ثقافـــــة النـــوع الاجتمـاعــــي وتأثيرها على الأسرة والمجتمع
صوت الأمل – أمل المحمدي
تعد الثقافة المجتمعية أحد انواع الثقافات التي تظهر بيئات الشعوب، والتي تعكس الصورة المجتمعية للأفراد حيث تختلف هذه البيئة من مجتمع لآخر حسب العادات والتقاليد المكتسبة والتي تميزها عن البقية
بالإضافة الى الوعي والخبرة والمعرفة في مختلف مسارات الحياة، فكلما زاد قدرة الفرد ومطالعته وحصوله على الخبرة في الحياة زاد نسبة الوعي الثقافي لديه، وأصبح عنصراً بنـّاءً في المجتمع.
كذلك تعتبر الثقافة تفسير عن مدى وعي كافة أفراد المجتمع للعلم والمعرفة في كافة أنماط الحياة
فالتمييز يصيب الجوهر الإنساني في الصميم، وهو يضر بحقوق الشخص بسبب ما هو عليه وما يؤمن به. والتمييز يُلحق الضرر ويسبِّب ديمومة انعدام المساواة.
فللجميع الحق في أن يعاملوا على نحو متساوٍ بغضِ النظر عن العنصر أو العرق أو الجنسية أو الطبقة أو الطائفة أو الدين أو الـمُعتقد أو الجنس أو النوع الاجتماعي أو اللغة أو هوية النوع الاجتماعي أو الخصائص الجنسية أو السن أو الصحة أو غيرها.
ومع ذلك فإننا كثيراً ما نسمع قصصاً محزنة حول أشخاص يتعرَّضون للقسوة لا لشيء سوى لأنهم ينتمون إلى فئة “مختلفة” عن تلك التي تتبوأ مواقع الامتيازات أو السلطة. ويحدث التمييز عندما لا يستطيع الشخص التمتع بحقوقه الإنسانية أو غيرها من الحقوق القانونية على أساس المساواة مع الآخرين بسبب التمييز غير المبرَّر، سواء في السياسة أو القانون أو المعاملة. إن عمل منظمة العفو الدولية متجذِّر في مبدأ عدم التمييز. ونحن في عملنا مع مختلف المجتمعات حول العالم نرفض القوانين والممارسات التي تنطوي على تمييز لضمان أن يتمتع جميع البشر بحقوقهم على أسس متساوية.
تتنوع الثقافات والعادات في المجتمع اليمني حيث توجد مفارقات كبيرة في النوع الاجتماعي (المرأة والرجل) ويتمسك كل شخص منهم بمهام وواجبات لا يمكن ان يتعداها الاخر خاصة في المناطق الاقل وعيا كالأرياف والمناطق غير الحضرية، حيث يستولي التفكير الغير واعي باحتكار المرأة في مهام محددة لا تجرأ تعديها وتنعكس على حياتها بشكل عام.
ولكن لم تقف المرأة اليمنية مكتوفة لبعض العادات والوجهات التي حرمتها من التعليم والخروج للمجتمع ومشاركة الرجل في شتى المجالات حيث ساهمت في التحرر من الدائرة المغلقة.
من هذه النماذج الشابة حنيين التي أصرت على التحاقها بقسم الاعلام رغم العديد من العراقيل التي واجهتها من قبل الاسرة بمعارضاتهم على تخصصها الا انها كافحت واصرت ووصلت للمرحلة التي حلمت بها وخرجت للعمل في مجالها بكسرها للتميز للقسم الذي هو باعتقادهم انه يتناسب للذكر دون الانثى واضافت ان التمييز الاجتماعي بين الجنسين في وقتنا الحاضر أصبح ضئيلا ويحق للمرأة ان تمارس حياتها وحقوقها مثلها مثل الرجل.
والشاب عادل الذي غلب عليه الطابع الريفي المنطلق بتفكيره نحو ادارة الاعمال والتي تعد عائق او عيب للمواطن الريفي (الزراعي)
لكنها لم تقف كحجر عثرة في تحقيق الهدف والوصول اليه، حيث واجه العديد من العراقيل والانتقادات وأصر على ان يحقق هدفه والالتحاق بكلية التجارة وواصل سعيه للتطوير من نفسه وأصبح مدرب في مجال التنمية البشرية.
