المنتج المحلي أم الخارجي.. ماذا يُفضل المُستهلك اليمني؟
صوت الأمل – أفراح أحمد
“لقد كانت الصناعة اليمنية في طور توسعها، حيث كثرت المصانع وازداد المنتج المحلي الجيد إلى أن بدأ الصراع، فتراجع الإنتاج الصناعي اليمني؛ جراء أحداث النزاع، وتهدمت البنية التحتية؛ الأمر الذي أدى إلى انخفاض الإنتاج بشكل كبير، حيث توقفت بعض المصانع عن إنتاج السلع الغذائية؛ لتضررها وخروجها عن الخدمة”. هذا ما أجمع عليه موظفون في القطاع الصناعي اليمني حول وضع الصناعات اليمنية.
بالرغم من تضرر الصناعة اليمنية بفعل الصراع، فإنَّه لا تزال هُناك بعض المنتجات المحلية التي يختلف تفضيل المواطنين لها عن غيرها من المنتجات الخارجية، وحول الأسباب وراء تفضيل المواطنين للمنتج المحلي أو الخارجي، سلطت “صوت الأمل” الضوء على بعض الآراء بهذا الاستطلاع الميداني.
الجودة وانعدام البدائل
الدكتور محمد الطويل (دكتور صحافة في كلية الإعلام جامعة صنعاء)، يقول: “بعض المواطنين يتجهون إلى المنتجات الوطنية دون غيرها، وذلك عندما تكون جودتها عالية، ومنافسة للمنتجات الخارجية، وتتميز بسعر يستطيعون شراءها من خلاله”.
ويضيف الطويل أنَّ من أسباب الإقبال على المنتج المحلي: ميزة مدى توفر السلعة في كل منافذ البيع، وسهولة الحصول عليها، إضافة إلى وجودها المتعدد (وجود أكثر من صنف محلي يتراوح من 3 إلى 4 أصناف للمنتج الصناعي الواحد)؛ هذا بدوره يوفر أماناً استهلاكياً للمواطنين يشعرهم بالثقة نحو هذا المنتج المحلي.
ويعتقد الدكتور محمد أنَّ من أهم الأسباب الرئيسة التي تدفع المواطنين لشراء المنتج المحلي هو أنَّ هذا المنتج فريد لا أصل له خارجي أو بديل خارجي، أي أنَّه مبتكر لتغطية السوق المحلية، علاوة على انعدام البديل الخارجي؛ بسبب منع استيراده من قبل السياسة الاقتصادية الحكومية التي تدعم الصناعات المحلية، وتوفر لها منافذ تسويقية محلية تشجع المواطنين على شراء المنتج الوطني.
مضيفًا “وفيما يتعلق بالأسباب التي تجعل المواطنين لا يقبلون على شراء المنتج الصناعي المحلي، يأتي على رأسها: ضعف جودة هذا المنتج مقارنة بالمنتج الخارجي، وارتفاع سعره أو مقاربته من سعر المنتج الخارجي عالي الجودة والفعالية، وعدم تغطية المنتج المحلي للسوق المحلية؛ وهذا يجعل المواطنين يستبدلونه بالمنتج الخارجي المتوفر بكثرة في السوق”.
عدم الوصول للسوق اليمني
ويؤكد الدكتور الطويل: “من الملاحظ على المنتجات المحلية اليمنية، أنَّها تقوم بتقليد كثير من المنتجات الخارجية بصورة سيئة، تسبب أضراراً صحية واقتصادية للمستهلك، وهذا يشكل سبباً رئيساً لعزوف المواطنين عن هذه المنتجات”.
يرى عبد العزيز أحمد (مدرس لغة إنجليزية في إحدى مدارس الحديدة) أنَّه لا يمكن تحديد نسبة معينة أو تقدير محدد للمنتجات اليمنية التي يُمال لها؛ ويرجع السبب في ذلك لعدم معرفة البعض بمنتجات أخرى؛ جراء عدم وصولها إلى السوق اليمني.
مؤكدًا أنَّها إن توفرت تلك المنتجات -في بعض الأحيان- تكون مرتفعة السعر مقارنة بأسعار المنتجات اليمنية، بالتالي لا تتناسب مع دخل الفرد، وأيضًا لعدم وجود صناعات أخرى في اليمن، فقد اعتاد المواطن على شراء منتجات محددة.
ويحدد عبد العزيز أنَّ أكثر المنتجات التي يفضلها في الصناعات اليمنية على المستورة منتجات شركات هائل سعيد أنعم مثل: الزيت والسمن والمواد الغذائية.
