الاختراعات تلبية لاحتياجات الناس أولاً
أحمد الطيار – خبير في الاقتصاد المعرفي
يعد اختراع الآلات والمعدات أعظم إنجاز في تاريخ البشرية على مر العصور إذ أسهمت في نقل الشعوب لمستوى متطور من التقدم والرقي شمل شتى المجالات كالزراعة والنقل والصيد والوقود والاتصالات والصحة والتعليم.
الاختراعات على مر الزمن تصنف على أنَّها مرآة حقيقية تعكس حضارة وتاريخ الإنسان والأمم والشعوب وهي دليل متواصل على علاقة الإنسان ببيئته وجلده واهتمامه بتطويعها والاستفادة منها لخدمته.
إن حجم المعلومات التي بين أيدينا اليوم عن مستوى وتطور الحضارات منذ قديم الزمان توضح أنَّ ذاك كان بسبب الآثار من الاختراعات والابتكارات التي ساهمت في تطوير حياتهم بالمقام الأول؛ لهذا قامت حضارات في بابل ووادي الرافدين وحضارات الصين والهند، وأيضاً بمقدار تعزيز تلك القطاعات باختراعات في قطاعات الإنتاج والدفاع كالأسلحة كان التوسع في الحضارة، ثم ساهمت الاختراعات في مجالات النقل؛ لتعزيز فرص التبادل التجاري أعقبها اختراعات المصنوعات والآلات والتي توسعت لتشمل جوانب حياة الناس والوصول بهم لمستوى عال من الرفاهية.
اليوم للاختراعات قصة أخرى تنطلق من أهميتها للناس اقتصادياً ومعيشياً؛ فالاختراعات في عالمنا المعاصر ترتبط أساساً بتوفير الاحتياجات للناس في واقعهم وبيئتهم من جانبين الأول استمرار حياتهم بتكاليف منافسة والثاني المحافظة على البيئة لكي يستمروا في العيش فيها بأمان.
العلوم والدراسات الأكاديمية هي محور انطلاق الاختراعات ومركز تطويرها وفقاً لآليات معروفة ومثبتة عالمياً وهذه هي نقطة الخلاف المعرفي بين الأمة العربية والأمم الأخرى حيث يمكننا بها أن نُقيِّم مستوى وعدد الاختراعات المسجلة والتي خرجت للنور في شكل مشاريع وبرامج ومنتجات بين البلدان العربية ودول العالم الأخرى.
في بلادنا اليمن هناك حاجة ماسة لوجود مخترعين من مختلف التخصصات يخترعون لنا الوسائل والآلات التي تمكننا من الاستمرار في معيشتنا بالشكل اللائق في مجالات الزراعة والمياه والصحة والتعليم والاتصالات وهذه هي الاحتياجات الملحة لحاجات شعبنا دون شك.
ففي القطاع الزراعي لم تعد الوسائل الزراعية التقليدية ذات جدوى لا على مستوى الكم وعلى على مستوى الكيف، وحريٌ بنا معرفة أنَّ الفجوة الغذائية تتزايد ما لم تتوفر اختراعات جديدة تنمي الإنتاجية لمختلف الأصناف الغذائية مع مختراعات لحل مشاكل المياه ونقصها المتفاقم عاماً بعد آخر.
كما أنَّنا لا ننسى مجالات الطاقة التي باتت الهم الأكبر أمام اليمنيين، فمن غير اللائق أن تستمر المعاناة جراء همِّ الحصول على المشتقات النفطية من الوقود الأحفوري والذي يكلِّف اليمنيين أكثر من 50% من دخلهم وهناك طرق ووسائل جديدة كالطاقة الشمسية وغيرها من وسائل الطاقة البديلة يمكنها ومن خلال اختراعات محددة تحويل اقتصاد شعب من الفقر لمستوى حقيقي من الانتعاش.
إنَّ السبيل الوحيد لتسخير الاختراعات لخدمة الإنسان هو تسخير الإنسان لخدمة العلم والعلماء في مختلف مجالات الحياة فالعلم والدراسات الأكاديمية هي المرتكز الأول لبناء الإنسان القادر على الاختراع، وتمكين هذا الإنسان والإنفاق على تطوير العلوم وإتاحة الفرص للمخترعين ودعمهم في مراكز البحوث والاختراعات ومنحهم الفرص والحقوق كفيل بحصول اليمن على براءات اختراع في مختلف المجالات.
ثم يأتي دور التنفيذ لتلك الاختراعات وتحول براءات الاختراع لمشاريع حقيقية من خلال التعاون والشراكة بين القطاع الخاص والحكومة وجهات التمويل والاستثمار سواء لبناء مشروعات صغيرة أو متوسطة أو كبيرة وعندها سيكون الاقتصاد الوطني قد كسب مشروعات جديدة تعزز الإنتاج المحلي والدخل القومي مع قيمة مضافة تشمل قطاعات أخرى بفضل التشغيل والإمداد والتوزيع.
أخيرًا، الجهود حثيثة لتقديم معلومات عن عالم الاختراعات على المستوى الوطني، لإلقاء الضوء على واقع وتحديات هذا المجال في اليمن على أمل الإسهام في استلهام الهمم للمضي قدماً نحو آفاق رحبة من جميع الجهات والمعنيين، مدفوعين بالتفاؤل بغدٍ مشرق.
استطلاع لYIC : 54.1% من المخترعين اليمنيين يعانون من التهميش
صوت الأمل كشفت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفورميشن سنتر منتصف شهر مايو 2022م حول “ا…