الدور المجتمعي في مكافحة التسول
صوت الأمل – ياسمين عبدالحفيظ
تحرص الثلاثينية فاطمة محمد (اسم مستعار) التي تسكن في مديرية الحالي وسط مدينة الحديدة أن تساعد الأسر الأشد فقرًا من أهل الحي الذي تسكن فيه والمحتاجين من أقربائها ومن تعرفهم، بجهود ذاتية مستعينة ببعض زميلاتها.
تقول فاطمة: “طرقت أبواب الأغنياء من أهلي وأقربائي لجمع المساعدات بعد أن تعرفت على أسر تتضور جوعًا في منازلها بصمت، ومنهم من يعاني من أمراض وهناك معاقين ويعيشون وضعاً مادياً خانقاً، هناك أسر تمر بظروف معيشية قاسية قد تدفعهم للخروج لسؤال الناس ومد أيديهم لطلب المساعدة، أو السرقة وغيرها من الممارسات والسلوكيات الخاطئة؛ من أجل لقمة العيش، التي بات حصولها أمرًا صعبًا بالنسبة للكثير، لا سيما وأنَّ كثيراً من الأسر لم تصلها المساعدات التي تصرفها المنظمات والجمعيات الخيرية”.
ترى فاطمة “أنَّ عدم مساعدة المحتاجين والوقوف بجانبهم خاصة الفقراء المتعففين قد يساهم في وصول الكثير منهم للتسول ضعف التكافل المجتمعي سيساهم في توسع الظاهرة؛ لذا يجب تفعيل الدور المجتمعي لتجاوز الأزمة الإنسانية في البلاد”.
التسول في اليمن
أكثر من سبع سنوات والبلاد تعيش صراعات أبت نيرانها أن تخمد رغم المحاولات المترامية لإطفائها، تسببت في خلق أسوأ أزمة إنسانية في العالم حسب منظمات أممية، نالت مدينة الحديدة منها نصيباً كبيراً، حيث يعيش مواطنوها مرارة الفقر والجوع والمرض إلى جانب أنَّها من أكثر المحافظات اليمنية التي يجد ساكنوها صعوبة في الحصول على فرص للعمل نظراً للاقتتال وما خلفه من تدمير للمنشآت الصناعية والخدمية والمشاريع الخاصة، وحسب منظمات أممية فقد بلغ عدد النازحين في الحديدة أكثر من 336ألف شخص في العام 2018م، منهم رؤوس أموال وملاك مشاريع، وعلى إثرها فقد الكثير من السكان مصادر رزقهم وتم تسريح العديد من الموظفين من المنشآت التي تعرضت للتدمير بسبب الصراع، إلى جانب الحصار المفروض على المدينة وارتفاع أسعار السلع والمواد بشكل غير مسبوق وتوقف الرواتب، وهو ما ساهم في توسع ظاهرة التسول في المدينة وعموم مناطق البلاد.
في العام 2015 نشرت شبكة أريج تحقيقاً استقصائياً عن شبكات التسول المنظمة في اليمن، وذكر “أنَّ هناك أكثر من 30 ألف طفل متسول يتوزعون على محافظات البلاد. في السنوات الأخيرة وفي ظل الصراع المتأجج زاد عدد المتسولين في عموم مدن البلاد، لا سيما مع تفاقم تردي المعيشة لدى كثير من الأسر بسبب الفقر وانشغال الدولة في النزاع وغياب دورها ودور مؤسساتها في حل المشاكل الاقتصادية في البلاد وتحسين المعيشة، وتفعيل قوانين تجرم الظاهرة وتعاقب المتسولين”.
