‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة الثروة الزراعـيـة في اليمن العسل اليمني محصول نقدي يواجه صعوبة في التصدير

العسل اليمني محصول نقدي يواجه صعوبة في التصدير

صوت الأمل – رجاء مكرد

م. رفيق الحكيمي

  خبير نحل العسل بالمركز الوطني لأبحاث نحل العسل   اشتهر اليمن منذ القدم بإنتاج أفضل أنواع العسل وأجوده، وكان العسل رابع المنتجات الاقتصادية المدرة للدخل في ماضي اليمن، ولا يزال العسل اليمني رافدًا قويًّا لاقتصاد اليمن إلى اليوم، حيث يوفر العملة الصعبة للبلاد نظير تصديره إلى الخارج. وفقًا للمهندس رفيق الحكيمي (خبير نحل العسل بالمركز الوطني لأبحاث نحل العسل) الذي كان لـ «صوت الأمل» حديثُ صحفي معه حول العسل المحصول النقدي.

يقول المهندس رفيق: نظرًا للأهمية البالغة التي يتمتع بها العسل اليمني؛ فقد كان لقرار مجلس الوزراء رقم  77سنة 2003م الذي صنَّف العسل ضمن المحاصيل الاستراتيجية الخمسة؛ أثر بالغ في الاهتمام بهذا المحصول، تمثل ذلك بتشكيل عدد من الجمعيات ومنظمات المجتمع متخصصة بالعسل، سُخِّرت بعض التمويلات لصالح تأهيل النحالين ورفع قدراتهم، في المقابل يواكب تلك الجهود التطورات الحاصلة في مجال تربية النحل ورعايته.

لقد بلغ الإنتاج من العسل قرابة 2500 طن في العام 2011م، وارتفع إلى  2600طن في العام 2012م. جزء كبير من العسل اليمني يصدر إلى السعودية وقد وصل إلى حدود  550طنًا؛ أي بقيمة مليار، وحدود خمسين مليون في العام 2009م. وفقًا لإحصائيات التجارة الخارجية للجهاز المركزي للإحصاء.

وعن أكثر أنواع العسل تصديرًا إلى الخارج، يقول الحكيمي: “بكل تأكيد يعدُّ عسل «السدر» هو المحصول التصديري الأول؛ لأن له مواصفات خاصة وهي أنه لا يتبلور، وطعمهُ مميز، ورائحته ممتازة، وفوائده الطبية عالية. وهناك وديان مثل: وادي دوعن، ووادي عميل، ووادي بني علي، ووادي جردان، ووادي بيحان، والعصيمات، اشتهرت بإنتاج أفضل أنواع العسل اليمني وأجوده.

 وحول مناطق إنتاج عسل «السدر» يقول خبير العسل الحكيمي: إن أجود أنواع عسل «السدر» موجود في (مقبنة، جبل حبشي في الوازعية وفي جهة ماوية والدمنة – محافظة تعز)، وفي (جبل رأس- محافظة الحديدة)، وفي(بني قيس، والخميس- محافظة حجة) ومناطق أخرى في المحافظات المذكورة كلها تنتج عسل سدر ممتاز يصلح للتصدير والبيع والاستهلاك المحلي.

ويقول المهندس رفيق: إن تعبئة العسل وتغليفه بطريقة جاذبة للمستهلك أمر ضروري واستجابة لرغبة شريحة واسعة من المستهلكين خصوصًا في دول الخليج. العسل اليمني معروف، ويُباع بأغلب المحلات التجارية، وفي حال غاب العسل عن بعض محلات الدول الخارجية فهذا يعود لأسباب من ضمنها التغليف والتعبئة.

إشكالية التصدير

  معقبًا حول التعبئة والتغليف، بقوله: من المعروف دوليًّا أن هناك  شروطًا قياسية للعسل من حيث التعبئة والتغليف والفرز والمكونات. جميع الدول تفرض هذه المعايير، وأي عسل يُصدَّر لابُد من فحص مواصفاته أولًا ثم قياس مدى مطابقته للمواصفات المطلوبة.

