الفن التشكيلي حين يستغل في مشاريع استثمارية
صوت الأمل – فاطمة رشاد
عندما تتحدث الريشة… تتشكل لوحة الكفاح
في ذلك المرسم لم تكن الرغبة بهجران الريشة والألوان وتلك الألواح المرصوصة في زواياه، ولكن كانت الحاجة الملحة في كيفية استغلال الفن وتوظيفه في مواجهة الظروف الاقتصادية بطريقة فنان محترف أجبرته الظروف على البحث عن لقمة عيشه عبر ريشته ولوحته التي تشكلها أنامله.
الفنان التشكيلي وائل ياسين والذي عمل منذ سنوات على مشروعه في تكوين جماعة تشكيلية أسماها جماعة (حوار الرؤية) من خلال فريقه المكون من مجموعة هواة الفن التشكيلي ومحترفيه يقول وائل :”منذ عام 2010 كانت البداية الأولى لجماعتي (حوار الرؤية) وخلال سنوات عملنا على ضم أكبر عدد من الفنانين الشباب وعملنا على وضع لمسة جديدة في عالم الفن التشكيلي وكذلك عمدنا إلى استغلال هذا الفن في مواجهة الظروف الاقتصادية التي نعيشها أنا وفريقي نذهب كل يومي الأسبوع الخميس والجمعة إلى منتجع كراون نقدم رسوماتنا ونبيعها على الوافدين والمقيمين في المنتجع فهناك فنانين من الشباب والفتيات والذين يتم اختيارهم من قبلي لكي يتم دخولهم المنتجع و يقومون بالرسم على وجوه الأطفال هناك “.
ويواصل وائل حديثه: “الفكرة من هذا العمل الذي نقدمه هو كيف أجعل وأحفز الفنان على كسب قوته عبر ريشته بطريقة صحيحة لا نريد شعارات رنانة، إننا نحب اللوحة ولا أريد أن نبيعها !، في النهاية الفنان يخسر عندما يذهب لشراء الألوان والريشات وإطار اللوحة كل هذا يهز من ميزانيته، لهذا يجب أن يستفيد الفنان من فنه وموهبته”.
ريادة أعمال
في الجانب الآخر وعلى نهج وائل ياسين في الاستفادة من الفن في مواجهة الظروف المعيشية، هناك من تقول بصوت مبحوح:” إنّ الفن يوفر لقمة العيش لكن لابد أن نعرف كيف نفعل ذلك “هكذا قالت لنا ريما بلعيد فنانة تشكيلية قادتها الظروف لأن تستفيد بطريقتها من ريشتها فقد اشتغلت (كوافيرة) أتقنت عملها من خلال طريقتها في الرسم ومن خلال فرشات (الميكب) ريما والتي تحاول أن تخلق لنفسها جو من الاستفادة من فنها حيث قالت :”توفقت عن عمل الكوافير لأنني أصبت بمرض أقعدني، فعدت الآن بمشروع آخر وهو الطبخ حيث إنني أعمل أصنافاً عدة من الأطباق الشهية أشكلها كيفما أشاء مستفيدة من فني التشكيلي“.
بصمات فن وإبداع
الفنانة التشكيلية بدرية عبدالله تؤكد أنّها استغلت ريشتها لتواجه ظروف الحياة المعيشية ويصبح لها مشروعها الخاص …حيث قالت: “مشروعي عبارة عن تصميم ميداليات وهدايا تذكارية و(استاندات) حفلات التخرج والخطوبة والعقد والمناسبات، بدأت الفكرة بهدية صغيرة عبارة عن ميدالية لصديقة فأعجبت بها وأخبرت صديقاتها. وبدأت الطلبات تصلني رغم أنّي لم أفكر حينها أنّه سيكون بداية مشروعي”.
وتواصل بدرية حديثها قائلة:» بدأت تقريباً بـ(٢٠٠٠) ريال فقط لشراء مقص وفوم وخيوط ملونة».
وعندما بدأت بالبيع بدأت بشراء مواد أخرى أحتاجها، من مقصات ومشارط وخامات بسيطة.
هذا كله البداية فقط، وفي ٢٠١٦ طرحت علينا الدكتورة كلثوم النواصري فكرة إنشاء اتحاد مالكات المشاريع الصغيرة وانضممت لهذا الاتحاد. وبدأ مشواري بالمشاركة بالفعاليات والبازارات…انطلق مشروعي وتعرفت على الجميع أسست صفحة بالفيس بوك انشر بها أعمالي التي لاقت استحسان الجميع وصادف ذلك كله أني كنت أدرس فنوناً تشكيلية مما صقل موهبتي بالرسم والنحت والخط وتخرجت في ٢٠١٧ بتقدير جيد جدا وتفرغت لمشروعي وطورته إلى أن أصبح مصدر دخل لي ولا زلت في طور التطوير له، بالاستفادة من خبرات الآخرين».
