التغيرات المناخية.. تهديدات صحية تؤدي إلى الموت
صوت الأمل – علياء محمد
أكدت منظمة الصحة العالمية لسنوات طويلة أن التغيرات المناخية ستحمل في طياتها الكثير من الآثار الصحية والنفسية على سكان العالم، وأشارت في تقاريرها إلى أن هذه التغيرات ألحقت أضرارًا بالقطاع الصحي في الآونة الأخيرة، وشكلت تهديدات صحية كبيرة بسبب موجات الحر الشديدة والعواصف القوية ونوبات الجفاف والفيضانات التي اشتدت بشكل مفاجئ تؤدي إلى نقص إمدادات الغذاء والمياه، وتساهم في سرعة انتقال الأمراض المعدية .وذكرت التقارير الصحية أن الآثار الواقعة على الصحة تكون أشد بين صغار السن والمسنين، خاصة في المناطق الأقل دخلا والبلدان النامية التي تفتقر إلى التمويل والموارد اللازمة لمواجهة هذه التحديات.
وأكد الدكتور بندر السامعي (أخصائي التغذية الإكلينيكية) على أن التغيرات المناخية التي نشهدها تؤثر على صحة الإنسان، وتفاقم العديد من المشكلات الصحية، وتزيد من خطر الإصابة بالأمراض المعدية والأمراض التنفسية والقلبية وأمراض الحساسية .
ويرى السامعي أن المناخ يتسبب بزيادة انتشار الأمراض المعدية المختلفة، ويوضح قائلاً: “هناك أمراض تنتقل بالطعام والماء كالكوليرا، وهناك أمراض ترتبط بالهواء ويساهم ارتفاع درجات الحرارة من زيادة خطر الإصابة بداء الأمراض المنقولة أو ما يسمى بـ”العوائل الوسيطة“ كالبعوض والقوارض والقواقع عبر العديد من الطرق”.
ومضيفًا: “يمكن أن تسبب زيادة درجة حرارة المياه في زيادة نشاط الجراثيم والفطريات في المياه، الأمر الذي يسهل من انتقال الأمراض المنقولة عبر الماء. وتشكل التغيرات المناخية، كالفيضانات والزلازل والأعاصير، تهديدًا فعليًا على البنية التحتية للمياه والصرف الصحي الذي يؤثر بالتالي على جودة مياه الشرب” .
وأشار السامعي إلى أن الرطوبة تزيد من انتشار الأمراض المنقولة عبر الحشرات؛ نتيجة الحصول على بيئة مناسبة لتكاثرها، موكدًا على أهمية اتخاذ إجراءات احترازية للحد من انتشارها، مثل تحسين جودة المياه وتعزيز الصرف الصحي وتحسين الصحة العامة وتوعية الناس بأهمية النظافة الشخصية والصحة العامة.
وفي سياق متصل، يؤكد الدكتور عادل عدنان -مختص في الأمراض الجلدية- على أن التغيرات المناخية تؤثر على البيئة والطقس، وينجم عن ذلك تأثيرات سلبية على الجلد تتسبب بحساسيته. مضيفًا: “يتسبب الجفاف الناجم عن درجات الحرارة المرتفعة بجفاف الجلد وتشققه وتهيجه، ومن الممكن أن تزيد درجات الحرارة الزائدة والبرودة الزائدة من عوامل الحساسية، وقد تؤدي أشعة الشمس العالية والأشعة فوق البنفسجية إلى الإصابة بأمراض السرطان” .
وأشار إلى استقباله حالات عديدة بسبب ارتفاع درجات الحرارة وتأثر الجلد بالعوامل البيئة المختلفة التي تزيد من ثلوث الهواء وتزيد من خطر الإصابة بالأمراض الجلدية المختلفة. ناصحًا مرضاه باتباع ممارسات صحية للعناية بالجلد، مثل ترطيبه واستخدام كريمات البشرة بشكل متكرر لمنع الجفاف والحساسية الناتجة عن زيادة درجة الحرارة والتعرض لأشعة الشمس.
