كيف يحمي المخترع اليمني حقه الفكري؟
صوت الأمل – ياسمين عبد الحفيظ
الاختراع حسب المادة (58) من قانون الملكية الفكرية اليمني، هو ابتكار يتضمن حلاً لمهمة تكنيكية يتميز بجدية جوهرية وتكون له نتيجة إيجابية في أي مجـال من مجالات الاقتصاد أو الثقافة أو الصحة أو الدفاع كـإبداع أدوات عمل أو مواد تصنيع أو التوصل إلى طريقة صناعية جديدة، أو التطبيق التكنيكي لمبدأ علمي يعطي نتائج صناعية مباشرة.
البراءة حسب المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو)، هو حق استئثاري يُمنح نظير اختراع في شكل منتج أو عملية تتيح –عمومًا- طريقة جديدة لإنجاز عمل ما أو تقدِّم حلًا تقنيًا جديدًا لمشكلة ما.
براءة الاختراع
وبحسب الويبو، للحصول على براءة يتعين الكشف عن المعلومات التقنية الخاصة بالاختراع للجمهور عند طلب البراءة، ويجوز لمالك البراءة التصريح لأطراف أخرى، أو الترخيص لها، الانتفاع بالاختراع وفقًا لشروط متفق عليها، ويجوز لمالك البراءة أيضًا بيع الحق في الاختراع لشخص آخر يصبح عندئذٍ مالك البراءة الجديد، وعند انقضاء مدة البراءة، تنتهي الحماية ويُحال الاختراع إلى الملك العام، ويعني هذا أن يصبح الاختراع في متناول الغير لاستغلاله تجاريًا دون التعدي على البراءة.
نظام تسجيل الاختراعات
وفقاً لتعريف المنصة الوطنية الموحدة، فنظام تسجيل الاختراعات تعد خدمة إلكترونية تتيح للمستفيد الحصول على وثيقة حماية استئثارية تُمنح لمن توصل إلى اختراع، ومدة حماية براءة الاختراع 20 سنة من تاريخ إيداع الطلب، والمتطلبات أن يكون الاختراع جديدًا، وأن ينطوي الاختراع على خطوة ابتكارية، كما يجب أن يكون الاختراع قابلًا للتطبيق الصناعي.
وذكرت المنصة، أنَّ لمالك البراءة الحق في تقرير من الذي يجوز له أو لا يجوز له الانتفاع بالاختراع المشمول بالبراءة خلال مدة حماية الاختراع، ويجوز لمالك البراءة التصريح للغير أو الترخيص له بالانتفاع بالاختراع وفقًا لشروط متفق عليها، كما يصح لمالك البراءة أيضًا بيع حقه في الاختراع لشخص آخر يصبح بذلك مالك البراءة الجديد.
في معرض رده عن سؤال ماهو نظام تسجيل الاختراعات؟ يقول المهندس مازن أحمد فرحان (مسؤول التحكم الصناعي وعضو اللجنة الإشرافية لاختيار الاختراعات والابتكارات من المجلس البريطاني): “إنَّ نظام تسجيل الاختراع هو عبارة عن استمارة خاصة بالاختراع وموقع متخصص بذلك وجريدة أو مجلة متخصصة وخطوات معينة لتقييم الاختراع وسرية بيانات الاختراع”.
من جهته يذكر الدكتور محمد البارد (رئيس قسم نظم المعلومات بجامعة إقليم سبأ مأرب)، أنَّ نظام تسجيل المخترعات عبارة عن مؤسسات على مستوى الدولة ومراكز متخصصة داخل مؤسسات التعليم العالي، ويكون بها كادر مؤهل قادر على تقييم الاختراع والفكرة من حيث الأصالة، بمعنى أن يكون الاختراع جديدًا وغير مسبوق في مجاله، و إجراء عدة مقابلات مع المخترع أو الباحث للتأكد من عمله، وتوعيته بعدم نشره إلى جانب إصدار حقوق الملكية وفقًا للقوانين واللوائح المنظمة لذلك وتوفير الدعم المادي واللوجستي للاختراع، وتحويله إلى منتج ملموس.
الحقوق والواجبات
ووفقًا للمنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو)، تنفذ الحقوق في البراءات عادة في المحاكم بمبادرة من مالك الحق، ففي أغلب الأنظمة تتمتع المحاكم بسلطة وقف التعدي على البراءة، إلا أنَّ المسؤولية عن رصد المتعدين على البراءة وتحديدهم واتخاذ الإجراءات ضدهم يتولاها مالك البراءة، وتمنح الحماية بموجب براءة الاختراع لفترة محدودة، تبلغ عمومًا 20 سنة من تاريخ إيداع الطلب.
وذكرت المنظمة العالمية للملكية الفكرية، أنَّ من أنواع الاختراعات التي يمكن حمايتها بحيث يجوز منحها البراءات هي أي اختراعات تنجز في أي مجال من مجالات التكنولوجيا، من أوعية الطهاء اليومية إلى شرائح النانوتكنولوجيا (علم النانو تكنولوجي هو العلم الذي يهتم ببناء وتصنيع المواد والأجهزة على مقياس النانو؛ وهو عبارة عن وحدة قياس صغيرة)، ويمكن أن يكون الاختراع عبارة عن منتج –مركب كيميائي- أو عملية لإنتاج مركب كيميائي معيّن، وتحتوي العديد من المنتجات في الواقع على عدد من الاختراعات، فيمكن مثلًا أن تحتوي الحواسيب المحمولة على مئات من الاختراعات تعمل مع بعضها.
