مبادرات شبابية في الشارع اليمني وفايروس كورونا
صوت الأمل – حنين احمد
للشباب دورٌ كبيرٌ.. في تنمية وتوعية المجتمع، بأهمية الوقاية من مخاطر تفشي فايروس كورونا: من خلال مشاركتهم في عملية التوعية عبر(مواقع التواصل الاجتماعي) أو عبر تشكيل مبادرات – على الميدان وأرض الواقع – وإنتاج محتوى توعوي.. وهذه المبادرات كان لها النصيب الأكبر والأكثر تأثيرا – في نشر التوعية – في مختلف المحافظات اليمنية..
“الأوضاع الراهنة، وانحسار دور الدولة, ولد إحساسًا بالمسؤولية لدى الشباب: أن الصحة العامة، وتقديم المساعدة المجتمعية.. تعتبر من مسؤولياتهم.. بالإضافة إلى منظمات المجتمع المدني.. الأمر الذي جعلهم يبادرون لتقديم المساعدة.. بحسب الإمكانيات البسيطة المتوفرة لديهم” هذا كان ما تدور حوله آراء أغلب الشباب، فيما يخص مسؤوليتهم أمام المجتمع في نشر الوعي، حول خطورة تفشي فايروس كورونا..
مبادرة (خطوة كاملة)
(وديع نبيل: مؤسس مبادرة خطوة كاملة الشبابية: الموجودة في تعز) يقول: مع تفشي فايروس كورونا في المحافظة, تولدت لنا العزيمة؛ للقيام بدور فعال.. نسهم به في نشر التوعية المجتمعية، حول خطورة الفايروس, وبدعم فردي.. إذ نفذنا نزولا ميدانيًّا إلى بعض التجار؛ لتوفير المعقمات والكمامات.. وتوزيعها على أفراد المجتمع..
ويواصل: كان ثمة – من أفراد المجتمع – استجابة كبيرة، ولكن ليس بالشكل المطلوب.. فقد وجدنا صعوبة في إقناع عديد من الناس (غير المعترفين بوجود الفايروس) بأنه مرض خطير ومعدٍ, و يستدعي مواجهته بكل جدية, وأخذ الحيطة, والالتزام بالإجراءات الوقائية..
ويؤكد وديع: أن الشباب المنتسب للمبادرة لديهم الوعي الكامل بخطورة الفايروس, وأعراضه, وكيفية الوقاية منه.. الأمر الذي سهل من عمل الأنشطة المجتمعية التوعوية.. إذ تم استخدام الوسائل التوعوية المناسبة، في نشر الوعي المجتمعي, ومكافحة الشائعات، والأخبار المغلوطة حول فايروس كورونا..
كورونا ورؤية الشباب
(هبه أحمد: 20 عام: عدن) تقول: الشباب لديه الوعي الكامل حول خطورة فايروس كورونا؛ من خلال ما تم نشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي, ومشاركته في كل الفعاليات، والأنشطة، والمبادرات الشبابية.. التي أسهمت في توعية المجتمع بالمرض وكيفية الوقاية منه..
وتؤكد: يجب على كل شخص، تحمل مسؤوليته أولا؛ من خلال الالتزام بالوقاية.. وعلى كل رب أسرة الانتباه لأسرته؛ من خلال فرض الإجراءات الاحترازية، والبقاء في المنزل للحد من انتشار الفايروس, والالتزام بارتداء الكمامات والتعقيم المستمر..
مبادرة فريق للإنسانية
مبادرة شبابية (في صنعاء) قدمت عديدًا من المساعدات الصحية (بإمكانيات محدودة) لأعضاء الفريق نفسه ( يُمنى الحسيني: نائبة فريق للإنسانية) تقول: في البداية كان وجود الفايروس موضوعًا صعبًا تقبله لدى المجتمع؛ الأمر الذي جعلنا ـ كمبادرة شبابية، ومن باب المسؤولية المجتمعية – نقوم بعملية التوعية المجتمعية، حول خطورة الفايروس، وكيفية الوقاية منه..
وتضيف: المبادرة قامت بتنفيذ (نزول ميداني لدار الأيتام) لعمل توعية عبر قصص توعوية, وفقرات ترفيهية؛ لتوصيل المعلومة إلى الأطفال: حول كيفية التعقيم, والوقاية, والالتزام بكل الإجراءات الاحترازية الوقائية.. كما تم تنفيذ برامج توعوية: من خلال توزيع: برشورات، نصوص، صور، فيديوهات توعوية.. ومنشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.. وكلها تتضمن الإرشادات الخاصة بمنظمة الصحة العالمية..
