‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة تعليم الفتيات في اليمن منظمات المجتمع المدني في اليمن.. جهود متواصلة لضمان حق التعليم

منظمات المجتمع المدني في اليمن.. جهود متواصلة لضمان حق التعليم

صوت الأمل – علياء محمد

يواجه التعليم في اليمن أسوأ أزمة منذ اندلاع الصراع وتدهور الأوضاع الاقتصادية؛ فـ34% هي نسبة الأمية في االيمن، وترتفع في أوساط الإناث إلى 74%، بحسب ما أورده تقرير صادر عن منظمة اليونسكو في العام 2017.

وفي تقرير آخر صادر عن الائتلاف اليمني للتعليم للجميع في العام 2018م، ورد فيه: “جميع المديريات التي تقع في خطوط التماس بمناطق الصراع أغلقت بشكل كامل، و30% من الطلاب والطالبات المسجلين في المدارس لم يحصلوا على تعليم ومع ذلك حصلوا على شهائد نجاح”.

ويضيف التقرير ذاته أنَّ 40‎%‎ فقط من المعلمين وموظفي التربية هم من تمكنوا من أداء عملهم، إما بشكل كلي أو متقطع، و60 ألف طالب من أصل 300 ألف طالب غادروا المدارس الخاصة إلى المدارس الحكومية؛ بسب تدهور الوضع المادي للأهالي.

وأغلقت 200 مدرسة خاصة من أصل 1050 مدرسة، بالإضافة إلى توقف دور التوجيه المركزي، وعدم تنفيذ أي زيارة للمحافظات بعد أن كان ينفذ ثلاث إلى أربع زيارات في العام الدراسي.

هذه الأرقام والمؤشرات استلزمت وجود عدد من منظمات المجتمع المدني في اليمن؛ لتقديم عدد من الخدمات التعليمية، لضمان حق التعليم للإناث بشكل خاص والذكور  بشكل عام.

برامج منظمات المجتمع المدني

ترى مريم عبد الله (ناشطة مجتمعية) أنَّ بيئة التعليم في اليمن تفتقر إلى عدد من المتطلبات والاحتياجات التي تضمن الالتحاق بالتعليم،  وقد ساهمت عدد من المنظمات بتوفير عدد منها، وكان أهمها: طباعة الكتاب المدرسي، وتوفير اللوازم المدرسية الأخرى، والمواد المخبرية، والمتطلبات والوسائل التعليمية، وصيانة وترميم المباني المدرسية، وإعادة تأهيل الأثاث المدرسي.

وتضيف عبدالله: “عززت بعض المنظمات تطوير البيئة التعليمية، والمرافق المدرسية؛  للحفاظ على استمراريتها  وحمايتها كونها صرحاً علمياً متميزاً”، مؤكدة أنَّ  وضع التعليم –اليوم- في اليمن يحتاج إلى دعم  أكبر من ذي قبل؛ بسبب الدمار الذي طال القطاع التعليمي، ونتيجة لذلك حُرم طلاب كثير (من الجنسين) من الالتحاق بالتعليم .

وشددت الناشطة المجتمعية مريم على أهمية إقامة المشاريع التعليمية في المناطق الريفية،  والتركيز على حملات التوعية بأهمية تعليم الفتاة.

نسيم اليعقوبي (إحدى الأمهات اللاتي استفدن من الخدمات المقدمة من بعض المنظمات؛  فضمنت حق بناتها في الحصول إلى التعليم) تقول لـ”صوت الأمل”: ” كافة بناتي التحقن بالتعليم، ولكن بسبب الأوضاع الاقتصادية، وتسريح والدهم من العمل؛ اضطررت إلى إخراجهن من المدرسة، لأني لم أستطع توفير مستلزماتهم المدرسية،  من زي مدرسي، وحقائب، ودفاتر مدرسية، فتوقفن سنة عن الدراسة، ولكن في هذه السنة تلقيت الدعم من إحدى  المنظمات المحلية، حيث وفرت لنا كافة المستلزمات، وأعادت حق بناتي في التعليم”.

 هذا وقد تبنت عدد من منظمات المجتمع المدني التكفل بوجبات الإفطار والغداء لعدد من الطلاب المُعسرين .

مشاريع خاصة بالتعليم

“كتلة التعليم” حركة تضم عدداً من المنظمات الدولية والمحلية في اليمن، وتقدم خدمات تعليمية تستهدف 10 ملايين فتى وفتاة في سن الدراسة .

