مبادرات شبابية من أجل الأطفال
صوت الأمل – حنين أحمد
تساهم العديد من المبادرات الشبابية في مختلف المحافظات اليمنية في تقديم الرعاية والاهتمام بشريحة الأطفال من خلال استهدافهم بفعاليات وأنشطة مختلفة تنمي من مداركهم وترفع من قدراتهم في مختلف المجالات النفسية والرياضية والعلمية والفنية. تعمل هذه المبادرات من منطلق الإيمان بحق الطفل في عيش طفولته الكاملة بكل ما فيها من حقوق كفلتها الشرائع والقوانين الدولية والمحلية. وهي تعمل في واقع مليء بالصعوبات والمعوقات رغم كل التحديات التي فرضتها الظروف الحالية التي تمر بها البلاد.
في هذا التقرير حاولنا استعراض العديد من المبادرات الشبابية التي أسهمت بشكل من الأشكال في مجال حقوق الأطفال.
تكتل المبادرات النسائية
إبتهال الأغبري – مؤسسة تكتل المبادرات النسائية في تعز- توضح أن المؤسسة تنفذ مشروعاً خاصاً للأطفال بعنوان (النجم الصغير)، وهو مشروع أخلاقي تربوي ترفيهي يهدف إلى غرس القيم والمبادئ الأخلاقية في أعماق الأطفال، ويتضمن عدة برامج تحت إشراف مجموعة من المدربات المتمكنات.
استعرضت الأغبري البرامجَ المقدمة للأطفال منها برنامج (موهبتي أنا) الذي استهدف عدداً من الأطفال بهدف تطوير مداركهم وتنمية مواهبهم وقدراتهم من خلال العديد من الأنشطة والألعاب، بالإضافة إلى القصص والدروس التربوية.
كما تم تنفيذ (برنامج الإجازة الصيفية) الذي خصص للأيتام عبر تنفيذ أنشطة فكرية وترفيهية تزرع مبادئ العطاء بطريقة سلسة وأجواء مرحة، وكذا برنامج (الحقيبة المدرسية والواجبات) الذي استهدف الأطفال المحتاجين والأيتام أيضاً.
وتقول الأغبري عن الأنشطة الحالية أو المستقبلية: “في إطار البرامج التي تنفذها المؤسسة وتستهدف الأطفال بدرجة رئيسة، هناك برنامج لاستقبال شهر رمضان الذي يتم فيه استهداف الأيتام من عمر (8) إلى (10) أعوام لتعزيز معنى الصيام من خلال تنفيذ فعاليات ترفيهية وتعليمية في هذا الإطار.
ويؤكد أحمد ناصر – من تعز وأب لأربعة أطفال جميعهم طلاب في المدارس- أنه على الرغم من الظروف المعيشية الصعبة ووضع البلاد بشكل عام؛ فإن المبادرات قد ساهمت في تغطية احتياجات أطفالهم في المدارس, من خلال توفير الحقائب المستلزمات المدرسية, وتوفير الطعام لهم، وتشجيعهم على الاستمرار في التعليم.
أما لمياء خالد – نائب رئيس الاتحاد العام للأطفال – فتوضح أن الاتحاد يهدف إلى إيصال أصوات الأطفال واحتياجاتهم إلى كل الجهات المعنية – في الداخل والخارج -، وإلى كافة المنظمات والبعثات الدبلوماسية لدى بلادنا.
وتضيف: “نفذ الاتحاد العديد من المشاريع الخدمية والتنموية وبرامج التدريب والمناصرة وغيرها من المشاريع في عدة محافظات (صنعاء، عدن، تعز، إب، الحديدة)، حيث يفوق عدد الأعضاء (500) عضوٍ من كل فئات المجتمع المتمثلة في: الأقليات، المكفوفين، المهمشين، ذوي الاحتياجات الخاصة.
مركز القانون الدولي الإنساني
يقول نجيب المقرمي – مدير وحدة الشباب بمركز القانون الدولي وحقوق الانسان في تعز-إن المركز قدم برنامجاً خاصاً للأطفال على مستوى المديريات في المحافظة، بدعم من منظمة (سيفر ورلد)، استهدف طلاب المدارس عبر إنشاء مجموعات طلابية تساهم في نشر السلام والتعايش بين الطلاب.
كما أن هذه المجموعات الطلابية تقوم بتنفيذ مهام أخرى منها تفعيل المسابقات العلمية والترفيهية المتنوعة فيما بينهم بهدف تطوير مهاراتهم العقلية والجسدية، وصقل قدراتهم وابراز مواهبهم المختلفة، وعرضها على الإذاعات والمسارح على مستوى المحافظة.
فعاليات ومهرجانات ترفيهية
مبادرة “كالغيث” -العاملة في صنعاء- مبادرة تطوعية أسسها مجموعة من الشباب ذوي طموحات مشتركة. ساهمت هذه المبادرة في تجسيد قيم التطوع وتعزيزها وفي توعية المجتمع ومساعدة الأطفال في المقام الاول.
يقول أحمد أمين العريقي – مسؤول التسويق والمنسق العام في المبادرة-: “قدمنا الكثير من الفعاليات التي تستهدف الأطفال في أماكن مختلفة؛ فقد تم إقامة المهرجانات والفعاليات (للأيتام وأطفال مرضى السرطان والفشل الكلوي) بهدف الترفيه وتقديم المساعدات لهم مادياً أو معنويا، وكذلك التكفل بعلاج مجموعة منهم”.