ويقول: “يجب علينا تجنب التعرض لأشعة الشمس خلال فترة النهار، واستخدام كريمات واقية حال الضرورة، بالإضافة إلى تناول أطعمة غذائية غنية بالفيتامينات والأحماض الدهنية الأساسية التي تساعد على ترطيب الجلد وإعادة بنائه”.
وحول تأثير تغيرات المناخ وزيادة معدل تلوث الهواء على الصحة العامة تقول مونيا المذحجي -مساعد طبيب عام-: “يعد تلوث الهواء المشكلة الرئيسة التي يسببها تغير المناخ، وتؤدي إلى ظهور بعض الأمراض التنفسية مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية وأمراض الرئة. ومن الممكن أن تتسبب درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة بزيادة تركيز الملوثات الهوائية التي بدورها تزيد من انتشار الأمراض التنفسية المعدية.
وأشارت المذحجي في حديثها إلى الكثير من العوامل البيئية والتغيرات المناخية المختلفة، كالعواصف وغيرها من الظواهر، التي تؤدي إلى زيادة انتشار غازات مضرة بصحة الجهاز التنفسي. وتابعت قائلة: “يظهر عدد من التغيرات الكيميائية في الهواء المحيط بنا، وتسبب هذه التغيرات زيادة تركيز الكيماويات السامة فيه”. مشيرة إلى أبرز الأمراض التنفسية الناتجة عن التغير المناخي المرتقب، وهي: زيادة نسبة الإصابة بالإنفلونزا، التهاب الجيوب الأنفية، التهاب الشعب الهوائية الذي من الممكن أن يتطور إلى الإصابة بالربو والشعور بضيق الصدر وصفير الرئتين وصعوبة التنفس، بالإضافة إلى الإصابة بالانسداد الرئوي المزمن والتليف الرئوي الذي يرتبط بسوء جودة الهواء وتغير المناخ.
حلول ومعالجات
أكد عبد الحميد النمر -مشرف صحي في أحد المستشفيات- على أهمية إعطاء التغيرات المناخية اهتمامًا كبيرًا من قبل منظمات الصحة والحكومات والأفراد لمواجهة هذه التحديات بطرق فعالة، والعمل على تحسين صحة الإنسان، والحد من تأثيرات التغير المناخي السلبية، والتخفيف من تأثيراتها ومواجهته. مضيفًا أنه توجد الكثير من الطرق الفعالة التي نستطيع من خلالها تحسين الوضع الصحي ومواجهة تأثير تغير المناخ السلبي وأهمها زراعة الأشجار للتقليل من انبعاث الغازات المضرة كثاني أكسيد الكربون المضر، والحصول على غاز الأكسجين، بالإضافة إلى خفض استهلاك الطاقة في المنازل والمؤسسات للتقليل من الانبعاثات السامة .
وموضحا بالقول: “يجب توعية الناس بالأساليب الصحية والمنتجات المستدامة، وتشجيعهم على اتخاذ خطوات فردية في حياتهم اليومية؛ للحد من التلوث البيئي، وتوفير مساحات خضراء متجددة عن طريق استخدام الطاقة المتجددة الصديقة للبيئة”.
وأشار النمر في حديثه إلى أهمية الاستعداد للتغيرات المناخية والتكيف معها من خلال تعزيز الانتباه؛ للحد من أضرارها وتقليل تأثيرها، مشددًا على أهمية العمل الجماعي والتعاون بين الحكومات؛ لتضع استراتيجيات تحد من تأثيرات التغير المناخي السلبي على الوضع الصحي.
84.2% يعتقدون أن التغيرات المناخية ستؤثر سلبًا على الحياة في اليمن
صوت الأمل – يمنى أحمد التغير المناخي هو التغير طويل الأمد في درجات الحرارة وأنماط الطقس في…