84.2% يعتقدون أن التغيرات المناخية ستؤثر سلبًا على الحياة في اليمن
صوت الأمل – يمنى أحمد
التغير المناخي هو التغير طويل الأمد في درجات الحرارة وأنماط الطقس في مكان ما على سطح الأرض. ويترتب على هذه التغيرات العديد من الأضرار على النظم البيئية والحياة البرية والموارد المائية والثروات الحيوانية، ويمكن أن تؤدي أيضًا إلى زيادة في درجة الحرارة الكلية للأرض نتيجة الانبعاثات الغازية، وقد يصل الضرر إلى انعدام التوازن في المناخ العام الذي يؤدي بدوره إلى حدوث كوارث طبيعية، مثل الفيضانات والجفاف والأعاصير.
على الرغم من أن اليمن ليست منتجًا كبيرًا للغازات المسببة للاحتباس الحراري، فإنها تتأثر بشكل كبير بأزمة المناخ؛ حيث تعد اليمن من بين الدول الأكثر تأثرًا بالتغير المناخي في العالم لعدد من الأسباب، منها الجفاف؛ فاليمن تعاني بالفعل من نقص حاد في المياه العذبة، ومنها تراجع معدلات الأمطار، والتقلبات الجوية، وتنوع المناخ الذي قد يؤثر على قدرة اليمنيين في التكيُّف مع التغيرات المناخية، والفقر، والصراعات التي يؤدي إلى زيادة التأثيرات السلبية في اليمن.
تسبب هذا كله بالعديد من الأضرار، أبرزها انخفاض معدلات الأمطار؛ فقد شهدت البلاد انخفاضًا حادًا في كميات الأمطار في السنوات الأخيرة مما أدى إلى تدهور الأوضاع الزراعية والحيوانية والبيئية. وتسببت أزمة المناخ أيضًا في زيادة تكرار الكوارث الطبيعية، مثل الفيضانات والأعاصير والجفاف، مما أدى إلى خسائر بشرية كبيرة وأضرار في ممتلكات المواطنين. كما تسببت في ارتفاع درجات الحرارة التي سببت تدهورًا في الصحة العامة وزيادة نسبة الأمراض المتعلقة بالحرارة والجفاف. بالإضافة إلى ذلك، تتعرض اليمن لأزمة اقتصادية كبيرة بسبب أزمة المناخ؛ حيث ارتفعت أسعار الوقود والغذاء والمواد الأساسية بشكل كبير مما تسبب في تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.
بناء على ما سبق، نفذت وحدة المعلومات واستطلاع الرأي في “يمن انفورميشن سنتر” استطلاعَ رأي حول “التغيرات المناخية وتأثيرها على الحياة في اليمن؛ لقياس مدى الضرر الذي سببته أزمة المناخ في اليمن من وجهة نظر شريحة من المجتمع اليمني.
أُقيم الاستطلاع على عينة بحثية بلغت 752 شخصًا، كان أكثر المشاركين فيه من الذكور بنسبة 63% مقابل 37% من الإناث. وكانت الفئات العمرية للمستطلَعين متفاوتة، فـ29.8% منهم من فئة الذين تتراوح أعمارهم بين 26-35 عاماً، وتراوحت أعمار 27.6% منهم بين 18-25 عامًا، و26.6% كانت أعمارهم ما بين 36-45 عامًا، فيما 15.2% كانت أعمارهم بين 46-65 عامًا، و0.8% فقط كانت أعمارهم ما بين 65 عاماً فما فوق.
أما عن المؤهل الدراسي، فقد كان أغلب المشاركين من الحاصلين على شهادة البكالوريوس بنسبة 45.2%، ثم الحاصلين على الشهادات العليا بنسبة 28.9%، ثم الحاصلين على الثانوية العامة بنسبة 11.1%، يليهم الطلاب الجامعيون بنسبة 10%، ونسبة 4.8% للحاصلين على شهادة الإعدادية.
بالنسبة للنطاق الجغرافي للاستطلاع؛ فقد جاءت العينة من 18 محافظة من أصل 21 محافظة يمنية، هي: صنعاء بنسبة 40.7%، عدن بنسبة 14%، الحديدة بنسبة 9.7%، تعز بنسبة 8.3%، إب بنسبة 6.1%، حضرموت بنسبة 5.1%، ذمار بنسبة 3.6%، لحج والضالع بنسبة 1.9% على حدة، وبنسبة 1.5% لكل من عمران البيضاء وحجة على حدة، صعدة بنسبة 1.3%، المحويت 1.1%، شبوة بنسبة 0.6% ونسبة 0.4% فقط لكل من الجوف ومأرب والمهرة.
