المنظمات في اليمـن تواجـه تداعــيات الصراع والتحديات المختلفة
صوت الأمل – منال عبدالسلام
ما زالت اليمن تعاني من الصراعات المستمرة منذ سنوات عدة، نتج عنه تدمير أغلب مقومات الحياة الطبيعية بشكل كلي وجزئي، وساهمت في تفاقم الوضع الإنساني بصورة كاملة، الأمر الذي كان له تأثير كبير على طبيعة عمل وأنشطة منظمات المجتمع المدني المحلية وأيضاً الدولية .
تفاقم الوضع الإنساني في اليمن بالوقت الراهن ساعد في تواجد المنظمات الدولية بشكل كبير، حيث عززت الحاجة المتزايدة إلى تقديم الخدمات الإنسانية والإغاثية والطارئة في مختلف المجالات من وجودها وأهميتها وتأثيرها على أرض الواقع، عبر فرض تدخلاتها وتمويلها للعديد من منظمات المجتمع المحلي بوصفهم شركاء لتمكينها من تنفيذ مشاريع مختلفة على نطاق أوسع .
فقد حولت العديد من المنظمات الدولية نشاطها ونوعية تدخلاتها في اليمن من مجال التنمية والتطور إلى مجال الإغاثة والاستجابة الطارئة، وتوفير الاحتياجات الإنسانية الضرورية خاصة للنازحين داخلياً والأسر المتضررة من الصراع .
إحدى نازحات منطقة حيس التابعة لمحافظة الحديدة غرب اليمن «فاطمة قائد» والمتواجدة حالياً في عدن، تقول: اضطرت أن أنزح مع بناتي إلى منطقة الخوخة ومن ثم إلى مدينة عدن في رحلة شاقة جداً ومحفوفة بالمخاطر بعدما فقدت عدد من أفراد عائلتي في الاشتباكات المسلحة في منطقتنا وهم يحاولون الدفاع عن أرضهم.
وعند وصولها إلى عدن في أواخر2017 تخبطت كثيراً إلى أن وجدت مأوى في أحد المخيمات بمنطقة البريقة، وتلقيت عدد من المساعدات الغذائية والإيوائية والمالية من قبل عدد من المنظمات المحلية والدولية، لدرجة أنّها عملت على تنفيذ مشروع بسيط يدر لها بالدخل هي وعائلتها داخل المخيم، كما ساهمت بعض المنظمات في توفير خزانات مياه شرب ومخيمات جديدة.
ولكن تشير فاطمة إلى، أنّ الدعم المقدم من تلك المنظمات أصبح ضعيف جداً منذ ما يقارب الثلاثة أعوام، خاصة بما يتعلق بتوفير المواد الغذائية والايوائية ومياه الشرب التي صرنا نوفرها بعد معاناة طويلة.. ولا نعرف السبب ـ حسب قولها ـ.
هناك بعض التحديات التي تواجه عمل المنظمات الدولية وحتى المحلية في مختلف المحافظات اليمنية، لعل من أبرز التحديات أثّر الوضع الأمني على قدرة تلك المنظمات في الوصول إلى المناطق المتضررة من الصراع والتي تحتاج إلى تدخلات عاجلة قد تكون إغاثية أو إنسانية أو حتى صحية .
تردي الوضع الأمني
إنّ الوضع الأمني أجبر العديد من المنظمات الدولية والمحلية على إعادة النظر لتقديم التدخلات، خاصة في المناطق اليمنية المضطربة والغير آمنة، وإعادة التنسيق مع الأطراف التي تسيطر على هذه المناطق، حيث تؤثر تلك العوامل على الجدول الزمني المرتبط في تنفيذ مشاريعها وميزانيتها والالتزامات المحددة اتجاه المانحين في حالة حدوث تأخير في التنفيذ .
«وسيم حسان مدير برنامج الأمن الغذائي في منظمه كير الدولية» يقول لـ»صوت الأمل»: إنّ أهم التحديات التي تواجه عمل المنظمات الدولية في اليمن وخاصة العاملة في الجانب الإنساني صعوبة وصول المساعدات الإنسانية لبعض المناطق المستهدفة، بسبب ارتفاع وتيرة الصراع فيها وتردي الأوضاع الأمنية، التي تعتبر من أكبر العوائق التي تواجه المنظمات، حيث لا توجد طرق آمنة تستطيع من خلالها الوصول إلى الفئات المستفيدة لأنّها محاطة في أغلب الأوقات بنزاعات مسلحة وتكون منطقة اشتباكات لا يسمح لأي أحد الدخول إليها .
