‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة فن العمارة في اليمن صهاريج عدن، قلاع إب، قصور تهامة معالم معمارية أثرية تفوح بعبق التاريخ وروح الفن

صهاريج عدن، قلاع إب، قصور تهامة معالم معمارية أثرية تفوح بعبق التاريخ وروح الفن

صوت الأمل — (علياء محمد – ياسمين عبدالحفيظ – هبة محمد)

برع اليمنيون قديما في بناء السدود والصهاريج، التي تقوم بمهمة عظيمة في الحفاظ على المياه الموسمية، أبرزها صهاريج عدن التي من أروع المعالم التاريخية والسياحية التي تدل على عمق الحضارة اليمنية القديمة لما لها من أثر كبير وأدوار وظيفية مستمرة حتى الآن.

تشكل صهاريج عدن منظومة متكاملة للسيطرة على مياه الأمطار وحماية المدينة من السيول الجارفة، وتوجد صهاريج الطويلة في مدينة كريتر مديرية صيرة عند أسفل مصبات هضبة عدن المرتفعة حوالي 800 قدم عن سطح البحر.

 والصهاريج خزانات مياه سعتها الاجمالية كاملة تبلغ عشرين مليون جالون من الماء، وتختلف المصادر التاريخية حول تاريخ بنائها؛ إذ لم يجد الدارسون الأثريون أي أثر أو مستند أو نقش يتعلق بعمرها بشكل دقيق، وأغلب الظن أنّ بناءها مر بمراحل تاريخية متعددة.

أقيمت الحواجز المائية أعلى الهضبة التي تسمى “السبعة الدروع”، وشيدت الصهاريج بين منحدرات جبل شمسان وأسفله، ويرتبط بعضها ببعض فما أن  يمتلئ الصهريج الأول حتى تتدفق مياه الأمطار منه عبر قنوات مائية لتعبئة الصهريج الآخر، وهكذا حتى تمتلئ جميع الصهاريج، ومن ثم يتم تصريف ما فاض من أمطار السيول إلى البحر عبر ممر يسمى “السائلة”.

 رجحت دراسات أثرية حديثة أن الحِمْيَرِيين هم من شيدوا صهاريج المياه الضخمة المعروفة حالياً بـ”صهاريج عدن” وقد أُحصي حوالي 50 صهريجًا في شبكة كانت منتشرة في أرجاء المدينة، وفقًا لأقوال بعض المؤرخين إلا أن أغلبها اندثر واختفت آثار معظمها بفعل عوامل التعرية والتقادم والإهمال.

يذكر الباحث الدكتور أحمد حنشور، أستاذ العمارة القديمة في قسم الآثار والسياحة في جامعة عدن، في أحد أبحاثه أن هناك اختلافًا حول تاريخ بناء صهاريج عدن، ورجح البحث أن البناء يعود إلى الممالك اليمنية القديمة. ويذكر آخرون أن الجيل الجديد من أبناء الفرس الذين ساعدوا سيف بن ذي يزن في طرد الأحباش من اليمن هم من بنوه، ويرى البعض أن الصهاريج بنيت في عصور الدول اليمنية المتعاقبة التي حكمت اليمن، كالدولة الرسولية، والطاهرية، ودولة بني زريع.

وأكد أنيس اليعقوبي -أحد ساكني مدينة الطويلة في عدن- أن الصهاريج تحفة معمارية فريدة من نوعها، بنيت قبل ألفي عام تقريبًا ومرت عبر العصور بمراحل بنائية متعددة. وأشار إلى تفاخر العدنيين بهذا البناء الهندسي الجميل الذي كان –ولا يزال- إحدى الوُجهات السياحية التاريخية البارزة.

مضيفًا: “تقوم وظيفة الصهاريج على حجز مياه الأمطار المنحدرة من الهضبة باتجاه المدينة، وتنقيتها من الشوائب والأحجار من خلال شبكات المصارف والسدود والقنوات المتراصة بشكل هندسي فريد”. وأوضح أن الهدف من هذه الصهاريج هو تخزين مياه الأمطار وحماية مدينة عدن من السيول التي قد تتسبب بدمار كبير للمدينة.