النتائج الرئيسة
في البداية سألنا المستطلَعين عما إذا كانوا قد سمعوا عن التغيرات المناخية؛ لقياس مدى معرفة الشريحة المستهدفة عن أزمة المناخ، وكانت إجاباتهم كالآتي: 87.2% قالوا إنهم سمعوا بالفعل عن التغيرات المناخية وعن الأضرار التي قد تسببها، و12.8% فقط أجابوا بأنهم لم يسمعوا قط عن التغيرات المناخية.
وعن المناخ في السنوات الأخيرة، فإن 95.3% من المشاركين صرحوا بوجود اختلاف كبير في المناخ، وعندما سألناهم ما هي التغيرات التي لاحظوها في المناخ أجابوا كالآتي: (حُللتْ كل إجابة -بوصفها عينة منفصلة- عن هذا السؤال المتعدد الخيارات بنسبة تقدر بــ100%):
- موجات حرارة شديدة، بنسبة 92.3%.
- جفاف، بنسبة 46.7%.
- أمطار غزيرة، بنسبة 42.8%.
- عواصف، بنسبة 22.1%.
- فيضانات، بنسبة 20.8%.
أما عن الـ4.7% المتبقية فقالوا إنهم لم يلاحظوا أي تغير في مناخ اليمن في السنوات الأخيرة.
وعما إذا كانت هذه التغيرات ستؤثر على الحياة اليومية، أجاب 84.2% من المشاركين في الاستطلاع بـ”نعم”، وهؤلاء يعتقدون أن هذا التغير سيكون كالآتي (حُللتْ كل إجابة -بوصفها عينة منفصلة- عن هذا السؤال المتعدد الخيارات بنسبة تقدر بــ100%):
- تأثر موارد المياه، بنسبة 71.4%.
- جفاف الأراضي الزراعية، بنسبة 69.3%.
- تأثر الاقتصاد الوطني، بنسبة 53.3%.
- تأثر الثروة الحيوانية، بنسبة 34.4%.
- نقص الغذاء بنسبة، 33%.
هذا، وقال 10.5% من المستطلعين إنهم لا يعلمون إن كانت التغيرات المناخية ستؤثر في الحياة اليومية في اليمن أم لا، أما 5.3% فقالوا إنهم لا يعتقدون ذلك.
تؤثر التغيرات المناخية أيضاً على الأمن الغذائي في اليمن؛ حيث إنها تؤدي إلى تدهور الإنتاج الزراعي والحيواني، مما يؤثر على توفير الغذاء وتحسين التغذية. 66.1% من الشريحة المستهدفة يعتقدون أن هذه التغيرات ستؤثر على الأمن الغذائي في اليمن بشكل كبير جدًا، فيما يرى 27.4% أن التأثير سيكون متوسطًا، أما 6.5% فيرون أن أزمة المناخ الحالية لن يكون لها أي تأثير على الأمن الغذائي في اليمن.
من المؤكد تأثر قطاع الصحة في اليمن بالتغيرات المناخية؛ بسبب ارتفاع درجات الحرارة والجفاف اللذين يؤديان إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي، ويمكن أن تسبب أيضا في تفاقم حالات الجفاف والمجاعة. المشاركون في الاستطلاع يعتقدون أن صحة الأفراد في اليمن ستتأثر بشكل كبير بسبب أزمة المناخ بنسبة 85.2%، و9.3% قالوا إنهم لا يملكون أي فكرة حول تأثر صحة الأفراد في اليمن بالتغيرات المناخية، أما 5.5% فقالوا إن أزمة المناخ لن تؤثر على صحة الأفراد اليمنيين.
وأما عن المناطق التي سيتضرر سكانها بشكل أكبر بسبب التغيرات المناخية؛ فكانت إجابات المشاركين في الاستطلاع كالآتي:
- المناطق الساحلية، بنسبة 66.9%.
- المناطق الجبلية، بنسبة 33.1%.
في الختام، يتفق أغلب المشاركين في الاستطلاع على أن التغيرات المناخية ستكون–إلى جانب الصراع وصعوبة العيش- مشكلة جديدة يواجهها اليمنيون، وتتطلب تدخلاً عاجلاً وفعالاً من المجتمع المحلي والدولي؛ للحد من آثارها، ولتجنب أي كوارث قد تحدث في اليمن بسبب أزمة المناخ.
43% يعتقدون أن تنوع المطبخ اليمني أسهم بشكل مباشر في تعزيز التماسك المجتمعي اليمني
صوت الأمل – يُمنى أحمد تلعب الأطعمة الشعبية دورًا هامًا في تعزيز الهوية الثقافية للشعوب؛ ف…