انتظار أبسط حقوقهم، وهي توفير الكهرباء؛ كونهم يعيشون في منطقة حارة، ويؤكد حسن: “كلما ازداد الحر جاءت معه أمراض منها الأمراض الجلدية، وهي الطفح الجلدي والصنافير؛ لتمتلئ أجساد أطفال محافظة الحديدة بالجروح”.
ضحية جديدة
غدير الشرعبي (ابنة الـ15 ربيعًا إحدى ضحايا مشاكل انقطاع الكهرباء بمدينة عدن)، بحسب ما تقول فإنَّها أحد مرضى السكري، وهبوط الدم بانخفاض درجة الحرارة؛ يؤثر على صحتها فهي كلما جاء موسم الدراسة جاءت معه أوجاعها؛ بسبب الحرارة الشديدة بفضل الصيف والبيئة حد وصفها.
ومع انقطاع الكهرباء في المدارس الحكومية يزداد وجع الطلاب وغدير من ضمن تلك الفئة؛ كونها مريضة سكر فهذا المرض يؤثر عليها، فكلما زاد الحر الشديد تبعه زيادة في مرضها، فتأخرت عن الدراسة وتراجع مستواها كثيرًا؛ بسبب تغيبها عن الحصص المدرسية.
ضحايا الصراع وانقطاع الكهرباء
“بسبب الحر الشديد فقدت أختي” هكذا تبدأ أمل عرفات حديثها قائلة: “بسبب انقطاع الكهرباء في الحديدة؛ والوضع المادي الذي لا يسمح للأسرة بشراء الطاقة الشمسية، يأتي الليل بحرارته القاسية مع وجع النزاع الذي حرمني من أختي، فنحن ننام في أسطح المنازل وبذلك اليوم جاءت الطائرة محلقة لتقصف قريباً من بيتنا فأتت شظية لتخطف منا أختي”.
أكملت عرفات حديثها: “الصراع قاسي جدًا، حرمنا من أبسط حقوقنا، وهي خدمة الكهرباء وحرمنا الأمان، فنحن بداخل بيتنا والبعض يموت؛ بفعل القصف”.
آراء طبية
وبهذا الخصوص تقول (الدكتورة حنان شريم): “بسبب الحر وما ينتجه من أمراض منها ارتفاع وانخفاض الضغط، وكذلك حرارة الصيف بالمناطق الساحلية؛ ينتج عنه أيضاً أمراض جلدية، كالطفح الجلدي وهناك طفح من نوع آخر يسمى الصنافير وهي حبوب تكبر بشكل كبير في جميع أجزاء الجسم”.
وبحسب مصادر طبية بمستشفى الثورة العام بالحديدة “لا توجد إحصائية محددة لعدد ضحايا انقطاع الكهرباء، ولكن هناك العديد من الوفيات أثناء بداية انقطاع الكهرباء؛ بسبب الحر الشديد، وأيضاً نفاذ الأكسجين الذي تسبب في عرقلة بعض الخدمات بالمستشفى حينها”.
في حين صرح مصدر مسؤول بمستشفى الثورة العام بالحديدة -فضّل عدم ذكر اسمه-، أنَّه لا توجد إحصائية محددة لعدد ضحايا انقطاع الكهرباء؛ وأنَّه عندما انقطعت الكهرباء استُبدلت خدمة المؤسسة المقطوعة بالمولدات التي تعمل بالمشتقات النفطية، ومنظومات الطاقة الشمسية، وما إن جاءت خدمات الكهرباء التجارية حتى كان المستشفى أول من يشبك الخط معهم، ولكن عندما اشتد الصراع بين الطرفين مطلع عام 2018م توقفت الخدمة بالمستشفى، وزاد الوضع سوءاً عندما قُصف المستشفى (مركز الإحصاء)، وجرى استئناف العمل بعد فترة من توقف خدمة المستشفى بالحديدة.
47% يرون أنَّ قطاع الصحة هو الأكثر تضرراً بسبب انقطاع الكهرباء في اليمن
صوت الأمل – يُمنى أحمد أوضحت نتائج استطلاع إلكتروني، أجرته وحدة المعلومات واستطلاع الرأي ف…