وعن عالمها الخاص بالألوان والريشة تقول: “الفنون والحرف اليدوية بشكل عام تمثل لي متنفس وعالم صنعته لنفسي أغوص في أعماقه كلما شعرت بالضيق والتعب لأجد فيه راحتي وأتخلص من الطاقة السلبية وأكتسب طاقة إيجابية تدفعني للمثابرة والاستمرار في هذا العالم الواسع المليء بالجمال والإبداع”.
من ريشة رسم إلى “تباتيك عدنية”
ألطاف فارع فنانة تشكيلية عشقت فن الرسم ورسمت أجمل اللوحات الفنية التي جعلت منها فنانة تشكيلية تحتل ريشتها مكانتها بين ريشات زملائها وزميلاتها غير أن ألطاف وفي ظل الظروف المعيشية التي نعيشها لم تهجر الريشة بل استفادت منها من خلال أشغال وإبداعات أخرى تحت مسمى (تباتيك عدنية)
تقول ألطاف: “(تباتيك عدنية) كل شيء فيه، مثل: أساور، جلابيات، صور فنية، عُشَّار (البسباس العدني) بكل أنواعه ، تعديل الجزم من القديم إلى الجديد، والبخور والأخضرين وطبخ العود والمعمول المبخر ومعطر للجسم وزباد فرنسي والنقش على الوجه بالألوان المائية».
تتشكل ألوان ألطاف لتلملمها على شكل أمل بعد أوجاع وعثرات للحياة، فالظروف التي مرت بها والخذلان جعلتها تفكر في مشروع تلملم به شتات إبداعاتها، في تلك “التباتيك” التي تعملها لتبدأ مرحلة البيع عبر بسطتها الصغيرة في مول الخليج التي بلغت تكلفتها حوالي ٣٠٠الف وإيجار كل شهر ٢٠ الف …تحاول ألطاف أن تساعد أسرتها بهذا المشروع والاستفادة من موهبتها في الرسم، كانت قبل ذلك ترسم على الطرح التي تبيعها لزبائنها والمقربين منها تقول :» أحاول الصمود في الحياة لكي أستفيد من ريشتي، وهذا كان مرهقاً عندما استطعت أن أبدأ بمشروعي في الرسم على الطرح فقد كان الإقبال بسيطاً ولكنها تجربة استفدت منها، حاولت أن أجرب عدة أشياء أقدر أن أستفيد منها في إدرار مدخول لي ولأسرتي..».
بازار وريشة
“عبر البازارات أوجدت لريشتي مكانة “هكذا تقول هالة أحمد فنانة تشكيلية تشكلت بدايتها في الفن التشكيلي. والاستفادة من رسوماتها كما قالت عبر البازارات التي تقام في محافظة عدن، تواصل هالة قائلة :”منذ أن انتهيت من دراستي في قسم الفنون في كلية الآداب عدن وأنا أحاول أن أستخدم الريشة في أعمال فنية تستلهم الجميع فكانت البداية عندما طلب مني عمي شراء إحدى اللوحات، كانت هذه هي البوابة الأولى لخوض مشروع بيع اللوحات الفنية و من مرسمي الصغير الذي أعددته في منزلي لقيت تشجيع من والديّ اللذين ساعداني على عملية البيع وبدأت أدخل في بازارات لأصحاب المشاريع الصغيرة وكنت أجد إقبالاً على شراء رسوماتي، حفزني لأستمر فيه وما زلت في طور التطوير وتلبية رغبات الزبائن من خلال لوحاتي الفنية التي أرسمها “.
مشروع هندسة لونية إبداعية
هناك من هجر ريشته بسبب الظروف الاقتصادية وهناك من استطاع أن يجعل ريشته مدخل رزق يتكسّب منها، فالرسم هي الموهبة الربانية التي يتمناها البعض، وكما تقول إحدى الهاويات لمجال الفن التشكيلي هدى صبري: “أحب الرسم لهذا دخلت كلية الهندسة واستفدت من تجارب من سبقوني والآن أشكل مع إحدى الزميلات، ونحن اليوم نستفيد من بعض في أعمالنا في مكتب الهندسيات الذي أسسناه هي بفنها وأنا بعلمي في مجال الهندسة المعمارية، نساعد بعضاً في وضع اللمسات الفنية لتخرج من خلال إبداعنا أجمل المنازل“.
ريشة ولون
هناك من استغل الفن التشكيلي بالطريقة الصحيحة في مواجهة الظروف الصعبة، بل وهناك من اتجه إلى تعليمه من خلال دورات عبر مواقع التواصل الاجتماعية أو خلال معاهد محترفة ومنتديات متخصصة في التدريب فمن له موهبة كالرسم يعرف كيف يستغلها حسب قول أحد الفنانين الذين استغل موهبته في رسم في تعليمها.
ليظل الفن التشكيلي هو الإلهام الرباني الذي يمنحه الله لعباده ليعطوا للحياة لوناً آخر وجمالاً آخر يجذب العيون إليه.
استطلاع.. 67.3% للفن دور في دعم ثقافة السلام في اليمن
صوت الأمل – رجاء مكرد كشفت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفورميشن سنتر، بداية شهر فبرا…