‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة البطالة في اليمن الرياضة في اهتمامات الشباب: كرة القدم نموذجًا للرياضة في اليمن

الرياضة في اهتمامات الشباب: كرة القدم نموذجًا للرياضة في اليمن

صوت الأمل – رجاء مكرد

“كنتُ مهتماً أشد الاهتمام بالرياضة، وكنت رياضياً، لكني تركتها منذ فترة بسبب انشغالي، ولما تعانيه الرياضة في اليمن من إهمال”. هكذا رد أحد الشباب اللاعبين في كرة القدم سابقًا، مُشيرًا إلى أن الفريق اليمني مُهمل من قبل الجهات المعنية.

(محمد عصام) شاب أحب كرة القدم وكان لاعبًا في السابق لكنه تركها. يرى أن قطاع الرياضة بشكل عام لا يحظى بأي اهتمام، وأن لاعبو الرياضة -وخاصة لاعبي كرة القدم في اليمن- لا يتوفر لهم التدريب المستمر والدوري المنتظم، وأن المخصصات المالية غير محفزة لأعضاء الفريق لأداء الأفضل، مؤكدًا أنه بسبب المشاكل والأحداث في اليمن لم يستطيعوا تشكيل فريق موحد وقوي تحت إدارة مؤهلة تستشعر المسؤولية.

مضيفًا، أنه من محبي الرياضة بشكل عام في اليمن، كتنس الطاولة وكذلك الطائرة وكرة القدم، وأن الرياضة مهمة جدًا للشاب اليمني، ولا بد من تحفيز الشباب اليمني على الرياضة بدلًا من جلسات القات، وأن الرياضة بشكل عام تحتاج إلى اهتمام.

أرقام:

وفقًا للإدارة العامة للإعلام بوزارة الشباب والرياضة حصلت “صوت الأمل” على الإحصائيات التالية:

  • عدد الأندية في اليمن يفوق الـ 300 ناديًا.
  • كل الأندية الـ 300 تمارس رياضة كرة القدم؛ باعتبارها شرطًا من شروط الاعتراف بأي ناد، والمتضمنة ممارسة أكثر من سبعة ألعاب رياضية.
  • مكافآت اللاعبين: لاعبو المنتخبات الوطنية يتقاضون رواتب شهرية حوالي 100 ألف ريال يمني، وهي في المجمل مبالغ ضئيلة جدًا إذا ما قورنت بما يتقاضاه لاعبو الدول الأخرى، بما في ذلك دول الإقليم التي تصل شهريًا إلى عشرات الآلاف من الدولارات. فضلًا عن العقود السنوية التي تفوق غالبًا الـ 100 ألف دولار وربما الـ 200 ألف دولار، ولا وجه للمقارنة ألبتة.
  • توجد ثلاثة منتخبات لكرة القدم ( ناشئين _ شباب _ وطني)، بالإضافة إلى المنتخب الأولمبي، هذه المنتخبات الأربعة تخوض بشكل سنوي تصفيات عربية وقارية، منها ما هو معتمد بشكل رسمي من قبل الاتحادين والآسيوي والدولي ومشاركة منتخباتنا فيها إلزامية، بمعنى أن تخلف المنتخب سواء كان “ناشئين” أو “شباب” أو “وطني”، عن أي بطولة؛ سيجعله عرضة للعقوبات والتي تصل أحيانًا إلى حرمانه من المشاركة لمدة لا تقل عن خمس سنوات.

لماذا يخسر المنتخب اليمني؟

مدرب المنتخب اليمني للشباب (محمد النفيعي)- مصر، يقول إن اللاعب اليمني لديه الموهبة  بالفطرة، خاماته عالية، يحتاج فقط إلى إمكانيات وصقل واهتمام. سينافس على المستوى المحلي والعربي والعالمي إذا لقي نصف الاهتمام الذي يلقاه أي لاعب مع منتخبات سواء آسيوية أو أفريقية، سيكون اللاعب اليمني محطة كبيرة جدًا. اللاعب اليمني ينافس أقوى لاعبي آسيا وأقوى منتخبات أفريقيا بشكل ممتاز. ويؤمن أن توفر الإمكانيات لصقل مواهبه ستساعده على أن يبدع، كما أن الاستقرار الأسري والمادي مساندة له.

وعن سرعة اختفاء الإنجازات التي يحققها الرياضيون في بعض المجالات، يقول (النفيعي) أن ذلك ناتج عن عدم الاهتمام، وإذا ما وُجد اهتمام فيكون بشكل آني وقت البطولة فقط. والاهتمام لا يُمثل حتى 5% إذا ما قارناه بباقي المنتخبات، مؤكًدا أن الفريق اليمني -عندما تنتهي البطولة- يعود ليبحث عن لقمة العيش؛ لذلك نحن نطالب بأنه عندما تنتهي البطولة يتم تجميع اللاعبين، وتوفير الرواتب؛ لنحقق له الراحة مع أسرته.

الإعلام مرآة الرياضة

(بشير سنان) -رئيس تحرير موقع الرياضي نت- يؤكد أن من الضروري إصلاح المنظومة الرياضية في القوانين والتشريعات التي تنظم طبيعة عمل المؤسسات الرياضية، والاستفادة من التجارب التي قامت بها الدول المجاورة خصوصًا فيما يتعلق بالتسويق والاستثمار الرياضي الذي يعد العصب أو الشريان الحقيقي الذي تتنفس به كرة القدم.

