‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة المنظمات الدولية في اليمن دور المنظمات في استهداف الشباب اليمني

دور المنظمات في استهداف الشباب اليمني

صوت الأمل – ياسمين عبدالحفيظ

يعيش اليمنيون أوضاعاً معيشة بالغة الصعوبة، مُنذ اندلاع الصراع في مارس/آذار 2015، كثفت المنظمات باختلاف تصنيفاتها، من مساعيها المتمثلة بالدور الإنساني للتخفيف من معاناة اليمنيين في ظل أسوأ أزمة إنسانية تعيشها البلاد.

وجد الشباب حياة محشوّة بالمعاناة فيما يتعلق بصعوبة الحصول على فرص عمل توفر لهم حياة كريمة، فكان العمل مع المنظمات برواتب عالية فرصة نجاة للمئات من الشباب للحصول على حياة يحلمون بها، لذا أصبح العمل مع المنظمات حلم الكثير.

من جانب آخر وجد الشباب الذين لم يحصلوا على تأهيل كافٍ في مؤسساتهم التعليمية الورش والأنشطة التدريبية التي تنفذها المنظمات الدولية، فرصة لتطوير قدراتهم ومهاراتهم، ومنها انطلق الكثير نحو مستقبل أفضل.

مشاريع نوعية

الكثير من المنظمات استهدفت الشباب من خلال مشاريع وأنشطة، ساهمت في تطوير قدراتهم وتمكينهم، بل مثلت نقطة تحول نحو تحقيق طموحاتهم.

من هذه  المشاريع العملاقة «مساهمتي  تنمية» والذي تمحورت فكرته حول بناء قدرات الشباب ومنظمات المجتمع المدني والسلطات المحلية بهدف تعزيز المشاركة المجتمعية

من خلال تقديم مجموعة من التدريبات خلال فترة المشروع الذي استمر على مدى عامين ( ٢٠١٩ – ٢٠٢١) وأيضاً تشكيل مبادرات شبابية لعمل تحليل بالاحتياجات والقضايا المجتمعية وتقديم منح صغيرة للمبادرات لعمل تدخلات وحلول لتلك القضايا وعمل حملات مناصرة.

استهدف المشروع ١٦٠ شاب وشابة من ٢٠ مديرية في أربع محافظات ( تعز – عدن – مارب – حضرموت ) و١٢٨ من قادة السلطات المحلية و٢٠ باحثاً وباحثة.

نفذته مؤسسة رنين اليمن بدعم من الاتحاد الأوروبي والمنظمات الشريكة: منظمة شباب بلا حدود – تعز، مؤسسة أجيال مأرب – مأرب، مؤسسة متطوعون – حضرموت، وهدف المشروع إلى تعزيز أهداف المشاركة المجتمعية المستدامة.

تمثلت أهمية المشروع في العمل على بناء قدرات الشباب والسلطات المحلية وإشراك الشباب في صناعة القرار على المستوى المحلي، تمكين الشباب من عمل تدخلات تنموية تحل القضايا المجتمعية

ثروت محمد علي محمد( 26عاما) وهو عضو فريق «مساهمتي تنمية» في محافظة تعز تحدث عن تأثير المشروع في حياته بالقول» أحدث برنامج مساهمتي تنمية نقلة نوعية في حياتي الشخصية، وفتح لي آفاقاً واسعة في العمل المجتمعي، وعزز من قدراتي الشخصية خلال مجموعة من الدورات في المجالات التنموية المختلفة، التي رفعت من مستواي الفكري بشكل كبير جداً.

وأضاف  ثروت: «مجموعة من الأنشطة التطبيقية رافقتنا خلال عام واحد اكتسبت فيها العديد من المهارات واستطعت من خلالها المشاركة في تنفيذ مشاريع وأنشطة عديدة، دورات تدريبية، زيارات ميدانية لتحليل الاحتياجات المجتمعية، زيارات ميدانية برفقة أعضاء السلطة المحلية، القيام بحملات مناصرة للقضايا المجتمعية، تنفيذ مشاريع وتدخلات تنموية.

يؤكد ثروت أنّ هذه المهارات التي اكتسبها مهّدت له الطريق لبناء علاقات مجتمعية واسعة من خلال مشاركته في إطار البرنامج، والارتباط أيضا بنخبه من الشباب، والاستفادة من التنوع الفكري وروح العمل.

ويزيد: «صنع مني البرنامج قائداً شبابياً ومجتمعياً له تأثير، يهتم ويناصر أهم المشاكل والقضايا المجتمعية ويساهم في إيجاد الحلول لها، للوصول إلى الوضع المرغوب به.