إهمال وتجاهل

كانت صهاريج عدن قِبْلَةً للكثير من السياح الأجانب والعرب؛ لأنها تمثل رمزًا سياحيًا جذابًا. أمّا حاليا فتعاني الصهاريج من إهمال وتجاهل كبيرين، وتشهد زحفًا عمرانيًا عشوائيًا على الجبال المحيطة بها، ويعود ذلك إلى غياب دور الجهات الحكومية في الاهتمام بها، وقلة الخدمات الأساسية في المنطقة كالكهرباء ودورات المياه، بالإضافة إلى عدم وجود قوانين تردع كل من يقوم بعمليات بناء جديدة في المنطقة.

توصل حنشور في بحثه إلى عدد من التوصيات؛ للحفاظ على صهاريج عدن، أهمها: إجراء مسح شامل لـهضبة عدن ودراستها بشكل دقيق بهدف التوصل إلى مخارج علمية لحماية المدينة من أي طوفان مفاجئ، وإنشاء مخطط عام لمواقع صهاريج عدن المتبقية، ووضع مخطط أساسي لمجرى السيول، بالإضافة إلى العمل على وضع خطة وطنية ودولية لترميم الصهاريج وتجديدها.  

وعن المباني العشوائية نوه حنشور إلى ضرورة إيقاف البناء العشوائي وتحديد الموجود منها في محيط الصهاريج واتخاذ الإجراءات الرادعة لمنع من يقومون بذلك أو إصدار قرارات صارمة بإزالتها، بالإضافة إلى إقامة حملات توعوية عن أهمية الصهاريج وقيمتها التراثية والثقافية والتاريخية.

قصور أثرية تزخر بها تهامة

وقوع مدينة الحديدة في طريق التجارة العالمية القديمة جعلها تزخر بالعديد من المعالم المعمارية الأثرية التي توحي بمدى إبداع الإنسان اليمني في فنون العمارة، حيث توجد الكثير من المباني الأثرية في مختلف المديريات التابعة للمحافظة والمتمثلة في القلاع والمعابد والمدارس التاريخية والمساجد والأضرحة والأحياء التي يوجد فيها عدد من المنازل القديمة، وغيرها من  المباني الأثرية، التي أظهرت الفن المعماري التهامي بطرازه الفريد.

يعد قصر السخنة التاريخي بمحافظة الحديدة من أهم المعالم الأثرية في تهامة، وتعد الحمامات العلاجية الموجودة فيها من أفضل أماكن العلاج الطبيعي والتعافي من أمراض كثيرة الذي كان يقصده الزائرون؛ بغرض الاستشفاء بمياهها الكبريتية الساخنة. ويشكل هذا المعلم الأثري عنصرَ جذبٍ سياحي هام، حتى على مستوى البلاد. وله قصة تاريخية كغيره من المباني الأثرية المهمة التي تزخر بها مختلف المناطق والمدن اليمنية.

يتحدث علي مغربي الأهدل (نائب مدير عام الهيئة العامة للآثار والمتاحف بمحافظة الحديدة) حول القصر والحمامات الطبيعية فيه قائلاً: “قبل عام 1955م، كان مركز المديرية حالياً (السُّخنة) عبارة عن منطقة تغطيها الأشجار، وتعرف عند القدامى من أبناء المنطقة باسم “الناخرة”. وفي وسط هذه الأشجار كانت تنبع المياه الكبريتية في شكل عيون حارة يستحم في مياهها بعض الأهالي من سكان القرى المحيطة”.

ويتابع: “مما أكسب هذه المياه شهرة بين الأهالي أنه عند قدوم الإمام أحمد بن حميد الدين في أربعينيات القرن الماضي، بعد رحلته العلاجية التي قضاها في روما، ذهب إليها للعلاج من الروماتزم (آلام المفاصل)؛ فعند عودته إلى اليمن عبر ميناء الحديدة استقبله أعيان منطقة الحديدة وعمال النواحي (المديريات) التابعة لها، ومنهم قائم مقام الحديدة آنذاك ويحيى بن عبدالقادر عامل برع، وأخبره عن الأسطورة التي يتناقلها الناس في المنطقة عن “السخنة” ومفعولها في شفاء العديد من الأمراض التي كان الإمام يشكو منها، فتوجه إلى المنطقة بصحبة أطبائه وبنى له عريشًا حول هذه المياه. وبعد الاستحمام والشعور بنوع من التحسن في حالته الصحية أرسل نوعية من هذه المياه لفحصها –قيل إنه تم فحصها في روما- وبعد التأكد من فاعليتها أمر بتشييد القصر المعروف بقصر الإمام وملحقاته وسط هذه الينابيع والعيون الحارة وسكنها عام 1960م”.

