وسائل الإعلام.. دورها وتأثيرها
صوت الأمل – أمل المحمدي
وسائل الإعلام المعلوماتية والترفيهية التي يستقبلها الفرد أو المجموعة تشمل أنشطة مثل التفاعل مع وسائل الإعلام الحديثة وقراءة الكتب والمجلات ومشاهدة التلفزيون والأفلام والاستماع إلى الراديو. ومن خلال المتابعة يجب أن يستمع مستهلك وسائل الإعلام النشطة بالقدرة على الشك والحكم والتفكير الحر والاستجواب والتفاهم, لأنَّها تعد من الوسائل الهامة للتواصل بين المجتمعات المختلفة في كل بقاع الأرض.
الإعلام لا يعتمد على نقل الأخبار إلى الناس فقط، بل يشتمل أيضاً على وسائل الترفيه والمتعة، خصوصاً بعد أن انتشرت الثورة التكنولوجية في العالم، فهو منظومة كاملة، تعمل على جمع الأخبار حول العالم، وجمع البيانات والمعلومات، ونقلها إلى الجمهور؛ مما أدى إلى تحويل المكان البعيد إلى مكان قريب، أي أصبح العالم كله قرية صغيرة؛ بسبب نقل بياناته ومعلوماته وأخباره للناس في مختلف بقاع الأرض في أسرع وقت, ويمثل الرأي العام ويمثل مؤسسات منها الإعلان التجاري والتسويق والدعاية والتواصل مع الجمهور والتواصل السياسي، ويمثل الترفيه مثل التمثيليات والموسيقى والرياضة والقراءة العامة، ثم ظهر خلال أواخر القرن الماضي الفيديو وألعاب الحاسوب، تقديم خدمات للجمهور، وإعلانات بالإضافة إلى وسائل التواصل الحديثة (وتساب، فيس بوك، تويتر… إلخ)، فكل وسيلة إعلامية تختص في بعض المجالات، وتتميز ببعض المميزات الغير متواجدة في الوسيلة الأخرى, وظهرت للإعلام عدة أنواع مختلفة مع التطور الذي حدث له في معظم دول العالم، ولكنَّه في النهاية أخذ شكل ثلاثة أنواع رئيسة هي: (وسائل إعلام مطبوعة ـ وسائل إعلام غير مطبوعةـ والإنترنت).
وفي هذه الآراء لــ»صوت الأمل» سنتناول موضوع رأي المجتمع اليمني في دور وسائل الإعلام وتأثيرها في المجتمع:
من منظور الناس
وعن آراء الشباب في الشارع اليمني حول دور الإعلام في نقل معاناة الأفراد، يرى عبد السلام عبد الغني ) 30عامًا من تعز) أن وسائل الإعلام لم تؤدِّ الدور المناط بها فيما يخص المشكلات المتعلقة بالناس ومعاناتهم؛ لأنها خاضعة لسياسات معينة تجبرها على عدم إظهار جانب كبير من المعاناة الخاصة بالمواطن؛ لكي لا تقع تحت طائلة المساءلة.
يضيف عبد الغني، لابد أن تكون هنالك برامج تنقل المعاناة نقلًا حصيفًا ومنصفًا وحياديًّا، بحيث تنقل الواقع بكل شفافية ووضوح حتى ولو على حساب التوجهات العامة أو السياسات العامة للقناة التي يعرض بها؛ وذلك لإيجاد حلول حقيقية للمعاناة في حال إيصالها بوضوح وصدق.
في السياق ذاته، يقول الكاتب الصحفي عمر دماج (25عامًا من صنعاء): إنه لا يوجد تناول كافٍ لمشكلة الفقر إعلاميًّا، هناك احتواء طفيف جدًا. ويعدُّ الفقر مشكلة اجتماعية متفاوتة تتزامن مع الأوضاع الاقتصادية والسياسية في اليمن، وقد تؤدي البرامج دورًا مهمًا في تسليط الضوء على هذه القضية الحساسة، ومن الممكن أن تختزل المشكلة بهدف التوعية وإيصال الرسائل إلى صانعي القرار، وهذا ما يجب أن تصنعه بالدرجة الأولى.
مشيرًا إلى أن لوسائل الإعلام دورًا مهمًا في تسليط الضوء على المجتمعات الأشد فقرًا وتوجيه النظر إلى المجتمع والمنظمات لتتضح الرؤية وتستطيع أن تتدخل تدخلًا سريع لوضع الحلول الطارئة.
أما عبد الغني علي ( 33عامًا من تعز) يقول: إن وسائل الإعلام لا تؤدي الدور الكافي؛ ولأنها غير مستقلة فهي لم تنقل المعاناة على الوجه المطلوب، بل تستخدمها كوسيلة لتحقيق مصالحها على شكل مجموعات أو أفراد.
مؤكدًا، أن هناك بعض الجهود الفردية على وسائل الإعلام الموازي التي تقدم في البرامج التي تحاول نقل الصورة بشفافية محاولة منها إصلاح الوضع، ولكن هذه البرامج ينقصها خطط الاستدامة والتأثير.
وحول التوصيات يقول عبد الغني: إنه يجب أن تعمل وسائل الإعلام تحت قوانين وضوابط تحدد الأولويات المتعلقة بالمجتمع، وتنقل صورة واضحة وحيادية عنه؛ لذا من المهم جدًا أن يعرف المسؤولون عن هذا القطاع والشباب والمجتمع ككل حقيقة الدور الإعلامي في التأثير في المجتمع.
