‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة المنظمات الدولية في اليمن تحديات عمل المرأة اليمنية في المنظمات الدولية

تحديات عمل المرأة اليمنية في المنظمات الدولية

صوت الأمل – فاطمة رشاد

تفضل كثير من المنظمات المجتمع المدني الدولية والمحلية إضافة الكادر النسوي في العمل معها، ورغم الصعوبات التي تواجهها المرأة في عملها مع المنظمات فإنها تحاول أن تجتازها للحفاظ على مصدر رزقها الذي يكون الراتب بالنسبة لها أعلى أجر تتقاضاه من المنظمات.

هويدا أحمد التي عملت لفترة وجيزة مع الصندوق الاجتماعي في أحد مشاريعه التنموية تشير إلى تلك الفرصة التي وجدتها قائلة: “من خلال تجربتي البسيطة في أحد مشاريع الصندوق، والتي كانت الداعم الرئيس له منظمة كير، وجدت أن العمل مع المنظمات رغم صعوبته إلا أنه مصدر دخل قوي في ظل هذه الظروف الصعبة التي نعيشها في اليمن “.

وتواصل هويدا حديثها عن أبرز المعوقات التي واجهتها قائلة: “كانت الصعوبات التي واجهتها هي تسليم التقارير بطريقة لم أكن أعهدها في حياتي، لكن مع الممارسة تعلمت، وأصبح العمل في إعداد التقارير للمنظمات سهل جدا لكنها تحتاج إلى التركيز فقط”.

صعوبات العمل في المنظمات

ندى الصلاحي -رئيسة مؤسسة “إنسان” بمحافظة أبين- تبين الصعوبات والتحديات التي تواجه المرأة في العمل مع المنظمات؛ حيث تشير إلى أن المرأة أثناء عملها في المنظمات تجد صعوبات ومعوقات جمة، مثل كثرة الأعمال التي لا تخلو من المعوقات، منها جهلها بقوانين العمل الكفيلة بمساندته وخصوصًا في العمل الخاص، تجاريًا كان أو منظمات، وحرمانها من مميزات كثيرة وزيادة ساعات العمل، وكذلك استدراجها إلى العمل التطوعي بحجة التعاقد فيما بعد، والانتهاكات التي تتعرض لها داخل منظومة العمل بالمنظمات، فإما السكوت عنها أو فقدانها لقمة العيش بتسريحها من العمل.

وأضافت: “إن العمل بالمنظمات يتطلب التنقل عبر أماكن كثيرة بدون محرم بحجة حرية المرأة، وأيضا لأن أغلب المنظمات أجنبية لا تعترف في أنظمة عملها بهذه الخصوصية؛ فكثير من النساء تسعى للعمل في المنظمات بحجة توقف التوظيف الحكومي، لكن عاداتها وتقاليدها تمنعها من قبول ذلك بسبب رفض الأهل للتنقل بدون محرم، وهذا الأمر من ضمن المعوقات الكثيرة التي تتعرض لها المرأة العاملة في المنظمات «.

النقاب والعمل

 هناك شروط تقدمها بعض المنظمات للعمل معها خاصة للمرأة، أهمها إجاده اللغة الإنجليزية ومن خلال إجادتها تصبح الفرصة سانحة لها للعمل مع المنظمة، لكن كثيرًا من المنظمات لا تحبذ لبس النقاب وهذا الذي جعل راوية عبد الله تخسر فرصتها في العمل مع إحداها.

تقول راوية: «عملت في منظمة بالأجر اليومي في قسم الإرشيف، وبعد فترة طلبوا أن نحضر بياناتنا لأجل التعاقد معنا، لكننا تفاجئنا بالشروط المطلوبة، وهي خلع النقاب أنا وزميلتي، كان الرفض من قبلنا لأننا كنا نعمل معهم مسبقا بالأجر اليومي ونحن منقبات فكيف عندما جاء وقت الجد لكي نكون من ضمن طاقمهم الأساسي لا بد أن اخلع النقاب! صحيح فقدت فرصة عمل كانت ستغير حياتي ماديًا لكنني لا أتنازل عن مبادئي”.

