مشاريع ناحجة تقودها مصارف اليمن
صوت الأمل – فاطمة رشاد
رغم الانهيار في القطاع المصرفي في اليمن جراء ما يحدث على صعيد المشهد الاقتصادي فإنَّه يحاول الصمود أمام كل العقبات التي يواجهها وذلك عبر المشاريع التي يقدمها ويدعمها من أجل النهوض.
كثيرة هي المشاريع التي يقدمها القطاع المصرفي مع عدة جهات تعمل ضمن خطة اقتصادية متوازية للنهوض بالمصارف في اليمن. ورغم العقبات فإنَّ أغلب المصارف أصبحت تعي ما يحدث لكي تتفادى كل الصعوبات التي تعيقها، فهناك بنوك تحاول تقديم أفضل ما لديها لكي تصبح من أفضل المصارف في تقديم فرص تشاركية للعمل سواءً مع العميل أو مع الجهات التي تحتاج إلى شراكة فعلية لإنجاز مشاريعها وأعمالها عبر وسيط وهذا الوسيط في الغالب يكون قطاعاً مصرفياً.
انتشار مصرفي واسع
عن أهم المشاريع الناحجة في اليمن، والتي راجت في الوقت الراهن، يوضح حافظ طربوش (الخبير الاقتصادي) أنَّ ظروف اليمن الاقتصادية جعلت الكثير يتجهون إلى مشاريع محلات الصرافة، والتي باتت من أهم المشاريع التي تدار في اليمن من قبل المصرفيين أنفسهم الذين كانوا يعملون في البنوك، ولكنهم وجدوا أنَّ هناك سوقاً مفتوحة للمصارف.
ويواصل طربوش بأنَّ هناك عوامل كثيرة أدت إلى الاستثمار في فتح محلات صرافة، وهي سعر الصرف غير المستقر إلى جانب التحويلات المالية من المغتربين لأهلهم في اليمن، وكذلك كثرة التحويلات لشراء السلع التي كانت تقوم بها البنوك، نجد أنَّ محلات الصرافة أصبحت هي من تقوم بهذا الدور الذي كانت تلعبه البنوك آنذاك، وكما نلاحظ انعدام السيولة لدى البنوك قد أدى إلى احتلال هذه المحلات مكانة أخذت دور البنوك.
دعم المنشات الصغيرة
في بنك التضامن تقول هبة محمد (إحدى العاملات هناك): “نحن نقوم بالشراكة مع عدة جهات في إقامة مشاريع، وأهم مشروع للبنك هو مشروع مساندة ودعم المشاريع الصغيرة التي تعد المفتاح الأساسي في الاقتصاد الصاعد الذي يحقق التنمية المستدامة في اليمن”.
وتضيف محمد بأنَّ رغم الصعوبات التي يواجها البنك من الناحية الاقتصادية والتي جعلت الكثير من روؤس الأموال تهاجر فإنَّ دعم البنك ما زال مستمراً لهذه المشاريع الصغيرة –خاصة- مشاريع الشباب التي أصبحت تجد رواجاً في الاهتمام بها ومساعدتهم في تكبيرها من خلال القروض التي تُمنح لهم.
مواصلة حديثها أنَّ هناك اهتماماً بالمشاريع التي تتخذ نهج المؤسسات المالية الناجحة في البلدان المتقدمة، والتي لا بد أن نقوم بها في اليمن حتى ينهض الاقتصاد الوطني، وذلك لن يتم إلا من خلال استخدام التكنولوجيا استخدامًا صحيحًا، إلى جانب تشجيع الاستثمارات في القطاعات البنكية والمصرفية، ويكون هناك شراكة جيدة بين رجال الأعمال لا تنتهي عند أخذ قروض، بل يجب أن يساهم في عملية استراتيجية الاندماج والشراء عند دخول الأسواق سواءً أكان عبر مشاريع صغيرة أو مشاريع كبيرة تنافس في الأسواق العالمية.
يوافقها الرأي أبو بكر باعبيد (رئيس الغرفة التجارية في محافظة عدن) الذي قال: “نحن نسعى إلى دعوة رجال الأعمال للاستثمار في القطاع المصرفي والمساهمة في إقامة نشاطات تخدم البلد بدرجة أساسية، وتخدم أصحاب المشاريع الصغيرة التي تمثل الركيزة الأساسية في الاقتصاد”.
