لـــن ينساهـــم التاريـــخ.. مخترعون يمانيون يواجهون تحديات في الحفاظ على الحق الفكري
صوت الأمل – فاطمة رشاد
شهد القرن العشرون والقرن الواحد والعشرون تطورات ملحوظة في مجالات الاكتشافات والاختراعات، حيث استفادت البشرية منها ومثلت بالنسبة لتلك العصور الطفرة المميزة التي تميز كل عصر عن الآخر من خلال الاستفادة منها في شتى مناحي الحياة وكان لليمن نصيب من هذه الاختراعات.
العمودي والكيمياء
برزت أسماء يمنية في سمائها، علماء يشهد لها التاريخ ومن أبرز تلك الأسماء التي عرفتها اليمن اسم البروفيسور اليمني عالم الكيمياء محمد سعيد العمودي: عميد كلية العلوم التكنولوجية ورئيس جامعة عدن سابقًا، رغم اختفائه لفترة من الزمن بسبب الظروف التي نعيشها إلا أنه لا يُنسى فقد حفلت الذاكرة بإنجازاته في مجالات عدة.
العالم الكيميائي الحضرمي وهو أول عالم عربي يكتشف مركباً كيميائياً حيث أسماه (قيدون) نسبة إلى منطقته في دوعن الحضرمية.
في عدة لقاءات له عبر وسائل الإعلام يقول العمودي عن اكتشافه للمركب الكيميائي قيدون: “كنت أعمل في أطروحتي للدكتوراه في فرنسا لاستخراج المركبات الكبريتية التي توجد في البترول الكويتي بكميات عالية عن طريق الضوء وتحويلها أيضاً إلى مركبات مفيدة ووجدت في الأدبيات أنَّ إحدى هذه المركبات لا تتحد مع بعضها، حاولت عدة مرات لأفعلها ولم أتوقف عند الذي استنتجه غيري لم أقتنع بل وصلت إلى قناعة أنَّها تتكون ولكنها تتكسر بسرعة”.
ومن هنا اتجه العمودي إلى دراسة هذه التجربة بواسطة الرنين النووي المغناطيسي وبالفعل بين التشخيص أنَّ التفاعل تم وأنَّه يمكن أن يحضر هذا المركب تحت درجة برودة منخفضة وقبل إكماله أسماه (قيدون) رغم أنَّ هذه التسمية للعنصر ليست التسمية العلمية وقد ثم إعطاءه اسم علمي فيما بعد.
أبحاث ودراسات العمودي
للعالم الكيميائي العمودي عدة مساهمات في الأبحاث والدراسات أهمها بحث المركبات الفوتوكرومية والبحث في مجال تقنية الماء بالضوء باستعمال الموصلات وكذلك بحوث في مجال الطاقة المتجددة باستعمال الخلايا الكيميائية الكهروضوئية إلى جانب الموجات الصوتية.
ظهور بعد اختفاء
كان البروفيسور العمودي قد اختفى لفترة من الزمن ليعاود الظهور مرة أخرى، وقد زار في الآونة الأخيرة محافظة عدن واستقبله رئيس جامعةعدن الأستاذ الدكتور الخضر ناصر لصور
بهدف الاستفادة من خبراته العلمية وذلك من خلال تطوير المناهج والإشراف على الرسائل البحثية والاستفادة من مقترحاته وتصوراته في خطة التنمية الأكاديمية للجامعة التي اكتسبها في حقول العلم والمعرفة البحثية والنظرية والتطبيقية.
أديسون اليمن
31اختراع للعالم محمد العفيفي، والذي درس الهندسة الإذاعية والتلفزيونية في كلية ماركوني البريطانية ثم بعد ذلك سافر لدراسة نفس المجال إلى ألمانيا وسويسرا.
يعد محمد العفيفي من أهم المخترعين في سبعينيات القرن العشرين فقد اخترع (جهاز الكاثود) لقراءة النشرات الإخبارية المستخدمة في كافة الفضائيات حول العالم.