يرى ناشطون “أنَّ التسول في اليمن يزداد بشكل مستمر وبصورة مرعبة؛ نظراً لقلة الوعي والتثقيف وغياب الأنشطة والبرامج التوعوية التي تستهدف الأسرة بشكل خاص والأفراد بشكل عام بأهمية تنظيم الأسرة والتنشئة السليمة للأبناء وتقوية الروابط الدينية وتعاليم الإسلام سواء عن طريق الإعلام والمدارس والمساجد أو من خلال المؤسسات ومراكز التدريب التي يتوجب عليها تكثيف الأنشطة والبرامج والورش التوعوية بمخاطر الظواهر والمشاكل داخل المجتمعات، منها ظاهرة التسول التي تتسع رقعتها باستمرار وباتت تؤرق المجتمع وتفقده الأمان وتعكس صورة غير حضارية لشكل المدن التي تكتظ بأعداد المتسولين”.
تنص المادة (203) من قانون الجرائم والعقوبات -لسنة1994م-: “يعاقب بالحبس مدة لا تزيد عن ستة أشهر من اعتاد ممارسة التسول في أي مكان إذا كان لديه أو بإمكانه الحصول على وسائل مشروعة للعيش وتكون العقوبة الحبس الذي لا يزيد على سنة إذا رافق الفعل التهديد أو ادعاء عاهة أو اصطحاب طفل صغير من غير فروعه، ويجوز للمحكمة بدلاً من الحكم على المتسول بالعقوبة المقررة أن تأمر بتكليفه بعمل إلزامي مدة لا تزيد على سنة إذا كان قادرًا على العمل أو تأمر بإيداعه ملجأ أو داراً للعجزة أو مؤسسة خيرية معترفاً بها إذا كان عاجزًا عن العمل وذلك متى كان إلحاق أي منهما بالمحل الملائم له ممكناً”.
ونظراً لانشغال السلطات الرسمية في ميادين الصراع وعدم احتواء الظاهرة يأتي دور وسائل الاتصال داخل البلاد في احتواء الظواهر والمشكلات ومنها ظاهرة التسول ومكافحتها، وتعد الوسائل الإعلامية هي ما يتوجب عليها مكافحة التسول ومحاربته كونها أكثر حضورًا وتأثيرًا على الأفراد والسلطة إلى جانب قدرتها في الوصول إلى أكبر قدر من الأشخاص.
يعلق (الإعلامي) علي جعبور عن دور الوسائل الإعلامية في التوعية بمخاطر التسول بقوله: “دور الإعلام مهم جدًا في توعية المجتمع وإبراز مخاطر عمالة الأطفال، وتسيبهم في الشوارع عوضًا عن الدراسة وتشكيل رأي عام للحد من هذه الظاهرة والضغط على السلطات للقيام بواجبها في حماية الطفولة ومعاقبة مستغليها، ومعالجة أوضاع الأسر الفقيرة التي تضطر لإرسال أطفالها لسوق العمل أو للتسول”.
يرى جعبور “أنَّه يفترض بالمؤسسات الإعلامية إيلاء هذه القضية الاهتمام الذي تستحقه بخلق برامج توعوية هادفة موجهة للمجتمع والطفل والتحذير من خطرها وكارثيتها على الجيل حاضرًا ومستقبلًا، واستغلال كل الوسائل التي يمكن من خلالها توصيل هذه الرسالة مثل وسائل التواصل الاجتماعي والإذاعات المحلية والتلفزيون”.
مضيفًا “أنَّ دور المجتمع يأتي بعد جهود مكثفة للوسائل الإعلامية التي يتفاعل مع حملاتها الفرد، ويلعب دورًا في مساندة هذه الحملات التوعوية بعد أن يكون قد أدرك مشكلة عمالة الأطفال والتسول حيث سيتكون رأي مجتمعي ضاغط باتجاه وضع الحلول وتفادي تفاقمها بشكل أكبر سواء جاءت هذه الحلول من قبل الدولة أو المجتمع نفسه”.
