‫الرئيسية‬ الاقتصادية تحقيق الميزة التنافسية في الصناعة اليمنية وسيلة لتعزيز النمو الاقتصادي

تحقيق الميزة التنافسية في الصناعة اليمنية وسيلة لتعزيز النمو الاقتصادي

صوت الأمل – علياء محمد

يعد أمر خلق قدرات تنافسية للصناعات في اليمن ضروريًا؛ نظراً لأهميته في تحقيق التنمية الاقتصادية، ورفع معدلات النمو وتحسين مستويات المعيشة.

وتشهد الساحة الاقتصادية العالمية مستجدات تزيد من حدة المنافسة بين الأسواق العالمية، ويشير مفهوم القدرة التنافسية إلى مؤشر أداء المنتجات والسلع المحلية في الأسواق الخارجية والداخلية، وتعتمد التنافسية في المنتجات على جودة الإنتاج والأسعار والكفاءة.

وتعرِّف “منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية التنافسية” مستوى الاقتصاد الوطني بأنَّه: الدرجة التي يمكن وفقها، وفي شروط سوق حرة وعادلة، إنتاج السلع والخدمات التي تواجه أذواق الأسواق الدولية في الوقت الذي تحافظ فيه على التوسع.

محمد الغماري (الخبير الصناعي وعميد المعهد التقني الصناعي) يؤكد لـ”صوت الأمل” أنَّ مفهوم القدرة التنافسية  يرتكز ويعتمد على قدرة المصانع على  إنتاج السلع والمنتجات بنوعية جيدة وكفاءة وجودة عالية وسعر مناسب بتكلفة أقل، مع الحفاظ على الجودة والتكلفة الشرائية،   والتي تعد من أهم الشروط التنافسية في الأسواق المحلية أو الخارجية، والتي تلبي احتياجات المستهلكين وتزوِّدهم بمنتجات أكثر فعالية مقارنة بالمنافسين الآخرين؛  الأمر الذي يضمن استمرار المنتج ونجاحه في السوق.

موضحاً  أنَّ الميزة التنافسية في الصناعة تساعد في القضاء على التحديات التي تواجه كفاءة وجودة السلع، كما أنَّ التنافسية في مجال الصناعة تعد وسيلة ضمان فعالة لتعزيز النمو الاقتصادي.

 متطلبات التنافسية في قطاع الصناعة

يرى  ناصر بن يحيى (مختص في إدارة المشاريع) أنَّ هناك  عددًا من الأسس والمواصفات التي ترتكز عليها الميزة التنافسية أبرزها: المواصفات الدولية للجودة والالتزام بمستوى ثابت،  التطور في الإنتاج عن طريق اختيار أيدي عاملة ذات مستوى عال من الكفاءة وقادرة على الوصول إلى أعلى مستويات الإنتاج من تغليف، وتعليب، وتخزين، وحفظ ونقل للسلع والمنتجات.

مؤكدًا على أهمية دراسة الأسواق، والبحث عن متطلبات السوق والمستهلك، وأنَّ تكاليف الإنتاج من أهم مؤشرات الميزة التنافسية؛ نتيجة ارتباطها بتحديد الأسعار المساعدة على وصول المنتجات والسلع إلى درجة عالية، حيث تزداد التنافسية لصناعة معينة إذا خُفِّضت تكاليف إنتاجها، بالإضافة إلى الجودة والنوعية في تعزيز الميزة التنافسية للصناعة من خلال تحسين نوعية المنتج، ولا يتم ذلك إلا عن طريق الاهتمام بكفاءة العمال ومهاراتهم ومستوى إنتاجيتهم.

أنواع السلع التنافسية

يشير المركز الوطني للمعلومات إلى أنَّ قطاع الصناعة في اليمن، مر بمراحل مختلفة، حيث كان يقتصر قبل الثورة اليمنية على بعض المصنوعات والحرف التقليدية والبدائية.

وبعد قيام الثورة شهد الاقتصاد اليمني انتعاشاً ملحوظاً شمل جميع ميادين الاقتصاد، وبدأ القطاع الخاص وخاصةً قطاع المغتربين بالاستثمار في القطاع الصناعي، وبدأت المشاريع الصناعية بإنتاج السلع الاستهلاكية للسوق المحلية، واستيعاب العدد المتزايد في القوى العاملة.

 كما بدأت مساهمة القطاع الصناعي في تكوين الناتج المحلي الإجمالي ترتفع بصورة مستمرة، وقد شهد القطاع الصناعي معدل أداء متواضع ومركز في الصناعات الغذائية والإنشائية. وشهدت الصناعات التحويلية تطوراً ملموساً في بداية السبعينات وحتى مطلع التسعينات وازداد  عدد المنشآت الصناعية، بحسب المركز الوطني للمعلومات.

 وأوضحت بيانات المركز أنَّ أهم المحاصيل التي تشتهر اليمن بزراعتها إلى جانب المحاصيل الأخرى: المانجو والبلح والعنب، وتتمتع هذه المحاصيل بجودة عالية ومنافسة أسعارها لأسعار الأسواق الخارجية، أما بالنسبة لمنتجات الأسماك والأحياء البحرية تعد اليمن من البلدان العربية الأكثر ثروة في امتلاك الأسماك والأحياء البحرية.

البن السلعة التنافسية الأولى في اليمن

تتضمن “استراتيجية تنمية إنتاج محصول البن” الصادرة عن جمعية البنوك اليمنية في العام 2020م خلال الفترة من 2019- 2025م، إنتاج وزراعة 13 مليون شتلة بما يعمل على زيادة المساحة نهاية الفترة بمقدار خمسة آلاف و200 هكتار، وزيادة حجم الإنتاج من 19 ألفاً و286 طناً حالياً إلى 50 ألفاً و424 طناً بحلول العام 2025م.

