مشاريع التخرج.. فرص ذهبية لإكتشاف المواهب الشابة
صوت الأمل – أفراح بورجي
تمثل مشاريع التخرج عصارة التجارب العلمية والمعرفية التي استقاها الطالب الجامعي أثناء مسيرته التعليمية، منهم طلاب التخصصات الإعلامية والفنون الإذاعية والتلفزيونية فيما يتعلق بصناعة المحتوى؛ إذ يقومون بتطبيق ما تعلموه خلال دراستهم في مشروع عملي يحقق فائدة مجتمعية قد تكون مباشرة أو غير مباشرة.
وتعدّ مشاريع تخرج الطلاب بمثابة فرصة للطالب بأن يظهر مدى قدرته على التفكير الإبداعي وحل المشكلات لتطوير مهارات البحث لديهم.
وحينما نلقي الضوء على بعض مشاريع التخرج التي تمّ إنجازها في جامعة الحديدة قسم الإذاعة والتلفزيون في كلية الفنون، نجد أنّ تلك المشاريع قبل الصراع يحصل فيها الطلاب على دعم، عكس ما يحصل حاليًا؛ فبعض الطلاب لم يستطيعوا أن يقوموا بعمل أفلام لمشاريع تخرجهم.
شحة في الإمكانيات
ملهم المشرعي (أحد خريجي قسم الإعلام بجامعة الحديدة، ورئيس فريق (على كيفك))، يقول: “تتمثل أهم الصعوبات التي تواجه طلاب الإذاعة والتليفزيون عند إعداد مشاريع تخرجهم في شحة الدعم المالي والفني لهم، الأمر الذي يجعلهم يتجهون لإنتاج مشاريع تخرج بسيطة جدًّا، مثل التقارير التلفزيونية وغيرها، تاركين أفكارهم ومشاريعهم الهادفة والبنّاءة طي النسيان”.
وأضاف المشرعي: “عند تخرجنا من شعبة الإذاعة والتليفزيون بقسم الإعلام جامعة الحديدة في العام 2018م، كانت لدينا فكرة إنتاج مادة فيلمية تناقش ظاهرة زواج القاصرات، وكنت مخطّطًا لتسميته باسم (سلاف)، التي ستمثل دور بطلة الفيلم، وهي بنت قاصرة وعمرها ١٤ عامًا، أجبرها والدها على الزواج من شخص كبير بالعمر، ولكني ألغيت فكرة إنتاجه نظرًا لضعف الإمكانيات المادية لإنتاجه”.
الأمر الذي أكده منصور عمر أحد خريجي التخصص نفسه، إذ قال: “كانت فكرتي لمشروع التخرج أن أنتج مع مجموعة من زملائي فيلمًا وثائقيًّا حول مدينة ثُلا التاريخية، وذلك بهدف تسليط الضوء على المدن التاريخية في بلادنا عامة، ومدينة ثُلا على وجه الخصوص، الأمر الذي يسهم في دفع عجلة التنمية السياحية في بلادنا وتوثيق تاريخ المدينة في شكل مادة فيلمية”.
أردف منصور قائلًا: “ولكننا ألغينا هذه الفكرة، واكتفى كل واحد منّا بإعداد تقرير صحفي مصوّر، نظرًا لعدم قدرتنا على إنتاج الفيلم لشحة الإمكانيات، بالإضافة إلى أن تخرجنا كان في العام 2018م، ومع حدّة الصراع في بلادنا يصعب استخراج تصاريح للعمل والتصوير في هذه المناطق”.
غياب الدعم في ظل الصراع
يقول محفوظ الطياشي (أستاذ في جامعة الحديدة): “عدم وجود دعم للطلاب الخريجين لإنتاج أفلام يعدُّ أحد التحديات الرئيسية التي تواجه المجتمع في محافظة الحديدة؛ إذ يمتلك الطلاب الخريجون العديد من الأفكار الإبداعية والمواهب الفنية، ولكنهم يواجهون صعوبة في تحويل هذه الأفكار إلى أفلام حقيقية، مثال على ذلك هناك كثير من طلاب الإعلام، وأيضًا طلاب الإذاعة والتلفزيون، في كلية الفنون الجميلة في مدينة الحديدة لديهم أفكار جديدة وكذلك إبداع لا حدود له، وبسبب الوضع الراهن، وعدم توفر الدعم المالي والتقني والتدريب اللازم لتسهيل عملية إنتاج الأفلام أصبحت أفكارهم وإبداعاتهم سرابًا”.