ما تفضله المنظمات

عزيزة خالد كانت تعمل لدى برنامج الغذاء العالمي مستشارة، تقول لـ»صوت الأمل»: “لا أحد ينكر أن هناك دورًا فعالًا في إيجاد فرصة عمل  مع المنظمات الدولية براتب مغرٍ وبالعملة الصعبة التي تتمناها أغلب النساء بالرغم من الشروط المجحفة في بعض الأحيان، إلا أنني أراها شروطًا عادية؛ لأن من حق أي منظمة وضع شروطها، وخاصة عندما تكون هذه المنظمة دولية؛ فإن عملية التثبيت الوظيفي معها استحالة لأن هناك مبدأ التدوير أو التعاقد مرة أخرى إذا رأى القائمون عليها أن هذا العامل أو العاملة سوف يقدمون ما يفيد العمل معهم؛ لهذا كثير من المنظمات وجدت أن المرأة أكثر انضباطًا بالعملية الوظيفية لديها من خلال تقديم التقارير اليومية ما أنجز من عمل، وهذا يجعل العمل منظمًا لا تضيع الجهود المبذولة فيه”.

وتواصل عزيزة قائلة: «كثير من يقول إن فرص المرأة في العمل لدى المنظمات هي الأوفر حظًا، كون أن هناك شرطًا من شروط العمل في المنظمات هو دعم المرأة نفسيًا ومعنويًا وماديًا من خلال توفير فرص عمل أفضل لتنمية مقدراتها وصقل مهاراتها وإشراكها في العمل لكي تساهم في العملية التشاركية في مجال إتاحة الفرصة للعمل مع المنظمات الدولية ومنها المحلية “.

وتشير عزيزة إلى أن المرأة أثبتت جدارتها في ميادين عملية كثيرة من خلال تقلدها لمناصب قيادية، وهناك دعم كبير من المنظمات الدولية والمحلية في اشتراكها في جميع المجالات التنموية خاصة؛ لأن المرأة تعتبر فردًا فاعلًا في المجتمع فإنها جديرة بالثقة لتقلدها مناصب تساهم فيها وتعطي أقصى ما عندها.

وعن الصعوبات التي تواجه المرأة العاملة في أي منظمة أو مؤسسة تقول: “لا يخف على أحدنا أن المرأة رغم قوتها الفطرية في تحمل المسؤولية فإنها تواجه صعوبات في العمل مع المنظمات وهناك حوادث حصلت كثيرًا أثناء نزول الفتيات إلى المناطق الريفية عندما يتطلب النزول الميداني لها؛ فهناك زميلة تعمل في إحدى المنظمات عندما نزلت إلى منطقة ريفية في الضالع لم يكن الطاقم يعلم أنها حامل وانه لا يجب أن تذهب إلى تلك المنطقة لكن احتياجها للعائد المالي بالنسبة لها يشكل أهمية بسبب الظروف المعيشية التي جعلتها تذهب إلى تلك المنطقة وتعرضت للإجهاض بسبب وعورة الطريق الذي سلكت للوصول إلى المنطقة الريفية. حقيقة كنا نطالب بعض شركاء العمل في المنظمات والمؤسسات التقليل من نزول الفتيات إلى مناطق بعيدة لا سيما أن أغلب الأهل يرفضون ذهاب بناتهم إلى تلك المناطق الريفية بسبب الأوضاع الأمنية التي تعيشها البلاد “.

