‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة الاختراعات في اليمن البرفسور مروان ذمرين… أنموذجٌ للمخترع اليمني الذي واجه الصعوبات حتى أصبح مطور الخلايا الشمسية في العالم

البرفسور مروان ذمرين… أنموذجٌ للمخترع اليمني الذي واجه الصعوبات حتى أصبح مطور الخلايا الشمسية في العالم

صوت الأمل – حنين الوحش

«غياب الإمكانيات والتمويل في اليمن لتسجيل براءة الاختراعات، بالإضافة إلى غياب المختصين في تحكيمها يصعِّب من عملية تسجيل براءات اختراع ذات جدوى اقتصادية دولياً» هذا ما أوضحه (البرفسور اليمني مروان ذمرين) في لقاء خاص مع «صوت الأمل».

 في لمحة مختصرة، خبرنا عن حياة الباحث اليمني البروفسور مروان ذمرين؟

ولدتُ في مدينة تعز في فبراير ١٩٧٥م ودرستُ فيها الابتدائية ومن ثم انتقلت إلى مدينة صنعاء ودرست فيها الإعدادية والثانوية ومن ثم درست الفيزياء في كلية العلوم وتم حصولي على درجة البكالوريوس في الفيزياء في ١٩٩٨م.

عينت معيداً في الكلية لمدة سنة، ومن ثم تم ابتعاثي إلى اليابان لدراسة الماجستير والدكتوراه عبر منحة وزارة التربية والعلوم والرياضة اليابانية.

حصلت على الماجستير في هندسة أشباه الموصلات من جامعة طوكيو للزراعة والتكنولوجيا، ومن ثم الدكتوراه في نفس المجال لتطوير أشباه موصلات السيليكون ذات البلورات المتعددة والمطعمة بالجاليوم لاستخدامها في تصنيع الخلايا الشمسية ذات الكفاءة العالية.

تعينت في نفس الجامعة مُحاضراً مباشرة بعد التخرج ومن ثم زميلاً لجمعية تشجيع العلوم اليابانية، وهو أرقى برنامج زمالة من الحكومة اليابانية. بعد ذلك، عملت منسقاً للتبادل المعرفي بين الشركات والجامعة قبل أن أشغل وظيفة أستاذ مساعد في نفس الجامعة حتى نهاية ٢٠١١م. وفي ٢٠١٢م عرضت علي إحدى شركات اليابان (شركة تويو ألمنيوم) أن أقود وحدة أبحاث الطاقة الشمسية لديهم وبتمويل وإنشاء مختبر متكامل لذلك فقبلت، وانتقلت إلى العمل في الصناعة وتدرجت في العمل لدى الشركة حتى ترأست مركز البحوث في الشركة الذي يضم أكثر من ٦ وحدات بحثية تعمل في مختلف المنتجات من مواد تصنيع بطاريات الليثيوم والطاقة الشمسية إلى مواد تغليف الأدوية والأطعمة وكل ما يتعلق بالألمنيوم ومنتجاته. 

وفي العام ٢٠٢٠م تم إنشاء مختبر تويو ألمنيوم لأبحاث أشباه الموصلات في جامعة أوساكا اليابانية، وتم إعارتي كوني بروفيسوراً لجامعة أوساكا قيادة مركز الأبحاث للسنوات القادمة والبحث عن فرص تجارية وصناعية في مجال أشباه الموصلات بسبب أزمة رقائق الموصلات العالمية.

– كيف كانت بداياتكم مع عالم براءات الاختراع؟

حول البداية مع عالم براءات الاختراع كانت في مجال تدوير السيليكون، حيث تم تسجيله باسمي وبحقوق ملكية مشتركة مع جامعة طوكيو للزراعة والتكنولوجيا في حينها، وحظي مشروع تدوير السيليكون الذي كان بإشرافي بدعم وصل لحوالي مليوني دولار من الحكومة اليابانية، كما قد قمت بتسجيل براءتي اختراع آخرين في نفس الجامعة قبل الانتقال إلى شركة تويو ألمنيوم لترأس وحدة أبحاث الخلايا الشمسية في الشركة التي كانت تنتج أنواعاً معينة من المواد الخاصة بتصنيع الخلايا الشمسية.

