نظرة المجتمع إلى الوسائل الرقمية بين الإيجابيات والسلبيات
صوت الأمل – أفراح بورجي
تعدُّ وسائل التواصل الاجتماعي أداةً مهمةً لخلق تفاعل وتواصل بين الناس، فهي تسهل عملية التواصل وتخلق فرص عمل جديدة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، كما أنها تقوم بدور مهم في حياة الناس من الناحية الاجتماعية؛ إذ تقرب البعيد وتسهّل التواصل بين الناس، ومن الناحية العملية والعلمية، تسهل وسائل التواصل الاجتماعي التواصل بين الناس، وتخلق فرصًا لجميع العاملين في شتى المجالات، وخصوصًا الصحفيين؛ فوسائل التواصل الاجتماعي تعمل على التشبيك فيما بينهم، والعمل الصحفي خير مثال على ذلك.
أهمية كبيرة
تقول الصحفية سميرة عبد اللطيف: “وسائل التواصل الاجتماعي أداة مهمة لتعزيز التواصل والتفاعل بين الناس، إذ إنّها توفر بيئة خصبة للتواصل مع الآخرين، وتسمح بالبقاء على اطلاع مستمر على الأخبار المحلية والعالمية، ومشاركة الصور والأحداث المهمة، واكتشاف أفكار جديدة ومعلومات مفيدة، وتوسيع دائرة التواصل والدائرة الاجتماعية”.
في حين يعبّر وليد التميمي (صحفي يمني) عن أهمية وسائل التواصل الاجتماعي للصحفي؛ لأن انخراطه فيها يعد من أهم شروط التكيف مع معطى عصري تكنولوجي، وهكذا يستمد أهميته من التخصص الوظيفي من جهة، والرغبة الشخصية في نسج علاقات إنسانية عابرة للحدود من جهة ثانية.
ويتابع وليد: “كما أنّ كلاهما يرتبطان بمهنة الصحفي الجاد، الذي يوظف مواقع التواصل الاجتماعي في الانتشار، والتعرف على أحدث المعلومات والأخبار، التي تمكنه من كتابة القصص الصحفية، والتشبيك مع المنظمات والمؤسسات التي تقدّم منحًا تدريبية مجانية، كما أنّها نافذة لرفد الصحفي بمصادر حية أو وثائقية، تسهل عملية إنجاز مواده الصحفية”.
أمّا باسل باهارون (مترجم فرنسي) فيقول: “إنّ وسائل التواصل الاجتماعي مهمة لمن يريد توسيع شبكة معارفه، أو التشبيك مع الأفراد والجهات والوصول لبعض إعلانات التوظيف، شخصيًا، حصلت على وظيفة سابقة؛ مدرس لغة إنجليزية في إحدى المعاهد عبر إعلان ممول عبر (منصة الفيس بوك)، ومن جهة أخرى، تساعد هذه المواقع الطلاب والراغبين في تطوير مهاراتهم على الوصول لدورات مجانية (أونلاين) عبر الإعلانات أو عبر الصفحات والمجموعات التعليمية”.
ويكمل: “كما أنّ وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دورًا حيويًّا لجعل العالم قرية صغيرة؛ فقد أتاحت لي الفرصة من خلال التواصل مع متحدثي اللغة الفرنسية (تخصصي الأساسي)، الذين استفدت من خبراتهم لتعزيز طريقة الشرح وتحسينها لطلاب الجامعة”.
ومن جانب آخر يوضح عيسى حسان أنّ وسائل التواصل الاجتماعي لها دور كبير في عصرنا الحالي؛ إذ تُمكّن من التواصل والتفاعل مع مختلف الأشخاص والمجتمعات عبر العالم؛ وتعدُّ وسائل التواصل الاجتماعي منبرًا لتبادل الأفكار والمعرفة، ما يُسهم في نشر الوعي، وتعزيز التواصل الاجتماعي، وبناء العلاقات الشخصية والمهنية.
نظرة إيجابية
قالت سميرة عبد اللطيف: “أسهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تقريب العالم بعضه من بعض، وجعلته أشبه بالقرية الصغيرة، كلًّا يعرف الآخر؛ إذ سمحت بتواصل الأفراد بعضهم مع بعض من مختلف أنحاء العالم، وتعزيز التواصل بين الثقافات المختلفة، وتبادل الخبرات والتعلم من الآخرين، والتعرف على وجهات النظر المختلفة”.
قالت المحامية إشراق محمد: “إنّ وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت ضرورة لا غنى عنها، سواء على المستوى الشخصي أو المهني؛ كون إنجاز الأعمال عن بعد أصبح ممكنًا بفضلها”.
وأضافت: “أنّ وسائل التواصل الاجتماعي جعلت من السهل التواصل مع الآخرين، حتى وإن كانوا بعيدين، وأنّها أصبحت أداة مهمة للدراسة والعمل؛ إذ يمكن استخدامها لتبادل المعلومات والأفكار، والتواصل مع الزملاء والعملاء”.
وأكدت إشراق أنّ وسائل التواصل الاجتماعي لها إيجابيات وسلبيات، لكن الإيجابيات أكثر بكثير؛ إذ سهّلت الحياة على الناس في العديد من المجالات.
وفي ذات السياق يتحدث عيسى حسان: “بالتأكيد، تعدُّ وسائل التواصل الاجتماعي واحدة من أبرز الطرق الرائعة للتواصل مع الأصدقاء والعائلة، وأيضًا لاكتساب معارف جديدة”.
