تشجيع الاختراعات مطلب للتنمية الاقتصادية في اليمن
صوت الأمل – عبد الجليل السلمي
لا يختلف عارفان في أنَّ الابتكار هو المحرك الرئيس للنمو الاقتصادي والتنمية والتوصل إلى حلول للتحديات الاجتماعية والاقتصادية؛ إذ يتمتع الابتكار بالقدرة على إطلاق العنان للقطاع الخاص، وبناء اقتصاد أكثر تنوعاً وتنافسية للدول.
وقد تطور الابتكار وتعددت أشكاله بشكل كبير خلال العقود الماضية، لأنه العنصر الأساسي في تحقيق نمو اقتصادي مستدام في الأسواق الحديثة التي يشهدها العالم اليوم.
وبحسب تقرير المنظمة العالمية للملكية الفكرية للعام 2011م «الوجه المتغير للابتكار»، فإنه في البلدان ذات الدخل المرتفع، تقدر الدراسات الدور الذي يلعبه الابتكار في ارتفاع الإنتاجية على مختلف الأصعدة الاقتصادية بنسبة كبيرة تصل إلى 80 في المائة.
ضرورة للاقتصاد
تقول منال أحمد الثور (المدير التنفيذي للمركز اليمني للتدريب والروبوت) لـ”صوت الأمل»: “إنَّ الاختراعات هي أفكار جديدة لم يسبق لها مثيل وغالبًا تكون لحل المشاكل أو للتطوير والتنمية، والاختراعات أيضًا لها ارتباط وثيق جدًا بالعلم وتطوره وتشمل كافة المجالات».
موضحة، أنَّ من أهم فوائد الاختراعات أنَّها أقل كلفة وجهداً ووقتاً، مؤكدةً أنَّ الاختراعات من متطلبات التنمية الاقتصادية في اليمن كالتخطيط، وتوفير البيانات والمعلومات اللازمة والإنتاج بجودة وتوفير التكنولوجيا الملائمة، وتدريب الموارد البشرية المتخصصة ووضع السياسات الاقتصادية الملائمة.
وعن حجم المنافع التي تجنيها الدول من الاختراعات، تؤكد منال الثور، أنَّ للاختراعات فوائد كثيرة على الدول منها تحسين المستوى الاقتصادي والاجتماعي، وتوفير فرص العمل وتحسين حياة الإنسان.
وعن أهم الاختراعات التي تحولت لمشاريع اقتصادية تذكر منال الثور، بأنَّه مر على العالم العديد من ثورات الاختراع التي خدمت الإنسانية أهمها: اختراع الحواسيب الرقمية مروراً بتطوير أنظمة شبكات الإنترنت إلى قيام ثورة التكنولوجيا الرقمية.
وأوضحت منال الثور، أنَّ اليمن اليوم لا تزال بحاجة إلى ثقافة ووعي التنمية الشاملة من خلال اكتشاف المخترعين والموهوبين الذين يعدون من أهم شرائح المجتمع.
واستطردت بالقول: “نعمل من خلال برنامج «مشروعي» لإنشاء مراكز البحوث التي تتبنى أفكار المخترعين والموهوبين الذي يعانون –اليوم- من عدم اكتشافهم والالتفات لقدراتهم التي ستخدم الوطن والمواطن في كافة الجوانب أهمها الجانب الاقتصادي».
مؤكدة، أنَّ منصة «مشروعي» ستمثل قاعدة أساسية تضم المشاريع والدراسات والأبحاث العلمية الجديدة والمفيدة التي ستستفيد منها جميع الجهات العامة والخاصة.
قائلة: «علينا استغلال التطور التكنولوجي وليس الخوف منه؛ لأنَّ اليمن بحاجة إلى عباقرة التخطيط وإلى أبطال التنفيذ، وأنَّ القيادة ليست مكان للاستراحة، من خلال تمكين المواهب والقدرات والاستدامة في تطويرها وصناعة التأثير الحقيقي في جميع مجالات الحياة».