يقول ثروت أنّه فخور جداً كونه أحد قادة التنمية في محافظة تعز وأنه يتطلع مستقبلاً للاستمرار بالمساهمة في التنمية المجتمعية من خلال بعض الأعمال والمشاركة في المبادرات الشبابية والتي مأمول منها إحداث التغيير الذي يحلم أن يكون الواقع المجتمعي عليه، وذلك يعد مخرجاً رائعاً لبرنامج مساهمتي تنمية.

أوسان الأغبري مساعدة منسق في مشروع مساهمتي تنمية تقول إنّ هذا البرنامج يعتبر سلسلة متكاملة من البرامج التدريبية والتطبيقية التي تساعد الشباب على فهم طبيعة العمل المجتمعي والانخراط فيه، حيث ركز البرنامج على اختيار الشباب الذين لم تسنح لهم الفرصة مسبقاً للانخراط في العمل المجتمع المدني ونسبة كبيرة منهم كانت هذه أول فرصة لهم.

تضيف الأغبري «نتيجة البرنامج كانت مبهرة فكثير من الشباب المنخرطين من الذين كانت أول تجربة بالنسبة لهم الآن يعتبرون من الشباب الرائدين في العمل المجتمعي، كثير منهم انضموا لمنظمات العمل المدني للعمل فيها وكثير منهم أيضاً أسسوا مبادراتهم الشخصية، مبادرات مساهمتي تنمية التي تمّ إنشاؤها في البرنامج ما زالت مستمرة إلى الآن وتلقّت دعم من عدة داعمين مختلفين.

ترى أوسان أنّ  البرنامج هذا ساعد في زيادة خبرات الشباب وساعد أيضاً في زرع الثقة بين الشباب والمجتمع وأيضاً ساعدهم في تكوين علاقات وطيدة مع السلطات المحلية والتي كانت تعتبر واحدة من مكونات المشروع نفسه.

من جانبه يؤكد المدرب محسن دوش أنّ للمنظمات دوراً كبيراً وفعالاً في تنمية وتطوير المجتمع ويأتي ذلك من أهمية المشاريع التي تنمي مهارات المجتمع وبالذات الشباب والشابات وتأهليهم لسوق العمل.

يقول دوش:» إنّ من ضمن تلك المشاريع النقد مقابل العمل وكذلك بعض البرامج التدريبية التي تأهل وتطور مهارات الشباب مثل برنامج روافد الذي ينفذه الصندوق الاجتماعي للتنمية وغيرها من المشاريع الهادفة التي تعطي للشباب أولوية واهتمام».

ويؤكد دوش أنّ الكثير من المشاريع التي استهدفت الشباب مثلت لهم نقطة انطلاق لتحقيق أهدافهم المرجوة وجعلت منهم شباباً فعالين داخل مجتمعاتهم ونافعين لأوطانهم.

التحديات والشباب

وبالرغم من كل ما تقدمه المنظمات من أنشطة تمثل حياة للكثير من الشباب في جوانب شتى، تظل هناك تحديات تواجه الكثير من الشباب مع المنظمات نعرفها من خلال اللقاءات التي أجرتها «صوت الأمل» مع بعض الشباب

 الشاب الصحفي نبيل الشرعبي من صنعاء يعلق على أهم هذه  التحديات بالقول: «تتنوع وتتعدد التحديات التي تواجه الشباب اليمني في التعامل مع المنظمات الدولية وفي مقدمة هذه التحديات افتقار الغالبية من الشباب لآليات التخاطب مع هذه المنظمات، والتشتت في تحديد الهدف من التخاطب وكذلك ما الذي يريده، أضف إلى ذلك عدم قدرة الشباب على استيعاب مفهوم المشروع المنظم والهادف والافتقار إلى إعداد دراسات الجدوى عند التقدم للحصول على دعم أو تمويل لمشروع، هذا من جانب.

ويرى الشرعبي أنّ الجانب الآخر للتحديات  يتمثل في آليات عمل المنظمات نفسها، فكثير منها حصر تعامله من خلال مجموعة أفراد أو وسطاء محليين وهؤلاء احتكروا دعم وتمويلات المنظمات على أنفسهم ومجموعات مغلقة من الأقارب والأصدقاء المقربين.

ويشير الشرعبي في حديثه «أنّ المنظمات ترفض التعامل مع الشباب أفراداً بل تشترط وجود كيان مصرح به مثل منظمة أو مركز محلي ينشط في مجال عملها، وإن وجد هذا الكيان يضع الموظف الوسيط عقبات أمام الكيان بغية الحصول على رشوة لمساعدته على الاستفادة مما تقدمه المنظمة الخارجية..