كما أشار، أنّ نسبة الاحتياج للتدخلات الغذائية والنقدية والصحة في اليمن أصبح كبيراً جداً في الآونة الأخيرة مقارنة بالمنح المتوفرة مع المنظمات والجهات الدولية، الأمر الذي صعّب من مهمة المنظمات في تغطية احتياجات جميع الناس، ومع ذلك هناك جهود تُبذل في تقديم العديد من المساعدات الإنسانية خاصة للفئات الأكثر هشاشة في المجتمع كالنازحين أو المجتمع المضيف للنازحين أو الأسر التي ليس لديها أي مصدر دخل ولا يوجد لديها عائل قادر على توفير الاحتياجات الأساسية.
وأضاف، هناك تحديات أخرى تواجه عمل المنظمات تختلف باختلاف المناطق والجغرافيا والسلطة القائمة في منطقة عن منطقة أخرى، والتي تتحكم في أغلب الأوقات في عملية توزيع المساعدات .
من جانبه يضيف «علاء عصام حسن موظف في قطاع المنظمات الدولية والمحلية في اليمن»، أنّ التحديات التي تواجه عمل المنظمات الدولية في اليمن تظهر عند محاولة المنظمة فتح مكتب لها في اليمن لتعدد السلطات التي تتحكم بالبلاد خاصة في الوقت الراهن، كما تواجه تحديات عند عملها في أرض الواقع أبرزها التوترات الأمنية والنطاق الجغرافي الذي تعمل فيه.
ويوصل علاء لصوت الأمل، أنّ هناك حقيقة ثابتة وهي أنّ اليمن يمر بظروف استثنائية، وهذا الأمر يتطلب من الجميع التعاون لإيجاد حلول للمشكلات التي تواجهها البلاد في مختلف المجالات، وتجاوز التحديات التي يمر بها، كما يستدعي من الجميع التفكير بطريقة مختلفة ومبتكرة فيها إبداع يتواكب مع روح العصر الذي نعيشه والتغييرات التي تطرأ على العالم من حولنا.
عوامل مؤثرة
« هناك عوامل تؤثر على عمل المنظمات الدولية في اليمن وتتحمل مسئوليته المنظمات ذاتها، تتضمن تنفيذ مشاريع ـ في الغالب ـ لا تتناسب مع الخصوصية للبلد والمنطقة المستهدفة من المشروع أو البرنامج، فعلى سبيل المثال إحدى المنظمات ذهبت إلى القرية التي تقع في جبل (س) والذي يقع في المحافظة الريفية (ع ) فبدلاً من أن تنفذ المنظمة الدولية مشروع مبني على احتياج أهل المنطقة ذهبت تتحدث عن النوع الاجتماعي والديمقراطية وتمكين المرأة، رغم أنّ أهل المنطقة في حاجة ماسة لمشاريع إغاثية وتنموية وخدمية تخفف من معاناتهم» .. هذا ما أوضحه «علاء عصام» عن العوامل التي تؤثر على عمل المنظمات في اليمن .
ويضيف، هناك عوامل ناتجة عن الدولة نفسها، تتمثل بمطالبة المنظمات مبالغ مالية غير رسمية تؤثر بشكل سلبي على كيفية تنفيذ البرنامج على الأرض، لأنّ تلك المطالبات المالية لا توجد ضمن الأجندة المالية للمنظمة، وتعمل على خلق الكثير من الإشكاليات التي تواجهها المنظمة والسمعة الغير طيبة للدولة والمجتمع، و يعطي انطباع لدى المنظمات أنّ بعض القائمين على إدارة البلد أشخاص لا يملكون الكفاءة العلمية اللازمة للقيام بمهامهم المنوطة بهم.
وحول طبيعة الشراكة مع الجهات الحكومية وتأثيرها على أرض الواقع .. أكد علاء، أنّه لا يمكن لأي منظمة دولية أن تعمل في اليمن دون أخذ تصريح لعملها في الأراضي اليمنية وعلى التراب الوطني إلا بعد أن توافي الجهات الحكومية المعنية بالتقارير التي تلخص إنجازها وأنشطتها و تخبر الأجهزة الأمنية المعنية بجميع تحركاتها.
مبيناً، أنّ تأثير التنسيق المشترك بين المنظمة والدولة بالصورة المطلوبة والصحيحة يمكن أن يسهم في إنتاج أداء أفضل للمنظمات الدولية على أرض الواقع ومبني على رؤية وطنية وتدخل وطني.