استثمار الابتكار
الدكتور عبد العزيز الحوري (نائب رئيس الهيئة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار) يؤكد أنَّ هناك مشاركة كبيرة من جانب القطاع الخاص الشريك الأساسي في الجانب الاستثمار إلى جانب المؤسسات الحكومية التي لها علاقة بالتجارة والصناعة والمؤسسات الاقتصادية، والقطاع الخاص هو شريك أساسي وأحد عناصر التنمية إلى جانب استثماره في المشاريع الإبداعية والابتكارية.
وأشار الدكتور عبد العزيز الحوري إلى أن هناك عدداً من المشاريع تم التنسيق لأجلها والتشبيك مع عدد من المستثمرين وهي في مراحلها الأخيرة.
منافع العالم
يقول التقرير العالمي للملكية الفكرية 2019م جغرافيا الابتكار “البؤر المحلية والشبكات العالمية” الصادر عن المنظمة العالمية للملكية الفكرية: «إن الثورة الصناعية الأولى غيَّرت وجه الاقتصاد العالمي وأنشأت تسلسلًا هرميًا عالميًا مختلفًا للتنمية».
كم جاء في التقرير، شهدت الثورة الصناعية الثانية – التي قامت على مجموعة كبيرة من الاختراعات الآلية والكهربائية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر – دخول أمريكا الشمالية في صفوف البلدان المرتفعة الدخل مع توسع المناطق الصناعية في أوروبا.
وبحسب التقرير العالمي للملكية الفكرية 2019م، ابتداءًا من السبعينيات والثمانينيات، حدثت ثورة صناعية ثالثة شملت على نطاق واسع التكنولوجيات الرقمية وعلوم الحياة والتكنولوجيات البيولوجية والهندسة المالية، مع حدوث تقدم كبير في مجالي النقل والخدمات اللوجستية.
وأضاف: «تزامن ذلك مع الزيادات الكبيرة في التجارة العالمية وتدفقات الاستثمار، وامتداد الابتكار والتنمية الاقتصادية إلى شمال شرق آسيا، منتقلًا من اليابان إلى جمهورية كوريا ثم إلى الصين».
في المجتمع الرأسمالي، هناك تمييز مهم بين الاختراع والابتكار، الاختراع خالي من القيمة الاقتصادية ما لم يتم وضعها موضع الاستخدام والاستهلاك العملي.
الابتكار التكنولوجي، هو محرك النمو الاقتصادي وارتقاء مستويات المعيشة، وكما ورد في «التقرير العالمي للملكية الفكرية 2015م» الذي أصدرته الويبو، شهد العالم نمواً غير مسبوق على مدى القرنين الماضيين.
وأوضح تقرير الويبو، أنَّ مجموعة من الاكتشافات التكنولوجية أدت إلى تحسن كبير في نوعية الحياة وولدت ازدهارًا ماديًا واسع النطاق؛ كما شهدت بعض الاقتصادات الوطنية نموًا أسرع وأكثر استدامة من غيرها.
وبحسب التقرير، فإنَّ التوزيع الجغرافي وانتشار الأنشطة الابتكارية – سواء أكانت مولِّدة للتكنولوجيا أم للمعارف – يساهم مساهمة كبيرة في تفسير أسباب تطور بعض الاقتصادات بوتيرة أسرع من غيرها. وشكلت التكنولوجيات الجديدة أماكن وطرائق حدوث الابتكار.
قيمة اقتصادية
يؤكد ياسر العصواني (خبير في أعمال البرمجيات والشبكات) أنه قد تكون الفكرة المجردة اختراعًا مهمًا، لكن ذلك يحتاج إلى رائد أعمال لتحويل الاختراع المجرد إلى منتج قابل للتسويق؛ لأنَّ رائد الأعمال ينتج قيمة اقتصادية ومن ثم منفعة.
ويضيف العصواني أنَّ تشجيع الابتكار والاهتمام بالمبدعين هو الطريق الوحيد للاستفادة من هذه الأفكار التي تتولد منها مشاريع مهمة في النهوض بالاقتصاد، وتخدم الشركات التي تتبنى أفكار المبدعين وتحولها إلى منتجات، تخدم المخترعين أنفسهم.
تنوع تراث الطهي.. عامل اقتصادي مهمّ وتراث حضاري ينبغي الحفاظ عليه
صوت الأمل – (حنان حسين – أحمد باجعيم) يتميز التراث الحضاري العريق للمطبخ اليمن…