منظمات المجتمع المدني .. دور إيجابي (خجول) في نشر ثقافة التعايش، والمصالحة الوطنية
صوت الأمل – منال أمين
تكمن أهمية دور منظمات المجتمع المدني (المحلية والدولية) في التأثير على المجتمع بشكل كبير؛ من خلال تنفيذ برامج تستهدف كل الفئات, لتعزيز قيم التعايش السلمي في البلاد.. ولعب أدوار كثيرة ومتنوعة.. في شتى مجالات الحياة (الثقافية والاجتماعية والإنسانية والاقتصادية وكذا السياسية) للإسهام في إشاعة ثقافة الحوار والسلام.. والمصالحة بين كافة أبناء اليمن؛ باعتباره حاجة ملحة في هذه المرحلة .. بهذه الكلمات وصفت (مسؤولة الأعلام في (مشروع الأدب من أجل السلام) بمركز عدن للرصد والدراسات والتدريب: سحر الشعبي) أهمية المصالحة الوطنية.
الظروف الاستثنائية – التي تمر بها البلاد, منذ أحداث 2011 وإلى الآن – أدت لانبثاق عديد من المنظمات المحلية الجديدة, بالإضافة إلى تطوير برامج المنظمات والمؤسسات المحلية – التي كانت قائمة من قبل – حسب احتياجات الوضع الراهن، في مختلف المجالات بالبلاد.
ووفقًا (لمؤشر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، حول استدامة منظمات المجتمع المدني عام 2018: الشرق الأوسط وشمال إفريقيا) قدرت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل أن عدد منظمات المجتمع اليمني – في جميع محافظات الجمهورية شمالا وجنوبا – بلغ بحلول نهاية عام 2018 أكثر من(13200 ثلاثة عشر ألفًا ومئتي منظمة مجتمع مدني) (ويشمل هذا الرقم المنظمات غير النشطة أيضًا).
وأوضحت الشعبي لـ(صوت الأمل): أن أغلب المنظمات المحلية – التي تعمل بالشراكة مع المنظمات الدولية – أصبحت تركز في برامجها، على عملية تعزيز التعايش, وقبول الآخر.. وأهمية العمل المشترك، في فض النزاع في كل المحافظات اليمنية.. والتخفيف من معاناة اليمنيين (إنسانيا وحقوقيا) مبينة: أن (مركز عدن) للرصد، دعا من خلال مشروع (الأدب من أجل السلام) إلى تسليط الضوء على كافة قضايا المجتمع.. والعمل – من خلال نتائج المشروع – على الاهتمام بدور الأدب والثقافة على التأثير الفعلي على المجتمع؛ لاستعادة روح المحبة والتعاون.. في بناء الوطن بين أوساط المجتمع.
دور المنظمات، تحقيق المصالحة
(ماجد الشاجري: رئيس اتحاد منظمات المجتمع المدني في عدن) لـ(صوت الأمل): المنظمات المحلية، تعمل عبر أنشطتها وفعالياتها بالتركيز في الوقت الراهن ــ وبشكل جيد ــ على أهمية تفعيل المصالحة الوطنية الحقيقة؛ باعتبارها الحل الأنسب للأزمة التي تمر بها البلاد, و التعايش والسلام, وخدمة المجتمع والمواطن, والعمل المشترك.. في عملية استقرار الوضع الاقتصاديـ الذي يهم المواطن بدرجة رئيسية.
وحول أهمية المنظمات المجتمعية – في تحقيق المصالحة – أكد الشاجري، أن المنظمات المحلية تعتبر لسان حال المواطن للجهات المعنية والدولية؛ باعتبارها لا ترتبط بأي جهة أو حزب أو مكون سياسي.. ولهذا فلها دور كبير في تحقيق المصالحة الوطنية، وتفعيل العدالة، والتعايش، والسلم بين أوساط المجتمع اليمني الواحد؛ من خلال ما تقوم به بعض المنظمات المحلية من برامج تحاكي الواقع, وتسلط الضوء على أهمية توعية المجتمع بضرورة وقف الصراع, وتعزيز السلم.. للخروج من الأزمة التي فاقمت الوضع الإنساني في اليمن.
المنظمات الدولية.. وتعزيز المصالحة!
تجدد بعض المنظمات المدنية من حلتها؛ حسبما يتطلبه الوضع الراهن في البلاد؛ لذلك تواجه كثير من التحديات لإثبات قدراتها على التأثير، في أغلب المجالات التي تركز على نشر ثقافة الحوار, وإنتاج مجتمع يحترم التعدديات: الفكرية والثقافية.. بالإضافة إلى سعيها لخلق شراكات فعالة، مع المنظمات الدولية والمانحة لتحقيق ذلك الهدف.