يقول الباحث أنه بعد توجيه الإمام بالبناء حول هذه المياه شُيِّدَ القصر بعد إزالة الأشجار من المنطقة دون مراعاة لأهمية تلك الأشجار، فأقام القصر المكون من دورين وعدد من الملحقات التي شُيِّدت من حوله كمقر لاستقبال، فهناك مبنى للحراسة الأمنية ومبنى للبرق وآخر للمالية، بالإضافة إلى مبنى دار الضيافة، ومبنى السجن ومسجدًا. وجميعها تتميز بالطابع المعماري اليمني الأصيل، ولكن للأسف فقد تهدمت بعض هذه المباني والبعض الآخر آيل للسقوط.

وتشير مصادر طبية أن مياه هذه الحمامات ينابيعٌ تقدر درجة حرارتها بـ185 درجة مئوية، ولها فوائد علاجية للعديد من الأمراض، مثل التهابات المفاصل والعديد من الأمراض الجلدية كونها غنية بالكبريت والكثير من المعادن.

ضرورة الحفاظ عليه وحمايته

في هذا الشأن يقول عصام حسن حمنه (أخصائي آثار وترميم) : “الخطوات التي يجب القيام بها للحفاظ على المعالم الأثرية والتاريخية، واستثمار مقومات مديرية السخنة السياحة والثقافية والعلاجية تتمثل في عدة نقاط، أهمها إعداد الدراسات الخاصة بالترميم والتأهيل لهذه الأماكن، مثل قصر الإمام وحمامات السحنة العلاجية التي تعد من الموروث الثقافي والأثري بشكل يحافظ على الطابع المعماري الأثري والتاريخي، وعلى مواد البناء التقليدية وتوظيفها لتتناسب مع ما سيتم استخدام لإعادة تأهيلها على أيدي لجنة من الخبراء والمختصين من الآثار والسلطة المحلية والمهندسين المختصين وأيضا من هيئة الاستثمار”.

 ويرى أن تجهيز وإعداد المنشآت الإيوائية، مثل الفنادق والاستراحات، بشكل يتناسب مع أعداد الزائرين وما هو متوقع من ازدياد عددهم، مهم وأن يتم عبر دراسة ميدانية ومتابعة أعدادهم وفترات الذروة وتسجيل هذه البيانات وتحليلها.

ويؤكد أن على السلطات المحلية والتنفيذية تشجيع الاستثمار في المنطقة في مجال الخدمات الفندقية والمطاعم والمنتزهات وغيرها وتقديم التسهيلات اللازمة لهم وعرض الفرص الاستثمارية وترويجها داخليًا في إطار المنطقة أو المحافظات الأخرى.

ومن الخطوات أيضًا تحفيز السلطة المحلية والمجتمع على إقامة فعاليات ومهرجانات تراثية وترفيهية في مواسم ومناسبات محددة، لا سيما أن المنطقة تزخر بموروث ثقافي رائع من الرقص الشعبي وسباق الخيل وغير ذلك من الفنون، وإحضار فرق ومنشدين ورقص شعبي، وغير ذلك من المناطق الأخرى للمشاركة في مهرجاناتها حتى يحصل تبادل ثقافي وتعريف بالمنطقة.

ويقول: “إضافة إلى عمل برامج ترفيهية تربط زيارة منطقة السخنة ومعالمها الأثرية والسياحية والعلاجية، مثل قصر الإمام وحمامات السخنة في محمية برع، كبرنامج سياحي ليكتمل استمتاع الزائرين”.

ويضيف: “ويجب تكثيف الجانب الإعلامي -عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الرسمية، تلفزيونية وإذاعية وصحافة- عن هذه المنطقة ومعالمها الأثرية والتاريخية والعلاجية الهامة”.

كغيره من المعالم الأثرية، يتعرض قصر السخنة وحماماته للإهمال الذي زادت حدته في السنوات الأخيرة، فقد ترك الصراع آثارًا كارثية على الفن المعماري في البلاد، وطاله التدمير حتى بات مهددًا بالطمس، والكثير من المعالم الأثرية انهارت إما بشكل جزئ أو تدمرت كُليًا. وفي العام 2021م أطلق ناشطون ومختصون في مجال العمارة والآثار عبر وسائل التواصل الاجتماعي مناشدات حول ضرورة الحفاظ على هذا المعلم التاريخي الهام.