(الصحفية) صفية مهدي تقول: “إنَّ ظاهرة التسول من أكثر الظواهر التي فاقمها النزاع والأزمة الإنسانية منذ سنوات، وإنَّ هذا الوضع أثر على الإعلام وعلى تركيزه في قضايا الصراع السياسي والأزمة الإنسانية، بما قلل من إمكانية أن يكون هناك دور فاعل لوسائل الإعلام بالتوعية”.
تضيف مهدي “أتمنى على وسائل الإعلام تحمل المسؤولية مثل غيرها من الوسائل في الحد من هذه الظاهرة، بحيث يتم تسليط الضوء عليها وفق سياسة تسهم برفع مستوى الوعي المجتمعي للحد منها وكذلك حث السلطات والجهات الحقوقية بتوفير البدائل بطريقة تؤدي للحد من التسول دون الإضرار بهذه الفئات”.
من جانبها تقول (الصحفية) مرفت الربيعي: “إنَّ أهمية دور الإعلام في الجانب الإنساني والأخلاقي والديني والاجتماعي يكمن في التوعية حول ظاهرة التسول والتعريف بمخاطرها وآثارها السلبية على الفرد والمجتمع، كونها إهداراً للكرامة الإنسانية وهي تتعارض مع النشأة الإيمانية وصون كرامة الناس”.
تؤكد الربيعي على “ضرورة تفعيل دور الإعلام في خلق وعي مجتمعي للتعامل مع هذه الظاهرة السلبية، وتعزيز التكافل والتراحم في أوساط المجتمع لما له من دور في معالجة التسول، وتشجيع الأسر على الدفع بأبنائها نحو العمل والكسب الشريف، وعدم التفكير في اللجوء إلى التسول كحل لمشكلة الفقر وذلك يكون من خلال إعداد البرامج الحوارية، والتوعوية، وكذا تعزيز دور الناشطين في التوعية بمخاطر هذه الظاهرة والحد منها”.
المساجد ودورها
وعن دور المساجد في التوعية يقول ياسين الدبعي (إمام أحد المساجد): “إنَّ المسجد في الإسلام له دوره ومكانته، وأَّنه الحاضن التربوي الأول في توجيه المجتمع إلى مكارم الأخلاق والصدق والأمانة ومناقشة هموم الناس ومشاكلهم وتوعية المجتمع توعية صحيحة تعود عليهم بالخير والسعادة والإخاء والألفة والمحبة والتعاون والاحترام والتماسك؛ لتحقيق وعي مجتمعي ناضج”.
ويؤكد الدبعي “أنَّ المسجد لا يقتصر على العبادة فقط وإنَّما دوره في الإسلام دور شامل في كل الجوانب الأخلاقية والاجتماعية والتربوية والعلمية والوعظ والإرشاد حتى تتوسع دائرة الخير والسلام والمحبة والأمان”.
يرى (سليم عبد الله -33عاماً -وهو معلم وإمام جامع) “أنَّ التسول عمل لا يجوز ممارسته وأنَّه إحدى الظواهر الخطيرة التي لها عواقب سلبية إضافة إلى الآثار النفسية التي تعود على المتسول نفسه والآثار الاجتماعية”. ويضيف: “إنَّ أقل هذه المخاطر إهانة المتسول التي تسبب له الصدمات النفسية فتجعله شخصاً غير نافع في المجتمع، نرى المتسولين يأكلون في الشوارع، وقد يأكلون دون أن يهتموا بنظافتهم الشخصية، فقد يأكلون الطعام المقدم لهم دون غسل أيديهم فيصابون بأمراض الجهاز الهضمي، وقد يصابون بأمراض خطيرة جداً، حيث يبقون في الشوارع معظم وقتهم، فربما ضربتهم موجة برد قارس فأصابت جهازهم التنفسي”.