تحديات العاملين في المنظمات
لم تقتصر تداعيات الصراعات والأوضاع الأمنية الغير مستقرة على عمل المنظمات واستهدافها لبعض المناطق اليمنية، بل أيضاً واجهت المنظمات العاملة في اليمن تحدياً آخر يتمثل في تأثير الوضع الحالي على الحالة النفسية للعاملين بها .
فقد أوجدت المنظمات المحلية والدولية فرص عمل للكثير من الشباب العاطلين عن العمل في مختلف المحافظات اليمنية، وأهتمت في تطوير العمل التطوعي والمجتمعي للمساهمة في تنفيذ كافة البرامج التي تنفذها المنظمات، إلى جانب تحسين أوضاع العاملين مهنياً ومادياً .
ولكن يؤكد العديد من العاملين والمتطوعين في المنظمات الدولية في مختلف المحافظات اليمنية أنّ بالرغم من تقديمهم الكثير من الخدمات الإنسانية والأنشطة والمشاريع التي ساهمت في التخفيف من معاناة الموطنين وكان لها أثر مجتمعي واضح إلا أنّ طبيعة عملهم في بعض المناطق الغير آمنه تكون محفوفة بالمخاطر على حياتهم، الأمر الذي يؤثر بشكل سلبي على صحتهم النفسية والاجتماعية، حيث يعيشون في خوف دائم .
نوعية البرامج المقدمة من المنظمات
تركزت أغلب أعمال المنظمات المحلية وتمويلات الخارجية في تنفيذ عمليات الإغاثة بشكل كبير، مثل توزيع المساعدات الغذائية والإيوائية وغيرها لتردي الأوضاع الإنسانية؛ بالإضافة إلى عمليات رصد وتوثيق الحوادث والانتهاكات التي يتعرض إليها المواطنين نتيجة استمرار الصراع خاصة في المناطق الغير آمنة.
وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) 2020، أنّ 80 في المائة من سكان اليمن يعيش تحت خط الفقر، وأنّ الوضع الاقتصادي ما زال يعاني منه عدد كبير من المواطنين بشكل مؤثر وصعب في كل المحافظات اليمنية، حيث إنّ الدولة لم تعد قادرة على دعم المواد الغذائية والسلع الأخرى التي ما زالت الدولة تعتمد على استيرادها بنسبة 90 في المائة.
«المحامية نورا العمودي رئيسة مبادرة سواعد الخير للأعمال الإنسانية والإغاثية في اليمن» ، تقول: هناك صراعات عديده تمر بها اليمن في مختلف المحافظات أثرت بشكل كبير على أغلب الأنشطة والتدخلات الإنسانية والإغاثية وحتى التمويلية، وهناك أيضاً صراعات قبلية وأحياناً سياسية أثرت على أعمال المنظمات الدولية وحتى المحلية وعلى العاملين فيها، حيث إنّ أغلب المنظمات اضطرت إلى توقيف نشاطها وعرقلة عملها والانسحاب تماماً من المناطق التي فيها صراعات متواصلة خوفاً على أنفسهم.
وأكدت العمودي لصوت الأمل، أنّ أغلب الشعب اليمني قائم في الوقت الحالي على عمل المنظمات الدولية والمحلية التي تقدم المساعدات في مختلف المجالات وخاصة الغذائية، عبر استهدافها العديد من المناطق اليمنية المتضررة من الصراع، وأنّ نوعية الأنشطة المقدمة في الوقت الحالي إغاثية وإنسانية ولم تعد تنفذ مشاريع تنموية مستدامة.
هنا يضيف «وسيم حسان مدير برنامج الأمن الغذائي في منظمة كير الدولية»، أنّ الأنشطة والبرامج والتدخلات الإنسانية المقدمة من المنظمات الدولية خلال فترة الصراع كثيرة ومتعددة، تعتمد اعتماداً نسبياً على نوع الصراع الموجود في المنطقة المستهدفة وحدته، وكذلك على الأوضاع المعيشية للمواطنين القاطنين في مناطق الصراع خصوصاً الفئات الأكثر ضعفاً .
و أوضح، أنّ التدخلات تعتمد على التصنيف المرحلي للمنطقة الذي يحدد نسبة الاحتياج ونوع الاحتياج للتدخلات هل تدخلات طارئة أو تدخلات إنعاش أو تدخلات تنمية للناس.
