‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة الرياضة في اليمن الرياضة في اليمن لمحة تاريخية

الرياضة في اليمن لمحة تاريخية

صوت الأمل – منال أمين

     الرياضة في اليمن تعد من أسمى المجالات التي يتقابل فيها الشباب الرياضي من مختلف الأجناس والفئات في البلاد، للتنافس في تحقيق الانتصار الرياضي – الجماعي والفردي- بروح الفريق الواحد، لإدخال الفرحة والمتعة بين أوساط المجتمع.

    قطاع الرياضة في اليمن له تاريخ طويل ملِيء بالإنجازات والبطولات بمختلف الألعاب الرياضية على المستوى المحلي والعربي وأيضًا الدولي، خصوصًا في مدينة عدن جنوب اليمن التي كانت من أوائل المدن العربية التي عرفت الألعاب الرياضية ومارستها منذ مطلع القرن العشرين، عند تأسيس أول نادي كرة قدم في عام 1902.

     كتاب (الجمعية الرياضية العدنية 1934 ـ 1967) للكاتب محمد عبده علي، استعرض تاريخ الحركة الرياضية اليمنية، ومسيرة الأنشطة الرياضية المختلفة آنذاك في كل من لعبة كرة القدم، والهوكي، والتنس الأرضي، وألعاب أخرى. والهيئات الإدارية المحلية والأجنبية التي أشرفت على تسيير تلك الأنشطة، تمثلت في “الجمعية الرياضية العدنية” التي تعد أول إدارة رياضية في الجزيرة العربية.

    وأوضح الكتاب أن السكان في اليمن لا سيما في عدن بدؤوا الاهتمام بمشاهدة كرة القدم في مطلع القرن العشرين، خصوصًا المباريات التي كانت تقام بين فرق وحدات القوات العسكرية البريطانية في ملعب الخزينة (ملعب الحبيشي حاليًّا) لكرة القدم.

     وفي عام 1902 جاءت فكرة تأسس أول نادٍ محلي لممارسة لعبة كرة القدم من الشخصية الرياضية “يوسف محمد خان”، حيث سمِّي النادي في تلك الفترة بـ (نادي الترفيه)، ولكنه لم يستمر طويلًا بسبب الحرب العالمية الأولى، ليعود مرة أخرى من جديد بفضل اللاعب “محفوظ مكاوي”.

    ومن الإنجازات التي حقِّقت في تاريخ كرة القدم اليمنية وخصوصًا العدنية هو تأكيد انضمام الجمعية الرياضية العدنية إلى عضوية الاتحاد الدولي لكرة القدم F.I.F.A في يناير 1968، وذلك بموجب المادة (10) الفقرة السادسة من دستور الاتحاد الدولي لكرة القدم التي تنص على: “أنه يجوز للاتحاد الأهلي ـ في المنطقة التي لم تحصل على استقلالها ـ أن يتقدم بقبوله في “الفيفا” بعد تصريح من الاتحاد الأهلي للبلد الذي تعتمد عليه تلك المنطقة”. وفقًا للكاتب محمد عبده علي. 

    كما أشار الكتاب الذي حصلت صحيفة “صوت الأمل” على نسخة منه، إلى أن الألعاب الرياضية انتشرت في الثلاثينيات من القرن الماضي في المدارس الحكومية والأهلية خاصة، كألعاب القوى، وكرة القدم، والكريكيت، والتنس، والهوكي، وكرة الطائرة، وتنس الطاولة.

لعبة الهوكي

     وفي عام 1934  أُسِّست هيئة رياضية سمِّيت بـ”الجمعية الرياضية العدنية”، انحصر عملها في لعبة كرة القدم والهوكي، كما قامت الجمعية بتنظيم مسابقات رياضية عديدة، وحصد لاعبو العديد من النوادي في تلك الفترة الكثير من الكؤوس والميداليات التي تحمل أسماء أجنبية إلى عام 1938، حيث تجمد النشاط الرياضي مع بدء الحرب العالمية الثانية عام 1939، ومع ذلك استمرَّ عدد محدود من الأندية الرياضية (نادي الاتحاد المحمدي، ونادي الحسيني، ونادي الاتحاد الاسلامي، ونادي العيدروس، ونادي أولاد الثكنات) في النشاط الرياضي الذي انحصر على لعبة الهوكي.

   وفي عام 1936 تأسس أول نادٍ محلي للعبة الهوكي سمي آنذاك بـ (نادي نجوم الليل) ثم تغيَّر اسمه إلى (نادي الحيدري للهوكي)، ويرجع ذلك إلى اسم لاعب كرة القدم والهوكي والحكم الشهير “حسن علي حيدر”.

      وقد حرصت الجمعية الرياضية العدنية على استمرارية تشجيع ممارسة لعبة الهوكي في ظل العدد المحدود من الأندية التي كانت تمارسها، إذ قامت في 1964 بتنفيذ مسابقة رسمية على كأس “روثمان ” بين الفرق الأهلية المتمثلة بـ(الأندية الأهلية، والنادي الشرقي، ومعهد الجوانيز، وشباب القطيعي، ونادي البريد والبرق، ونادي الأسد، وفرق القوات البريطانية، حيث حاز على بطولتها فريق ” القطيعي “، لتنفِّذ الجمعية مسابقة أخرى في عام 1965 على كأس “بتيل” وكانت آخر مسابقة، لينتهي بذلك تاريخ هذه اللعبة في عدن.