ويتابع حديثه “الطفل الذي يتعود على التسول وهو في زهرة العمر (طفل) أنى له أن يكون رجلاً صالحاً في مجتمعه وبناء دولته، وهمته الدنيئة لا تؤهله أن يكون رقماً صعباً في معترك الحياة التي تموج كل يوم بالمتغيرات، ثم إنَّ هذا الطفل قد يكون عرضة للّصوص الذي يسرقون البشر، ويبيعون أعضاءهم أو يكلفون هؤلاء الأطفال بأعمال تتنافى مع فطرتهم السليمة، أو تتلقفهم الأيادي الآثمة لتحقيق مآرب لجماعات تضر بالأوطان وتهدد أمنه. إذاً يقع على المساجد دور كبير في التوعية من خلال أدوات تمتلكها، خطبة الجمعة، المحاضرات، الخواطر، المنشورات…وغير ذلك”.
“تعد المدرسة بيئة مناسبة للتثقيف والتوعية سواء للأطفال أو لآبائهم، خاصة وإنَّ المدرسة تلعب دوراً كبيراً في التنشئة السليمة للأطفال في سنواتهم الأولى وهي السنوات التي يكتسب فيها الأطفال العديد من السلوكيات وفيها يقضون أغلب أوقاتهم ويختلطون بمعلميهم وزملائهم، لذا يتحتم على المدرسة القيام بدورها التوعوي وتكثيف أنشطتها وبرامجها في سبيل التنشئة السليمة وتثقيف أولياء الأمور على دور الأسرة في توعية أبنائها وتربيتهم بالطريقة الأخلاقية والدينية الصحيحة ليكونوا صالحين ونافعين في المجتمع”. وهذا ما قاله سليم عبد الله (معلم في إحدى المدارس عن دور المدرسة في التوعية والتثقيف).
وتعلق (الأخصائية الاجتماعية) أميرة بازاهر “عن الأنشطة والبرامج التي يجب تنفيذها في المدارس لتوعية الأطفال وأسرهم بمخاطر التسول وآثاره على مستقبل الأطفال منها عقد اجتماعات دورية تناقش هذه القضية، واستغلال الطابور الصباحي بعمل مسرحيات والمراقبة من قبل الأهل ومن قبل المدرسة بتفويض الأخصائية الاجتماعية أو مشرفة الصف، وعمل مسابقات للطلبة، وجعل الجائزة شيء مادي، وخلق الثقة لدى الطلبة في المدارس من خلال تشجيع الطالب، وغرس قيم الأخلاق لدى الطلبة، واكتشاف المهارات لديهم والقيام بتعزيزها وتطويرها”.
أما وداد عوبل (أخصائية اجتماعية في مدرسة عثمان بن عفان الأساسية والثانوية للبنات- محافظة الحديدة) تحدثت عن تجربة المدرسة في مكافحة التسول واحتواء فتيات يمارسن التسول قائلة: “عندنا في المدرسة وجدت حالتان هذا العام وتم مكافحة الحالتين بـ توفير وجبة الفطور للطالبات، وتوفير الدفاتر وتم استدعاء أولياء أمورهن لمعرفة الوضع المادي للأسرة وتم علاجه أيضاً عن طريق التواصل بين المدرسة والمنزل”.
تقول عوبل: “إنَّ إحدى الطالبات أحضرت مبلغاً مالياً كانت قد وجدته في المدرسة وتم مناقشة نزاهة الطالبة في تسليم المبلغ إلى إدارة المدرسة في طابور الصباح؛ لتشجيع الطالبات على ممارسة السلوكيات السليمة” مناشدة: “نتمنى أن يكون هناك مراكز لمكافحة التسول حيث إنَّ الظاهرة هذه ازدادت بشكل مخيف”.
دور المؤسسات والجمعيات
تساهم الكثير من المؤسسات والجمعيات الخيرية في عموم مناطق البلاد في مساعدة الأسر الفقيرة والأشد احتياجًا من خلال تقديم الأنشطة والبرامج الذي تستهدف الأسر والأفراد سواء بالسلال الغذائية أو التدريب والتأهيل أو بتقديم مبالغ مالية ودعم مشاريعهم، وغيرها من البرامج والأنشطة حسب أهداف ومبادئ تلك المؤسسات والجمعيات، في محاولة منها لتحسين الوضع المعيشي لكثير من الأفراد والأسر في هذا الوضع الاستثنائي الذي تعيشه تحت ظل الصراع.