لذا يرى مهتمون وناشطون أن الحلول تأتي بداية من وزارة السياحة للحفاظ على المباني التراثية الحكومية وغير الحكومية، والعمل على تنفيذ برامج صيانة دورية لها من نفس مواد البناء التي بنيت بها، إضافة إلى دعم أصحاب المنازل القديمة بترميم منازلهم.

وأكد آخرون على ضرورة حماية هذه الآثار وفرض عقوبات على من يتعدى على أي معلم أثري سواء بالتدمير أو النهب أو سرقة بعض محتوياته من نقوش وقطع أثرية، لأنها تمثل تاريخ البلاد وتعكس ثقافته العريقة التي تعود إلى آلاف السنين.

إب.. معالم معمارية أثرية بين الإهمال والتخريب

تعد محافظة إب، التي تقع في الجزء الأوسط من اليمن إلى الجنوب من صنعاء، بوابة اليمن السياحية والتاريخية. وتمتاز بمجموعة رائعة من المعالم الأثرية التي تعكس تاريخها العريق وتراثها الثقافي الغني، في هذا التقرير نتعرف على أبرز المعالم الأثرية المعمارية في محافظة إب وأهم الأضرار التي تواجهها في الوقت الحالي.

إب بوابة اليمن التاريخية

تشتهر محافظة إب بالمعالم الأثرية والتاريخية التي تعود إلى آلاف السنين، فقد عاصرت دويلات مختلفة. وهي تجسد الطبيعة الساحرة بأماكنها التاريخية والسياحية الرائعة، بكل ما فيها من قلاع وحصون وجبال وطبيعة خضراء، ويترجم ذلك أبرزُ معاني الجمال الذي تحتضنه تلك الجبال المكسوة بالخضرة والقرى المعلقة في مرتفعاتها.

 يقول الأستاذ محمد العنابي -مدير عام مكتب الآثار بمحافظة إب-: “تزخر محافظة إب بالعديد من المواقع الأثرية والمعالم المعمارية التاريخية المنتشرة في معظم مديريات المحافظة، ومنها ما يعود إلى ما قبل الإسلام، زمن الدولتين القتبانية والحِمْيَرية، مثل ظفار عاصمة دولة حِمْيَر آنذاك، وجبل العَوْد وما فيه من بقايا لمباني سكنية ومجمع ديني ومقابر تعود إلى الحضارة القتبانية”.

ويواصل: “وهناك العديد من المواقع الأخرى المتفرقة في أرجاء مديريات المحافظة، التي يعود معظمها إلى الزمن القديم، كالحصون والمقابر والمستوطنات السكنية والسدود والمعابد ومخازن المياه والسواقي، والأبواب التجارية… إلخ”.

 عن أهم المعالم المعمارية اليمنية التي تعود إلى العصور الإسلامية يقول العنابي: “هناك العديد من المعالم التاريخية المتمثلة في المباني الدينية والمنشآت والمدارس والحصون والقلاع والمباني السكنية التي تجسد تاريخ اليمني القديم في المجال المعماري والاقتصادي والسياسي، على مر العصور الإسلامية، ابتداء من القرن الأول الهجري إلى يومنا هذا”.

جبل العَوْد المكان الأثري والتاريخي

نتحدث عن موقع من أهم المواقع الأثرية المعمارية المتميزة بفن العمارة اليمنية الخاص في محافظة إب، ولعله موقع جبل العَوْد. وقد أخذنا كل التفاصيل الخاصة بهذا المعلم الأثري من مصادر خاصة بالهيئة العامة للآثار في محافظة إب.

يمتد جبل العَوْد بمساحته الشاسعة من الشرق إلى الغرب بمسافة 6 كم تقريبًا، أما من الشمال إلى الجنوب فيختلف عرضه من مكان إلى آخر؛ حيث يبلغ أقصى عرض له 3 كم، ويقع إلى جهة الجنوب من ظفار عاصمة دولة حِمير، ويبعد عنها حوالي 25 كم، ويعد من المواقع الأثرية الهامة. وقد ظهر اسم جبل العَوْد في نصوص خط المسند منها نص كَرَبْ إيْلْ وَتَر، ويشير إلى بناء فرع لمعبد إل مقه الرئيس في مدينة صرواح بمأرب.

