يفضل الجمهور اليمني الأفلام التي تحاكي واقعهم الاجتماعي والثقافي
صوت الأمل – علياء محمد
تحظى مشاهدة الأفلام بشعبية كبيرة في العالم؛ فهي وسيلة من وسائل الترفيه والتسلية، ويراها الكثير فرصة للهروب من الواقع والبحث عن عوالم جديدة.
وتصنف الأفلام إلى عدة أنواع، أهمها: أفلام الدراما التي تتناول القضايا الاجتماعية والنفسية، والأفلام الكوميدية التي تهدف إلى إضفاء البهجة والضحك على المشاهدين من خلال قصص مضحكة وشخصيات طريفة، والأفلام الوثائقية التي تعرض حقائقَ وقصصًا حقيقية وتوثق أحداثًا واقعية، وغيرها من أفلام الحركة والمغامرات والأفلام الرومانسية وأفلام الخيال العلمي، مع إمكانية أن ينتمي الفيلم الواحد إلى أكثر من نوع، وقد تظهر تداخلات بين الأنواع المختلفة في بعض الأفلام.
وتختلف تفضيلات اليمنيين واهتماماتهم في اختيار أنواع الأفلام التي يودون متابعتها، ويعد هذا الاختلاف أمرًا نسبيًّا. ويعتمد اختيار الأفلام على عناصر رئيسية، أبرزها محتوى القصة ونوعها والأسلوب المستخدم فيه والموسيقى المختارة.
ويرى الكثير من مختصي صناعة الأفلام تفاوت تفضيلات الجمهور اليمني؛ إذ يتفاعل الجمهور مع الأفلام التي تتماشى مع ثقافتهم وتحاكي واقعهم الاجتماعي والثقافي، فيما يبحث البعض منهم عن الأفلام التي تناقش القضايا الاجتماعية والسياسية الراهنة، ويتجه البعض الآخر إلى مشاهدة الأفلام التي تحمل رسالة إيجابية وتعكس صورة مشرفة عن تاريخ اليمن وثقافتها.
فما هي تفضيلات الجمهور وماهي نوعية الأفلام التي يقبل عليها كثير من الجمهور؟
أشارت دراسة ميدانية بعنوان «الانعكاسات الثقافية للأفلام الأجنبية في القنوات الفضائية على الشباب الجامعي في اليمن»، في العام 2005، إلى أن أفلام الخيال والرعب من أعلى الأفلام مشاهدة بنسبة (64%)، ثم الأفلام البوليسية والكوميدية بنسبة (58%)، تليها أفلام المغامرات بنسبة (57%)، وأخيراً الأفلام الاجتماعية بنسبة (56%).
يؤكد هارون محمد أن جمهور الأفلام المحلية محدودٌ جدًا، ومعظمهم متصفحون لوسائل التواصل الاجتماعي، من طلاب الكليات وموظفي المؤسسات والمنظمات وبعض الصحفيين والإعلاميين بشكل عام، وهؤلاء ينتمون إلى فئة المثقفين بسبب وجود وعي بأهمية صناعة أفلام محلية.
وأشار إلى أهمية أن يكون محتوى الأفلام متوافقًا مع ذوق الجمهور اليمني، ويرضي توقعاتهم بالتركيبة المناسبة من الأحداث والأصوات، ويجب على صُناع الأفلام أن يكونوا حساسين لتفصيلات الجمهور وأن لا يتعاملوا معها بشكل تجاري.
مضيفا: “يفضل الجمهور اليمني عادة نوعين من الأفلام، الكوميدية والدرامية، لكن الأكثر يفضلون متابعة الأفلام الكوميدية. ورغم صناعة الكثير من الأفلام الدرامية فإن المجتمع اليمني يميل إلى الضحك دومًا؛ لأن هذه النوعية من الأفلام تضفي جوًا من المرح والسعادة بين أفراد العائلة نظرا لما تعرضه من قصص ومواقف بسيطة وغير معقدة”.