من جهته أ/ عبدالرحمن السامعي قال: ان قضايا النوع الاجتماعي تتصل بنظرة المجتمع لمفهوم الذكورة والأنوثة ، وتوزيع الأدوار على كل منهما بحسب ثقافة المجتمع وتقاليده غير المنصفة، وكذلك الحقوق المفترضة لكل منهما ليس من الناحية الدينية التي حددها الله-سبحانه وتعالى – للذكر وللأنثى، بل الحقوق والواجبات التي فرضتها العادات والتقاليد البعيدة عن الدين الإسلامي؛ فالأنثى مثلا في بعض الأسر ليس لها الحق في المطالبة بميراثها ، بينما يعطى هذا الحق للذكر ، وبعض الأسر لا تعطي الأنثى حق اختيار الزوج ، وتعطيه للذكر، كما أنه في بعض القرى تتحمل الأنثى كل أعباء البيت والحقل، والرجل له حق إلقاء الأوامر حتى وإن كان عاطلا، وكثير من الأسر تعتقد أن أعمال المنزل هي من واجبات الأنثى وحدها، وأن الذكر حينما يشارك فهو منتقص الرجولة ..
ويضيف السامعي: النوع الاجتماعي قضاياه تؤثر على المجتمع في عميلة التفرقة بين الجنسين وعدم المشاركة والمساواة بينهما ، وحين تحدث النزاعات والصراعات في مجتمع ما تتخلخل البنية المجتمعية فيكون الرجل هو الواجهة المستهدفة فيتعرض للقتل أو الإصابة أو السجن ، وهنا تقوم المرأة مكان الرجل في تحمل المسؤولية سواء المسؤولية في بناء المجتمع ورفده بالإنجازات التي كان يقوم بها الرجل في مختلف المجالات أو تحملها المسؤولية الأسرية من أعباء لا طاقة لها بها.
وينوه السامعي الى ان هناك العوامل الأخرى التي تؤثر على المجتمع والأسرة خاصة في حالات الحروب والنزاعات منها التحاق الرجال بالسلك العسكري وتعرضهم للقتل او السجن وبالتالي تزداد نسبة الإناث في المجتمع، مؤكدا ان النزاعات عامل مؤثر جدا في تشتت المجتمعات والأسر ، فيسود الجهل ويقل التعليم ، ويهبط الاقتصاد ، فتسود المجاعة ويتشرد الأطفال في الشوارع وتزداد المعاناة المجتمعية أكثر فأكثر.
التوعية هي الحل
“لذا تحتاج المجتمعات والأسر إلى التوعية والإرشاد والتعلم ، لتجنب المشاكل القائمة على النوع الاجتماعي التي لا تأتي سوى لتفكك المجتمع والأسرة،” يقول السامعي.
فتوزيع هذه الأدوار، يجعل نمطا معينا من التقاليد والقوالب الجاهزة السائدة في المجتمع، والذي يعطي التميز الذكوري السائد والمكتسب من المجتمع ، الذي يتم ترسيخه من خلال الأسرة، التي تلعب دورا أساسيا في التنشئة الاجتماعية التقليدية، فبداخلها تنشأ ثقافة التمييز بين الجنسين، إذ يعامل المولود الذكر داخل الأسرة معاملة تفضيلية، يعطى بموجبها وضعا خاصا ومكانة متميزة، عكس الفتاة التي تنشأ وقد تشربت مفهوم الطاعة والانصياع، كما يتأثر الطفل بالأب العامل خارج المنزل ، بينما تتأثر الفتاة بالأم التي تدير شؤون الاسرة الداخلية وتنضج هذه الفكرة لدى افراد المجتمع ككل.
استطلاع: العنف القائم على النوع الاجتماعي في اليمن موجه نحو المرأة بنسبة %69.9
صوت الأمل – رجاء مكرد أوضحت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفورميشن سنتر، بداية شهر ينا…