82% يرون أن انتشار طابع العمارة الحديث من أكبر المشكلات التي تواجه الحفاظ على الطابع التقليدي للعمارة اليمنية
صوت الأمل – يُمنى احمد
عرفت اليمن منذ زمن بعيد بجمال عمارتها وتفرد مبانيها بطابع خاص ومميز؛ فالعمارة اليمنية تمتاز بأسلوبها الفريد الذي يجمع بين الجمال والوظيفة، وبتصاميمها الهندسية الرائعة والمعمارية المتقنة. وتتنوع أشكال العمارة اليمنية بين المنازل التقليدية في المدن القديمة والقصور الرائعة والمساجد الفخمة والحصون القوية، وتعكس هذه المباني التنوع الثقافي والتاريخي لليمن وتعبر عن تطور المجتمع والحضارة اليمنية على مر العصور.
على الرغم، من أن العمارة اليمنية تعكس جزءًا كبيرًا من تراث اليمن وتاريخها وثقافتها فإنها، ومنذ بِدْءِ الصراع في اليمن، تعاني الكثير من الويلات، مثل: الصراع المسلح الذي تسبب في تدمير الكثير من المباني التاريخية والمعمارية القديمة وانهيارها، مما أثر بشكل سلبي على هذا التراث الثمين، وتسبب بفقدان جزء كبير منه، وتشويه العديد من المعالم الأثرية المهمة.
بالإضافة إلى ذلك، تعاني المباني التراثية من الإهمال وعدم الصيانة بسبب الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب اليمني، ونقص التمويل والموارد، وعدم الاستقرار الاقتصادي، مما يجعل من الصعوبة بمكان توفير الصيانة اللازمة للمباني، والحفاظ على جمالها ومتانتها.
أيضًا، قد تشكل التغيرات المناخية تحديًا إضافيًا؛ فالظواهر المناخية المتطرفة، مثل الفيضانات والعواصف، تسببت في ضرر كبير للبنية التحتية في المدن التراثية اليمنية، كما تسببت الأمطار الغزيرة والرياح القوية في تآكل المباني التاريخية وتلفها بمرور الوقت.
على إثر ذلك، أجرت وحدة المعلومات واستطلاع الرأي في “يمن إنفورميشن سنتر” استطلاعًا لمعرفة آراء عينة من المجتمع اليمني حول (العمارة اليمنية وتأثير الصراع عليها).
أُقيم الاستطلاع على عينة استطلاعية بلغت أكثر من (200) شخصٍ، أغلبهم من الذكور بنسبة 57.8% مقابل 42.2% من الإناث، وبفئات عمرية متفاوتة؛ فـــــ40% منهم من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 26-35 عاماً، و22.2% منهم تتراوح أعمارهم ما بين 36-45 عامًا، وكانت أعمار 20% ما بين 46-65 عامًا، فيما 17.8% كانت أعمارهم ما بين 18-25 عامًا.
أما عن المستويات التعليمية للمشاركين؛ فقد كان أغلبهم من الحاصلين على شهادة البكالوريوس بنسبة 48.9%، ثم الحاصلين على الشهادات العليا بنسبة 24.4%، ثم الحاصلين على شهادة الثانوية العامة بنسبة 15.6%، وفقط بنسبة 11.1% للطلاب الجامعيين.
شمل الاستطلاع نطاقًا جغرافيًا وصل إلى عشر محافظات يمنية من أصل واحد وعشرين محافظة، هن: صنعاء بنسبة 33.3%، حضرموت بنسبة 17.9%، عدن بنسبة 11.1%، الحديدة وتعز بنسبة 6.7% لكل واحدة على حدة، 4.4% لكل من محافظة أبين وذمار، وفقط بنسبة 2.2% لكل من حجة وعمران على حدة.
النتائج الرئيسة:
أولاً: يعتقد 84.4% من المشاركين في الاستطلاع أن الحفاظ على نمط العمارة اليمنية التقليدية مهم جدًا من أجل الحفاظ على التراث الثقافي لليمن، في حين قال 15.6% إنهم يعتقدون بعكس ذلك.
وعندما سألنا المشاركين عن الأسباب التي تجعل الحفاظ على نمط العمارة اليمنية التقليدية أمرًا مهمًا، أجاب 97.8% أن السبب الرئيس هو كونها تعكس الهوية التاريخية والحضارية والتراث الثقافي لليمن، فيما يرى 2.2% خلاف ذلك تمامًا.
أما عن المشكلات التي تقف أمام الحفاظ على طابع العمارة التقليدية فقد أجاب المشاركون في الاستطلاع بالآتي*:
- طغيان النمط المعماري الحديث، بنسبة (82.2%).
- قلة الاهتمام الشعبي، بنسبة (51.1%).
- قلة الأيدي العاملة، بنسبة (20%).
- الجهل بأهمية الحفاظ على طابع العمارة التقليدية، بنسبة (2.2%).
إلى جانب هذه المشكلات يرى 73.3% من المشاركين في الاستطلاع أن للصراع المسلح في اليمن تأثيرًا كبيرًا على العمارة اليمنية التقليدية؛ فقد عانت المدن التاريخية اليمنية، التي تعد نموذجًا للعمارة اليمنية للتقليدية، من الكثير أثناء زمن الصراع، كالتدمير المباشر، والإهمال، وقلة الترميم الذي أدى إلى سقوط بعض المباني المتضررة بسبب التغيرات المناخية. في حين قال 13.4% إن تأثير الصراع على المدن والمباني التقليدية ليس كبيرًا، و13.3% آخرون قالوا إنه لا يوجد أي تأثير للصراع على المدن والمباني التي تعكس العمارة اليمنية التقليدية.
وأما عن كيفية الحفاظ على طابع العمارة التقليدية، فيرى 98% يرون أن تشجيع البناء وفق نمط العمارة اليمنية وتعزيزه في المشاريع الحديثة سيسهم في الحفاظ على تراثها، وسيقلل من انتشار النمط المعماري الحديث، وأما 2% فقط فأجابوا بعكس هذا. في الختام، يتفق المشاركون في الاستطلاع على أن المدن والمباني التاريخية التي تعكس تراث العمارة اليمنية التقليدية تعرضت للكثير من التدمير والتلف في السنوات الأخيرة، سواء الصراع المسلح، أو عدم الصيانة أو حتى الأضرار التي تسببت بها التغيرات المناخية التي شكلت تهديدًا كبيرًا للعمارة اليمنية وللتراث الثقافي الذي تحمله. كما يعتقد المشاركون في الاستطلاع أن من الضروري أن تُولي الحكومة اليمنية والمجتمع الدولي اهتمامًا وجهودًا مشتركة لحماية هذا التراث الثمين وترميمه وإعادة إحيائه؛ للحفاظ على هوية اليمن وتاريخها العريق.
* (سؤال متعدد الخيارات، حُللتْ كل إجابة عن هذا السؤال -بوصفها عينة منفصلة- بنسبة تقدر بــ100%)
التراث المعماري اليمني.. ثروة عالمية ومتحف مفتوح
صوت الأمل – مجاهد أمين الحيدري (مدير عام المشاريع بهيئة المدن التاريخية) من الواجب أن يصل …