نعمان: دور المنظمات يزداد أهمية في الوقت الراهن… المنظمات الدولية ساهمت بفعالية في الأعمال الإنسانية الإغاثية
صوت الأمل – فاطمة رشاد
بسبب الأوضاع التي يعيشها اليمن أصبح لمنظمات المجتمع المدني دور لا يقل أهمية عن دور الأطراف الفاعلة في عملية السلام وحل الأزمة في اليمن، لهذا تسعى المنظمات المحلية والدولية للتخفيف من معاناة الشعب اليمني من جراء ما خلفته هذه الصراعات التي ساهمت في خلق فجوة إنسانية تحتاج إلى جهود مضاعفة من قبل الجميع وخاصة المجتمع الدولي للوصول إلى حلول لتخفيف من هذه المعاناة.
صحيفة صوت الأمل التقت برئيس مركز اليمن لدراسات الحقوق الإنسانية محمد قاسم نعمان لرصد وتقيم دور المنظمات في اليمن والخطط الاستراتيجية التي تمارسها على أرض الواقع.
تأتي أهمية دور منظمات المجتمع المدني في ظل التغيرات السياسية والمدنية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية من خلال تنوع أنشطتها واهتماماتها وتحديد إسهاماتها في مختلف القطاعات والمجالات التنموية والخدمية حسب ما تمتلكه كل منظمة من الخبرات والكفاءات المتراكمة في مجالات عملها، وفقاً لرئيس مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان محمد قاسم نعمان.
يقول نعمان إنّ خلق آلية تبادل الخبرات بين المنظمات تتم من خلال برامج تُنظّم عمل المنظمات حديثة التكوين والخبرات وهذا ما يمكن عمله تحت رعاية وزارة الشؤون الاجتماعية، ومسؤوليتها في دعم وتمكين قدرات المنظمات نحو تعزيز دورها في المجتمع، في مواجهة مختلف المشكلات والتحديات التي تواجه المواطنين والمجتمعات المحلية.
الدعم من المانحين
وعن وجود الخبرات في تسهيل عمل المنظمات لجلب الدعم من المانحين يقول محمد قاسم نعمان:» تقسيم وتوزيع مجالات عمل المنظمات تتم عبر التخصصات والقطاعات التي تحتاج إلى الدعم المقدم لها، ولكن هناك بعض المعوقات التي تواجه عمل المنظمات في تنفيذ مشاريعها تتمثل في غياب الخبرات والكفاءات والقدرات اللازمة لدى الكثير من المنظمات، وأنّ بعض المنظمات المانحة لا تسهم في تشجيع ودعم المنظمات المحلية لخلق الخبرات والكفاءات اللازمة، فنجدها تكتفي بتحديد الشخص واسم المنظمة التي ستشاركها التنفيذ والتي يطلب منها تقديم طلب المنحة، حتى إنّ بعض هذه المنظمات هي من تحدد طبيعة المشروع والقضايا التي ستعمل عليها المنظمة، وتحديد ما المطلوب من المنظمة إنجازه دون النظر إلى ما تمتلكه من خبرات وكفاءات في المجال المطلوب إنجازه، بل ودون حتى ربطه بحاجة المجتمع لهذا المشروع وأهميته.
ويواصل حديثه بأنّه لا يقلل أبداً من دور وإسهامات الكثير من منظمات المجتمع المدني والذي برز وتجلّت صوره المختلفة أثناء الصراعات التي تشهدها البلاد وخاصة في مدينة عدن التي تحولت فيها منظمات المجتمع المدني إلى ورش وبرامج عمل فاعلة في مختلف المجالات، وهناك أدوار رائعة أسهمت فيها المنظمات، ففي عدن ما زالت تواصل عطاءها وفعلها الجميل الإنساني والوطني على أرض الواقع”.
أدوار إنسانية للمنظمات
وعن الدور الإنساني الذي تلعبه المنظمات في اليمن يقول نعمان: برز دور المجتمع المدني ليقوم بتغطية الكثير من الفجوات التي يعاني منها المجتمع، وتجلت في إسهام ومشاركة منظمات المجتمع المدني في مختلف المجالات الحياتية والإنسانية من خلال المبادرات الشبابية والنشاط والدور النسوي والمكونات المجتمعية المختلفة”.
