الفنان المسرحي أحمد اليافعي.. طموح شاب يعشق المسرح
صوت الأمل – فاطمة رشاد
“المسرح يقدم رسالة سامية ترتقي بالذوق العام”
منذ طفولته أحب المسرح والتمثيل على خشبته فهو حلمه الذي طالما رواده رغم أنه ينحدر من عائلة فنية، ولا يخفى على أحد فهو ابن الفنان الكبير الممثل علي اليافعي الذي جسد أدواراً فنية على خشبة المسرح وفي الدراما اليمنية، فمن هو أحمد اليافعي؟!
صحيفة “صوت الأمل” التقت بالفنان أحمد اليافعي الشاب الطموح الذي اختار مجال الفن المسرحي ليقدم رسالته الفنية عبره حيث استعرض بدايته قائلا: “أنا فنان مسرحي، أعشق المسرح إلى حد الجنون، رغم أنني درست هندسة كهرباء فإنني اتجهت إلى دراسة مجال الإعلام وتخرجت من قسم الإذاعة والتلفزيون بترتيب الأول على الدفعة، وحاليا أعمل معيدا في كلية الإعلام”.
و أضاف: “أُدرِّس مادة الدراما والإخراج الاذاعي منذ تخرجي في عام 2018، و لدي (45) شهادة تدريبية وشهادة خبرة وشهادات تكريمية، فأنا صانع محتوى ومدير مؤسسة فنية إلى جانب عملي في قناة عدن المستقلة، وأقدم برامج إذاعية في إذاعة “هنا عدن”، وقد تقلدت مناصب عدة أهمها رئيس منتدى طلاب الإعلام ورئيس المجلس الطلابي في كلية الآداب، وكنت أعمل رئيس تحرير صحيفة “الفصل” الإخبارية ، وكانت بدايتي الفنية وأول ظهور لي على الشاشة التلفزيونية في المسلسل الشهير (حنتوش)عام 1996؛ حيث مثل لي قبول التحدي الذي وضعت فيه قدمي لأدخل مجال التمثيل”.
بيئة فنية
يقول أحمد اليافعي: “أنا أعيش في بيئة فنية منذ الصغر وليس بالغريب أن أكون فنانًا؛ فوالدي “علي اليافعي” فنان ومؤلف ومخرج معروف، وهو قدوتي ومثلي الأعلى. كنت أرى والدي يعمل في هذا مما عزز في داخلي الطموح والشغف لأكون مثله، لهذا كان له دور كبير في دخولي إلى مجال التمثيل والوقوف على خشبة المسرح”.
تحدي فنان
أحمد مثل أي فنان وقف أمام التحدي الذي وضعه والده الفنان علي اليافعي لكي يرى مهارة ابنه أحمد وتنمية حبه وشغفه في الدخول إلى عالم التمثيل، وهو كأي أب أراد أن يقدم له النصيحة التي كانت بالنسبة لأحمد الباب الأول ليتحدى نفسه فكانت النصيحة الأولى له أن يقرأ في الثقافة والفن والأدب وأن يحفظ أشعارًا كثيرة فكانت شخصية عنترة تلهمه.
وأوضح اليافعي: “لقد حفظت مائة بيت من معلقات عنترة بكل صعوبتها فاستطعت من خلال حفظي لهذه الأبيات أن أشارك في أول عمل تلفزيوني درامي كان آنذاك مسلسل (حنتوش)، وكان المفترض أن أقدم فيه دورًا بسيطًا، لكن إعجاب المخرج بأدائي جعلني أستمر لعدة حلقات في المسلسل، ومن هذا العمل أحببت الوقوف أمام الكاميرا وشعرت بأن هذا هو مكاني الذي لا بد أن أكون فيه”.
الطريق إلى المسرح
يروي أحمد تفاصيل اجتماعه مع الفنانين أحمد شيراز ورأفت الأغبري اللذين اجتماعا معه على عمل استكشات مسرحية في مسارح المنتزهات والحدائق حيث كانت فرقتهم الصغيرة الوحيدة في تلك الفترة 2000م من تشتغل على المسرحيات الصغيرة، وبعد ذلك ظهرت أعمال شبابية إلى جانبهم يقومون نفس الاستكشات التي انتشرت في تلك الفترة.
