جمعت بين الأمومة وريادة الأعمال: إيمان يحيى تروي لـ”صوت الأمل” مسيرتها في تنمية المرأة وإبداعها في الموروث الشعبي “الأزياء”
صوت الأمل – رجـاء مـكـرد
كما يُنسج الثوب، نسجت خيوط حياتها، لتضمن لها ولعائلتها حياة مستقرة، لم تكتفِ بذلك ولكنها مدت يد المساعدة لغيرها من النساء، وساعدتهن على تخطي العثرات التي مررن بها.
متواضعة وطموحة، مبتسمة على الدوام، رغم ما مرت به من صعاب، مبدعة وأناملها تحكي مشوار نجاحاتها، فعلى الصعيد الأسري هي اُم لأيتام، وفي العمل هي إدارية وسيدة أعمال ناجحة، بشهادة كل من تعامل معها، إنها “إيمان يحيى”، التي زارتها “صوت الأمل” في معملها الكامن في مؤسسة “تميز امرأة للتنمية الإنسانية” التي تديرها؛ وذلك من أجل التعرف على قصة نجاحها، وتسليط الضوء على دورها في تمكين النساء اليمنيات اقتصاديًّا.
إيمان يحيى عبد الله، بكالوريوس دراسات إسلامية عام 2002م، شغرت مناصب عدة، منها: مديرة لأكثر من ثلاثة مراكز نسوية، تم اختيارها للمشاركة في مهرجان القحيص الـ17- في العاصمة الأردنية عمان عام 2007م، ومهرجان الثقافة والتراث الذي أقيم في دولة الكويت عام 2009م، ومهرجان (صنع في منزلي) في مملكة البحرين 2011م، ومهرجان (المنتجات الحرفية)- المنامة في البحرين 2012م، كما اختيرت للمشاركة في يوم المرأة العالمي النسوي- المقام في موفنبيك أكثر من ثلاثة مرات.
– عزيزتي إيمان، سنتحدث عن تفاصيل كثيرة عن حياتك كأم، ونجاحك كسيدة أعمال حققت إنجازات في مجال تنمية المرأة، ولكن قبل ذلك، من هي إيمان يحيى؟
إيمان أُم لثلاث بنات، توفى والدهُن وهُن صغيرات، سهرت عليهنّ وربتهُنّ ليكنّ بالمستقبل طبيبتين ومهندسة، إنسانة طموحة ومحبة للعمل الاجتماعي، لا سيما فيما يتعلق بمساعدة النساء وتحسين وضعهن المعيشي، مصممة أزياء مهتمة بالزي التراثي اليمني.
– من كان أو كانت ملهمك لتختطي هذا الطريق في مسيرتك العملية؟
زوجي- رحمه الله- هو الذي كان يشجعني على إكمال تعليمي الجامعي،لأنني تزوجت بعد الثانوية العامة مباشرة.
– متى انضممتِ إلى اتحاد نساء اليمن؟
منذ أكثر من 28 عامًا.
– كيف انتقلتِ من القضايا المتعلقة بمناصرة المرأة إلى القضايا المتعلقة بتمكينها اقتصادياً؟
في البداية اكتفيت بعملي في دعم ومناصرة المرأة، وبعد ذلك قمت بإنشاء مشروع يمكن المرأة اقتصاديًا، وفكرته قائمة على تعليم وتدريب النساء على إتقان الحرف اليدوية، التي تمكنهن من التغلب على الأوضاع الاقتصادية الراهنة.
– حدثينا عن مشروعك القائم، ودور مؤسستك في دعم المرأة والعمل الإنسان؟
أقمنا عدة مشاريع، منها إقامة ندوات لدعم للنازحين، وتوزيع حقائب وسِلال غذائية، كما ساهمنا في العديد من الأنشطة والفعاليات التي نُفذت في أمانة العاصمة.
– كم عدد النساء اللواتي تم استهدافهنّ في الدورات التي تُقيمينها؟
عملنا دورات في الخياطة ثلاث مرات لـ 76 امرأة، ودورتين للإكسسوارات، استهدفنا من خلالهما 50 امرأة، كما دربنا 51 امرأة على إتقان التجميل في دورتين، كما أقمنا دورات في الإسعافات الأوليَّة لـ50 امرأة، بالإضافة إلى دورات في صناعة البخور والعطور لـ 50 متدربة.
– هل استطاعت المؤسسة أن تكون جزءًا من قصص النجاح لبعض النساء اللواتي تدربن في المؤسسة؟
نعم، قصة نبيلة محمد مثلًا، والتي تنتمي لأُسرة تعاني من تدني مستوى الدخل، انضمت نبيلة إلى الدورة التي نُظمت في صناعة المنظفات والصابون، واستفادت منها، فافتتحت مشروعها الخاص بإنتاج الصابون السائل في منزلها وبكافة أنواعه، وقامت بالتسويق للمنتج في المحلات.
– كيف تخططين لخدمة المجتمع والنساء اليمنيات؟
عن طريق التوسع في الإنتاج، وفتح أسواق لبيع المنتج الذي يضمن للنساء الديمومة في المشاريع المدرة للدخل.
– ما هي نصيحتك للمرأة اليمنية؟
أنصح المرأة اليمنية بأن تؤمن بهدفها، وتسعى لتحقيقه، والمسألة تتعلق بعزيمتها وإيمانها بإمكانياتها.
– إلى جانب اهتمامك بتنمية المرأة، فإنك تتميزين بشغفك بحياكة الأزياء والاهتمام بالموروث الشعبي.. متى بدأت الفكرة تراودك؟
حُبي للأزياء اليمنية والموروث الشعبي رافقني منذ الطفولة، فاهتممت بالزي الشعبي الذي يميز كل محافظة من المحافظات اليمنية، هذا بالإضافة إلى أنني كنت أجد ردود فعل إيجابية للأزياء اليمنية التراثية، عند تمثيلي لليمن في الخارج.
– أي طراز تنتهجه إيمان في أزيائها؟.. وما الجديد الذي أضافتهُ؟
الدمج بين الأصالة والمعاصرة في الزي اليمني التراثي، هو ما أنتهجه في الأزياء التي أقدمها، بحيث يتناسب هذا الزي مع متطلبات السوق في الداخل اليمني والخارج.
– من بين الجوائز التي حصلتِ عليها، ما أكثر جائزة تفخرين بها؟
لديَّ جوائز محلية، ودولية عديدة، حصلت عليها طيلة عملي كرائدة في العمل الإنساني، منذ أكثر من عشرين عامًا، وأيضًا في عملي كمصممة أزياء يمنية، ومن أهم الجوائز التي أفخر بها الجائزة الملكة سبيكة، من مملكة البحرين 2014م.
– هل تشعرين بأنكِ وضعتِ بصمتك الخاصة في مجتمعك؟
نعم.. الحمد لله، أفتخر بما وصلت إليه اليوم، ونجاحي هو نجاح للنساء اللاتي قمنا بتدريبهن وتأهيلهن وتمكينهن في أكثر من مجال، واللواتي يملكن الآن مشاريعهن الخاصة.
تراث الطهي اليمني يغزو العالم بمذاقه الفريد
صوت الأمل – هبة محمد يُعدُّ المطبخ اليمني واحدًا من المطابخ العربية الرائعة والشهيرة…