كما يواصل قوله: إنّ المنظمات الإنسانية في اليمن تقوم بعمل كبير ومؤثر في جميع المحافظات المتأثرة من الصراع، وكل منظمة على حسب إمكاناتها والميزانية المتوفرة لديها من قبل المانحين، وتتنوع الأنشطة ما بين تدخلات في مجال الأمن الغذائي والنظافة والإصحاح البيئي وكذلك في الصحة، بالإضافة إلى تدخلات في مجال توفير الحماية للفئات الضعيفة ضد العنف الجسدي أو العنف القائم على النوع الاجتماعي، ولكن تشكل أنشطة المساعدات الغذائية أو النقدية الطارئة وتدخلات النظافة وتوفير المأوى للنازحين النسبة الأكبر في التدخلات الإنسانية في المحافظات اليمنية بسبب استمرار الصراع الذي لم ينته منذ سنوات .
تحديات منظمات المجتمع المدني
وفقاً لمؤشرات استدامة منظمات المجتمع المدني لعام 2018: الشرق الأوسط وشمال أفريقيا « الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية « بينت أنّ وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في اليمن قدرت عدد منظمات المجتمع المدني العاملين في جميع أنحاء البلاد فقد بلغ أكثر من 13 الف و 200منظمة محلية.
وفي مدينة عدن بلغ عدد منظمات المجتمع المدني المسجلة لدى مكتب وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل خلال العام الحالي 2022 ما يقارب 400 منظمة محلية تعمل في مختلف المجالات ( الحقوقية والإنسانية والتنموية وغيرها ) .. وذلك حسب تصريح مدير مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل في مدنية عدن جنوب اليمن أرسلان السقاف .
وفي محافظة مأرب ارتفع عدد منظمات المجتمع المدني العاملة في المدينة من 90 منظمة في نهاية فبراير 2020 إلى ما يقرب من 160 منظمة إلى نهاية 2020 .
ويذكر عدد من الحقوقيين العاملين في مجال المجتمع المدني في اليمن أنّ هناك العديد من التحديات التي تواجه عمل المنظمات المحلية في اليمن خاصة في هذا الوقت الراهن، والتي تؤثر على أدائها، تتمثل في ضعف عملية التخطيط لتنفيذ مشاريع مستدامة يستفيد منه المجتمع في الوضع الحالي خاصة في مجال دعم الأمن الغذائي والحماية.
وأشاروا أيضاَ، إلى ضعف الكادر الوظيفي المنتسب لمنظمات المجتمع المدني في مجال إعداد الدراسات وعمليات الرصد وتصميم المشاريع والبرامج التي تسهم في إحداث السلام والتخفيف من معاناة المواطنين، بالإضافة إلى صعوبة التنسيق مع السلطات المحلية والمكاتب الحكومية، وصعوبة التخاطب مع المنظمات المانحة.
«عمار السوائي مدافع حقوقي وناشط مدني من اليمن، ورئيس مؤسسة المورد للتنمية وحقوق الإنسان « حدد في تقريراً له تحديات تواجه منظمات المجتمع المدني اليمني في بيئة النزاع المسلح، حيث ذكر أنّ المنظمات المحلية خاصة تلك التي تعمل على المساعدات الإنسانية تواجه تحدياً رئيسياً تمثل في محاربة الفساد الداخلي وزيادة الشفافية.
موضحاً، أنّ هناك تأثير سلبي أنتجته أطراف الصراع في اليمن على نشاط عدد من منظمات المجتمع المدني، خاصة فيما يخص الحيادية والنزاهة، عبر تدخلها في عملية تنفيذ العديد من البرامج والأنشطة حسب أجندتها الخاصة.
وقد أكد، على أهمية تفاعل المجتمع المدني مع قضايا السلام بالشكل الفاعل والمؤثر، لأنّه ما يزال في طور التكوين، وبحاجة إلى مساعدة حقيقية تتجاوز مجرد التمويلات التي تذهب في أنشطة لا تتجاوز السطح، والعمل على تشكيل القدرات الإنسانية وصقلها لتصبح قادرة على مواجهة التحديات المختلفة من أجل الاستمرار في أداء مهمتها كفاعل مجتمعي أساسي .