تعمل “كتلة التعليم” مع 80 شريكًا من أجل توفير الخدمات التعليمية، والمساعدة لـ5.6 ملايين طفل، وتهدف خطتها في اليمن إلى تعزيز رفاهية ومرونة الفتيات والفتيان والأطفال النازحين داخليًا، والأطفال ذوي الإعاقة، والأطفال خارج المدرسة، ومقدمي الرعاية، والعاملين في مجال التعليم.

 تقوم بدعم نظام يقدّم تعليمًا جيداً وشاملاً يحمي المتعلمين، فخطة الكتلة –حصلت صوت الأمل على نسخة منها-  تركز على ركيزتين أساسيتين هما: الوصول والجودة مع مكونات تعزيز النظام، فضلاً عن استهداف وزارات التعليم والقيام بالأنشطة التي تهدف إلى تطوير القدرات، وتخصيص المؤشرات للاستخدام على المستوى الوطني؛ كونها جزءاً من خطة الاستجابة الإنسانية.

كما أنّها تعمل على إحالة الأطفال إلى فرص التعلم الرسمية أو غير الرسمية المتاحة، وعقد جلسات توعية عامة من خلال مبادرة «العودة إلى المدرسة» و«الذهاب إلى المدرسة» و«البقاء في المدرسة» تُجرى عن طريق الحملات، والبرامج الإذاعية، وأنشطة التوعية وتعبئة المجتمع، والتوعية المجتمعية.

وفي ذات السياق، هدف مشروع “الأمل لدعم التعليم في حضرموت”  إلى دعم  الطلاب وتعزيز فرصهم؛ للحصول على التعليم المناسب في ظل الأوضاع الصعبة التي تعاني منها اليمن.

ومما قدمه المشروع أنَّ ما لا يقل عن (90) معلماً ومعلمة استفادوا من إمكانيات التطوير واستطاعوا إيصال المعلومة إلى طلابهم بشكل أفضل، وأنَّ 3,716 طالباً وطالبة، حصلوا على تعليم جيد وبيئة مدرسية وتعليمية مناسبة، هذا وقد دعم المشروع مواصلات لنقل (25) طالبة من طالبات جامعة سيئون وحضرموت.

وكان لـ “مؤسسة نهد التنموية” قصة نجاح في جانب تعليم الفتاة بتوفير عدة مشاريع، أكبرها “مشروع نقل الطلاب والطالبات”، الذي ساعد على ذهاب الفتيات إلى المدارس –خاصة- في ظل الصراع، وضمان استمرارية الذهاب،  والمشروع –حاليًا- -وبحسب مسؤول في المؤسسة-  يحتوي على ما يقارب 130 حافلة نقل مدرسي يومي تنقل تقريباً 3000 طالب وطالبة إلى جانب الاهتمام بتدريب الفتاة، وبناء القدرات وأيضًا دعم مالكات المشاريع.

الائتلاف اليمني للتعليم للجميع سعى  بدرجة رئيسة لضمان حصول جميع الأطفال، والشباب، والفئات الضعيفة، والمهمشة، والمحرومة على حقهم في التعليم، ونظم عددًا من الورش والندوات من ضمنها  ورشة بعنوان: “حماية تعليم الفتاة في الظروف الطارئة” .

وهدفت الورشة  إلى الوقوف على أهم انعكاسات الظروف الطارئة كالنزاعات والأوبئة والكوارث الطبيعية على تعليم الفتاة، والخروج برؤية للتخفيف من آثارها .

صعوبات ومعوقات منظمات المجتمع المدني

يشير تقرير استدامة منظمات المجتمع المدني لعام 2012م لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى افتقار المنظمات الريفية إلى الوصول إلى الموارد، وإلى تقديمهن خدمات محدودة جدًا، فهذه المنظمات لا تمتلك بوجه عام القدرة المؤسسية لمعالجة احتياجات مجتمعاتها.

وأوضح التقرير أنَّ الكثير من منظمات المجتمع المدني ذات الانتماء السياسي تميل  إلى التوجه نحو المبادرات الخيرية قصيرة الأمد،  وقد  يتسبب نقص الإدارة المالية في منظمات المجتمع المدني، ومهارات التخطيط إلى عجز في الميزانية بشكل متكرر، ويزيد من الاعتماد على دعم المانحين.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

الدورات التدريبية في مجال الطهي إلمام بثقافات مختلفة وفرص مهنية واسعة

صوت الأمل – علياء محمد لا يقتصر فن الطهي على الطبخ المتعارف عليه لدى الأفراد، بل يحمل بين …