‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة الفن في اليمن يرسم بالنار.. رحلة مع الفن التشكيلي والرسم يقودها محمد الباشق

يرسم بالنار.. رحلة مع الفن التشكيلي والرسم يقودها محمد الباشق

صوت الأمل – أمل المحمدي

محمد الباشق فنان تشكيلي خريج كلية الفنون الجميلة، محافظة الحديدة، له مشاركات عديدة في مجال الفن، أول مشاركة له في2005 ، لمعرض كلية الفنون، واستمرت  رحلته في الفن بمشاركات  فنية  كثيرة  في كلية  الفنون، والبيت التشكيلي، ومؤسسات عديدة، ومراكز التدريبية، ومهرجانات.

شارك في رسم أصغر صورة في العالم بمقاس 10 ×12 سم، وكانت آخر مشاركة له في منصة تدكس في  2022م، تم اختياره من بين عشرون ألف مشارك؛ قدم فيها ثلاث لوحات بالرسم بالمقلوب وبخامات مختلفة، منها لوحة بأدوات حادة، ولوحة بالكريستال الذهبي والفضي، ولوحة بالنار،  وهذه كانت الطريقة المبتكرة من الفنان محمد الباشق.

«صوت الأمل» تُرحب بك أستاذ محمد للحديث باستفاضة عن الفن التشكيلي، وعن إبداعك في الرسم.

بداية نود أن نعرف ما هو الفن بالنسبة لـمحمد؟

بالنسبة لي الفن هو ثلاث مراحل، موهبة وهواية وتعلم، تعلمته من البداية بدون موهبة أو هواية في كلية الفنون، على يد عدد من الأساتذة خلال أربع سنوات، بقواعد أساسية وطبقتها؛ منها فلسفية ومنها تطبيقية ومنها عملية.

لم تكن مهارتي بعد التخرج بالشكل المطلوب، ولكن طورت منها حتى وصلت إلى ما أنا عليه، _حالياً_ فأنا الوحيد في اليمن المتقن لفن الرسم بشفرة الموس، والإبرة، وابتكرت الفكرة الوحيدة التي هي الرسم بالنار، وطبقتها أمام جمهور كثير في العديد من الحفلات وطورت من الفن حتى أصبح جزءاً من حياتي وبشكل يومي.

اتبعت في مسيرتي الفنية مقولة لمعلم كان يرددها لي: «إذا أردت أن تصبح فناناً اجعل القلم أو الفرشاة أصبعك السادسة حتى تصل إلى المهارة».

كيف طورت من مهارتك في مجال تخصصك الفني؟

طورت من مهارتي بمراحل تطبيقية وعلمية وتنفيذية لجهات مختلفة، لم أتناوله كرسم فقط، اندرجت في مرحلة التدريب وفق الشهادة التي حصلت عليها، وهي تربية فنية، وليس فنوناً تشكيلية؛ وهناك فرق بينهما، فكثير من الناس يفهمون أنّ كلية الفنون للرسم فقط أو للمهارات لكنّها للعلم والتعلم.

إذا أردت أن تصبح فناناً اجعل القلم أو الفرشاة إصبعك السادسة حتى تصل إلى المهارة

تطورت يوماً بعد يوم، وفتح لي مجال التدريب آفاق كثيرة منذ 2013 حتى الآن، دربت ما يقارب خمسة ألاف متدرب، في محافظات مختلفة، وأساسيات متنوعة، منها: أساسيات التلوين، وطرق الرسم بخامات مختلفة، بالقلم الرصاص والمائي والفحم وغيرها.

ما الذي يعنيه الفن لك؟

دائمًا أقول إنّ الفن متجدد لا يمكن حصره في يوم أو قالب أو جماعة أو مؤسسة أو فئة، وإنّما يكون له كل يوم جيل جديد، وستكون رسالتنا أن نوصل هذا الفن ولو بالشيء البسيط لهذا الجيل الناشئ وتطويره، من خلال الدورات، وإعطائهم الأساس وهم ينطلقون؛ لأن الرسم ليس موهبه _فقط_ وإنّما تعلم.

ما الفرق بين الرسم والفن التشكيلي؟

الرسم نقل فالرسام هو من ينقل الصورة، وكان قديماً يسمى الرسام بـ (المصور) سواءً كان الرسم مائياً أو زيتياً أو بالرصاص، حتى وإن كان بالتحسين.

لكن الفن التشكيلي يخرج في إطار آخر مثل: مكونات الإنسان (جسد -عقل – قلب -نفس – روح) هذه هي مكونات الإنسان البشري، يستخدم الرسام الجسد ونادراً ما يستخدم الأشياء الداخلية على عكس الفنان، لا يستخدم الأشياء الموجودة كتصوير، إنما يستخدم معها الأشياء الانفعالية الداخلية.

 الفنان (بابلو بيكاسو) مؤسس المدرسة التكعيبية، رسام واقعي محترف يرسم بواقعية، ظهرت لدية فكرة في الفن فابتكر هذه المدرسة، حوّل فيها كل شيء لمكعبات، جميع رسوماته أصبحت مكعبات من أشخاص وحيوانات، ومبانٍ وكل شيء، جاء بعده الفنان سلفادور ابتكر المدرسة السريالية، خرج من إطار الرسم إلى الفن أخذ العناصر الواقعية وحولها إلى خيال.

فكل فنان يبتكر شيئاً جديداً، وأصبح الفن واسعاً جداً ولا يقدر أن يطبقه كله الرسام، وهناك قاعدة تقول: «كل فنان لابد أن يكون رساماً، ولا يشترط في الرسام أن يكون فناناً) وهذا الفرق بينهما.

كل فنان لا بد أن يكون رساماً، ولا يشترط في الرسام أن يكون فناناً

ما هو وضع الفنانين التشكيليين الوقت الحالي؟

وضعهم ليس مرتباً أو مفهوماً؛ لأنّ الطالب يدخل في كلية الفنون ولا يحدد هدفاً في مخيلته، ويظن أنّه فن تشكيلي، وأنّها كلية فنون فقط؛ ويتفاجأ أثناء الدراسة أنّها تربية فنية وهذا ما يعاني منه أغلب الطلاب في الوقت الحاضر.

فمن الضروري أن يحدد كل طالب جامعي ملتحق بكلية الفنون رؤيته، هل سيكون فناناً تشكيلياً ويوسع من نفسه ويطورها، أو سيندرج تحت التربية الفنية ويكون مدرباً أو مدرساً للفنون التشكيلية، وهناك اختلاف بين المعلم والفنان.

وترافق هذه المشكلة الطلاب إلى ما بعد التخرج، لذا يجب أن يحدد الطالب مجاله الفني أو التطبيقي، وذلك من خلال الارتباط بالمواد وتحديد الهدف ومن ثم يبدأ في الدراسة.

ماذا يمكن أن يعمل (خريج الفنون) بعد التخرج؟

يستطيع خريج الفنون أن يعمل في أربع وزارات، منها وزارة التربية والتعليم معلماً، ووزارة الثقافة فناناً، ووزارة التدريب والتأهيل المهني مدرباً في مجال الفنون التشكيلية، ووزارة الشباب والرياضة مبدعاً في مجال الرسم.

من خلال الدورات التي تقيمها. هل هناك إقبال للتدرب من أشخاص خارج كلية الفنون أم يقتصر حضور التدريب لطلاب الكلية؟

الثقافة الفنية ما زالت بكراً، المجال الفني التشكيلي يُفهم على أنّه موهبة لكنّه بالأصل علم، فنحن نبدأ مجال التدريب من مرحلة الصفر، ولا يشترط أن يكون المتقدم لديه موهبة، نجد الكثير من المسجلين في الدورات، ولكنّ معظمهم من طلاب وخريجي كلية الفنون، هناك الكثير يسعون للمهارة، وستتطور الفكرة لدى الجميع وسيفهم الجميع معنى فن وكيف يُعلّم.

كيف ستوصلون فكرة أن (الفن علم)؟

سأتحدث عن تجربتي الخاصة، أنا محمد الباشق التحقت بكلية الفنون وأنا لا أستطيع أن أمسك القلم الرصاص للرسم، وكانت تجربة _فقط_، وتخرجت من أوائل كليتي، تعلمت بالقواعد والأسس وطبقتها، فأدركت أنّ الفن تعلّم، والرسم تعلّم، تعلمته مادة علمية مثل بقية المواد، ووصلت إلى أنني أجيد ثلاثة وعشرين خامة للرسم، من الرصاص إلى الجداريات بتقنيات ومهارات جديدة، وسيكون القادم أجمل، بأشياء جديدة وكثيرة، وسأغرس هذا الشيء عند البقية من خلال الأمسيات والدورات التي أقيمها.

وكل ذلك حتى أنقل هذه الرسالة: (إنّ الرسم علم، ومرحلة جمالية تصل لها من المهارة وتبدأ من الصفر).

هل أثر الصراع في الوقت الحالي على الفن التشكيلي؟

دائماً يقولون: «المعاناة منبع الإبداع»، وكان هذ عنوان لدفعة تخرجنا، الآن أصبحت فعلاً المعاناة منبع الإبداع ومن رحم المعاناة الحالية في اليمن، اعتقد أنّه سيولد نتاج فني كبير تُستخرج منه معارض فنية بشكل قوي يحتاج القليل من الاستقرار، وستكون أزمة وتزول مهما طالت مدتها.

كثيراً ما نسمع أنّ هناك تأثيرات للرسم والألوان على الجانب النفسي … حدثنا عنها أستاذ محمد؟

الكثير لا يفهمون تأثير اللّون في الرسم على الجانب النفسي والجسدي للإنسان، وكيف لها أن تؤثر عليه بالمرض والمعافاة، إذ يؤثر على الجانب النفسي فكل لون له تأثير على الجسد، وهناك ألوان تناسب وألوان لا تناسب؛ وقد تترك أثراً سلبياً وتلفت انتباه الشخص.

فالتغيير في الألوان مهم جداً فهي تعتبر عالماً منها الفيزيائية والكيميائية، وتختلف في الاستخدام منها الحارة وتكون قيمتها أثناء الخمول والكسل فهي تنشط الشخص، ومنها الباردة تكون أثناء التوتر لها دور في التهدئة، وتنسيق التكافل والانسجام، كما إنّها تستخدم في أدوات المنزل ليس في الفن التشكيلي والرسم _فقط_.

ماهي الصعوبات التي تواجهكم كفنانين؟

أولها الثقافة فهي العائق الواقف على أبواب الفنانين والمبدعين، فلو بدأ المجتمع في تقدير قيمة الفن سنستفيد نحن، ففهم معنى الفن وربطه بالحياة يشكل واقعاً جميلاً جداً.

العوائق ليست كثيرة بقدر ما سيكون به القادم أجمل؛ لأن الفن مرتبط بالحياة.

كلمة لك من باب كونك فنان تود توجيهها لمتابعي «صوت الأمل» وللفنانين التشكيليين؟

أود أن أقول للقارئ اقرأ واجعل غيرك يقرأ…. لأننا أمة اقرأ، واغرسوها في عقول الجميع لأننا أمة اقرأ، فكلما قرأت تثقفت أكثر في أي مجال.

وكلمتي للفنانين التشكيليين: لا تيأس فلا حياة مع اليأس، وأقول لكل فنان استمر طور من قدراتك ومهاراتك ستكتسبها وتورثها لغيرك، وستكون محط ذكر على مر الزمن، لأنه يقال العلم هو زكاة الجسد.

شكرًا لك أستاذ محمد؛ لإفادتنا في موضوع الفن التشكيلي، نتمنى لك مستقبلاً جميلاً كجمال الفن التشكيلي والرسم.

جزيل الشكر لصحيفة «صوت الأمل» التي حاكت موضوع الفن التشكيلي، القليل يخوضون في الكتابة والبحث فيه.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

استطلاع.. 67.3% للفن دور في دعم ثقافة السلام في اليمن

صوت الأمل – رجاء مكرد كشفت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفورميشن سنتر، بداية شهر فبرا…