أشرف الوصابي (خريج إعلام) يتحدث حول ميوله للمنتج الصناعي اليمني قائلًا: “المنتجات الصناعية اليمنية (المحلية) هي الأقرب إلى المواطن؛ كونها ذات ثقة وعلامة تجارية واضحة لها قيمتها في السوق منذ القدم، ناهيك عن أسعارها المناسبة، وغالباً ما تكون منتجاتنا اليمنية هي الاختيار الأول لكل فرد يمني”.
يضيف الوصابي: “بعد غزو المنتجات الخارجية للسوق والتي تمر بدون رقابة وبعدما شاهد المواطن اليمني كيف أنَّ المنتج المحلي بإمكانه أن يكون الحل الأفضل والأقل سعراً، عزف الكثير عن المنتجات الخارجية، ولجأ إلى شراء المنتجات اليمنية؛ كونها ذات جودة ورقابة”.
مناسب للقدرة الشرائية للمواطن
أحمد سعد (مواطن من الحديدة) يرى أنَّ المنتج المحلي يناسب جميع الطبقات الاجتماعية، وكونه في الحديدة فالدخل محدود لديهم؛ لذا ليس لديهم خيار أفضل من المنتج المحلي، ويصف المنتجات الصناعية المحلية بأنَّها منتجات جيدة، ولكن ليست ذات مفعول قوي، ويستفيد منها جسم الإنسان إلى حد ما.
مواطن آخر من عدن -فضّل عدم ذكر اسمه-، يقول: “المنتجات اليمنية قبل أن تختلف العملات كانت جيدة، فيستطيع السكان شراءها؛ كونها محلية الصنع وبهدف تشجيع التصنيع الداخلي، ولكن -حاليًا- أصبحت المنتجات الصناعية اليمنية باهظة الثمن؛ بسبب اختلاف سعر العملات في عدن خاصة المواد الغذائية”. آملًا أن يتوقف الصراع في اليمن، فتعود العملة لسعرها حد قوله.
الصحفي كمال الشاوش يختار المنتج اليمني ويعزف عن غيره؛ كون المنتج اليمني يلبي غرضه الذي لا يعطيه إياه منتج غيره، وأيضًا اختياره مرتبط بعلامة تجارية معروفة.
يضيف الشاوش أنَّ المواطن اليمني يفضل المنتج المحلي؛ كونه يعرف مصدر المادة الخام للمنتج، على سبيل المثال: البطاطس، المواطن يعرف أنَّها منتقاة من أفضل مزارع البطاطا في اليمن؛ بالتالي يثق بالمنتج.
آراء معاكسة
(المحامي علي راشد) يبتعد عن المنتجات الصناعية اليمنية، ويصفها -على لسانه- أنَّها ليست على قدر الأمانة والثقة، فهو وكثير من المواطنين الذين أُخذت آراءهم يعزفون عن المنتجات اليمنية.
يقول راشد: “نحن نرغب أن تكون لدينا منتجات وطنية؛ لأنَّها تمثل رافداً قوياً من روافد الاقتصاد الوطني، ونرغب في استخدامها وتشجيعها، ولكن انعدام الأمانة لدى المنتجين في عدم مراعاة معايير الجودة وقواعد السلامة، وعدم تفعيل الرقابة من الجهات الحكومية؛ يدفعنا إلى تجنبها والابتعاد عنها؛ حفاظاً على سلامتنا وسلامة أسرنا”.
رأي آخر، تقول أحلام أحمد (موظفة في أحد القطاعات المصرفية): “المنتج الصناعي اليمني ما هو إلا سبب التسمم الذي حصل لابنتي عندما اشتريت منتجاً” –تتحفَّظ صوت الأمل على اسم المنتج-، مشددة على ضرورة أن تمر المنتجات الغذائية على رقابة التصنيع.
وتضيف أحلام أنَّ المنتجات اليمنية ليست معروفة بشكل كبير، لأسباب كثيرة منها: عدم وجود إعلانات جيده تروج للمنتجات اليمنية، وتستدرك: “ليست كل المنتجات غير جيدة، فهناك منتجات أنا أميل لها منذ مجيئي لليمن من الغربة عام 2001م”.
51% من الآراء تؤكد على وجود تأثير كبير للصناعات الصغيرة والمتوسطة تجاه الاقتصاد المحلي
صوت الأمل – يُمنى أحمد كشفت نتائج استطلاع إلكتروني نفذته وح…