حلول لعمل المرأة في المنظمات

وعن الحلول التي قدمتها عزيزة لعمل المرأة في المنظمات والمؤسسات العاملة مع المجتمع المدني قالت :”لا بد أن يتم احترام خصوصية وطبيعة المجتمع المدني، وأن تكلف العاملات بتكاليف تناسب قدراتهن لا فوق طاقاتهن التي تجعل العمل لا يسير بالشكل الصحيح، إلى جانب إعطائها فرصة كبيرة في الحصول على فرص عمل لتعزيز دورها في الشراكة بينها وبين أخيها الرجل، وعمل جو من الانسجام العملي؛ فالعمل المنظماتي يحتاج إلى جهد أكبر. إلى جانب أننا نعرف ظروف المرأة الجسمانية التي فطرت عليها؛ فكثير من العاملات تركن عملهن مع المنظمات بسبب زواجهن أو حملهن، وكثير من المنظمات عندما تريد التعاقد مع المتقدمة للعمل تشترط أن تكون غير متزوجة، وهذا أكبر ظلم يمارس عليها، ولكن لا أحد يستطيع أن يناقش هذا الشرط الذي يعتبر مجحفًا بحق المرأة الطبيعي بأن تكون أمًا وزوجة لها فرص لا بد أن تنالها كالرجل”.

الراتب والاختيار

تقول سناء محمد -ضابطة مشاريع تنموية-: “رواتب المنظمات مغرية ولكن الخوف من عدم البقاء فيها؛ ففي كل عام يتم تجديد العقود مع هذه المنظمات، وهناك من ينتهي المشروع ويتم تحديد اختيار مشاريع وأشخاص آخرين. صحيح أنها فرصة لوجوه أخرى للعمل، لكن أغلب من يتقدم لشغل هذه الوظائف هم من أصحاب الخبرة في العمل المنظماتي الذين خاضوا التجربة من قبل؛ لأن العمل مع المنظمات ليس بالأمر السهل. هناك تنظيم عملي، وهناك راتب يتحصل عليه الموظف، لا أقول هناك تفاوت في الرواتب ولكن هذا يتم حسب الاتفاق والمهام الموكلة للعاملين معها”.

وللرجال نصيب

وللرجال نظرة حول الأمر، كون المنظمات تطالب بالكادر النسوي للعمل معها. (ن.ع) كان يعمل لدى منظمة كير حيث قال: “هناك فرص عمل مع المنظمات تأخذها النساء، وكأننا نعيش حالة أن المرأة هي المسيطرة على كل شيء، وهذا الذي نجده ونلاحظه في الآونة الأخيرة. نشعر أن العمل منظم لكي تكون المرأة بالصدارة في كل المحافل العملية التي لا بد أن يحضر الرجل فيها خاصة أثناء النزول خارج المحافظات وفي مناطق ريفية. بالتحديد، أنا لا أعارض حصولها على فرصتها في العمل، بالعكس النساء يشكلن الأفضلية في عملهن والتزامهن في العمل ولكن لا بد أن تكون الفرص متساوية في العمل لدى المنظمات”.

عبد الرزاق العزعزي -صحفي مهتم بقضايا حقوقية- يقول: “من المؤسف بالفعل أن هناك أصواتًا تطالب برفض عمل المرأة في مؤسسات المجتمع المدني، وتقوم بالتحريض ضد العاملات في المنظمات، وهذا أمر يدعو للاستنكار، وأيضًا المواجهة الإعلامية؛ إذ لا يمكن إقصاء نحو 51% من إجمالي المجتمع بحُجج واهية وتحت مبررات تحتاج دومًا إلى مراجعة”. ويتابع: “من المؤسف أيضًا أن حق المرأة في العمل ببيئة آمنة معرّض للخطر، فبدلا من أن يناقش المجتمع قضية المساواة في الأجور بين الجنسين، أو ضرورة تولي المرأة المناصب الإدارية العليا، أصبحنا نواجه خطابات تدعو لمناهضة عمل المرأة في مؤسسات المجتمع المدني، وهذا أمر غير طبيعي عمومًا وأيضًا غير صحي، وهو بالفعل انعكاس لغياب المرأة في المناصب القيادية التي تستحق أن تحصل عليها “.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

استطلاع :  56 % عمل المنظمات الدولية في اليمن حاليًا غير مؤثر

صوت الأمل قالت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفورميشن سنتر، بداية شهر مارس 2022 م حول …