– هل من الممكن أن تعرض لنا مراحل المشروع الياباني للطاقة الشمسية الذي كان يعمل على إعادة تدوير السيليكون؟

في بداية الألفية الثالثة، واجه عالم تصنيع الخلايا الشمسية نقصاً كبيراً جداً في إمدادات السيليكون النقي وارتفع سعر الكيلوجرام الواحد من ٣٠ دولاراً إلى أسعار تعدت حاجز الـ ٤٠٠ دولار، وقمت بقيادة فريق عمل للبحث عن طريقة لإعادة السيليكون الذي نفقده أثناء تقطيع بلورات السيليكون إلى شرائح حيث إنَّنا نفقد حوالي ٤٠% من السيلكون في هذه العملية.

وعلى المستوى العملي نجحت العملية وبتمويل من الحكومة اليابانية عبر برنامج دعم مقدم من منظمة الطاقة المتجددة في اليابان، ولكن اقتصادياً كانت أسعار السيليكون قد انخفضت مرة أخرى إلى مستويات دون 70 دولاراً؛ ففقدت عملية التدوير أهميتها اقتصادياً، وأصبحت أسعار السيليكون بعد ذلك في حدود ١٥ دولارًا قبل سنوات.

وفي ٢٠٢٢م ازداد الطلب مجدداً على السيليكون وارتفعت الأسعار إلى مستويات أقل من ٤٠ دولاراً بقليل، وإذا ما استمر هذا الارتفاع، فأعتقد أنَّ براءة الاختراع تلك ستلقى القليل من الاهتمام ولنرى ما سيحدث في قادم الأيام.

– برأيكم ما هي المراحل العلمية للحصول على براءة اختراع؟ وما أهميتها الاقتصادية؟

بدأ المراحل العلمية للحصول على براءة اختراع عبر تحديد فكرة جديدة ذات قيمة قد تكون اقتصادية، وبلورتها معاً كونها شيئاً جديداً ومبتكراً، ويعني أنَّ هناك فرصة لتسجيل براءة اختراع، وتأتي بعد ذلك فترة البحث والتطوير واستكمال الإجراءات التي قد تتطلب شهوراً من العمل.

ويجب التأكد خلال ذلك ألا تكون تلك الفكرة سبق تسجيلها في براءة الاختراع أو حتى كانت ورقة علمية منشورة. إنَّ براءة الاختراع يعد مجالاً واسعاً، وليس بالضرورة أن تكون كل براءة اختراع ذات قيمة اقتصادية؛ فهناك شركات تسجل الحماية الفكرية أو براءة الاختراع لحماية منتجاتها من التقليد أو نسخ منتجاتها في السوق، وهناك براءات اختراع مستقبلية ترتفع عنها الحماية بعد مرور فترة زمنية معينة.

– كم عدد براءات الاختراع التي يمتلكها البروفسور خلال مشواره العلمي والعملي؟ وما أهمها؟

حالياً لم أقم بأي حصر حديث لعدد البراءات، فقد سجلت الكثير منها في الولايات المتحدة الأمريكية، وأوروبا، وكوريا، والصين، وبتكلفة كبيرة جداً، ودفعت الشركة التي أعمل معها تكاليف التسجيل، مما نزع منها الصفة الشخصية، وأصبحت ملكية للشركة.

لكن في نهاية العام الماضي 2021م، أحصيت حوالي ٢٥ براءة اختراع ممنوحة، وأكثر من ٣٠ براءة اختراع قيد التدقيق بعد نشرها في انتظار أن تُمنح، بالإضافة إلى ثلاث طلبات قدمت من قبلي في العام الماضي لتسجيلها.

