خلال فترة الإجازة: كيف يقضــي أطفال اليمن أوقاتهــــــــــــــــــم؟
صوت الأمل – رجاء مكرد
نُفَّذَ قرار تقديم الاختبارات بوصفه إجراءً احترازياً لمواجهة (كوفيد-19)، ومن هنا دخل الأطفال مرحلة الإجازة الصيفية التي لن تكون كالسابق، فهي مختلفة كونها طويلة وحدودها المنزل.
“صوت الأمل” بدورها أجرت نزولاً ميدانياً إلى الشوارع وبعض المنازل والأندية الرياضية والتقت ببعض الأطفال وأولياء الأمور لمتابعة النشاط الذي يقوم به الطفل اليمني خلال فترة الإجازة الصيفية.
روتين
ترى (أم محمد) – صنعاء أن التعليم مهم للطفل، وأن بعض المدارس تمتلك أداءاً تعليمياً قوياً نعرف من خلاله أن الطالب سينتقل للمرحلة التعليمية التالية ولديه خلفية دراسية ممتازة، بينما بعض المدارس للأسف لا يزال التعليم فيها سيئاً ولا يصل حتى إلى المستوى الجيد.وتضيف أنه لا يوجد برنامج محدد للأطفال للقيام به خلال فترة الإجازة الصيفية.
عمل
“ماذا نفعل! نشتغل”، هكذا أجاب الطفل (أحمد منصر) -13 عامًا- الذي بدت عليه ملامح المسؤولية تُسابق الطفولة وهو جالس خلف مقود باص متوسط الحجم يتسع لـ(16) راكباً. يوضح (أحمد) أن سبب قيادته للباص في الإجازة طول فترة النهار هو لمساعد أسرته كي يتحسن دخلهم المعيشي. وبابتسامة طفولية يقول: “ما يُقَعْ؟ تعودنا”. يواصل (أحمد) عملهُ في قيادة الباص بعد أن أخذ الرُكاب أماكنهم.
على عكس (أحمد) يأمل الطفل (يحيى مُراد) بأن لا تُغلق الأندية الرياضية؛ فقد قرر أن يلتحق بالصالة الرياضية منذُ بداية العام الدراسي، وطموحهُ أن يُصبح لاعب جُمباز محترف.
رعي الأغنام
حيثُ الأراضي الخصبة، وانتظار المحصول الزراعي، يقوم الطفلان (أُسامة) و(بدر) برعي الأغنام، والعناية بها، وتنظيف أماكن معيشتها، وسقيها طوال استمرار فترة الموسم الزراعي وانتظار المحصول.
حفظ القرآن
أما (س.ر) -14 عامًا- فتقول إنها في فترة الإجازة الصيفية ستلتحق بمراكز تحفيظ القرآن الكريم، وستخصص جزءاً من وقتها للبدء بممارسة الأعمال المنزلية، كالطهي والتنظيف وغيرها من الأعمال.
قراءة القصص والكتب
يقول والد الطفل (نجيب): “استطاعت الدول المتقدمة أن توفر خدمة التعليم وعدة أنشطة للطفل عن بُعد، كالرياضة – لا سيما في أوقات الحجر-، لكن الدول النامية – اليمن أنموذجًا- وما تعانيه من آثار استمرار الصراع، لا يتوفر لديها خدمة الكهرباء،وبالتالي من الصعب تفديم دروس خصوصية للطفل عبر الإنترنت”، ويشير إلى أن من الضروري أن يقوم أولياء الأمور بشراء قصص وكُتب تتناسب وسن الطفل، حتى يظل على ارتباط بالقراءة؛ فالتعليم مُهم ولا يجب الاستسلام للظروف.
اللّعب
يُعبر الطفل (محمد سعيد) أنه بدء إجازته الصيفية باللعب مع أقرانه في الحارة، مثل الكرة والجري وغيرها من الألعاب، كما يقضي إجازته بالذهاب إلى منازل أصدقاءه للعب معهم.
ماذا بعد؟!
تقول خبيرة علم الاجتماع (أشواق التعزي) إنه من الضروري الانتباه على الطفل بعد انتهاء العام الدراسي، بما يكفل استمرار نشاطه العقلي، وألا يسمح الوالدان لأطفالهم بنسيان التعليم خلال فترة الإجازة.
وتضيف التعزي أن جو البيت وسلوك الأبوين يؤثران على الأطفال بشكل عام، كأن يقوم الأب أو الأم بقراءة الكتب، وبالتالي سيُقلد الطفل أفعالهم ويطالع الكتب؛ لذا من الضروري أن ينتبه الوالدان لتصرفاتهم وأنشطتهم اليومية، كما يمكن تكليف الأخ الأكبر سنًا بمتابعة إخوته ومناقشة بعض الأنشطة.
من جانبها تقترح (مشيرة عبد الغني)- رياض أطفال- أن يتم عمل مخيمات صيفية – على الأق عبر النت- ليتجدد النشاط الذهني للأطفال، ويظلون مرتبطين بالحصص الدراسية، وأن يمارسوا بعض الهوايات كالرسم والتخطيط وغيرها من الهوايات، وأن يطوروا مواهبهم.
أما (سلوى أحمد) – مربية مدرسة في صنعاء- تقول إن من الضروري إقامة الأنشطة الصيفية الترفيهية والدينية والرياضية التي تشغل الطفل خلال يومه وتكسبه كثير من المهارات المعرفية والعلمية والرياضية والدينية، والتي تنفعه في حياته وتخدم أسرته ومجتمعه.
ويرى (أحمد طه) – ولي أمر- أن أغلب ما يفعله الطفل في الإجازة هو تصفح الأجهزة الإلكترونية التي وفرها كثير من الآباء لأطفالهم، وغالبًا ما يقوم الطفل بتحميل الألعاب والبرامج التي يحبذها، وهنا من الضروري أن تدخل الوالدن في تحميل برامج تعليمية، إذ أن النت قد وفر كل شيء ومنه البرامج التعليمية التي – بالطبع – ستساعد بشكل كبير في تنمية مهارات الطفل وتحفيز عقل الطفل. ويضيف (أحمد طه) أن الطفل لا يعلم ما يضره أو ما ينفعه، بينما الوالدن أعلم بذلك؛ لذا حرص أي أبوين سيجعل الطفل ناجحاً ومتفوقاً، وإهمال بعض الآباء سيجعل الطفل ضعيفاً في دراسته وربما يتخبط في المستقبل؛ لعدم وجود الأساس المتين الذي يرتكز عليه ألا وهو التعليم.
كان هذا أغلب ما لاحظته صحيفة “صوت الأمل” خلال نزولها الميداني لتفقد الأطفال في الإجازة الصيفية. منهم من لا يملك وعياً كافياً بكيفية استغلال الوقت، بينما آخرون يمتلكون خططاً. ويبقى المجال مفتوحاً أمام الأطفال وأمام أرباب الأسر لعمل خطة الإجازة، كأن يحدد الوالدان ما سيقوم به الطفل، أو العكس، كأن يحدد الطفل ما يُريد في الإجازة؛ ليتم استغلال فترة الإجازة بما يضمن الإفادة للطرفين واستثمار الوقت لصالح الأسرة والمجتمع.
89% يؤكدون استمرار أثر الصراع على صحة الأطفال ونفسياتهم
أكد (89%) من المواطنين في مختلف محافظات الجمهورية اليمنية أن صحة الأطفال ونفسياتهم قد تأثر…