منوهًا إلى أن الأفلام الكوميدية تحظى بشعبية كبيرة وتعد وسيلة من وسائل الترفيه والتخفيف من حدة التوتر والوحدة، بالإضافة إلى أنها من أكثر الأفلام مناسبة لمختلف الأعمار.
ويتابع هارون بالقول: “هناك فئة من الجمهور اليمني تتوجه إلى مشاهدة الدراما المحلية البحتة؛ لأنها الخيار الوحيد، ولا وجود لأنواع أخرى من الأفلام المحلية. وأيضًا لأنها تجسد بعض القصص الواقعية والمشاكل اليومية والروتين الحقيقي لليمنيين”.
ويرى عمرو محمد (كاتب سيناريو) أن معرفة تفضيلات الجمهور المتابع للأفلام من الأشياء المهمة التي تحدد الأفلام الأكثر إقبالًا، موضحًا أن تفضيلات الجمهور اليمني تعتمد على عدة عوامل، أبرزها نوع الفيلم ومضمونه وأداء الممثلين بالإضافة الى وقت العرض.
مضيفًا: “يفضل الكثير من الناس الأفلام القصيرة نظرًا لما تقدمه من قصص محكمة في فترة زمنية قصيرة، الأمر الذي يسهل عليهم مشاهدتها في أي وقت”.
وأشار إلى أن ميزة الأفلام القصيرة تكمن في إيصال الفكرة في وقت قصير وبشكل مؤثر، بالإضافة إلى عرضها لأفكار جديدة ومبتكرة تمتع المشاهد بتجربة فنية إبداعية.
وأكد عمرو محمد أن الأفلام القصيرة من أكثر الأفلام صناعة في اليمن؛ فقد قدم الكثير من الشباب والمواهب والمبادرات عددًا من الأفلام للتعبير عن آرائهم، وعرض مشاكلهم وقضاياهم.
وفي سياق متصل يقول أنور الهلالي (أحد الشباب المحبين لمشاهدة الأفلام): “أنا من محبي الأفلام الدرامية التي تتناول قصصًا من حياتنا اليومية وتعرض مشاكل واقعية وتعالج قضايا اجتماعية وأخلاقية”.
مضيفا: “تحرك الأفلام الدرامية مشاعرنا ما بين السعادة والحزن، بالإضافة إلى أنها تحمل في طياتها رسائل توعية تعالج عددًا من الظواهر المنتشرة في المجتمع، وتصور حياتنا وتنقلها للجمهور بصور تشويقية ومؤثرة”.
وأشار الهلالي في حديثه إلى قلة وجود مثل هذه الأفلام محليًا، ودائما ما يلجأ شباب اليمن إلى متابعة الأفلام العالمية والعربية ذات الطابع الدرامي.
فيما تقول روان ناصر (مصورة): “يفضل الكثير من أفراد المجتمع مشاهده الأفلام الوثائقية نظرًا لما تقدمه من صور ومواضيع لأحداث وقضايا معاصرة”. وترى أن الفئة المثقفة والعميقة هي من تفضل أن تتابع أفلام التوثيق التاريخية المهمة التي تعمل على عرض قصص تاريخية وقديمة بشكل مبسط ومختصر.
مضيفة: “هناك معلومات تاريخية وقديمة لا نعلمها نحن كأجيال جديدة، وبمجرد مشاهدتنا للأفلام الوثائقية المختلفة نحصل على كم هائل من المعلومات؛ لذلك تعد مشاهدة الأفلام الوثاقية فرصة تتيح لنا الحصول على المعلومات الجديدة في مختلف المجالات، بما في ذلك العلوم الطبيعية والتاريخية والسياسية والاجتماعية والبيئية، بالإضافة إلى أن مشاهدة الأفلام الوثائقية وسيلة فعالة لنشر الثقافة والمعرفة للجمهور بشكل إيجابي”.
72.2% من المستطلَعين يرون أنَّ السينما اليمنية ستكون وسيلة فعالة للتعبير عن القضايا الاجتماعية والسياسية في اليمن
صوت الأمل – يُمنى أحمد عالمياً، ما تزال السينما -منذ بدايتها في نهاية تسعينيات القرن التاس…