وينوه (سنان) أن القوانين الرياضية في بلادنا ضعيفة جدًا، مما تسببت في حالة تراكم الفساد -ماليًا وإداريًا- في الأندية والاتحادات؛ فالدوري العام لكرة القدم لم يُنظَم منذ سبع سنوات، وأن القوانين التي تحمي الرياضيين غائبة كليًا، وهذا ساعد في نفور الغالبية العظمى عن ممارسة الرياضة. مضيفًا أن الإعلام الرياضي من المفترض أن يكون المرآة التي تعكس الصورة الحقيقية لعمل تلك الاتحادات والمنظومات الرياضية بشكل عام وكشف مكامن الخلل.

ماذا يحتاج اللاعب اليمني؟

(سالم عوض) -لاعب في المنتخب- أكد ما ذكره المدرب (النفيعي) في أن أداء اللاعبين بالفطرة، وأنه بحاجة فقط إلى عوامل تساعده على تطوير أداءه، منها: مدربون ذوو كفاءة، وتثقيفه رياضياً من خلال عمل دوري منتظم على مستوى المراحل السنية كي يخرج ما لديه من إمكانيات. كما أن المنتخب اليمني يحتاج إلى بنية تحتية من منشآت وملاعب تساعد اللاعب في تطور مستواه ودعمه معنويًا ومادياً.

اللاعب اليمني يمتلك الحماس والإصرار الذي يجعله قادراً على تقديم الأفضل. إن وجود استراتيجية تراعي الفئات العمرية واستمرار المنافسات المحلية مهم، وأبرز احتياجات اللاعب هي الاستقرار المالي والنفسي، والإعداد الطويل قبل المشاركة؛ ليصل إلى الهدف المطلوب (تحسن الأداء)، وفقًا لـلصحفي المتخصص بالشأن الرياضي (يحيى الحلالي).

من ناحيته يقول (الدكتور عارف النظامي) إن أجسام اللاعبين تبدو ضعيفة، وأن السبب في ذلك هو سوء التغذية، وهذا أحيانًا يكون له علاقة بمضغ القات؛ لأنه يفقد الشهية. وأيضا بسبب عدم ممارسة اللياقة البدنية وخاصة الصباح الباكر، مثل الجري وكرة القدم والتمارين المختلفة.

الحل ودور الجهات المعنية

يؤكد مدير الإدارة العامة للإعلام بوزارة الشباب والرياضة (حسين شكري) أن الاتحاد اليمني العام لكرة القدم، ومن قبله وزارة الشباب والرياضة، لديهم الحرص على الحضور اليمني في مختلف المسابقات العربية والآسيوية، رغم الظروف غير المواتية التي تعيشها البلد وما تلى ذلك من تدمير شبه تام للبنى التحتية (الملاعب الرياضية، الصالات، مقار الأندية، وغيرها).

ويوضح أن هناك مشاركات ودية لا يترتب عليها شيء، خصوصًا التي لا تخضع لروزنامة الاتحاد الدولي الفيفا، كبطولة كأس الخليج مثلًا. وإجمالاً، على مدار العام، لا بد للمنتخبات الثلاثة -فضلًا عن المنتخب الأولمبي- المشاركة “إجبارًا” في جميع البطولات حتى لا تكون عرضة للعقوبات. مضيفًا أن الوزارة جهة إشرافية فقط، ودورها يكمن في تقديم الدعم والمساندة للاتحادات من حيث تخصيص اعتمادات مالية سنوية، أو تقديم مبالغ لغرض إقامة المعسكرات التدريبية والتأهيلية للمنتخبات قبيل مشاركتها في أي بطولة.

قبض للريح وحصاد للهشيم

كما أفاد (شكري) أنه من أجل تحسين الوضع الرياضي يجب أن يكون هناك توجه حكومي لرعاية الشباب وتأهيلهم والاهتمام بالنشء، وإقامة مدارس أكاديمية خاصة بالرياضة على مستوى الأندية -على الأقل في المحافظات ذات الثقل الرياضي كصنعاء وعدن وأبين وإب وتعز وحضرموت- كخطوة أولى، واستقدام مدربين من خارج البلد للإشراف عليها، وتأهيل المدربين المحليين، ثم دعم الأندية الرياضية وإشراك رأس المال، ورجال الأعمال في إدارتها، ثم تنظيم مسابقات دوري القدم للفرق الممتازة والدرجتين الأولى والثانية ومسابقات الناشئين والشباب.

ويؤكد (حسين شكري) أن نجاح القطاع الرياضي في اليمن بشكل عام بما يؤهله لخدمة قطاع الشباب يحتاج إلى تكاتف الجميع من أعلى هرم في السلطة إلى أصغر مسؤول رياضي؛ بحيث يتم بناء المنشآت الرياضية، والعمل على تطوير أداء الأندية وتأمين حياة اللاعبين وجلب أفضل المدربين لهم، وتأهيل الكوادر اليمنية محليًا وخارجيًا. عدا ذلك فقبض للريح وحصاد للهشيم.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

في استطلاع رأي: 73% يؤكدون: الأوضاع الراهنة ساهمت في انتشار البطالة باليمن

   أظهرت نتائج استطلاع الرأي العام التي نُفذت من قبل وحدة المعلومات والاستطلاع ا…