ويتابع حديثه: كان واضحاً العمل الميداني الذي قامت به منظمات المجتمع المدني خلال الفترات الماضية وخاصة فترة الصراع، وهذا ما يعكس أهمية الدور الذي يمكن أن يقوم به المجتمع المدني بمنظماته ومؤسساتها ومبادراته وجمعياته ومراكزه الفاعلة والناشطة في المجتمع على أرض الواقع والتي تجلّت صور هذا الفعل بالمشاركة في الأعمال الإنسانية الإغاثية لمواجهة آثار الصراع والتدمير الذي شهدتها اليمن بشكل عام والمشاركة في توزيع الغذاء والسلل الغذائية المقدمة من المنظمات الدولية والقطاع الخاص”.
المنظمات وكورونا في اليمن
وأشار محمد نعمان إلى دور المنظمات والمبادرات التي عملت خلال فترة أزمة جائحة كورونا في اليمن، حيث قال: “لقد ساهمت المنظمات الدولية والمحلية في المشاركة في مواجهة جائحة كورونا من خلال مشاركة الشباب والشابات المتطوعين والمبادرات الشبابية ومنظمات المجتمع المدني في إجراءات التوعية وتقديم العون المباشر للمصابين والإسعافات وتوفير غاز الأكسجين لمن تعرضوا للإصابة وتوصيلها إلى منازل المصابين ونشر برامج التوعية عن مخاطر الصراعات المسلحة وآثارها على الحياة الإنسانية بكل حلقاتها.
كما ساهمت منظمات المجتمع المدني في مواجهة فيضانات الأمطار والسيول وما سببته من مخاطر على المواطنين والأطفال والأسر وكبار السن من خلال مبادرات ومساهمات شبابية في مختلف حارات ومديريات المحافظات اليمنية التي تعرضت في الآونة الأخيرة إلى هذه الكوارث الإنسانية، وكذلك الإسهام في تعزيز الأمن والاستقرار والسلم المجتمعي في المحافظات اليمنية التي تعتبر نقطة مهمة للعمل عليها”.
وقف الصراع والعمل لبناء السلام
وقدم نعمان رؤية عما يحتاجه المواطن في ظل وجود المنظمات في اليمن وخدماتها التي تُقدّم وكيفية الإسهام في عملية التنمية والتوعية المجتمعية من خلالها قائلاً:” نشر برامج التوعية بأهمية وقف الصراع والعمل على بناء السلام عبر تفعيل المؤسسات والهيئات المعنية ببناء السلام، والتوعية بأهمية احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، وإبراز أهمية دور النساء في مواجهة مختلف التحديات التي تواجه المجتمع بسبب الصراعات.
إلى جانب شرح البرامج والأهداف التي يستهدفها المجتمع الدولي من خلال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن من أجل وقف الصراع وتقريب وجهات النظر مع مختلف أطراف الصراع، ودعم جهود الأمم المتحدة لبناء السلام وشرح مختلف المهام والأهداف المرتبطة بها.
كما أوجز محمد نعمان، أبرز القصور لدى عمل منظمات المجتمع المدني المتمثل في العجز عن مواجهة الأزمات الخانقة والتي أثرت على حياة الناس الحياتية باعتبارها الأزمة التي ترتبط بالوضع الاقتصادي والمعيشي للمواطن البسيط وركزت على الجانب الأمني والسياسي وأيضا الاقتصادي في عملية دعم وتنفيذ المشاريع بالشكل المطلوب.
وقال: “تبرز أهمية التأكيد على عدد من الملاحظات والمقترحات التي يمكن أن تسهم في تعزيز دور منظمات المجتمع المدني في مواجهة الأزمة الاقتصادية التي نعيشها في اليمن وأهمية احترام دور منظمات المجتمع المدني وتسهيل مهامهم ودعم عملهم ومبادراتهم ومساهماتهم في مواجهة المشكلات والتحديات المرتبطة بحياة الناس الحياتية.
مؤكداً أهمية وجود التكامل بين منظمات المجتمع المدني وقيادات السلطات المحلية والأجهزة التنفيذية المختلفة في البلد فالدور يكون متكاملاً مع المنظمات والمجتمع المحلي وأجهزة الرقابة والتفتيش والمحاسبة، وأهمية تقديم العون للأنشطة التي تقوم بها المنظمات وبالذات في القضايا الرئيسة المتعلقة بأبرز المشكلات التي تواجه المواطنين في حياتهم الإنسانية وبالذات ما يتعلق بالاقتصاد والحياة المعيشية”.
استطلاع : 56 % عمل المنظمات الدولية في اليمن حاليًا غير مؤثر
صوت الأمل قالت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفورميشن سنتر، بداية شهر مارس 2022 م حول …