ويواصل باعبيد حديثه: “قبل فترة افتتح بنك القطيبي تمويلات المشاريع الصغيرة، وهذا يعد بحد ذاته نجاحاً لأي مصرف يدعم المشاريع التي تحتاج إلى دعم مصرفي من خلال الإقراض الحسن، والإقراض الجيد الذي لا يرهق المقترض”.
بنك اليمن والكويت
دنيا جلال (تعمل لدى بنك اليمن والكويت) تقول: “يسعى البنك إلى تمكين مشاريع المرأة التي تهدف إلى إزالة الحواجز أمامها؛ للوصول إلى الموارد الإنتاجية وذلك لغرض تمكينها اقتصاديًا بما يتيح لها التطوير في عملها، وهذه المشاريع التي يقوم بها البنك من خلال دعم جودة أنشطة المؤسسات والمنظمات المشاركة في تمكين المرأة، والتخفيف من أثر البطالة ومراعاة احتياجات المراة غير المالية وهذه مساهمة البنك في دعم مشاريع رائدات الأعمال”.
قطاعات ناجحة
من المشاريع الناحجة في أغلب البنوك بحسب منير المقطري (الخبير الاقتصادي والباحث في الشؤون البنكية) هي مشاريع التمويلات للمشاريع الصغيرة، وهذا ما يقدمه بشكل كبير وملحوظ بنك الأمل الذي ساهم في الكثير من المشاريع الإقراضية، وكذلك في ضم مشاريع الطاقة الشمسية، والمشاريع التنموية، وقد حصل بنك الأمل على جائزتين دوليتين من قبل المؤسسة الدولية للتنمية (IFC) على جهود البنك بوصفه مؤسسة مالية متميزة في تقديم منتجات وخدمات استثنائية لعملاءها من خلال دعمه للمشاريع الصغيرة، ويعد أفضل بنك لرائدات الأعمال اللواتي يعمل البنك على دعمهن ضمن الفئة المستهدفة في البنك.
ويواصل المقطري: “أهم المشاريع التي يقدمها بنك الأمل مشروع صناديق الاستثمار الإسلامي الذي يقوم بتشجيع قطاع التمويل، حيث يجذب رجال الأعمال والمستثمرين؛ لتوفير فرص عمل لخفض البطالة والفقر. كما أنَّه يقوم بتشجيع الشباب على الادخار، إلى جانب مشروع التأمين الإسلامي التكافلي إلى جانب إنشاء صندوق الأمل للتعافي من الأزمة التي لا يزال يعيشها وتضرر منها”.
مردفًا: “يعد بنك الأمل البنك الأول الذي اشتغل على هذا المشروع بعناية لمواجهة الأوضاع الاقتصادية في اليمن، كما أنَّه قام بفتح حسابات في بنوك مرتسلة في الخارج؛ ليصبح أكبر بنك مساهم في دخول العملة الصعبة إلى البلاد فقد ساهم في دخول أكثر من 20 مليون دولار في عام 2018م وفق التقرير السنوي الذي صدر عن البنك نهاية العام 2018م”.
كما يؤكد الخبير الاقتصادي والباحث في الشؤون البنكية منير المقطري أنَّ ما ساعد بنك الأمل على التميز هو الشراكة في المشاريع مع المنظمات التي يقوم بها، خاصة أنَّه قدم خدمة الدفعات النقدية التي أتاحت للمنظمات والمؤسسات التي ترغب في تقديم المساعدات النقدية عبر التحويلات البنكية أن تولي البنك ذلك.
موصلًا حديثه: “ومن أبرز المنظمات منظمة اليونسيف، والمساعدات النقدية الإنسانية وكذلك برنامج الأغذية العالمي، ومشروع المساعدات الغذائية الطارئة، ومشروع النقد مقابل العمل، ومنظمة الإغاثة الإسلامية، ومنظمة كير، وآكتد، ومشروع صندوق الرعاية الاجتماعية، وكذلك مشروع السقايات والمساقط المائية من خلال برنامج التمكين ومؤسسة التواصل الإنساني”. يلخص المقطري أبرز المعوقات التي تقف أمام المشاريع البنكية الناجحة في اليمن في: الأموال المهاجرة، وعزوف بعض رجال الأعمال عن استثمارها في اليمن، ووجود فجوة في خلق فرص استثمارية جيدة، وكذلك تحسين الخدمات المصرفية أمام المشاريع التي تقدم عبره لخدمة المجتمع.
استطلاع.. 40.7%: الانقسام الإداري للبنك المركزي أكبر المشاكل التي تواجه القطاع المصرفي اليمني
صوت الأمل – يُمنى الزبيري كشفت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن إنفورميشن سنتر (YIC) للبحو…