السجادة الحمراء!

صوت الأمل – ياسمين يوسف

ندى محمد أحمد الكينعي، وضعت قدمها على السجادة الحمراء، لتكون من القلة القليلة التي حلقت باليمن في سماء الوطن العربي، حققت ندى البالغة من العمر خمسة وعشرين عاماً، المركز الأول (الميدالية الذهبية) في المسابقة الدولية للمنتدى العربي للفنون التشكيلية، من بين 13 دولة عربية 2020، ولم يكن أول فوز ساحق لها في المسابقات والمشاركات، فقد حصدت الكثير من المراكز المتقدمة في المسابقات والمعارض المحلية والدولية.

الفنانة التشكيلية بدأت موهبتها منذ الصغر، وبعد المرحلة الثانوية أحبت أن تصقل الموهبة بطريقة علمية، لذا لم تكن الدراسة إلا لأجل زيادة معرفية وخلفية واسعة عن الرسم.

لوحتها بعنوان “مرارة العيش” ثالث رسمة بالقلم الرصاص، هي الشرارة للانطلاق نحو التميز، فقد شاركت في المنافسة الدولية الأولى للمنتدى العربي للفنون التشكيلية، وحصلت على المركز الثاني (الميدالية الفضية) من بين دول عربية في عام 2017 م، ورغم أن الألوان الزيتية تعتبر عالمية، وخاصة أن المعارض العالمية تحتوي على هذه الأنواع من اللوحات، بسبب أنها تدوم لسنوات طويلة ولا تتغير، ولكنها لم تكن آنذاك قد بدأت بالرسم بالألوان الزيتية، وقد عبرت بين ثنايا الرسمة عن أن المرأة هي الأكثر تضرراً في الحرب.

ناقشت الكينعي الكثير من قضايا المرأة، مثل قضايا العنف ضد المرأة، كمشاركتها في برنامج الإبداع من أجل العدالة الاجتماعية، التي تناقش العنف ضد المرأة بأشكاله وأساليبه، وما ينتج عنه من آثار نفسية على المرأة، وعلى من يحيطون بها، ولقد جسدتها في تفاصيل هذه الرسمة من ناحية نظرات الترصد أو الانتقام. 

 بالإضافة إلى بحث أُجري في إطار البرنامج، ناقشت ندى فيه أطفال السجينات الذين اضطروا للمكوث مع أمهاتهم في السجن، حيث يتعرض الأطفال لوضع مزرٍ، وخاصة عند إصابتهم بأي مرض، فلا تجد الأم التي لا حول لها ولا قوة في أي وسيلة ممكنة لمساعدة رضيعها، سوى انتظار رحمة المولى عز وجل “الأم حالها باكٍ لرؤية وليدها يموت بين يديها” هكذا عبرت لنا ندى عن رسمتها هذه.

“فكرتها من خيالي… اختلاف ألوان العينين كاختلاف الأشخاص، فالاختلاف جميل، ويعد اكتمالاً لا نقصاً” كان هذا شعارها للوحتها التي شاركت بها في كاليفورنيا في معرض “احتضان اختلافاتنا”، الذي ناقش الاختلاف في المجتمعات، والتنمر الذي يحدث بسبب ذلك.

حدثتنا بأن لوحة الأم مع طفلها، تشعرها بإحساس الحنان والأمان، فطبيعة تكوينها الأنثوية انعكست انعكاسا كبيراً على لوحاتها ورسوماتها التشكيلية.

اسمي هو هويتي والنقاب ليس عائقاً 

هذا ما أجابت به على بعض انتقادات الفنانين، بسبب ارتداء النقاب، الذي أكدت أنه لا يسبب أي عائق لنجاحاتها ومشاركاتها وهواياتها وهويتها أيضاً.

ولقد حازت على ثقة وتوصية فنانين عرب، وتم ترشيحها من قبلهم، حيث قدمت أعمالها لتقييم اللجنة، وتم قبول أعمالها من قبل النقاد، واختيار أعمالها وضمها للموسوعة ضمن الكتاب التاريخي “المبدعون العرب” وإصدار ألبوم خاص بها، والذي سوف يتم إصداره في 2020م.

الكتاب التاريخي “المبدعون العرب” لمجموعة من النخبة الثقافية، هو موسوعة تحتوي على1000 قلم، للمؤلف براء الشامي، وحوت الموسوعة في طياتها أجمل إبداعات العرب من الأدب والشعر والفن التشكيلي والخط العربي، لتكون موسوعة توثيقية، شاهدة على جبين التاريخ، سامية بما حملته من إبداع.

طموحات ندى الكينعي المستقبلية تتمثل وصول لوحاتها ومشاركاتها للعالمية، وأخيراً نصيحتها للمبتدئات، بعدم الرضوخ للمصاعب، ومحاولة تجاوزها، وأن التقدم الهائل في التكنولوجيا أتاح للجميع فرصة كبيرة للاطلاع وتغذية الأفكار أكثر.