هنا يؤكد (محمد العزاني: مستشار قطاع الشباب في برنامج دعم عملية التعايش باليمن: التابع للوكالة الألمانية للتعاون الدوليGIZ) أهمية دور المنظمات المجتمعية، في تعزيز مبدأ التعايش والتسامح والمصالحة الوطنية بين أوساط المجتمع المحلي؛ من خلال الأنشطة التي تسهم في التأثير المباشر على المجتمع المستهدف.. موضحا: أن معظم المنظمات الدولية (منظمة أوكسفام , و UNDP, GIZ) – على سبيل المثال، وليس الحصر – عملت على نشر هذا المبدأ بين فئات المجتمع المدني؛ من خلال استهداف المنظمات المحلية القريبة من المواطن.. وتنفيذ مشاريع تصب في تحقيق المصالحة، والمشاركة الحقيقية في بناء المجتمع.
وحول التحديات – التي تعاني منها المنظمات المدنية – يضف العزاني لـ(صوت الأمل): من أهم التحديات – التي تواجه العمل في المنظمات المجتمعية المحلية – 1- تكرار الأنشطة، والفعاليات، والتوصيات.. التي يكرر أغلبها نفس المحتوى 2- عدم وجود أفكار جديدة تسهم – بشكل مؤثر وكبير – في تحسين عملية التعايش والتأثير على المجتمع إلا قليلا من المنظمات .. مؤكدا على أهمية العمل المشترك بين المنظمات المحلية والدولية؛ من أجل وضع سياسيات جديدة، في تنفيذ مشاريع متميزة، تحقق عملية المصالحة والتعايش (بشكل واقعي) كمبدأ أساسي في العمل المجتمعي، خلال هذه المرحلة.
واستعرض العزاني أنشطة الوكالة الألمانية ــ كنموذج لمنظمة دولية، أسهمت في تنفيذ برامج تدعم عملية التعايش وفض النزاع وتحقيق الشراكة والمصالحة.. من خلال برنامج دعم التعايش في اليمن، الذي يتدخل في عدة حقول تتضمن: 1- عمل دراسات حول الوضع العام في اليمن ـ من كافة المجالات 2- وتنفيذ أنشطة خاصة بالمرأة و(الجندر) 3- ودعم الصحافة الحساسة للتخفيف من حدة النزاع 4- ونشر مبدأ التعايش والسلام.. بالإضافة إلى استهداف الشباب – في تصميم حملات إعلامية وتوعوية – باستخدام الألعاب الالكترونية عبر (الجوال) وبناء قدرات المنظمات المجتمع المدني: في مجال التعايش، والتدريب على السلام.
دور الشباب في المصالحة
ويؤكد (أمين محمد: عضو التوافق الشبابي للسلام والأمن) أهمية إشراك منظمات المجتمع المدني في وضع وتصميم الاستراتيجيات.. الخاصة بعملية التنمية في البلاد بشكل واقعي.. والإشراف على عملية متابعتها، وتقييمها.. مع كافة الجهات المعنية ( المحلية والدولية) لتحقيق وتفعيل المصالحة الحقيقية وتعزيز السلم المجتمعي بين أوساط المجتمع .. ولن يتم ذلك، إلا عبر الشراكة في معالجة عديد من التحديات التي تواجهها المنظمات, والمتمثلة في إقصائها من المشاركة الحقيقة، في صنع القرارات الهامة التي تخص البلاد.
وحول أهمية إشراك الشباب، يضيف : تكمن أهمية إشراك الشباب- في تحقيق وتعزيز المصالحة ـ كونهم أكبر شرائح المجتمع وأكثرها ديناميكية- في تفعيل دورهم بكل المجالات (الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية) في أنشطة وبرامج المنظمات المحلية والدولية؛ باعتبارهم أكثر من دفع ثمن هذا الصراع السياسي والعسكري في البلاد .. بالإضافة إلى أن الشباب معنيون – أكثر من غيرهم – بتحقيق المصالحة؛ لأنهم (بالدرجة الأولى) حاضر ومستقبل هذه البلاد.. وهم من تجرع مرارة أوجاع الصراع، وهم من سينعم بالاستقرار المنشود؛ لذا يتوجب إشراكهم في أي اتفاق سياسي قادم، وفي جميع مراحله من التشاور والتخطيط إلى التنفيذ.
حوالي 90% من المواطنين يؤكدون أهمية تحقيق المصالحة الوطنية في اليمن
أكد ما يقارب 90% من المواطنين اليمنيين، أهمية تحقيق (المصالحة الوطنية) لحل الأزمة اليمنية …