‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة الإنتحار في اليمن الانتحار.. ظاهرة تثير الجدل في الشارع اليمني

الانتحار.. ظاهرة تثير الجدل في الشارع اليمني

صوت الأمل – حنان حسين

تختلف الأسباب وتتنوع الأساليب والدوافع التي تقف خلف تفكير الأشخاص الذين يقررون إنهاء حيواتهم، تاركين خلفهم ضجة مجتمعية مبررة أو مُعارِضة. والسؤال هنا: لماذا يرى بعض الناس أن إنهاء حياتهم هو الحل الأفضل لهم؟!

حملت “صوت الأمل” العديد من التساؤلات، ونزلت بها لتقيس آراء الشارع اليمني ووجهات النظر المختلفة من مختلف الشرائح الاجتماعية والثقافية، فكانت الإجابات المتعددة.

تفسيرات وأحكام

حول وجهات نظر المجتمع في الشارع اليمني، أكدت سامية العنسي (مذيعة ومقدمة برامج) أن هناك أسبابًا عدة لهذه الظاهرة، منها اختلال موازين الأسرة والتنشئة الخاطئة للأفراد. وهذا السبب بالتحديد هو ناتج عن الجهل، إضافة إلى التفكك الأسري وغياب دور التوعية المجتمعية، والحالة النفسية الخاصة بالأفراد، وتدني مستوى الإرادة لديهم، وغياب القيم الدينية التي تحثهم على الصبر.

وتقول هيفاء علي (ربة منزل) إن المنتحر يصل إلى درجة منعدمة من الأمل في الحياة والاستمرارية؛ نتيجة الظروف المعيشية والأوضاع المحيطة به، وأن المقبلين على هذه الخطوة عادة ما يكونون ممن لا يجدون مساعدة من المجتمع الذي يبدأ أفراده بإطلاق تفسيرات وتحليلات خاطئة ومسيئة حول انتحار أحد ما، قد تصل في بعض الأحيان إلى الشتم والقذف، لا سيما إذا كان المنتحر امرأة. وتضيف: “غالبًا ما يضع المجتمع نفسه في موضع تقييم لمن حوله حتى بعد الوفاة. فاذا كان المنتحر شابًا يتداول المجتمع قصته بأنه شخص متعاطٍ، أما إذا كانت فتاة فتحول إلى قضية شرف”.

أسباب اقتصادية

يرى بعض الناس أن الظروف المعيشية الصعبة وعدم قدرة الشباب على إعالة أنفسهم وأسرهم قد تدفع بهم إلى الإقدام على الانتحار؛ هربًا من المسؤوليات المتراكمة عليهم. وبحسب رأي صالح أحمد (عامل)، يكون الانتحار -أحيانًا- هروبًا من الواقع، إلى درجة أنه يكون الحل الأنسب للبعض إذا كانت مشاكل الشخص غير قابلة للحل؛ بسبب الظروف الاقتصادية القاهرة.

كل منتحر آثم

تقول حياة يحيى (موظفة): “المنتحر إنسان جبان وإيمانه ضعيف. وظاهرة الانتحار غير مقبولة مجتمعيًا لكنها منتشرة بكثرة. وما جعل هذه الظاهرة تتوسع حاليًا هو الصراعات وقلة الفرص التي تعين الناس على توفير سبل العيش الكريمة”.

ومن جانبها، تقول سلمى علي (طالبة قانون في سنتها الجامعية الثالثة): “الانتحار ظاهرة موجودة منذ الأزل، ولا يصل الإنسان إليها إلا بعد أن تنفد جميع الحلول. لكن المجتمع ينظر إلى المنتحر من خلال منظور ديني فقط، نظرة خاليةً من الجانب الإنساني وإلى الظروف التي أودت بحياته وأوصلته إلى هذه المرحلة”.

أما علياء مبخوت (متخصصة تكنولوجيا معلومات) فتقول: “يرى المجتمع أن الانتحار هو نتيجة ضعف الإيمان، متجاهلين المرض النفسي الذي يحتاج إلى معالجة نفسية عاجلة. فإذا كان هناك أشخاص يشعرون بضغوط نفسية أو اضطرابات فيهم ويفكرون بالذهاب إلى طبيب نفسي، فإنهم سرعان ما يعدلون عن الذهاب بمجرد سماعهم كلمة “عيب” و”حرام”؛ لأن هذا الشيء لا يليق بالأسرة وقد يصمهم مجتمعيًا بالعار”.

وتؤكد إيمان عبد الله (طالبة في كلية الحاسوب) قائلة: “المنتحر مصيره النار؛ لأنه استعجل بإنهاء ورقة امتحانه في الدنيا. ومن الطبيعي أنه بعد انتحاره سيكون محل ريبة حول حياته بأكملها، خاصة إذا كانت ظروفه المادية جيدة ولديه كل سبل الراحة”.

جانب نفسي

يبين الطبيب النفسي الدكتور هشام علوان “أن للانتحار أسبابه الرئيسة، وأهمها الأسباب النفسية لكن المجتمع لا يعترف بالمرض النفسي مثل اعترافه بالسحر والعين والحسد. وبدلًا من الرجوع إلى الأطباء للمساعدة فإنهم يتوجهون إلى الشيوخ والعلاج الشعبي الذي غالبًا ما يكون غير مجدٍ ويفاقم الأزمة ويصل الأمر إلى درجة الانتحار”.

فيما تضيف سمر الحداد (ناشطة مجتمعية) أن من أسباب الانتحار خسارة شخص عزيز حيث لا يتقبل الفاقد لمن يعز عليه الحياةَ بعد موت هذا العزيز، وكذا الشعور بالعجز في ظل الأوضاع الراهنة التي تسبب البطالة، ومن ثم العجز عن توفير أساسيات الحياة. إضافة إلى أوقات الفراغ الكبيرة التي لا تُستغل في شيء مفيد، وهذا يقود الإنسان إلى التفكير بسلبية تجاه الحياة. وهناك الأمراض النفسية والأسباب الاجتماعية الأخرى.

ومن وجهة نظر أحمد هاشم (طالب ماجستير- إعلام) “أن الانتحار قرار صعب لا يقوم به إلا شخص قد بحث وفكر كثيرًا حتى وصل إلى طريق مسدود، ونتيجة حتمية لديه هي أن الحياة أصبحت لا تطاق وسوداوية”.

تبين آراء العامة حول اعتبار الموت وسيلة للنجاة من الحياة أن المحيط المجتمعي وما فرضه من أوضاع وضغوطات أثرت في الشخص المنتحر هي المسبب الأول، إضافة إلى متطلبات الحياة الصعبة والأمراض النفسية. يقول صالح الرحبي (مواطن، 46 عامًا): “لو أن المجتمع تنبه الى أبنائهم وبناتهم واستبدلوا الإهمال بالاهتمام والوعي واحتووهم؛ لَحُلَّت جميع المشاكل المجتمعية ولنشأ الفرد والمجتمع على ثوابت وقيم صعبة الاهتزاز، ولَترسخ حب الحياة بجميع ما تحتويه من الالتزامات والواجبات”.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

85% يرون أن استمرار الصراع هو المسبب الرئيس لانتشار ظاهرة الانتحار في اليمن

صوت الأمل – يمنى أحمد غالبًا ما تتسبب الصراعات والنزاعات المسلحة في بعض البلدان بحالة من ف…