يقول عبد العليم الصلوي (المدير التنفيذي لمؤسسة الريادة التنموية) “أنَّه من خلال البرنامج التنموي الذي يعد بمثابة خطة خمسية للمؤسسة، خصص برنامج متكامل وهو برنامج تمكين الأسر الفقيرة من الحصول على فرص العمل كون ذلك أهم من الاستمرار في تقديم الدعم المادي سواء نقديًا أو على شكل سلال غذائية مستشهدًا: (علمني كيف اصطاد السمك ولا تعطني كل يوم سمكة)”.
يرى الصلوي أنَّ التخفيف من معاناة الأسر الفقيرة ومحاربة الفقر يتمثل في رفع قدرات الشباب من خلال تبني دورات تأهيلية في الجوانب المهنية مثل صيانة الجوالات، والخياطة والنجارة ورفع قدرات النساء والفتيات من خلال دورات الخياطة والكوافير والمشاغل اليدوية وغيرها.
وعن دور المؤسسة في تمكين الأسر والتخفيف من معاناة الفقراء يقول: “إنَّ المؤسسة تعد لمشروع المزرعة المنزلية من خلال تزويد المواطنين _خصوصًا_ الفقراء ببذور تناسب التربة في الريف وبجانب كل بيت بحيث يستطيع كل مواطن أن يوفر احتياجاته اليومية من الخضروات من جانب بيته وتسعى المؤسسة لتوفير ثروة حيوانية وتوزيعها للاستفادة منها في القرى”.
يؤكد الصلوي في حديثة لـ (صوت الأمل): “كوننا منظمة مجتمع مدني ناشئة إلا أنَّ المؤسسة خلال عام ونصف من التأسيس ساهمت في التخفيف من معاناة الأسر الفقيرة من خلال مشروع السلة الغذائية، ومشروع توزيع التمور 1442هـ، وهذا العام نفذت المؤسسة مشروع توزيع التمور 1443هـ لأكثر من 9000 أسرة فقيرة في مديرية الصلو، وبعض قرى مديرية المواسط، ومديرية صالة، ونازحي الصلو وجبل حبشي، ونتابع حاليًا تنفيذ مشروع كسوة العيد للأطفال من الأسر الفقيرة”.
الدور الصحي
يعد تنظيم الأسرة حسب أمة الله عبد الله (طبيبة نساء وولادة وناشطة في المجال الصحي) “من الأمور المهمة والتي تتمثل في وضع عملية الإنجاب في الإطار الصحيح والسليم للحفاظ على صحة الأم والطفل ومساعدة الأب على توفير احتياجات الأبناء لقلة عددهم، وتتيح للأب تقديم الرعاية الكافية لكل طفل وتعينه على تحمل نفقات المعيشة، وتوفر احتياجات كل فرد من أفراد أسرته كما تعين الأم والأب في الحصول على وقت أطول للاهتمام بحياتهم، كما يحصل الطفل على الرعاية الكافية من الأبوين”.
تقول أمة الله: “عدم تنظيم الأسرة وإنجاب الكثير من الأبناء خصوصاً الأسر الفقيرة فإنَّها تحول دون قدرتها على توفير احتياجاتهم وهو ما يجبر الكثير من الأسر على إخراج أولادهم للتسول وعمالة الأطفال وإجبارهم على تحمل المسؤولية وأيضاً العمل في سن مبكر وحرمان الأفراد من التعليم ومن حصولهم على الرعاية الكافية من قبل الأب والأم بل أيضاً تتعرض الفتيات للزواج في سن مبكر وقد يتعرضن بسببه لمخاطر عديدة من الناحية الصحية والنفسية والاجتماعية وقد يؤدي إلى تفكك الأسر وحرمان الطفل من أبسط حقوقه”.