– أصبحت اليمن تستخدم الطاقات الشمسية بشكل كبير، برأيك كيف يمكن الاستفادة من شراء الطاقة الشمسية لمعالجة المشاكل التي تعاني منها البلاد في مختلف القطاعات؟

الطاقة الشمسية هي الأرخص عالمياً، وأعتقد أنَّ ضعف المحطات الكبيرة والشبكات الكهربائية الوطنية في تقديم خدمتها بالشكل المناسب للمواطنين؛ جعل من عملية التفكير بالاستفادة من الطاقة الشمسية ضرورة من قبل الكثير من المواطنين في اليمن، كونها الملاذ الوحيد على مستوى المنازل والمصانع حالياً التي يتم تشغيلها مع مصادر أخرى كالبطاريات ومحولات الديزل لأنَّها كأي نوع من أنواع الطاقة المتجددة تعتمد على الطقس وأيضا كونها طاقة شمسية فأنَّها لا تعمل بعد غروب الشمس. 

إنَّ البنية التحتية في اليمن لصناعة الألواح وخلايا الطاقة الشمسية تعد ضعيفة خاصة في الوقت الحالي، حيث تتطلب عمليات الإنتاج طاقة كبيرة من الكهرباء والغازات ومواد تصنيع وغيرها، ولتحقيق ذلك يجب توفير البنية التحتية المناسبة لإنشاء مصانع كبيرة ضخمة، وفرض بعض القيود على الاستيراد.

– ما دوركم في الاهتمام بالطلاب اليمنيين الذين يملكون اختراعات تسهم في خدمة المجتمع؟

هنالك البعض من اليمنيين ومعظمهم خارج اليمن ويملكون براءات اختراع مسجلة مع جامعاتهم وشركاتهم، وللأسف أيضاً مثل حالتي لا تضيف إلى اليمن أي ملكية فكرية، وفي اليمن وبسبب غياب الإمكانيات والتمويل لتسجيل براءة الاختراعات، بالإضافة إلى غياب المختصين في تحكيمها يصبح من الصعب تسجيل براءات ذات جدوى اقتصادية دولياً في غياب التمويل، وأتمنى من الحكومة اليمنية الدفع بهذه العملية والبداية بتشكيل مكتب محاماة مختص بتسجيل براءات الاختراع دولياً وفق رسوم بسيطة تدعمها الحكومة. 

– كلمة أخيرة يوجهها البرفسور للناس (توصية)؟

التعليم كونه بنية تحتية لأي بلد يحتاج إلى مصادر تمويل متعددة يشارك فيها القطاع العام والخاص لتلبية احتياجات الصناعة من مخرجات وظيفية وعلمية ويجب الاهتمام بنوعية التعليم والبحث العلمي. مستعدون للمشاركة من الداخل والخارج إذا تم تهيئة المناخ المناسب للبحث العلمي والابتعاد عن المماحكات السياسية التي لن تجدي نفعاً في تطوير اليمن. 

كما أؤكد على الشباب أهمية تعلم اللغات، إذا لم يتعلموا لغة أجنبية، وبالذات الإنجليزية، ففرصهم محدودة جداً في العلم، لأنَّ المحتوى العلمي الأساسي الموجود بالعربية ركيك جداً، والكتب التي ترجمت هي كتب بسيطة، وهناك كتب مترجمة أو ألفها عرب أثرت المكتبة العربية بمحتوى جيد، لكن يظل هناك ندرة في وفرة الكتب العلمية بالعربية، خصوصاً المراجع العلمية الكبرى، فالاهتمام باللغة الإنجليزية يفتح آفاقاً أوسع للتعليم.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

استطلاع لYIC : 54.1% من المخترعين اليمنيين يعانون من التهميش

صوت الأمل كشفت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفورميشن سنتر منتصف شهر مايو 2022م حول “ا…