عندما تتحدى الموهبة البطالة والإعاقة
صوت الأمل – رجاء مكرد
يُرسل أحاسيسهُ يوميًّا عبر رسوماته العميقة… فقدانه لحاسة السمع ولنعمة النطق ولإحدى عينيه لم يثنه عن إيصال رسالته والتعبير عن مختلف القضايا والظروف، والأروع من ذلك توظيف موهبته لتحدي البطالة وجعلها مصدرًا لكسب لقمة العيش.
عبد اللطيف علي المجاهد، رب أسرة تتكون من سبعة أفراد، يعمل في جمعية الصم والبكم وإعادة تأهيل المعاقين في محافظة ذمار، يعتمد في المقام الأول على موهبة الرسم لإعالة أسرته وتوفير متطلبات الحياة.
بدأ في الثالثة عشرة من عمره
بدأ الفنان التشكيلي المجاهد بالرسم في مرحلة الطفولة ــ عمر الثالثة عشرة ــ كان يرسم من تلقاء نفسه، وقد أتقن الرسم وهو في سن العشرين عامًا، أخوه الأكبر عبد الله ساعده وكان أول المشجعين له، أُصيب المجاهد بكسر في يده اليمنى وتوقف عن الرسم ما يقارب خمس عشرة سنة، ثم عاد إلى الرسم تدريجيًّا.
إبداع الفنان عبد اللطيف الذي وُلِد من معاناته جعلهُ يحظى بالكثير من التفاعل في أوساط موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” ويترك أثرًا بداخل كل من قابلهُ أو شاهد لوحاتهُ التشكيلية، فبراعة أنامله وشفافية شعوره تتجلى في رسوماته، فهي إبداع يعجز اللّسان عن وصفه، كما أنه يحاكي مناظر الطبيعة أو يعبِّر عن الأشياء التي يتذكرها في طفولته ويستنبطها من خياله.
الموهبة مهنة
لم يوحِ الفنان المجاهد عن أيِّ طموحات مستقبلية لموهبته واكتفى بالإشارة إلى أنها مصدر للدخل المعيشي متحدِّيًا الظروف والبطالة منبِّهًا إلى أنهُ يواجه صعوبة في عدم توفر بعض الألوان في اليمن بسبب الصراع، وألوان أخرى موجودة لكنه لا يستطيع شراءها بسبب ثمنها الباهظ، وبتكرار سؤاله عن الطموح أشار إلى أنه يتمنى أن يتوقف الصراع.
أشاد الكثيرون من رواد السوشيل ميديا بلوحات الفنان المجاهد، وعدُّوا عمله في رسم اللوحات التشكيلة تحدِّيًا للواقع المرير والظروف الصعبة، ووصفوه بالناجح الباهر كونه تحدَّى الإعاقة من جهة والظروف والبطالة من جهة أخرى، متمنين وآملين من المسؤولين النظر لهذه الكفاءات وتوفير الدعم اللازم لها لتسهيل عملها ولتكون إنموذجًا باعثًا للأمل لدى الآخرين.
في استطلاع رأي: 73% يؤكدون: الأوضاع الراهنة ساهمت في انتشار البطالة باليمن
أظهرت نتائج استطلاع الرأي العام التي نُفذت من قبل وحدة المعلومات والاستطلاع ا…