ويوضح الطياشي قائلًا: “إنّ أحد الجوانب الرئيسية التي تؤثر في غياب الدعم للطلاب الخريجين في كلية الفنون الجميلة وأيضًا طلاب الإعلام، لإنتاج الأفلام هو ارتفاع تكاليف إنتاج الأفلام، وتعدُّ صناعة الأفلام من الصناعات التي تستلزم إمكانات كبيرة من أجل تحقيق جودة عالية، وهذا يشكل تحديًّا كبيرًا أمام الطلاب الخريجين الذين غالباً ما يكونون غير قادرين على توفير الموارد المالية الضرورية لتحقيق أفكارهم ومحتوياتهم”.
أكمل محفوظ الطياشي: “بالإضافة إلى ذلك، يفتقر العديد من الخريجين إلى المهارات العملية اللازمة لإنتاج الأفلام بجودة عالية، فعلى الرغم من أنّهم قد درسوا (النظريات) وتعلموا التقنيات لإنجاز الأفلام، فإنهم غالباً ما يواجهون صعوبة في تطبيق هذه المهارات في الواقع بدقة واحترافية؛ بالتالي فإنّ توفير دورات تدريبية وورش عمل للطلاب الخريجين يمكن أن يسهم في تطوير قدراتهم وتحسين مستوى جودة الأفلام التي يقومون بإنتاجها”.
نقص في دعم الأفلام
ومن جهة أخرى، أضافت أحد خريجي كلية الفنون الجميلة نسرين قشيمة: “علاوة على ذلك، ينقص العديد من المجتمعات المحلية البنية التحتية الضرورية لدعم صناعة الأفلام؛ فعلى سبيل المثال، تكون الاستوديوهات ومرافق التصوير غير متاحة في العديد من المدن، إذ يجد الطلاب الخريجون صعوبة في إيجاد مساحات مناسبة لتصوير أفلامهم، بالإضافة إلى ذلك قد تكون هناك قلة في الدعم الحكومي والمنح المالية لتمويل مشاريع الأفلام، مما يجعل من الصعب على الطلاب الخريجين تحقيق أهدافهم في صناعة محتوى الأفلام”.
وتؤكد قشيمة: “من المهم أن يتم التركيز على إيجاد حلول لدعم الطلاب الخريجين في إنتاج الأفلام، يمكن للجامعات والمؤسسات التعليمية توسيع البرنامج التدريبي للأكاديمية لتشمل دورات تدريبية عملية وورش عمل تسهم في تنمية مهارات الطلاب الخريجين، بالإضافة إلى ذلك، يجب على المؤسسات الثقافية دعم المواهب الشابة وتوفير التمويل والمرافق اللازمة لتحقيق مشاريعهم الخاصة بمحتوى صناعة الأفلام”.
تُعدُّ ندرة دعم الخريجين لإنتاج الأفلام تحدّيًا حقيقيًّا يؤثر على ازدهار صناعة الأفلام، وينبغي توفير الدعم المالي والتقني والتدريب اللازم للطلاب الخريجين، واتساع رقعة دائرة التعليم في جانب صناعة محتوى الأفلام، وتحسين البنية التحتية لدعم إنتاج مشاريع التخرج (الأفلام الطلابية)؛ لتمكين هؤلاء الشباب الواعدين من تحقيق طموحاتهم وإسهاماتهم في تطوير هذه الصناعة الفنية المهمة.
72.2% من المستطلَعين يرون أنَّ السينما اليمنية ستكون وسيلة فعالة للتعبير عن القضايا الاجتماعية والسياسية في اليمن
صوت الأمل – يُمنى أحمد عالمياً، ما تزال السينما -منذ بدايتها في نهاية تسعينيات القرن التاس…