إلى جانب هذا الاختراع فقد اخترع جهاز الكشف عن الحالات النفسية والعصبية للأجسام البشرية عن بعد، ويعمل الجهاز عبر التقاط الموجات الكهرومغناطيسية الصادرة عن جسم الإنسان، ويحولها إلى جهود كهربائية، يعرف من خلالها ما إذا كان الإنسان يعيش في المستوى الطبيعي أم لا، فعندما يكون في حالة جيدة تكون قوة الحث المغناطيسي في جسمه كبيرة.
حماية أشعة الكاثود
ولأنَّ اليمن ليست عضواً في المنظمة العالمية للملكية الفكرية WIPO لم يتم تسجيل اختراعه الذي بدأ بدراسته في دار الأيتام قبل التحاقه بالعمل في المجال الهندسي في التلفزيون اليمني منذ تأسيسه وكان اختراعه عبارة عن جهاز للحماية من أشعة الكاثود المنبعثة من شاشة التلفاز غير أنَّ هذا الاختراع تعرض للسرقة.
يقول العفيفي: “تعرضت لسرقة عدة اختراعات قمت بها وخاصة اختراع جهاز أشعة الكاثود وجهاز التعرف على الروائح عبر التلفزيون، سُرق مني هذا الاختراع لأجده بعد ست سنوات من عرضي له مع شركة في دبي يُروَّج عبر شركة كورية ويابانية”.
مضى 70عاماً منذ أن تعرضت اختراعات العفيفي للسرقة ولم يجد الرجل طيلة سنواته من ينصفه ويفي بحقه في استثمار اختراعاته وإيصالها إلى البشرية رغم حصوله على تعين بسيط يتشرف به حيث عين مؤخرًا مستشاراً فنياً وهندسياً في المؤسسة العلمية لرعاية المبدعين، فإنَّ العفيفي لا يرجو من الجهات المختصة إلا أن يتم الحفاظ على حقه الفكري الذي يُسرق؛ بسبب أنَّ اليمن ليست عضواً في المنظمة العالمية للملكية الفكرية فلم يسجل له غير أربعة اختراعات حصلت على براءة اختراع رسمية.
مخترعو القرن الواحد والعشرين
مع بداية الألفية ظهرت لنا أسماء كثيرة من المخترعين والمبتكرين في مجالات عدة، فهناك من قام بتوثيق أعماله وحصوله على براءة اختراع وهناك من تعرض للسرقة وتوقف، وهناك من لا يزال يقاوم للوصول إلى التطور الذي لا بد أن يحظى به من قبل القائمين والمهتمين، وهناك أسماء لمعت كالمخترع (خالد نشوان) -رحمة الله عليه- و(مجيب الحروش) الذي شارك في إحدى المسابقات التي قدمت اختراعه (جهاز لغسل الكلى)، وأسماء يمنية نفخر بها وهناك من يحاول الظهور رغم العراقيل.
باحميش والسحابة الإلكترونية
(المخترع اليمني عوض باحميش)، الذي اعترضته الكثير من العراقيل في الوصول إلى ما يريد كان تاريخ مايو 2019م أول خطواته للوصول إلى ماليزيا والمشاركة في معرض الاختراع ITEX على هامش مؤتمر علمي عالمي. ورغم ما واجهه، استطاع المشاركة بعدما باع ذهب والدته لتغطية نفقات سفره وإظهار اختراعاته .
باحميش منذ أكثر من عشر سنوات اخترع السحابة الإلكترونية التي من خلالها يتم رفع المعلومات المهمة الموجودة في الهاتف أو جهاز الكمبيوتر، وتسهيل الوصول إليها وحفظها بشكل آمن -بحسب قوله- لكنَّه استدرك مبيناً أنَّ اختراعه سُرق منه؛ نظراً لعدم إلمامه بتسجيل براءة اختراع وإجراءات ذلك نتيجة لصغر سنه آنذاك. ومهمة السحابة الإلكترونية رفع المعلومات وتأمينها، وسهولة استرجاعها من أي جهاز آخر، ما يعني حل مشكلة تلف ذاكرة الهاتف والكمبيوتر أو سرقتهما.
توقف عن الاختراع بعد أن تم سرقة اختراعه (السحابة الإلكترونية)، وبدأ بتعلم مهارات جديدة كالرسم والتصميم والتصوير وغيره، بيد أنَّ اختراعات كثيرة كانت تنهال على مخيلته، مما دفعه للعودة إلى الاختراع من جديد.