كما يمكن الترخيص بالانتفاع ببراءة الاختراع، «المقصود ب(الترخيص بالانتفاع ببراءة الاختراع) حسب المنظمة العالمية WLPO هو أن يصرح مالك البراءة لفرد آخر/منظمة أخرى بصنع اختراعه المحمي والانتفاع به وبيعه وما إلى ذلك، ويمنح هذا التصريح وفقًا لشروط متفق عليها (مثل تحديد المبلغ الذي يسدده المُرخَص له إلى المرخّص وطريقة سداده)، لغرض محدد في إقليم محدد ولفترة زمنية متفق عليها، والسبب في ذلك أنَّه قد لا يكون لديه ما يلزم من مرافق تصنيع فيختار مثلًا السماح للآخرين بصنع اختراعه المحمي وبيعه مقابل سداد «إتاوة»، وقد يكون لديه هذه المرافق لكنَّها ليست كبيرة بما يكفي لتلبية طلب السوق، وفي هذه الحالة قد يهتم بترخيص البراءة لمُصنّع آخر؛ للانتفاع من مصدر دخل آخر”.
وعن الحقوق والواجبات، فوفقًا للمنظمة، يفرض قانون الملكية الفكرية إنشاء حقوق ملكية وفرض واجبات على المبتكر فيما يتعلق بعمله أو منتجه، فمثلًا يحق لصاحب الملكية إنتاج ونسخ عمله وتسويقه وغيرها، حيث تُفرض الملكية الفكرية استبعادًا لممارسة حقوقه القانونية لأي طرف آخر، ويجب على المالك ألا يتجاوز شرط المعاملة بالمثل لحقوق الآخرين.
أسباب ضياع حقوق براءة الاختراع في اليمن
عن أسباب ضياع حقوق براءاة الاختراع في اليمن، يقول محمد البارد (رئيس قسم نظم المعلومات بجامعه إقليم سبأ- مأرب): “ما نلاحظه اليوم من غياب للإنتاج الإبداعي في اليمن هو نتيجة حتمية للواقع الذي يفتقر إلى عدم وجود مؤسسات ومراكز إبداع واختراع يكون من مهامها تقييم الاختراعات والأفكار الجديدة غير المسبوقة في مجالها، وتسجيل حقوق الملكية، وبراءات الاختراع، ويكون من مهامها أيضا التوصية بدعم الباحثين والمخترعين ونتاجهم العلمي، وأيضاً عدم وجود الرعاية اللازمة للفكرة والاختراع، وعدم الاهتمام بها”.
ويضيف البارد، أنَّه من المفترض أن يكون هناك دراسة لجدوى الفكرة أو الاختراع وتقديم الدعم اللازم لصاحب الفكرة لتحويلها إلى منتج يعود بالفائدة عليه وعلى الدولة، متمنيًا من الدولة أن تهتم بالتعليم بشكل عام، وبتشجيع الموهوبين واحتضانهم وكذلك على الدولة ومؤسسات التعليم العالي وكادرها الاهتمام بالبحث العلمي واستقطاب الموهوبين وإنشاء مراكز ابتكار، وتسجيل براءة الاختراع، وكذلك على القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية.
كيفية حماية المخترعات من السرقة
عن ذلك يقول (رئيس قسم نظم المعلومات بجامعه إقليم سبأ- مأرب) محمد البارد: “بأن يتوفر الوعي اللازم والكافي لدى المخترعين والباحثين بأهمية حقوقهم، ومعرفة كيفية تسجيل هذه الحقوق سواءً على المستوى المحلي أو المستوى الإقليمي أو الدولي، وجود القوانين واللوائح المنظمة لعملية حماية حقوق الملكية والمخترعات، والموضحة لآلية الخطوات والعمليات المتبعة لذلك”.
من جهته يلخص المهندس مازن أحمد فرحان (مسؤول التحكم الصناعي، عضو اللجنة الإشرافية لاختيار الاختراعات والابتكارات من المجلس البريطاني) كيفية حماية المخترعات من السرقة في إصدار قوانين تضمن حماية الابتكارات والاختراعات من السرقة، واختيار لجنة من شأنها تدوين الابتكارات والاختراعات وإثبات ملكيتها لأصحابها والإعلان عنها دون إظهار كل تفاصيلها إنَّما مسمياتها وفوائدها.
معوقات الحصول على براءة اختراع
يرى المهندس مازن، أنَّ عدم وجود ثقافة لدى جهات الاختراع أي عدم وجود ثثقيف لرواد الاختراع وعدم التسهيل والترويج لهم، وعدم دعم المشاريع والابتكارات والأفكار إلى جانب عدم فتح مكتب دائم فيه كامل التجهيزات يستقبل المخترعين يعد من أهم معوقات الحصول على براءة اختراع.
فيما يرى الدكتور محمد يحيى (الباحث في مجال علم البيانات والذكاء الاصطناعي)، أنَّ من معوقات الحصول على براءة اختراع هو انعدام الوجود المؤسسي، أو ما يسمى بمراكز الإبداع والاختراع التي من أبرز مهامها الحفاظ على الإنتاج الإبداعي، وتسجيل براءات الاختراع لأصحابها وحمايتهم وحماية إنتاجهم، وعدم توفر كادر متخصص له القدرة على تحديد قيمة المنتج الإبداعي المتمثل في الاختراعات العلمية وإعطائه ما يستحق من الاهتمام.
استطلاع لYIC : 54.1% من المخترعين اليمنيين يعانون من التهميش
صوت الأمل كشفت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفورميشن سنتر منتصف شهر مايو 2022م حول “ا…