بموجب الاستراتيجية سترتفع مساحة زراعة البن في اليمن من 34 ألف هكتار إلى 43 ألفاً خلال الفترة نفسها، كما سترتفع الصادرات من ثلاثة آلاف طن إلى 40 ألفاً و441 طناً بحلول 2025م.

وأوضحت الاستراتيجية أهم تدخلات وزارة الزراعة والري للنهوض بزراعة البن، أهمها:  إنشاء الإدارة العامة للبن، وإعداد مسح شامل لمناطق زراعة البن في مختلف المحافظات، إلى جانب إطلاق مؤتمر سنوي عن البن وسبل رفع الإنتاجية وتحسين الجودة.

كما ركزت الخطة التنفيذية للاستراتيجية على إنتاج مليون شتلة سنوياً وتوزيعها على المزارعين في مناطق زراعة البن، وأنَّها ستُعِد وتُنفَّذ برامج إرشادية وتوعوية حول تحسين الإنتاج والجودة، وإنشاء مراكز إعداد صادرات البن في أربعة مراكز بالتنسيق مع القطاع الخاص.

بدوره أكد شهاب الجابري (أحد  مزارعي  البُن) أنَّ اليمن إحدى أهم البلدان المنتجة لمحصول البن، وأنَّ البن من أهم السلع النقدية التنافسية التي وفرت عدداً من فرص الأعمال وساهمت في تغطية الفجوة الغذائية.

 وصرح الجابري في حديثه بعدد من المعوقات والصعوبات التي ما زالت تواجه  مزارعي البن، والتي أدت بدورها إلى التأثير على جودتها ونوعيتها، وكان  أبرزها: شحة مياه الأمطار ومحدودية الأراضي، وعدم وجود أبحاث متخصصة في مجال البن.

العسل سلعة تلاقي إقبالًا كبيرًا

 يُنتج في اليمن أنواع من العسل اليمني، وتختلف عن بعضها؛ نظرًا لاختلاف المراعي المتوفرة في المحافظات اليمنية، ويعد عسل السدر، والسمر، والسلم، والظبا، والقصاص أحد أهم أنواع العسل الأفضل جودة، وتشتهر محافظتا حضرموت وشبوة اليمنيتان بإنتاج أجود أنواع العسل، والعسل الدوعني نسبة إلى وادي جردان في شبوة والذي يعرف باسم عسل السدر.

يقوم عدد من النحالين اليمنيين بجهود جبارة للوصول إلى التنافسية، وإرضاء طلبات المستهلك ورغباته في الداخل والخارج بطرق متعددة، ويقومون بإعداد العسل للتسويق تبعاً لنوع العسـل.

ويرى صالح حسن (أحد تجار العسل في اليمن) أنَّ العسل من أهم السلع التي تلقى رواجًا وإقبالاً كبيراً في السوق المحلية والخارجية؛ نظراً لخصائصه المفيدة والتي تساعد في العلاج من الأمراض.

مؤكدًا أنَّ  اليمنيين  يمتلكون  خبرة قديمة في إخراج العسل من الأقراص بطرق متعددة تبعـاً

لرغبات المستهلك، وهي تختلف حسب نوع الخلايا المستخدمة من نوع لآخر، ومن منطقة إلى أخرى.

التعبئة والتغليف مهام وظيفية وترويجية

افادت منى عبد الرحمن (مختصة في إدارة المبيعات والتسويق) أنَّ أساس جودة السلعة يعتمد بشكل كبير على طريقة تغليفها وتعبئتها وتخزينها، حيث يمثل الغلاف الجزء المهم الذي يحيط بالمنتج ويحافظ عليه من أي مؤثرات خارجية، وتختلف كل سلعة عن الأخرى بنوعية الغلاف المستخدم.

وأضافت  عبد الرحمن أنَّ السلع تمر بمراحل عدة حتى تصل إلى أيدي المستهلكين، وتتعرض لعدد من المؤثرات المختلفة أثناء النقل والحفظ والعرض، وفـي حـالــة غيـاب الأغلفة  قد تتأثر السلع بارتفاع درجات الحرارة وبرودتها؛ الأمر الذي سيترك آثارًا سلبية على المنتج، وتعد التعبئة والتغليف وسيلة وأداة من أدوات الحماية، ومصدراً للمعلومات الاستهلاكية، حيث تساعد المستهلك في التعرف على المعلومات المهمة حول مـحـتــوى الـسـلـعــة وتــاريــخ انـتـهاء صـلاحـيـاتـهــا وخصائصها.

 مشددة على أهمية التناسب بين مادة الغلاف والمنتج المراد تعبئته وتغليفه، إذ بذلك تكمن أهمية اختيار نوعية الغلاف؛ بحيث لا يتفاعل مع المنتج خصوصًا في السلع الغذائية، بالإضافة  إلى أن يكون الغلاف مناسباً لحجم المنتج  وسهل الفتح والإغلاق.

وأشارت في حديثها إلى أهمية التغليف للسلعة من الناحية الترويجية والتنافسية، فالغلاف يميز المنتج عن بقية المنتجات، ويساعد في التأثير على المستفيد لاتخاذ قرار الشراء.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

تنوع تراث الطهي.. عامل اقتصادي مهمّ وتراث حضاري ينبغي الحفاظ عليه

صوت الأمل – (حنان حسين – أحمد باجعيم)  يتميز التراث الحضاري العريق للمطبخ اليمن…