ومن ثم بدأ في اختراع عين الثلج، وهو عبارة عن كاشف يقوم بكشف الأغذية المجمدة الفاسدة، ويكون هذا الكاشف في الغلاف الخارجي للطعام المجمد.
يقول باحميش عن اختراعه: “قبل شراء المستهلك الطعام يقوم بالنظر إلى العين (ملصق عين الثلج)، فإذا كان لون العين أزرقاً، فإنَّ الطعام صحي، وإذا تحول لون العين إلى اللون البرتقالي، فإنَّ الطعام قد أصبح فاسدًا”.
مؤكدًا، أن تطبيقه يحتاج لجهة تقوم بصناعة لصقة عين الثلج التي لن تكلف صناعتها مبالغ باهضة، ولاحقًا يمكن بيعها بمبالغ كبيرة، وتحقيق أرباح هائلة؛ كون هذا الاختراع الأول على مستوى العالم.
وستساهم هذه الاختراعات في حل مشاكل كثيرة، منها تقليل نسبة الفقر عن طريق منظومة متكاملة يعتمد وضعها على تصنيع الاختراعات واحتكارها بدلاً من الاعتماد على الثروات الطبيعية المهددة بالنضوب في أي وقت.
وكما يذكر عوض بأنَّ إخراج هذه الاختراعات إلى أرض الواقع، وبمشاركة المواطنين في هذه المشاريع عن طريق المساهمة، سيخلص اليمن من مشكلة الفقر في خمس سنوات بإذن الله، وسيكون معدل دخل الفرد سنوياً من الأسهم على الأقل مليونين ونصف المليون ريال يمني (3 آلاف دولار أمريكي).
لكن باحميش اصطدم بتهميش من قبل الجهات المعنية، بعد عودته من المشاركة في مؤتمر ماليزيا، قائلًا: “تحطيم طموح الشباب في حضرموت يجعلك تجزم أنَّه يتم بشكل متعمد”.
متحسرًا بأنَّ ماليزيا عرضت عليه الجنسية والتبني الكامل، في حين أنَّ مسؤولي بلاده يعملون جاهدين على تحطيمه و(تكسير مجاديفه) أي عدم تشجيعه.
مع إيمانه أنَّ الاختراع موهبة وهبها الله إياها منذ الصغر، فإنَّه اعتمد على مبدأ الحاجة أم الاختراع، كانت في البداية مجرد ابتكارات، ثم تطور الأمر إلى أن قام بوضع اختراعات جديدة مبتكرة أكثر تطوراً وفائدة للناس.
ويؤكد عوض باحميش أنَّ أكبر حافز لاختراعاته هو حل المشاكل التي تؤدي بحياة الإنسان، حيث قال: “كنت أسعى دائماً لأضع حلاً لأية مشكلة تعترضني، معتمداً على قاعدة الحاجة أم الاختراع”.
.إلى جانب عوض باحميش هناك (المخترع محمد عامر الأغبري) الذي اخترع إشارات الصم وتواصل الصم والمكفوفين
وكذلك المهندس عبد الرقيب المجيدي وهو قبطان والذي عمل على اختراعه المخصص في توليد الطاقة الكهربائية من حركة المد والجزر والأمواج والتيارات البحرية والرياح في مضيق باب المندب بين الساحل اليمني وجزيرة ميون بنظرية السد البحري وذلك بالدراسة الهيدروجرافية للمنطقة فهي تعد منطقة التقاء تياري البحر الأحمر وخليج عدن حيث يصب في الساعة الواحدة سنوياً 82700 ميجاوات.
رغم مشاركات المهندس عبدالرقيب العالمية، إلا أنَّ هناك من يحاول أن يسرق اختراعه ويسطو عليه كالعادة التي يتعرض بعض المخترعين لها في اليمن.
استطلاع لYIC : 54.1% من المخترعين اليمنيين يعانون من التهميش
صوت الأمل كشفت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفورميشن سنتر منتصف شهر مايو 2022م حول “ا…