ويكمل عيسى: “لكنّي أولاً وقبل كل شيء، يجب أن أتأكد من صحة المعلومات التي أجدها هناك، وكذلك أدرك جيدًا أنّ الاستخدام المفرط يمكن أن يؤثر سلبًا على صحتي النفسية، لذا أحاول تحديد أوقات معينة للاستخدام، وقضاء بقية الوقت في أنشطة متنوعة”.
وهنا أردفت الأستاذة آمنة الصراري قائلة: “إنّ وسائل التواصل الاجتماعي تفتح آفاقًا جديدة للشباب في العديد من المجالات، منها العمل والتعليم والترفيه”.
وأضافت الصراري، أنّ وسائل التواصل الاجتماعي تتيح للشباب إمكانية إنشاء هويات عبر الإنترنت والتواصل مع الآخرين، وإنشاء شبكات اجتماعية.
لهذا أوضحت الصراري بأنّ وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن توفّر للشباب فرصًا للعمل عبر الإنترنت، مثل عملية البيع والشراء وغيرها، كما يمكن أن توفر فرصًا للتعليم عبر الإنترنت.
تتابع الصراري: “أنّ وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت مهمة جدًا للشباب؛ إذ تتيح لهم التواصل مع الآخرين، والترفيه والتسلية، واكتساب الخبرات ومهارات تطوير الأعمال”.
مجال واسع
الصحفية سميرة عبد اللطيف تقول: “بالنسبة لي كصحفية، تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دورًا كبيرًا جدًّا في مجال عملي، أستطيع من خلالها أن أتعرف على شخصيات مهمّة في إطار العمل، ومتابعة صفحات تخصُّ المجال الصحفي؛ أيضًا سمحت لي في الوصول إلى شخصيات مهمة في إطار العمل الصحفي”.
وتؤكد سميرة: “وسائل التواصل الاجتماعي وأدواتها ساعدتني في بناء علاقات مهنية كثيرة، وكذلك في الحصول على أفكار في إطار العمل الصحفي، وأخيرًا أستطيع القول باختصار أنّ وسائل التواصل الاجتماعي تعدُّ أداةً قوية في توسيع دائرة المعارف وبناء العلاقات المهنية بشكل كبير”.
أمّا الصحفي وليد التميمي فأردف قائلاً: “إنّ ما يميز علاقة الصحفي بمواقع التواصل الاجتماعي، هي محاولة اكتشاف الذات أكثر، ككاتب، أو صانع محتوى، أو كلاهما، كما أنّها تجعله أكثر تقبُّلًا للنّقد، وتمنحه القدرة على امتصاص الهجوم المعارض لأفكاره، عند إثارته قضايا جدلية يدرك أنّها كفيلة باستقطاب المتابعين؛ شريطة عدم تجاوزه أخلاقيات المهنة والمجتمع”.
ومن جهة ثانية يقول باسل باهارون: “وسائل التواصل الاجتماعي مثلها كمثل كلِّ شيء في الحياة؛ أداة ذات حدين؛ فمن الممكن استخدامها بشكل صحيح وإيجابي، مثل البحث، وتبادل المعلومات في شتّى المجالات. ومع ذلك، ممكن استخدامها بشكل سلبي؛ كتضييع الوقت دون فائدة، ونشر الإشاعات والأخبار الكاذبة”.
يكمل باهارون: “كمستخدم لتطبيقات التواصل الاجتماعي ومدرس لغة إنجليزية، استفدت كثيرًا في تطوير مهارات اللغة الانجليزية والبحث عن أنشطة تُفيد الطلاب عن طريق الفيديوهات التعليمية القصيرة؛ كتصحيح نطق كلمة معينة، أو الفرق بين كلمتين على سبيل المثال”.
ومن جانب آخر تحدث عيسى حسان: “في مجال عملي، تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دورًا حيويًّا في تسويق خدماتي والمنتجات التي أقدمها؛ فهي توفر منصة للتفاعل مع العملاء المحتملين، وتسهل وصولي إلى جمهور أوسع، كما تسهم في بناء هوية العلامة التجارية، وتعزيز الثقة بيني وبين العملاء، هذه الوسيلة أيضًا تمنحني الفرصة لمواكبة آخر التطورات في مجال عملي، والتفاعل مع محترفين آخرين لمشاركة الأفكار والتجارب”.
يتابع حسان: “التوازن والحذر في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي هما مفتاح الاستفادة الأمثل منها، دون التأثير السلبي على الصحة النفسية أو الخصوصية الشخصية”. أصبح المجتمع اليمني يلجأ كثيرًا لوسائل التواصل الاجتماعي؛ لما لها من أهمية بالغة في مساعدتهم على إيجاد فرص عمل، وخلق تواصل بين الآخرين في أنحاء العالم، لهذا نظرتهم اتجاه أدوات وسائل التواصل الاجتماعي نظرة إيجابية ووسيلة مساعدة؛ لجعل العالم كله قرية صغيرة، على الرغم من الحدود والمسافات الموجودة، ليأتي الإنترنت بجانب وسائل التواصل الاجتماعي ليقوم بدوره في جمع الناس في مكان واحد، وهو قرية الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.
98.1% من المشاركين يرون أن مواقع التواصل الاجتماعي تلعب دورًا كبيرًا في تمكين الشباب اليمني
صوت الأمل – يُمنى الزبيري تشغل مواقع التواصل الاجتماعي اليوم جزءًا كبيرًا من حياتنا اليومي…