الشباب … طاقة مُثمرة

صوت الأمل – منال أمين

   إن أصعب موضوع يستطيع أي شخص في العالم أن يتحدث عليه بكل كلمات قواميس اللغة والتعبير هو موضوع الشباب … فهم عنوان الحضارة والتاريخ والنهضة والمستقبل، كما أنهم عنفوان الحياة القادرون على تغيير موازين الواقع في مختلف المجالات.

    تمر اليمن حالياً بمراحل ومنعطفات صعبة وقاسية على كل أفراد المجتمع في مختلف مناحي الحياة، ولعل الشباب هم أكثر الفئات تضرراً من تلك المنعطفات، فقط أصبحوا غالبيتهم أدوات لأطراف مختلفة تعزز الكراهية والعنف بين أوساط المجتمع، رغم معرفة الجميع بأهمية دورهم في عملية التنمية والإعمار وبناء ما دمره الصراع خاصة خلال هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها البلاد.

شباب اليوم يرقبون مستقبلاً غامضاً غير واضحاً، على أمل أن تكون هناك بقعة ضوء تعزز التفاؤل بمستقبل أفضل، خاصة وأن المجتمع يعوّل عليهم كثيراً في تطوير وتعزيز عملية التنمية وعودة الحياة الى الأفضل.

    الكل يعلم أن الشباب عبارة عن طاقة إيجابية مُثمرة لمن استطاع أن يستثمرها بشكل صحيح، فلقد فطر الله الإنسان في مرحلة شبابه على القوة والنشاط، فهم المورد المتجدد للدولة التي تُساعد على بناء وتنمية المجتمع (اقتصادياً ـ تنموياً ـ اجتماعياً وسياسياً).

يجب أن يكون الشاب واعيًا تجاه المسؤوليات المعلقة عليه من خلال العمل المشترك مع كافة الجهات ( الحكومية والدولية ) على بناء عقولهم , ليكونوا قادرين على التعامل مع معطيات المستقبل حتى يتم بناؤه بشكل سليم , ولن يتم ذلك إلا عبر اهتمام كل من له علاقة بالجوانب التطويرية لهم من خلال تحسين العملية التعليمية و التأهيلية و تطويرها بما تتناسب مع مخرجات سوق العمل , و توفير فرص عمل تُسهم في تحسين قدراتهم واستثمارها في مختلف المجالات والقطاعات , و إشراكهم في العملية السياسية وصنع القرار وإيقاف الصراع , وتحسين الجانب الوظيفي في مختلف المؤسسات والشركات والقطاعات .

    وللمنظمات والمبادرات الشبابية دوراً فاعلاً في ميدان الحياة، لها تأثيراً قوياً على كل أفراد المجتمع، و تُسهم كثيرًا في بناء المستقبل الذي يصب في خدمة الوطن في الأول والأخير، حيث يقوم الشاب في طرح أفكاره وقدراته ومهاراته عبر نشر ثقافة التعاون وتبادل الأفكار و الاعتماد على الذات في خدمة أفراد المجتمع في مختلف المجالات (الاقتصادية ـ التنموية ـ الاغاثية و الخدمية.. ) .

    أخيراً نستطيع أن نقول إذا تم منح الشباب فرصتهم في معرفة حقوقهم وواجباتهم تجاه هذا الوطن بكل مجالاته وقطاعاته، لكانت الخطوة الاولى في تحقيق الأمن والسلام والتنمية والتطور، لأن المجتمع لن يستطيع أن ينهض وينفض ما عليه من دمار وفساد وصراع إلا إذا تم استثمار عقول وسواعد الشباب بالشكل المطلوب وبتضافر كل الجهود المعنية لتحقيق حياة مزدهرة وقوية، تسهم في تطوير وتحقيق طموح الشباب في بناء مستقبلهم بالشكل الذي يحفظ كرامتهم وإنسانيتهم ويغنيهم عن فكرة الهجرة والرحيل.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

في استطلاع رأي: 73% يؤكدون: الأوضاع الراهنة ساهمت في انتشار البطالة باليمن

   أظهرت نتائج استطلاع الرأي العام التي نُفذت من قبل وحدة المعلومات والاستطلاع ا…