‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة الفقر في اليمن من غرفة صغيرة تحوي عشرة أفراد، أم عبدالله تهزم الظروف

من غرفة صغيرة تحوي عشرة أفراد، أم عبدالله تهزم الظروف

صوت الأمل – سماح عملاق

أمُّ عبدالله سيدة في الخمسين من عمرها، وأمٌّ لسبع بنات وولد، تقطن إحدى قرى عزلة السياني في محافظة إب؛ يعمل زوجها (عامل بناء) في محافظة عدن، هذا العمل الذي بالكاد يوفر لقمة العيش لهم. أمُّ عبد الله كانت تسكن مع عائلتها في غرفة واحدة منذ 15 عامًا، وبعد أن رُزِقت بولدها عبدالله اضطرَّت إلى العمل من أجل استكمال بقية المنزل.

هزمت أمُّ عبدالله الفقر بجهودها مع ابنتها الكبرى، فقد عملت في عزف القفش(مظلة رعيان الغنم)، وحياكة الأطباق الشعبية، وكذلك طباخة نبتة “الحلقة” وهي نبتة حامضة المذاق يستخدمها السكان المحليون بكثرة في أطعمتهم لاسيما”العصيدة بالمرق المحمّض”.

كما عملت سهام (الابنة الكبرى)على تطوير موهبتها في نقش العرائس وتزيينهن؛ الأمر الذي درَّ دخلًا إضافيًّا على عائلة عبدالله، ومكّن جميع أخواتها من إكمال دراستهن الثانوية.

العمل ليس عيبًا

تقول أمُّ عبدالله:”لم نجد في العمل عيبًا، وهو أفضل من مدِّ أيدينا للناس وتسولهم، وقد جمعنا بعرق جبيننا مايكفينا لاستكمال بناء غرفتين ومطبخ في منزلنا، وقد خفَّت مسؤوليتنا كثيرًا في الآونة الأخيرة بعد أن تزوجن بناتي، ولم تتبقَ غير واحدة”.

   وحول ما تقوم به أمُّ عبدالله من أعمال وتقييم الأخرين لها، تقول أمة اللطيف عبيد (سيدة في الثلاثينمن قريتها) :”كلنا نثق بنظافة وإتقان أمِّ عبدالله، وعائلتي دائمًا ما تبتاع الحلقة منها، كما أن نقش ابنتها وزينتها الرائعة للعرائس تجعلها المفضلة بين أي كوافير فخم في المدينة، ومايميزها أسعارها المناسبة والمراعية لظروف الناس”.  وأردفت قائلة : «تستخدم أمّ عبدالله الأعشاب بحنكة طبية لمداواة أفراد أسرتها، وقد صودف أن زرناها في أثناء مرض ابنها الأصغر، ووجدناها تهرس مجموعة من أوراق الزيتون، والزعتر، والنعناع، والينسون، صانعةً بتلك الأعشاب محلولًا للقرقرة، وصفته بمقدار ثلاث مرات يوميًّا بعد كل وجبة، وحينما استشرنا طبيبًا مختصًّا بذلك أبدى إعجابه بهذه التكونية، وقال:”إنها وصفة طبيعية فعّالة ولها القدرة ــ بعون الله ـ على شفاء أعراض التهابات الجهاز التنفسي، وكل ما وضعته أمُّ عبدالله له فوائد لاتحصى”.

وهنا توضح سهام أخت عبداللهقائلة:”إن إمكاناتنا لاتسمح بزيارة الطبيب كلما استدعى الأمر ذلك، لكننا نستخدم أدويتنا الطبية من المتاح في المنزل، ومناعتنا على أحسن مايرام “.

لم تستسلم أسرة عبدالله للظروف المعيشية الصعبة، بل استزرعَت أرض جدهم المهجورة ليأكلوا من خيرات أرضهم معظم أيام السنة. وتعد أم عبدالله قبلة النساء من أهل البلدة لحياكة أطباقهن وإعادة تكوين مخابزهن، ومدهن بطبخها الشهي للأطعمة المعقدة التي تتطلب جهدًا وصبرًا لإعدادها لاسيما”الحلقة”.

  أمُّ عبدالله تعدُّ نموذجًاللمرأة المكافحة والمتحدِّية للظروف القاسية والصعبة، ولم تستسلم للفقر والعوز، حيث قامت بتربية بناتها وابنها الوحيد على العمل والاعتماد على النفس لمواصلةالحياة ومواجهتها.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

استطلاع.. ازدياد ظاهرة التسول في اليمن سببه الفقر 87 %

صوت الأمل – رجاء مكرد أوضحت نتائج استطلاع رأي عام أجراه يمن انفورميشن سنتر منتصف شهر سبتمب…