وسائل الإعلام ودورها في إبراز دور الأفلام اليمنية
صوت الأمل – حنين الوحش
تعد وسائل الإعلام بمختلف أشكالها من أهم وأسرع طرق الترويج والإعلان للفن في اليمن، خاصة الأفلام التي تعد ذات أهمية في نقل الثقافة المجتمعية، سابقًا وحاضرًا، لا سيما في هذه المرحلة التي تمر بها بلادنا. كما أنها تعزز من الفن اليمني العريق في المجتمع عبر مواصلة إحياء الاهتمام بالتراث والأعمال الثقافية والفنية في مختلف المجالات القديمة والجديدة. وعلى الرغم من الأهمية الكبيرة المحمولة على كتف الإعلام في إيصال الرسالة على نطاق واسع، هل استطاعت الوسائل الإعلامية تأدية الدور أم لا؟
دور محدود
حول دور وسائل الإعلام في الترويج للأفلام اليمنية وإبراز الدور الثقافي والاجتماعي يقول وضاح الشليلي (إعلامي في قناة عدن): “تفتقر وسائل الإعلام إلى الدور الفعال في عملية الترويج للأعمال الفنية، وخاصة الأفلام، وكذلك الأعمال الدرامية؛ إذ نجد نشاطًا ترويجيًا لتلك الأعمال في مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من الوسائل الإعلامية التي تعد الأساس في ذلك. وكثير من الأعمال يتم الترويج لها بشكل ذاتي من قبل أصحاب الأعمال الفنية عبر صفحاتهم، ومن خلال الصفحات الشخصية يتم التعرف على الأعمال رغم تعدد الأساليب في الترويج”.
ويضيف: “هذا النوع من الترويج البسيط عادة ما يصل إلى شريحة أكبر من الجمهور. ولو رجعنا إلى الوراء، عندما تم الإعلان والترويج عن فيلم (عشرة أيام قبل الزفة)، لوجدنا أن الترويج تمَّ عبر الشوارع من خلال لصق بعض اللوحات التي أحدثت ضجة وتساؤلات بين الناس، فكان هذا هو الأسلوب الترويجي التشويقي قبل عرض الفيلم الذي حصل بعد ذلك على عدة جوائز. تشرفت اليمن بهذا الفيلم، وبالأعمال التي قام بها المخرج المتألق عمرو جمال وطريقته في ترويج أعماله السينمائية التي استطاع بها أن يكسب جمهورًا واسعًا رغم قصور وسائل الإعلام في تناول الحدث”.
وفي إطار الحديث عن التوصيات يرى الشليلي أن “هناك احتياجًا كبيرًا لوسائل الإعلام، المرئية والمقروءة والمسموعة، للقيام بدور فعال وتقديم خدمة الترويج التي تعد من أهم وظائفها. ويرجو من القائمين على تلك الوسائل عدم إغفال الدور الأساسي لها في نشر الوعي الترويجي الهادف إلى إظهار الأعمال الفنية التي يصنعها شباب طموح في إبراز جوانب جمالية وأعمال يمنية تلامس هموم الشعب اليمني الذي ظلم في إظهار ما يقدمه على الساحة الفنية؛ فهناك من يقول إن الأعمال اليمنية الفنية ضعيفة لكنها في الواقع تعكس الواقع المعاش. وما “زاد الطين بَلَّة” عدم ترويج هذه الأعمال بالشكل الصحيح. فقبل أن يُعرض العمل نجد الانتقادات لجوانب بعيدة عن صلب القضية التي يتناولها العمل الفني”.
الأفلام ودور الإعلام
من وجهة نظر منال أمين (صحفية في عدن) أن وسائل الإعلام بكل أشكالها، وخاصة المرئية منها، تشكل دورًا مهمًا في عملية الترويج المباشر وغير المباشر لصناعة السينما في اليمن إذا ما تم تنفيذها بطريقة صحيحة، خاصة في هذه المرحلة السيئة؛ وذلك للتخفيف من وطأة الضغوط الصعبة التي يعيشها المواطن جراء الأوضاع المريرة التي تمر بها بلادنا في مختلف المجالات.
وبصورة عامة تقول منال “إن الفن في اليمن أصبح له تأثير كبير على حياة الناس، خاصة الأفلام الواقعية التي تركز على حياتهم بشكل مبدع ومؤثر. هذا ما تم تحقيقه خلال الفترة القليلة الماضية إلى الآن، مما أسهم في الوصول إلى مشاركة تلك الأفلام في المسابقات العربية والدولية وحصدها للكثير من الجوائز”.
وحول دور وسائل الإعلام التقليدية ترى منال أن دور التلفزيون والصحف والراديو أصبح غير مؤثر على المواطن بشكل كبير؛ بسبب سهولة وصول السوشيال ميديا (وسائل التواصل الاجتماعي) إلى كل فئات المجتمع، ولمن أصبح يتابع كل المستجدات عبرها ويتأثر بها، وهي بدورها تعطي كل ما يحتاجه المتابع من معلومات حول الأفلام اليمنية.
وفي نفس إطار المقترحات والتوصيات تؤكد أيضًا على “وجوب وضع خطة تطويرية ورؤية مستقبلية للرسالة الإعلامية من قبل الوسائل الإعلامية التقليدية، خاصة في مجال الترويج والإعلان عن الأفلام اليمنية بشكل مؤثر، مثل القنوات العربية والأجنبية التي لها دور كبير في الترويج لصناعة السينما في بلدانهم. وأيضًا هناك حاجة إلى تغيير صورة الإعلامي ليكون ذا مصداقية وتأثير على الجمهور، خاصة في هذه المرحلة”.
دور مهم
وتلخيصًا لما يحمله الإعلام من أهمية في نقل وإبراز الثقافة المجتمعية تتحدثفاطمة رشاد (صحفية في صحيفة 14 أكتوبر – عدن) قائلة: “تعد وسائل الإعلام المختلفة أهم وأسرع طرق الترويج والإعلان عن الفن في اليمن، خاصة الأفلام التي أصبحت ذات أهمية في هذه المرحلة التي تمر بها بلادنا. كما أنها تعزز من أهمية الثقافة والفن اليمني العريق في المجتمع عبر مواصلة إحياء الاهتمام بالتراث الثقافي والفني في مختلف مجالاته القديمة والجديدة”.
وأشارت إلى أن لوسائل الإعلام (المرئية والمسموعة والمطبوعة) أدوارًا ومهمَّات مختلفة تميزها عن غيرها من الوسائل، وأن لكل وسيلة جمهورها ومتابعيها. ورغم التطور الرهيب في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، التي تعرض كل ما هو جديد بشكل سريع ومؤثر أكثر من الوسائل التقليدية، وأصبح المواطن اليمني يعرف تفاصيل صناعة الأفلام اليمنية التي انتشرت بقوة خلال الفترة الماضية، وبات يتفاعل مع أخبارها وجديدها ويسهم في نجاحها على الصعيد المحلي والدولي، على الرغم من ذلك كله فإن الإعلام ووسائله المختلفة (التقليدية منها والحديثة) تعد نافذة الفن والفنان على الناس بدرجة رئيسية ومؤثرة.
72.2% من المستطلَعين يرون أنَّ السينما اليمنية ستكون وسيلة فعالة للتعبير عن القضايا الاجتماعية والسياسية في اليمن
صوت الأمل – يُمنى أحمد عالمياً، ما تزال السينما -منذ بدايتها في نهاية تسعينيات القرن التاس…