وعن نوعية البرامج والأنشطة التي تقدمها الصحة في هذا الجانب ترى أمة الله “أنَّ تقديم المشورة للأم أثناء الحمل وبعد الولادة عن وسائل تنظيم الأسرة وتوزيع وسائل منع الحمل في المراكز الصحية إلى جانب برامج التوعية للأم، التي تعد من البرامج المهمة والضرورية التي تقدمها الصحة”.
مضيفة “رغم ذلك هناك قصور في دور الصحة بتوعية وتنظيم الأسرة مثلاً يجب أن تتواجد برامج وأنشطة حول وسائل تنظيم الأسرة مثل برامج توعية الأب فلا توجد برامج لتوعية أرباب الأسر حول فوائد وأهمية تنظيم الأسرة وهناك من لديهم اعتقاد خاطئ حول وسائل تنظيم الأسرة مما يحرم بعض النساء من الحصول عليها”.
وتختم أمة الله حديثها عن برامج التوعية “بأهمية تنظيم الأسرة خصوصاً في القرى وإننا بحاجة إلى تكثيفها وتنفيذها باستمرار وإبراز فوائدها وأهميتها للأم والأب والطفل”.
عن دور الجهات المسؤولة اتجاه ظاهرة التسول يقول الدكتور صالح أحمد باشامخة (مُحَاضِر بجامعة حضرموت وسيئون) “إنَّ دور الجهات سيظل ضعيفاً طالما الدولة ضعيفة وفقيرة، فظاهرة التسول ملازمة لأي دولة في العالم فقيرة ومتخلفة وضعيفة لكن من الممكن أن تقوم الجهات المسؤولة بالتالي: الاهتمام بالتعليم وجعله إلزاماً على الأطفال وتسهيله وتوفير المدارس، وضع برامج وسياسيات خاصة في المناطق التي ينتشر فيها التسول لوضع الحلول المناسبة، وسن قوانين وتطبيقها لمكافحة التسول والتوعية المجتمعية بخطورة التسول على الفرد والمجتمع من خلال وسائل الإعلام المختلفة والندوات والمحاضرات وورش العمل”
ويؤكد باشامخة أنَّ تفعيل دور منظمات المجتمع المدني مهم جداً خصوصًا الإغاثية منها؛ لتلبية احتياجات المجتمعية والأحياء الفقيرة.
حول الظاهرة
تذكر (الأخصائية الاجتماعية) أميرة بازاهر “أنَّ الأساليب المناسبة لإقناع المتسولين بترك ممارسة التسول تتمثل في عرض أفلام توعوية في القنوات الفضائية، تتحدث عن القضية وتذكر أبرز المخاطر والآثار على الفرد والمجتمع الناتجة عن ممارسة هذه الآفة، ووجود عقوبات صارمة لمن يمارس ويزاول التسول، وضرورة استهداف أشخاص متسولين وتدريبهم وتربيتهم وتعبئتهم بالمعلومات الكافية حول خطورة التسول وأضراره وعقوباته واستخدامهم مؤثرين على شريحة من المتسولين بهدف إقناعهم لترك التسول”.
وترى بازاهر أنَّ الإجراءات المناسبة لاحتواء المتسولين وتوعيتهم بمخاطر الظاهرة في المجتمع تتمثل في الدعم النفسي لهؤلاء الأشخاص المتسولين، والتوجيه والإرشاد واكتشاف المهارات التي يمتلكونها والتدريب والتأهيل حسب ميول واحتياج الشخص إلى جانب توفير فرص عمل والتشبيك مع مؤسسات تدعم الأسر الفقيرة حسب احتياجها، والمتابعة والتقييم.
استطلاع.. %44الأطفال أكثر الفئات تسولاً في اليمن
صوت الأمل – رجاء مكرد كشفت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفورميشن سنتر، بداية شهر أبري…