تساهم الوسائل الإعلامية بشكل كبير في جعل العالم كتلة واحدة عن طريق نقل كافة الأخبار في نفس الدقيقة، ويقوم بنقل الأحداث التي يمر بها العالم، ويمكن للأشخاص التعلم من خلالها، كما تساهم في التعبير عن الرأي، وتمكن الجميع من عرض منتجاتهم في شكل إعلانات يتم عرضها على وسائل الإعلام المختلفة بمردود مالي، وتقدم خدمات مختلفة للجمهور مثل الترفيه والتسلية وتركز على الجوانب السياسية (الإخبارية).
وفي فترة الثورة الإلكترونية ووصول المعلومة في ثانية، ظهرت أنواع جديدة من الإعلام على شبكة الإنترنت مثل: (المواقع الإلكترونية ـ الراديو الإلكتروني)، وهذا ما يزيد من مزايا الإعلام فهو يجعل الفرد على دراية كاملة بكافة الأحداث التي تحدث في جميع أنحاء العالم، ويجعل العالم كتلة واحدة عن طريق نقل الأخبار التي تحدث في دولة ما إلى باقي الدول الأخرى، كما أنَّه يساهم بشكل أساسي في تعلم الفرد عن طريق تلقى العديد من المعلومات ومقارنتها بالمميزات فيها والاحتياجات لديه.
هناك بعض العيوب الخاصة بوسائل الإعلام المختلفة مثل: (كثرة الشائعات التي تنتشر على مختلف وسائل الإعلام ـ الترويج لفعل بعض الجرائم التي يتم عرضها ـ وجود بعض المحتويات الإعلامية التي لا يجب عرضها على الشاشات العربية لأنَّها تتنافى مع تقاليد المجتمع الشرقي)
محمد البرعي -20 عاماً، طالب في معهد لغة إنجليزية-:
“وسائل الإعلام التقليدية تؤدي دورها بتحيز سواء لحزب أو فئة سياسية معينة، لا توجد أي وسيلة إعلاميه تعمل بعمل مستقل؛ ومن هنا لن يكون لهذه الوسائل أي دور أو تأثير على المجتمع، أما من ناحية وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة (السوشيال ميديا) يوجد فيها حرية رأي لكنَّها استخدمت بشكل خاطئ من قبل المتحيزين؛ للتلاعب بالعقول والتهويل من الوقائع والأحداث. نتمنى من السلطة الرابعة أن تقدم برامجها بحيادية وأهداف عامة ولا تطبل لأي مجموعات مبطنة بجرائم ونقل معلومات مزيفة”.
جيهان محمد -28 عاما، بكالوريوس كيمياء جامعة الحديدة، معلمة-:
“وسائل الإعلام لها أهمية كبيرة في التنشئة المجتمعية لأنها تبني أجيالاً قوية، وقد أدت دورها بشكل كبير في الفترات السابقة، حيث كانت وسائل الإعلام تقدم برامج ومعلومات تبني عقول الفرد من طفولته وحتى شيخوخته، لكن في الوقت الراهن أصبحت تنشر العنف والصراع وتبث صور تؤثر على نفسية المتلقي، وهذا يؤثر على أدائها من ناحية وعلى المتابع من ناحية أخرى”.
زياد الحوصلي -39 عاماً، مواطن من أبناء الحديدة-:
“وسائل الإعلام هي المسؤول الأول عن الدول لأنَّها هي التي تبين وتؤثر، فالكثير من الوسائل في هذه الفترة التي تمر بها الدول العربية ظهرت بأهداف مبطنة، لا نريد أن نذكر اسم لوسيلة، بل أتمنى أن يقرؤوا كلامي أتمنى أن تقوموا بإعلام يرسم الأمل على نفوس المتابعين أنتم سلطة رابعة وبيدكم التخفيف من معاناة المشاهد».
خولة أحمد -19 عامًا، نازحة من مدينة حرض في الحديدة-:
“عشنا فترة من الرعب عندما اشتد علينا الصراع وتركنا بيوتنا وتعليمنا نازحين هرباً من الموت، تنقلنا في مديريات محافظة الحديدة وتكبدنا الوجع إلى أن قررنا الاستقرار في مدينة الحديدة …. فالشخص الخارج من مدينة فيها حرب ونزاع يحتاج إلى دعم نفسي لمسح ما شاهده من أهوال؛ لكن للأسف حتى الإعلام الذي بإمكانه أن يغير من نفسية الصراع أصبح يزيد في الأحداث، فدائماً أتمنى أن أفتح وسيلة إعلامية سواء إخبارية أو غيرها ويفاجئني خبر تحرير مدينتي التي أصبحت شبه صحراء”.
جميلة القباطي -42 عاما، بكالوريوس علم نفس وعمل في عيادة طبية- تقول:
“درسنا في علم النفس أنَّ الطفل صفحة بيضاء يُملى عليه من قبل الأسرة والأقران والمجتمع، وأنَّا أضيف أنَّ الإعلام من ضمن هذه الثلاثة التي تُملى على الطفل وتؤثر في شخصيته، فلو رأينا أطفال زمن السلام فقد كانوا يتربون وينشؤون تنشئة صحيحة ولكن في الوقت الحاضر العنف سيطر على شخصية الأطفال؛ فالطفل سابقاً كان يحب أن يرسم وردة ومنزل أما حالياً لو طلبت من طفل الرسم فغالباً سيرسم الكثير منهم المسدسات والبيوت المهدَّمة وهذا ما أملته وسائل الإعلام عليه وهذا تأثيرها”.
استطلاع.. 29% للإعلام قدرة كبيرة على إحلال السلام وترسيخ السلم الاجتماعي
صوت الأمل – رجاء مكرد أوضحت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفورميشن سنتر، منتصف شهر مار…