زهرة الشرعبي(30عام) من الحديدة ترى أنّ من ضمن التحديات التي تواجه الشباب عدم تقدير بعض المنظمات لكفاءة الشباب والتخلي عنهم بعد انتهاء المشروع.

بينما إسماعيل الأغبري (28عاما) من صنعاء يرى أنّ المنظمات في اليمن تلعب دوراً بارزاً في تأهيل وتطوير الشباب وأنّ ذلك يظهر من خلال اكتساب الشباب الذين التحقوا بها خبرات ومهارات «لكن تظل هناك أهم التحديات التي تواجه الشباب مع المنظمات، هي عدم إتاحة الفرص بشكل متساوٍ سواء جغرافياً أو نوعياً.

حيدرة الكازمي  من محافظة الحديدة يتحدث عن أهم التحديات التي تواجه الشباب مع المنظمات بالقول» مثلاً في آلية التوظيف قد يتم النشر لإعلان التقديم على أي وظيفة وقد يكون هناك تنسيق بين أحد الموظفين داخل المنظمة مع أحد أصدقائه ويعمل على تسهيل حصوله على هذه الفرصة

منى الحجري(30عاما) تلخص أهم التحديات على النحو التالي-اللغة: حيث تعتبر إجادة اللغة الإنجليزية من أهم الشروط بالنسبة للتوظيف في المنظمات المحلية أو الدولية.

-الخبرة السابقة: التوظيف في المنظمات يتطلب خبرة سابقة في العمل لدى منظمة وبالتالي يفقد الشاب الأمل بالتوظيف إذ كيف يمكن للشاب المبتدئ أو الخريج حديثاً أن يكون له خبرة سابقة؟!

-المعرفة أو العلاقة بين الشاب ومسؤولي المنظمات: لأنّ طبيعة العمل في المنظمات يتطلب جهداً كبيراً  وإنجاز مهام  وتكاليف في وقت قياسي ولأنّ مسؤولي المنظمات وخاصة المحلية مطالبين أمام المانح والمجتمع المستفيد بإنجازات معينة في وقت معين هذا يؤثر على مسؤولي المنظمات في اختيار الأشخاص المعروفين لديهم الذين ارتبطوا معهم بأعمال سابقة وعرفوا طبيعة العمل بدل المغامرة وتوظيف شخص  لم يسبق وأن عمل معهم ولا يعرف طبائعهم وتحملهم لضغط العمل كي لا يقعوا في مواقف محرجة أمام المانحين أو المجتمع المضيف.

أمّا قيس الشدادي (27) يعتبر بعض الشروط التي تضعها بعض المنظمات للحصول على وظيفة تعجيزية منها ضرورة إتقان المتقدم للغة الإنجليزية، رغم أنّ الوظيفة التي يقوم عليها الشرط ليست بحاجة لموظف يتحدث الإنجليزية. حسب قوله.

الشابة فاطمة علي(25عام) من الحديدة تقول بعض المنظمات تشترط على المتقدمات للوظائف عدم ارتداء البرقع(النقاب) وهذه يعد تحدياً كبيراً أمام الفتيات المنقبات.

حلول ومعالجات

في هذا السياق يقول الصحفي والباحث الاقتصادي نبيل الشرعبي أنّ أبرز الحلول المقترحة للتغلب على التحديات التي تواجه الشباب مع المنظمات تتمثل فيما يلي: إيجاد مراكز متخصصة لتدريب الشباب اليمني بكيفية التخاطب مع المنظمات الدولية للاستفادة من المنح والتمويلات التي تقدمها هذه المنظمات، والتدريب على إعداد دراسات الجدوى التخصصية وقبل هذا التدريب على اختيار المشروعات التي يتطلبها الواقع والحاجة.

ويتابع الشرعبي حديثه بالقول «أضف إلى ذلك التدريب على كيفية إدارة المشروعات بأنواعها المختلفة وكيفية التطوير والتوسع في المشروعات، والتنسيق مع الجهات المعنية لتوفير بيئة آمنة وتسهيلات لإقامة المشروعات.

 ويرى الشرعبي أنّ من الحلول المهمة أيضاً فرض رقابة وحوكمة على عمل المنظمات العاملة في اليمن لضمان عملها بشفافية، وقبل ذلك ضرورة قيام المنظمات بإعادة تشكيل برامجها بما يتناسب مع البيئة اليمنية.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

استطلاع :  56 % عمل المنظمات الدولية في اليمن حاليًا غير مؤثر

صوت الأمل قالت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفورميشن سنتر، بداية شهر مارس 2022 م حول …