“بالنسبة للمبادرات الشبابية.. فقد كان دورها مؤثرًا وهامًّا في توعية المجتمع, ومساعدته في معرفة المعلومات الضرورية لعملية الوقاية من الفايروس, والمحافظة على صحته.. في ظل الوضع الذي يصنف اليمن: أنها تمر بأسوأ ازمة إنسانية في العالم” هذا ما أشارت إليه (أماني أحمد: 27 عاما) من عدن.
وتضيف: المبادرات الشبابية – التي عملت على الميدان وأرض الواقع – كان لها دورٌ كبيرٌ في بث الأمل بين أوساط المجتمع.. حول كيفية تجاوز كافة الصعوبات.. كما إنها أسهمت في تقديم المستلزمات الصحية الوقائية – المتمثلة في: 1- الصابون 2- المعقمات 3-الكمامات 4- وحتى الماء – للفئات الفقيرة والنازحين..
(أحمد العولـقي: 24 عاما: صنعاء) يقول: لقد قمنا – مع مجموعة من الشباب – بتشكيل حملات تطوعية، حول التوعية بكيفية الوقاية من فايروس كورونا.. إذ تم التقسيم إلى (فرق) تعمل في كل منطقة؛ لنشر الوعي بكيفية الوقاية من المرض, والتعقيم, واستخدام أساليب كثيرة ومتنوعة في التوعية..
مبادرات المواطنين
من جانب أخر(حمزة نجيب: 25 عاما: تعز) يستعرض تجربته في تقديم المساعدة للمجتمع؛ من خلال نشر التوعية على المحيط القريب منه, وعلى ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية.. ويقول: المبادرات والمؤسسات الأهلية.. لم تقدم الدعم المطلوب, والذي ينبغي أن تقدمه.. فالتوعية اقتصرت على الجانب النظري، وافتقرت – في رأيه – إلى التطبيق لهذه الإجراءات الاحترازية .
ويشدد: المبادرات الشبابية الفردية أو الجماعية.. يجب أن تكون (بالدرجة الأولى) قدوة للمواطنين.. وأن تلتزم بالوقاية بشكل حقيقي.. وليس بعمل حملات عبر مواقع التواصل والإعلانات التوعوية فقط.. ويضيف: ما يزال دور هذه المبادرات ناقصًا وغير كافٍ, ما لم تتضافر الجهود؛ لتكون الحملات تطبيقية – وعلى أرض الواقع كذلك – وليس مجرد تعليمات (نظرية)
المبادرات.. جهود شحيحة
فيما (نورا القدسي 20 عاما: تعز) قدمت المساعدة؛ من خلال التوعية حول الالتزام بالوقاية الاحترازية, وأهمية لبس الكمامة, واستخدام المعقمات, وتجنب الأماكن المزدحمة..
و ترى أن المبادرات لم يكن لها سوى دور (بسيط) فيما يتطلبه الوضع الحالي في اليمن, وأن الجهود كانت (شحيحة) جدا مقارنة بالعدد الكبير من اللمبادرات الموجودة حاليا.. وأن المساعدة اقتصر أغلبها على التوعية فقط..
ويوافقها الرأي (محمد الشرعبي: 27عاما تعز) فيقول: مجتمعنا يعاني من نقص الوعي, والجهل, وعدم التصديق بخطورة الوضع.. إذ نرى كثيرًا من التجمعات – في الأماكن العامة – لا يلتزم بالإجراءات الوقائية, ولا يأخذ الأمور بجدية.. ويرى أن الجهات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني.. اقتصرت جهودهم على الجانب (التوعوي) فقط, والتعريف بالأعراض.. ولكن لم يكن لها دور ميداني: كتعزيز سيارات الإسعاف, وتوفير الرصيد البشري الكافي (من المتطوعين) في مراكز الاستجابة: سواء كانت الهاتفية، أو من خلال الإسعافات الاولية الطارئة في مدينة تعز.
توقف لحظة.. وفكر!
صوت الأمل – رجاء مكرد الحالات المؤكدة، حالات الشفاء، الوفيات.. هذا ما احتل الأهمية …