‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة الصناعات الحرفية في اليمن في اليمن: ارتفاع الأسعار حجر عثرة أمام ازدهار صناعة البخور

في اليمن: ارتفاع الأسعار حجر عثرة أمام ازدهار صناعة البخور

صوت الأمل – ياسمين عبد الحفيظ

يعد البخور من المستحضرات العطرية التي تتزين بها النساء اليمنيات، بل يتنافسن في شراء الأجود والأغلى منها، وقد ازدهرت صناعته في السنوات الأخيرة؛ نظراً لاعتماد الكثير من الأسر عليه بوصفه مصدراً للدخل، خاصة بعدما فقد الكثير من الأفراد فرص عملهم جراء الصراع.

هذا وقد تعدَّت شهرته حدود البلاد، وزاد الإقبال عليه في الكثير من دول العالم، حتى أصبح زينة للنساء والبيوت؛  الأمر الذي يستدعي التطوير  في صناعته والاهتمام  به بوصفه منتجاً  يتفنن في إنتاجه  الكثير.

أنواع البخور

تقول أم مهند (مدربة في مجال صناعة البخور): “البخور اليمني أنواع متعددة تختلف باختلاف صناعته، فهناك  البخور الأبيض، والبخور الملون، وبخور الطشة، وبخور العود الملبس، وبخور الملتوت التهامي، والبخور المتوفر بأشكال قوالب السيليكون، وبخور المبسوس، وبخور لبان الذكر، والبخور الجاوي، والمستكة.  ويعد البخور العدني من أهم أنواع البخور شهرة في اليمن، وينقسم إلى  بخور  عرائسي بالعطور القديمة، بخور  عرائسي  بالعطور الجديدة، والبخور المخصص استخدامه للمنزل”

وترى هناء محسن (صانعة بخور) أنَّ من أنواع البخور  المستخدمة والأكثر شراء بخور الكبودي والأمراء؛ كونهما يحتويان على مادة العود ذات الجودة العالية والتي تضفي لهما رائحة مميزة، بالإضافة إلى بخور الأميرات وأنفاس العود.

 نسبة الاستهلاك محليًا وإقليميًا ودوليًا

تحرص المواطنة الأردنية نرمين أحمد أن تشتري البخور العدني من العطار القريب من منزلها في إحدى المدن الأردنية،  وتتوفر طلبات  البخور  عن طريق مواطنين أردنيين تربطهم صلة معرفة بيمنيين يأتون لزيارة أهاليهم، ويأتون إلى الأردن من مناطق مختلفة، حد قولها.

وتقول في حديثها لـ “صوت الأمل”:  “أفضل شراء  البخور العدني؛ لأنَّه لا يتوفر في المنطقة التي أسكن بها مثل بقية المنتجات، نقدم للعطار الطلبية التي نريدها من البخور أنا وكثير من المواطنات الأردنيات، ويعرض علينا البائع عينات لتجربتها، وبناء على ذلك يصلنا حسب الطلب”.

وتضيف: “يشتري التجار الأردنيون البخور بأسعار رخيصة، ولكن يباع لنا بأسعار باهظة؛  الأمر الذي يجعل الكثيرين يتراجعون عن شرائه”.

 من جانبها أكدت أم مهند (صانعة وبائعة للبخور)  أنَّ  نسبة الاستهلاك محليًا ودوليًا وإقليميًا  لشراء البخور لم تعد كالسابق؛ نظراً لوجود صعوبة في بيع المنتجات، أهمها  صعوبة التنقل بين المدن، وارتفاع تكلفة التوصيل، وبالتالي أصبح حتى الإقبال الدولي  ضعيفًا.

تحديات تواجه الصناعة

وجدت منال أحمد  نفسها أمام معاناة بعد أن فقد زوجها مصدر رزقه، فاضطرت حينها لبيع قطعة من مجوهراتها؛ لفتح مشروعها الخاص والذي اختارته لصناعة البخور، وبدأت بتوفير الأدوات والمتطلبات لصناعة البخور،  ولكنَّها وجدت صعوبة في إقبال الناس على الشراء؛ نتيجة ارتفاع أسعار البخور.

  وتقول: “ارتفعت أسعار العطور والعود والسكر وبقية الأدوات  المستخدمة في صناعة البخور،  وبعت بعضاً من منتجاتي بسعر مخفض، ولكنَّ خسارتي زادت، وتطلَّب مني الأمر لأعوض خسارتي أن أرفع سعر قرص البخور،  وهو ما لم يتقبله العميل وتراجع الإقبال على شرائه”.

مؤكدة أنَّ البعض من صانعات البخور لم يعدن يتفنن بصناعة البخور  الفاخر، وأصبحن يستخدمن مواد ليست بتلك الجودة؛ ليباع للناس حسب قدراتهم الشرائية الحالية.

ضعف التسويق وانعدام المواد الخام صعوبات وعراقيل

سارة ياسين (إحدى مسوقات منتجات البخور) تشير إلى أنَّ البعض  من صانعي البخور  يواجهون صعوبات في التسويق لمنتجاتهم،  والبعض من أصحاب المحالات يشترونها بثمن بخس،  بالتالي يضطر صانعو البخور للقبول  بالسعر؛ من أجل لقمة العيش.

 وتضيف “زيادة أسعار المواد الخام التي تدخل في صناعة البخور وانعدام بعضها، مثل مادة الظفر التي تحافظ على بقاء رائحة البخور ويحصل عليها من البحر، صعوبات تواجه صناعة البخور في اليمن”.

متطلبات تطوير الصناعة

ترى المدربة أم مهند أنَّ إقامة معامل خاصة وتزويدها بالأيادي العاملة والأدوات التي تطلبها صناعة البخور إحدى وسائل تطوير صناعة البخور في اليمن،  بالإضافة إلى إيجاد شركات محلية تتولى الاهتمام بتسويق هذا المنتج  محلياً ودوليًا؛  الأمر الذي يسهم بدعم  اقتصاد البلد، خاصة أنَّ البخور اليمني من المنتجات الشهيرة والتي يفضلها الكثير.

وأشارت  إلى ضرورة  إقامة دورات تدريبية حول هذه الصناعات، وتطوير قدرات العاملين فيها، ودعم مشاريع النساء -لا سيما الأسر من ذوي الدخل المحدود-، وتوفير المواد المطلوبة لصناعته في الأسواق، وإقامة معارض تسويقية في المدن اليمنية وفي الدول العربية والأجنبية؛ لتعريفهم بجودته، وفتح محلات خاصة لبيع منتجات اليمنيين من البخور.

وفي السياق ذاته أكدت سارة ياسين أنَّ إنهاء الصراع وفتح الطرق وخفض أسعار المواد الخام وتوفيرها هو الحل الأمثل لكل التحديات التي تواجه صناعة البخور،  ووسيلة من وسائل إنعاش الصناعات الحرفية.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

92.5% يرون أنَّ الصراع يتسبب بشكل كبير في إعاقة الصناعات الحرفية في اليمن

صوت الأمل – يُمنى أحمد أجرت وحدة المعلومات واستطلاع الرأي في مركز “يمن انفورميشن سنت…