يقع جبل العَوْد في مخلاف العَوْد مديرية النادرة محافظة إب، ويبعد عن ظفار يريم حوالي 25 كم إلى جهة الجنوب، ويبلغ ارتفاع الجبل 2942 مترًا، ويحتل موقعًا استراتيجيًا هامًا يطل ويسيطر على العديد من القرى والمدن من جميع الجهات.

يتميز جبل العَوْد بتحصيناته الطبيعية حيث لا يمكن الوصول إليه إلا عبر ثلاث طرق وعرة. وقمته عبارة عن بقايا مباني حجرية لمستوطنة قديمة على سفح الجبل الواسع الممتد من الشرق إلى الغرب.

أجريت بعض الحفريات المنظمة في مساحة صغيرة من الموقع لا تزيد عن 800 متر مربع، وعثر في تلك المساحة الصغيرة على بقايا مباني حجرية لمعبد وبِرْكة وبعض القبور القديمة المبنية من الحجر. سُوِّرت هذه المساحة بأسلاك غير شائكة، وحالة السور سيئة، واستحدثت فُتحات في عدة أماكن من الشباك الحديدية التي انبسطت في أماكن أخرى. وفي الأماكن الأخرى التي تقع خارج السور تظهر العديد من الحفر نتيجة النبش العشوائي. ويتضح من خلال نمو النباتات وتماسك التربة أنها قد تعرضت للحفر والتخريب قبل مدة، عدا استحداثات بسيطة في بعضها بينما دُفن البعض الآخر بالأحجار.

ومع نهاية الموقع من جهة الغرب توجد مباني حديثة، المبنى الأول عبارة عن متحف لحفظ القطع، والآخر كان منتزهًا. لكن كل هذه المباني تعرضت للسطو والسرقة والتخريب في فترات سابقة، وأصبحت عبارة عن مأوى للأغنام أثناء الحر أو نزول المطر.

الأضرار

تعرضت الأماكن الأثرية في جبل العَوْد للسرقة والتخريب مما سبب أضرارًا كبيرة على تلك المنطقة كشفت عنها الهيئة العامة للآثار في محافظة إب في آخر تقرير لها عن نتائج النزول الميداني إلى الجبل لكشف الأضرار الناجمة عن الحفر العشوائي، ومنها: حفرة بعمق 60 سم وطول 3 أمتار وعرض مترٍ واحدٍ تعرضت للنبش والتخريب من قبل مجهولين، وقد تعمد المخربون وضع الألواح الحجرية فوق الحفرة بعد دفنها كما أفاد أهل المنطقة.

ومن الأضرار التي تعرض لها هذا الموقع الأثري وجود استحداثات جديدة في بعض الحفر التي تعرضت للنبش في فترات سابقة بينما تم دفن هذه الحفر بأحجار، وكذلك تعرضت الأبواب والنوافذ التابعة لمبنى المتحف ومبنى المنتزه للكسر، واختفاء بعضها.

التوصيات

قدمت الهيئة العامة للآثار في محافظة إب إلى الجهات المختصة جملة من التوصيات من أجل المحافظة على ما تبقى من هذا الموقع الأثري، تتمثل تلك التوصيات في “التحري عمن قام بأعمال النبش والتخريب وضبطهم وإحالتهم إلى الجهات المختصة، وكذا توفير حماية أمنية كافية للموقع؛ كونه يحتل مساحة واسعة، وأنه من المواقع الأثرية الهامة”.

 وأضافت الهيئة “ضرورة عمل حفريات أثرية منظمة من قبل الجهات المعنية بذلك، كالهيئة العامة للآثار والمتاحف والمخطوطات، وترميم مبنى المتحف وإعادته إلى ما كان عليه مع إضافة بعض التدعيم للنوافذ والأبواب لتأمينها بشكل أفضل يتناسب مع حفظ وتخزين القطع الأثرية، وكذا ترميم مبنى المنتزه”. وتقدر الهيئة العامة للآثار أن أعمال النبش والتخريب في المواقع الأثرية في فترات سابقة تقدر بـ95% مقارنة بما يحصل اليوم.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

82% يرون أن انتشار طابع العمارة الحديث من أكبر المشكلات التي تواجه الحفاظ على الطابع التقليدي للعمارة اليمنية

صوت الأمل – يُمنى احمد عرفت اليمن منذ زمن بعيد بجمال عمارتها وتفرد مبانيها بطابع خاص ومميز…