وتابع العريقي حديثه قائلاً: “اتجهنا إلى مساعدة الأطفال لأنهم الشريحة “الأضعف” والأكثر تضرراً من الوضع الحالي الذي تمر به البلاد، وهي شريحة غير قادر على التعبير عن نفسها، ومساعدة نفسها. ويؤكد العريقي أن هناك الكثير من الجمعيات والمراكز التي تعمل في مجال الطفولة، مع ذلك نلحظ أوجه القصور في مد يد العون وتوصيل المساعدات الحقيقية إلى المستحقين من الأطفال، لذلك نسعى، نحن وكثير من المبادرات، إلى التوجه إلى مساعدتهم بالشكل المطلوب.
وحول الصعوبات التي تواجه العمل الشبابي خاصة العاملة في مجال الطفولة، يقول: “هناك الكثير من العقبات التي تستوقفنا في أغلب الأوقات، وبالرغم من ذلك نواصل عملنا التطوعي والشبابي بكل حماس. ولعل “التصاريح” التي تستخرج لإقامة مثل هذه الفعاليات والانشطة هي من أهم العقبات التي تواجه عملنا، وكذلك ضعف الدعم الذي نتلقاه من المتبرعين، فأغلب الفعاليات تتم بمجهود شخصي من القائمين على المبادرات، وهذا يستنزف كثيراً من الوقت والجهد.
مشاريع تثقيفية ومساعدات للأطفال
مبادرة (شباب الأمل) الموجودة في تعز والمنفذة لعديد من المشاريع الخاصة بالأطفال في عدد من المجالات.
تقول رقية الصوفي – المدير التنفيذي لمبادرة شباب الأمل -: “قدمنا عدة مشاريع تخص الأطفال، كمشروع (المركز الصيفي) المدعوم من كلٍّ من: تكتل المبادرات النسائية، مؤسسة أرقى، مؤسسة تكافل، مدارس الفجر الأهلية، ويهدف المشروع إلى تقديم دروس توعوية للأطفال في العطلة الصيفية، وتعليمهم مهارات وأنشطة مختلفة كـتعليمهم الدروس الدينية، والقرآن الكريم، وأساليب القراءة والإملاء والرياضيات، وتنمية مهاراتهم في الرياضات المختلفة.
وفي إطار المشاريع المقدمة من مبادرة (شباب الأمل) قُدِّم مشروع (الدعم النفسي للأطفال) الذي دعمه تكتل المبادرات النسائية من خلال تقديم برنامج متكامل عن معرفة نفسية الأطفال وانطباعهم، وإعطاهم دروساً عن المستقبل في كيفية مواجهة التحديات، وتعزيز القدرات الإبداعية لديهم في مختلف المجالات.
وتابعت رقية الصوفي: “كما تم تنفيذ مشروع (توزيع الحقائب المدرسية)، وتوزيع (كسوة العيد) مستهدفين أطفال الأسر الفقيرة بعد أن تم حصر الأسر المحتاجة في نطاق معين ومن ثم تم التوزيع. وهناك أيضا العديد من الفعاليات التي يتم تنفيذها كتوزيع العيديات للأطفال، وجمع الأطفال لإقامة مباريات رياضية بينهم، وتتويج الفائزين بمداليات وهدايا تهدف إلى التحسين من نفسياتهم، وتعليمهم تقبل الفوز والخسارة بروح رياضية، واحترام بعضهم بعضاً أثناء اللعب.
وأما عن الصعوبات التي تواجه المبادرات الشبابية العاملة في مجال الطفولة فتقول: “تتمثل الصعوبات التي تواجه أي مشروع في قلة الدعم الكافي للمشروع المقترح وعدم تقديمه بصورته الكاملة والمخطط لها، وبالتالي يتم تقليص عدد المستفيدين من المحتاجين إلى الأشد احتياجاً. وعلى الرغم من أن الأطفال بحاجة إلى الكثير من المشاريع، وبسبب قلة الدعم فقد تم تأجيل أو إيقاف تنفيذ العديد من المشاريع، أو يتم تنفيذها لكن لم تكن بالمستوى المطلوب.
مشاريع أطفال مرضى السرطان
مبادرة (سمو)، الموجودة في تعز، مبادرة شبابية قدمت عدة مساعدات إنسانية، من بينها مشروع خاص لأطفال مرضى السرطان.
تقول أفنان قائد -عضو في مبادرة سمو-: “المشروع عبارة عن ترفيه للأطفال المصابين بالسرطان، يتم تنفيذه من خلال عمل فعاليات ترفيهية لهم, ومهرجانات لإسعادهم, ويتم تقديم الهدايا والملابس لهم، كما يتم تنفيذ بازارات ومشاريع صغيرة تكون عائداتها لأسر الأطفال المحتاجة وتوفير مكائن للخياطة للأمهات للتعاون معهم”.
أما عن الصعوبات فتنبه إلى أن قلة الدعم المادي هو أكبر عائق لهم، وتضيف: “نحن نعتمد على الدعم المادي الذي نقدمه نحن كأعضاء مبادرة ومن بعض فاعلي الخير”، مؤكدة أن المبادرة ستستمر بالعمل بكل طاقاتها لترسم الابتسامة في وجوه الأطفال وفي وجوه أهاليهم, متحدياً كل العقبات التي تواجه العمل الخيري.
وتقول صفية ذات الـ(45) عام – من محافظة تعز- تقول: “تعاني ابنتي عبير من سرطان الدم، وأوضاعنا المادية صعبة وتكاليف المرض عالية. وتؤكد أن المبادرات لا تستطيع تغطية التكاليف العلاجية التي نحتاجها, ولكن تعمل جاهدة لتوفير مصدر دخل لنا, وإدخال الفرحة إلى قلوب أطفالنا.
89% يؤكدون استمرار أثر الصراع على صحة الأطفال ونفسياتهم
أكد (89%) من المواطنين في مختلف محافظات الجمهورية اليمنية أن صحة الأطفال ونفسياتهم قد تأثر…