تدخلات المنظمات في اليمن
في تقرير عن «منظمة الأوتشا، أبريل 2020، بين أنّ 111 منظمـة دولية نفذت أنشـطة مختلفة ضمن خطـة الاسـتجابة الإنسـانية في جميع مديريات اليمن الـ333، حيث كانـت 11 مـن وكالات الأمـم المتحـدة نشـطة في 331 مديريـة، و29 مـن المنظمـات غيـر الحكوميـة الدولية نشـطة في 240 مديريـة، و71 مـن المنظمات غيـر الحكوميـة الوطنيـة نشـطة في 310 مديريـات، وكان العـدد الأكبر من المنظمات هم من شـركاء العمل الإنسـاني لـدى مجموعـة قطـاع الأمـن الغذائي والزراعـة وذلك بـ 44 منظمـة نشـطة في 297 مديريـة، وفي المجموعـات القطاعيـة الكبيـرة الأخـرى، عمـل 38 من شـركاء العمل الإنسـاني لـدى مجموعـة الصحـة في 303 مديريـة، وعمل 36 مـن شـركاء مجموعـة الحمايـة في 247 مديريـة، وعمـل 32 مـن شـركاء مجموعـة التغذيـة في 308 مديريـة؛ وعمـل 30 مـن شـركاء مجموعـة الميـاه والصرف الصحي والنظافـة في 186 مديريـة، وعمل 26 من الشركاء في مجموعة المأوى، وآلية الاستجابة السريعة 16، واللاجئين والمهاجرين 9، وإدارة وتنسيق المخيمات 8، والتعليم 7.
يرى خبير اقتصادي يمني ـ لم يشأ ذكر اسمه لدواعي أمنيه ـ لصوت الأمل، أنّ المنظمات الدولية العاملة في اليمن خاصة التي تعمل في مجال الجانب الإنساني لم تسهم بالشكل الفاعل في التخفيف من معاناة المواطنين المتضررين من الصراع، حيث زادت نسبة السكان الذين يعيشون تحت خط الفقر إلى أكثر من 80 في المائة خلال السنوات السبع الماضية، رغم أنّ المشاريع الإنسانية المنفذة من قبل المنظمات تصل كلفتها إلى مئات الملايين من الدولارات.
وأوضح، بأنّ المنظمات الدولية التي تقدم تمويلات تكون مخصصة للجوانب الإنسانية في اليمن عبر شركاء ومنظمات محلية لم توفر الغذاء والدواء للمواطن بشكل مستدام ولكن كانت المشاريع أغلبها وقتية وطارئة، مستغلين بذلك غياب الرقابة الفعلية على أداء المنظمات من قبل الجهات الرسمية وانعدام الشفافية التي زادت من حدة المعاناة لدى المواطنين .
وفي وجهة نظر أخرى يؤكد الحقوقي علي أحمد، أنّ المنظمات الدولية والمحلية ساهمت وبشكل كبير في التخفيف من معاناة المواطنين في مختلف المحافظات اليمنية المتضررة من الصراع، وقدمت تضحيات كبيرة من عمالها وموظفيها للوصول إلى مناطق خطرة لتحقيق الأهداف المرجوة من وجودها في اليمن .
وأضاف لصوت الأمل، رغم التحديات التي تواجه عمل المنظمات في اليمن سواء الدولية والمحلية من تعدد السلطات المسيطرة في البلد، والأوضاع الأمنية الغير مستقرة، والطرق الوعرة والغير آمنة، إلا أنّ هناك منظمات نفذت مشاريع استجابة طارئة ساهمت في تقديم المساعدة الغذائية الطارئة والفورية والمنقذة للأرواح خاصة للنازحين والمتضررين من انعدام الأمن الغذائي الحاد، والفئات الأكثر ضعفاً من النساء والأطفال .
وعند سؤالنا لعدد من الأكاديميين والحقوقيين حول أهمية دور منظمات المجتمع المدني في عملية تعزيز السلام و بناء قدرات المجتمع في مختلف المجالات مستقبلاً .. وجدنا العديد من الإجابات التي تتفق أغلبيتها بأنّ المنظمات سيكون لها تأثير كبير في المستقبل خاصة في صنع القرار إذا تم إدارة تلك المنظمات بالشكل المناسب والذي يخدم المجتمع، كما سيدرك المواطنون أهمية دورها كجهة مساعدة للدولة والقطاع الخاص في المشاركة ببناء المجتمع وتحسين أوضاعه الخدمية من خلال المساهمة في عملية إعداد الاستراتيجيات التنموية في البلد وتنفيذها وأيضاً تقييمها، وستواجه الضعف التي تمر به في الوقت الراهن من ناحية القدرات والبرامج.
استطلاع : 56 % عمل المنظمات الدولية في اليمن حاليًا غير مؤثر
صوت الأمل قالت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفورميشن سنتر، بداية شهر مارس 2022 م حول …