  يستمر المهندس رفيق في توضيح الأسباب التي قد تؤدي إلى إعادة العسل وعدم قبوله، فيقول: إن الإشكالية التي تواجه العسل اليمني وإرجاعه من الحدود هي عدم مطابقته للمواصفات القياسية المرتبطة بالتغليف والتعبئة، وليست جودة العسل نفسه.

 ويضيف خبير نحل العسل بالمركز الوطني لأبحاث (نحل العسل) أن الإشكالية في عدم مطابقة العسل اليمني للمواصفات الدولية هي عدم وجود مراكز مسؤولة يقع عليها عبء شراء العسل من النحال، ثم تعبئته وتغليفه تغليفًا جيدًا ليُصدَّر بالمعايير المطلوبة.

 ومضى في حديثه: «ما زالت الطرق التقليدية هي السائدة من حيث استخدام الخلايا المحلية، وأيضًا تعبئة العسل في عبوات أحيانا لا تكون مطابقة للمواصفات، كل هذه الطرق لها تأثير سلبي في جودة العسل وعملية التصدير».

  ويضيف الحكيمي: إحدى المشكلات أيضًا قلة وعي النحالين بقضايا تعبئة العسل وفرزه، ويتَّخذ بعضهم – من غير قصد – سلوكيات تؤدي إلى أن يحصلوا على عسل غير مطابق للمواصفات الجيدة. والسبب الآخر لتراجع صادرات العسل هو أن المصانع موجودة، لكن دورها في تصنيع العبوات الخاصة بالعسل الصالح غذائيًّا غائب.

 أما المشكلات التي تواجه مستقبل تجارة العسل اليمني التي ذكرها الحكيمي فهي دخول العسل الخارجي بجراكن كبيرة (عبوات) إلى اليمن، وهذه طبعًا له تأثير سلبي، إذ يفترض عدم دخول أي عسل لليمن إلا بعبوات صغيرة، وذات مواصفات ومقاييس، حتى  لا ينافس العسل اليمني، وأيضًا كي لا تُستغل  هذه الجراكن  الكبيرة في عمليات أخرى.

حلول

 يرى خبير نحل العسل أن الحلول المقترحة لمعالجة مشكلات تراجع صادرات العسل هي تدريب النحالين وتأهيلهم تأهيلًا جيدًا بحيث يحصلون على عسل جيد ذي مواصفات جيدة وصالح للتصدير، وتسهيل المنافذ الحدودية كون العسل يرفد الاقتصاد الوطني بالعملة الصعبة.

 مضيفًا، يجب أن تكون هناك برامج تثقيفية لوسائل الإعلام المختلفة الصحافة والإذاعة والتلفزيون؛ للتوعية بقضية استهلاك العسل وبيان فوائد  العسل، وأهميته الغذائية والدوائية. يفترض أن يقوم الإعلام بدور فاعل لتوضيح كل هذه الأشياء.

 ويردف قائلًا: «تغير النمط فى طرق تسويق العسل التقليدية ، وإيجاد مشروع قومي يلبي احتياجات المستهلكين ويوفر ضمانة حقيقية لجودة العسل، سيجعل لمنتج العسل الصدارة» بالتصدير نظرا لما يتميز به العسل اليمني من حيث الجودة والنقاوة.

واختتم حديثه لـ «صوت الأمل» بضرورة إيجاد جهة تهتمُّ بالعسل قبل التصدير، وتراعي عملية التغليف، وتعمل على إصدار شهادة جودة، ثم التنظيم لعملية تصديره إلى الخارج.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

37.5% الصراع سبب ضعف الاستثمار الزراعي في اليمن

صوت الأمل – رجاء مكرد أوضحت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفورميشن سنتر، بداية شهر ديس…