ألعاب رياضية مختلفة

    بدأت ممارسة لعبة التنس الأرضي باليمن في نهاية القرن الثامن عشر للميلاد، حيث تأسس نادي “جم كانه” في منطقة كريتر بعدن، وفي عام 1902 تأسس “نادي التنس العدني”، وفي عام 1908 تأسس “نادي تنس صيرة”، ووجدت عدد من ملاعب التنس في مناطق مختلفة من المدينة. أمَّا لعبة الكركيت فقد بدأت في بداية القرن العشرين وكانت ضمن الألعاب الرئيسة المدرسية، واستمرت ممارستها حتى أواخر الستينيات من القرن العشرين.

    وفيما يتعلق بلعبة تنس الطاولة فقد تأسس اتحاد عدن لتنس الطاولة في 1951 بعدد قليل من الأندية، وأصبح بعد ذلك عضوًا في الاتحاد الدولي لتنس الطاولة، وشارك في العديد من الدورات العربية في مصر والأردن؛ كما ظهرت لعبة كرة الطائرة ورياضة القوارب وبناء الأجسام تباعًا.

     واستنادًا لتقرير (المركز الوطني للمعلومات) فإن الاهتمام والتركيز على الرياضة في اليمن بدأ منذ عام 1990، حيث اتجهت الدولة إلى دعم الأنشطة الرياضية المختلفة عن طريق التوسع في الملاعب والأندية الرياضية، وأنشئ صندوق للشباب يوفر تمويلًا للأنشطة الرياضية والشبابية، ومشاركات العديد من الفرق الرياضية في العديد من البطولات المحلية والدولي، حيث حققت العديد من التقديرات والنجاحات التي بدأت منذ 2002، وكاد المنتخب الوطني أن يصل إلى نهائيات كأس آسيا وإلى التصفيات النهائية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم، وحقَّق فريق الناشئين المركز الثاني في نهائيات كاس آسيا للناشئين في الإمارات، والوصول إلى نهائيات كأس العالم للناشئين بفنلندا عام 2003م ، و الوصول إلى نهائيات كأس آسيا في ماليزيا، وآخرها فوز منتخب الناشئين لكرة القدم بكأس بطولة غرب آسيا 2021 في المملكة العربية السعودية.

الجهة الرسمية

       خالد محسن الخليفي (وكيل قطاع الرياضة في وزارة الشباب والرياضة) يقيم القطاع الرياضي في الوقت الحالي مقارنة مع ما قبل 2015، حيث قال: لا شك أن هناك اختلافًا كبيرًا للواقع الرياضي في اليمن ما قبل السنوات السبع الماضية، خصوصًا في الجانب البشري والفني والبنية التحتية، والجانب الرياضي المرتبط بالمسابقات الموسمية الرسمية، والموارد المالية المسخرة لدعم الأنشطة الرياضية بمختلف أنواعها.

    وأوضح لصحيفة “صوت الأمل” أن القطاع الرياضي شَهِد نوعًا من الاستقرار في توفير الدعم من صندوق رعاية النشء والشباب قبل عام 2015، ونتيجة لذلك كان هناك انضباط في البطولات والمشاركات الخارجية، حتى أن برنامج التأهيل والتدريب الرياضي كان يسير سيرًا جيدًا.

    “هناك ملاعب وصالات رياضية ومقرات للأندية دُمِّرت خلال فترة الصراع، كما أن الموارد المالية استنزفت بعيدًا عن هدفها الرئيس ألا وهو تطوير الرياضة، الأمر الذي أوجب علينا السعي نحو إعادة تنشيط الرياضة في اليمن من جديد والوصول إلى مرحلة متقدمة، وذلك عن طريق إطلاق البطولات الرسمية للعام 2021 لأكثر من لعبة وعلى مستوى البلاد، على الرغم من الإمكانات اليسيرة حيث لا يحصل القطاع الرياض إلا على 10% من الموارد المالية التي تجمع، ودُعِمت فيها المشاركات الخارجية التي حققت إنجازات على مختلف الأصعدة، كان آخرها الفوز ببطولة غرب آسيا للناشئين في لعبة كرة القدم”. وفقًا لما أكده الوكيل للصحيفة.

   وحول دور وزارة الشباب والرياضة، يقول الوكيل: إن الوزارة بذلت جهدًا كبيرًا للمحافظة على تماسك مؤسسات القطاع الرياضي وحمايتها من التمزق على مستوى الأندية والاتحادات في كل المحافظات اليمنية التي تضررت من الصراع، ومازالت تقوم على عملية الإشراف والمراقبة لعمل الاتحادات والأندية بحيث تتطابق مع القوانين واللوائح اليمنية.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

38% أكثر التحسينات المقترحة للرياضة الاهتمام بالأندية

صوت الأمل – رجاء مكرد      أوضحت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفو…