أبرز التدخلات الإنسانية في القطاع الصحي
صوت الأمل – سماح عملاق
عرضت الأمم المتحدة في موقع الأخبار الرئيس التابع لها بتاريخ 27 فبراير 2021م عشر حقائق عن اليمن، وذلك في تقريرها الذي أطلقت عليه “صراع ومجاعة وأرواح على المحك في اليمن”.
من ضمن الحقائق، أن اليمن يشرف على مجاعة تهدد أرواح ملايين اليمنيين، وتمويل جهود الإغاثة المنقذة للحياة غير كاف، ويشرف عشرات الآلاف من المواطنين على الموت جوعًا في ظل أسوأ أزمة إنسانية في العالم، لكن شُح الموارد يجعل وكالات الإغاثة غير قادرة على الوفاء بالاحتياجات وإنقاذ الأرواح.
أثر الصراع على الصحة في اليمن
مع دخول الصراع عامه السابع، يشهد اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث تشير أحدث التقديرات لمنظمة الأمم المتحدة إلى أن نحو 50 ألف شخص يعيشون حاليًا في ظروف تشبه المجاعة، حيث يشتد الجوع في المناطق المتضررة من الصراع.
وتذكر التقديرات ذاتها احتياج ما يقرب من 21 مليون شخص -أي أكثر من 66% من إجمالي عدد السكان- إلى مساعدات إنسانية وحماية. كما يوكّد الدكتور عمران هلال (المسؤول الإعلامي لمكتب الصحة بمحافظة إب) أنه قد تم التأكد رسميًا من أكثر من 2100 حالة إصابة بمرض فيروس (كـوفيد-19) نجم عنها 617 حالة وفاة.
ويضيف هلال أن الأعداد الحقيقية أكثر بكثير، وما يزال الفيروس ينتشر في اليمن، كما يشير إلى تأثر الاستجابة للجائحة في اليمن بمحدودية أدوات الاختبار ومراكز الرعاية الصحية والنقص الحاد في الإمدادات الطبية ومعدات الوقاية والحماية الشخصية.
في عام 2021، كان هناك ما يقارب من 15.4 مليون شخص في حاجة إلى خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، وعلى الرغم من أن المنظمات الإنسانية كانت قادرة على توسيع الاستجابة في بعض مجالات المهمة فإن التوقعات لعام 2022 مقلقة للغاية وسط تزايد النزوح والصراع المستمر حسب ما يذكره موقع الأمم المتحدة بتقريره المنشور في فبراير 2021م.
ويتوقع التقرير أن يصل عدد الجوعى في اليمن إلى 16 مليون شخص هذا العام. وبالفعل يشارف ما يقرب من 50 ألف شخص على الموت جوعًا مع عودة ظهور أوضاع تشبه المجاعة في بعض مناطق اليمن للمرة الأولى منذ عامين، ولا يفصل خمسة ملايين شخص آخر عن المجاعة سوى خطوة واحدة.
يستشرف التقرير- أيضًا- معاناة حوالي 2.3 مليون طفل تحت سن الخامسة في اليمن من سوء التغذية الوخيم خلال العام الحالي 2022، من بين هؤلاء الأطفال 400 ألف طفل قد يموتون إذا لم يتلقوا العلاج بصورة عاجلة.
هذه الأرقام تشير إلى سوء التغذية الحاد في اليمن منذ تصاعد الصراع عام 2015، حيث يواجه أكثر من 360 ألف شخص خطر الموت؛ نتيجة الافتقار إلى الغذاء والرعاية الصحية حسب موقع الأخبار الرئيس التابع للأمم المتحدة بتقريرها المخصص لليمن والمنشور في فبراير 2021.
وما تزال الأزمة الإنسانية والاقتصادية في اليمن تتفاقم بسبب جائحة كوفيد- 19 وارتفاع أسعار الوقود والأمطار الغزيرة والفيضانات والأعمال العدائية المستمرة وكذلك النزوح؛ حيث إن الملايين في حاجة إلى المساعدات المُنقذة للحياة، وخاصة المأوى وخدمات الصحة والمياه ودعم الصرف الصحي.
يذكر التقرير أن أقل من 10% من الأشخاص الذين يعيشون في مواقع النزوح في اليمن يملكون إمكانية الوصول إلى المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي المناسب، وفقاً لتقرير النظرة العامة على الاحتياجات الإنسانية للعام الماضي.
المرافق الصحية لم تسلم
المرافق الصحية لم تسلم من الصراع، الدكتورة شفيقة محمد (العاملة في مجال الإغاثة الطبية) تقول لـ(صوت الأمل): “إن سبع سنوات من الصراع في اليمن كانت كفيلة بإيقاف نصف المرافق الصحية عن العمل تقريبًا، وكان هذا التوقف من ضمن أسباب الانخفاض الشديد في عدد العاملين الصحيين وقلة الإمدادات الطبية والأضرار المادية للبنية التحتية الصحية، واستمرار انعدام الأمن في المرافق الصحية اليمنية”.
تضيف الدكتورة شفيقة أن الضرر الذي لحق بشبكات المياه والصرف الصحي قد أدى إلى صعوبة الحصول على مياه الشرب النظيفة والآمنة؛ مما ساهم في تفشي مرض الكوليرا الذي أصاب ملايين المواطنين منذ عام 2017م، إلى جانب وجود أمراض أخرى كان يمكن الوقاية منها.
مشيرة إلى أن عدم تلبية الاحتياجات الصحية وتفشي عدة أمراض وبائية، كالحميات بأنواعها، قد سلط الضوء على حاجة اليمن المستمرة للمساعدات الإنسانية الحرجة المنقذة للحياة؛ فهناك مشاكل صحية واجهت معظم الأسر اليمنية، وتحديات كبيرة في الحصول على الرعاية الصحية التي تحتاجها للبقاء على قيد الحياة.
وتؤكد الدكتورة شفيقة أن توقف العديد من المرافق الصحية اليمنية عن العمل هو بسبب صعوبة الوصول إلى المرافق الصحية التي ظلت مفتوحة حيث كان على المواطنين السفر بطرق وعرة ليصلوا إليها. وترى الدكتورة شفيقة أن من أهم المشاكل الصحية انتشار سوء التغذية، حيث تشير التقديرات أنه في عام 2017 كان يوجد أكثر من 400 ألف طفل في اليمن يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد، رغم دعم المانحين الذي لا يزال مطلوباً لمنع المزيد من سوء التغذية لدى الأطفال.
تحديات وعوائق
يصف موجز السياسات الصادر عن وزارة الصحة اليمنية والمنشور في الـ 14 من سبتمبر 2021 الحالة القائمة التي يشهدها قطاع الصحة في اليمن الذي يعاني من عواقب الصراع، والتدهور الاقتصادي، والإنهيار المؤسسي، وكل ذلك مستمر منذ فترة طويلة.
وقد بات توفر مرافق البنية التحتية الصحية العاملة، مثل المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية، أمرًا صعب المنال تحت وطأة الصراع، إذ تواجه نسبة كبيرة من السكان تحديات جمّة في الحصول على الرعاية الصحية، وفي الوقت الحالي -حسب الموجز- لا يعمل سوى 50% من المنشآت الصحية بكامل طاقتها.
وفي الموجز، يواجه أكثر من 80% السكان تحديات كبيرة في الحصول على الغذاء، ومياه الشرب وعلى خدمات الرعاية الصحية، ويُعَد نقص الموارد البشرية والمعدات والمستلزمات حجر عثرة في سبيل تقديم خدمات الرعاية الصحية. علاوة على ذلك، فقد أدى الصراع إلى تفاقم التحديات الصحية، كما أفضى إلى ضعف إدارة قطاع الرعاية الصحية.
ومن الصعوبات في تقديم الخدمات الصحية يتجلَّى تدهور الخدمات الصحية، حيث تشير التقارير التي تتناول الوضع الصحي لليمنيين إلى تدهور الأوضاع الصحية وسط ظروف الصراع الجاري، ويشمل ذلك ارتفاع مستويات سوء التغذية بين الأطفال، وانخفاض معدلات التحصين، وتفشي الأمراض السارية.
وتتأثر صحة الأم والطفل على وجه الخصوص بتفاقم الأوضاع، إذ تشير أحدث التقديرات إلى وفاة أم واحدة وستة أطفال حديثي الولادة كل ساعتين. علاوة على ذلك، فقد ألحق الصراع كذلك ضررًا مباشرًا بصحة السكان. ويقدَّر الآن أنه السبب الرئيس الثالث للوفاة في اليمن، بعد مرض تروية القلب (نقص وصول الأكسجين إلى القلب) وأمراض حديثي الولادة حسب الموقع الرئيس لوزارة الصحة اليمنية بتقريرها المنشور في سبتمبر 2021.
تدخلات إنسانية صحية في اليمن
بتوقيع منظمة الهجرة الدولية اتفاقية بقيمة 20 مليون دولار أمريكي مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، تم تزويد أكثر من 150 ألف شخص في اليمن بمواد المأوى الإغاثية والمياه النظيفة والدعم بخدمات النظافة والصرف الصحي.
ويستهدف المشروعان الجديدان توزيع 15 مليون دولار أمريكي لمشروع المأوى، خصصت فيها خمسة ملايين دولار أمريكي لخدمات المياه والصرف الصحي والنظافة ودعم الأفراد المتضررين من الأزمة في محافظات مأرب وتعز والحديدة التي نزح إليها عشرات الآلاف من الأشخاص العام الماضي.
وفي عام 2021، أوصلت المنظمة الدولية للهجرة إلى أكثر من 315 ألف شخص خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة، حسب تقريرها المنشور في موقعها الرسمي عام2021، وبحسب المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة أنطونيو فيتورينو .
وتقدر مصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة، أن ما يقرب من 160 ألف مواطن يمني قد نزحوا في مختلف أنحاء 13 محافظة في عام 2021، وما يزال كثيرون يعيشون ظروفًا بائسة، حيث تحتمي أسر متعددة تحت سقف واحد دون المواد الأساسية للبقاء على قيد الحياة.
أطباء بلا حدود
كتبت كريستل فان ليوين (ممرضة كندية الأصل) من وحي عملها على التنسيق لمشروع منظمة (أطباء بلا حدود) في اليمن على مدى سبعة أشهر متواصلة: “يبلغ عدد الدول التي ينحدر منها موظفونا ويتنقلون بينها أكثر من 140 دولة، وتشكل فرقنا المحلية أكثر من 80% من القوى العاملة لدينا. وفي منتصف مارس 2020 تم إغلاق الحدود الدولية وإجراءات الحجر الصحي الصارمة، وبدورنا -نحن أطباء المنظمة والممرضين والمتخصصين التقنيين وموظفي الدعم- تمكنّا من الإنضمام إلى زملائنا في الميدان، وكان على مشاريعنا إدارة النقص الكبير في الموظفين والتخفيف من أثره، لا سيما في حالات الأزمات الإنسانية ومناطق النزاع مثل اليمن”. تشير فان ليوين إلى أنه في الوقت الذي ألقت الأزمة الصحية العالمية بآثارها الاجتماعية والاقتصادية على الجميع وفي كل مكان، كانت الاستجابة العامة السخية لنداء منظمة (أطباء بلا حدود) من أجل التبرع لصندوق أزمة كوفيد-19 مذهلة؛ فقد تمكنت المنظمة من تخصيص موارد لمشاريع (كوفيد-19) ودعم الأنظمة الصحية بفضل 121 مليون يورو تم جمعها في عام 2020 لصالح المشاريع الصحية في اليمن.
استطلاع.. الغذاء أهم الاحتياجات الإنسانية لليمنين في ظل الصراع بنسبة %36.9
صوت الأمل – رجاء مكرد أوضحت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفورميشن سنتر، منتصف شهر ينا…