مشاركات مسرحية
يقول أحمد عن مشاركته الفنية بعدما استطاع أن يثبت وجوده بأعمال الاستكشات: “رغم دعم والدي لي لدخولي مجال الفن المسرحي فإنه تفاجئ بي وأنا أمثل وحدي، وفي عام 2007م كان أول عمل مسرحي لي أخذت فيه دور البطولة في مسرحية حملت عنوان “همسة وعيالها الخمسة”، كان عملًا مشاركًا في مهرجان ليالي عدن المسرحية الذي مثل لي نقطة تحول كبيرة في مجال العمل المسرحي، وقدمت بعد ذلك مسرحية مجلس العدل وشاركت في عروض مسرحية لمهرجان صيف صنعاء، وكان أفضل عمل يقدم على المسرح هو “الزنديق””.
ذكريات مسرحية
يستذكر الفنان أحمد ذكرياته بأعماله التي قدمها قائلا: “لكل عمل قدمته ذكرى خاصة لدي، وكل عمل قدمته بحب وعناية، لكن أقرب عمل إلى قلبي هو مسرحية “إعدام عند الفجر”، وكان الأفضل على مستوى الوطن”.
ويواصل أحمد حديثه قائلاً: “قدمت عملًا مسرحيا كنت أنا المؤلف والملحن والمخرج والمنتج والمغني، وهذا يعد رقمًا صعب تحقيقه، لكنني أقدمت عليه وكان هذا العمل يمثل لي الكثير ويحمل عنوان (هس الكلام سر)، وهو معادلة صعبة فهو عمل متكامل وحقق نجاحا في عام 2012م لكني أرى أن أعظم عمل قدمته هو الفيلم الوثائقي الذي قدمته عن عميد المسرح «علي اليافعي” يتحدث عن مسيرة والدي هو أكبر إنجاز في حياتي المهنية”.
المسرح أبو الفنون
رغم أن والده قال له إن الفن “لا يُؤكل عيش” فإن حب أحمد اليافعي للمسرح بشكل آخر لم يستطع أحد أن يفهم سر تعلقه ذاك؛ حيث يشير: “المسرح يعني لي الكثير فهو أبو الفنون، والوقوف على خشبته لتقديم رسالة سامية ترتقي بذوق العامة وتوصيلها لتعكس مرآة المجتمع حتى تنهض بالشعوب، بل إن المسرح يعمل على محاكاة أحلامهم وتطلعاتهم وأفكارهم، وهو شيء جميل وعظيم كما قال الكاتب الكبير شكسبير “أعطني خبزًا ومسرحًا أعطيك شعبًا مثقفًا”. كما أن المسرح هو أبو الفنون، وهو بيت الدراما الأول، وهو من يكشف للجمهور نوعية الممثل البارع، وهو المعلم الأول لي ولكثير من الفنانين”.
ويوضح أحمد اليافعي دور المسرح في اليمن وكيف استطاع أن يعيد أمجاده من خلال الفنانين الشباب رغم الظروف المحيطة بالمسرح اليمني. وبسبب رواد المسرح –سابقا-كان هناك ازدهار في الأعمال المسرحية عبر عمالقته أمثال الفنان المسيبلي وسعيد عولقي وعلي اليافعي وعمر قاسم وأربد. وكان هناك حركة قوية للمسرح خلال فترة السبعينيات والثمانينيات إلى فترة التسعينيات، وبعد ذلك تدهور المسرح بشكل كبير ولم يسمح بتطوره بسبب الصراعات التي يعيشها اليمن.
ويوكد أحمد أن هناك حركة شبابية تحاول أن ترتقي برسالة المسرح رغم الظروف المحيطة بهم؛ فقد برزت العديد من الفرق الفنية التي تحاول أن تقدم عروضها البسيطة وتقدم مسرح يرتقي بالذوق العام. وقال أحمد عن أداء زملائه المسرحين: “نرفع القبعات ونحيِّي كل من يصعد على خشبة المسرح ويقدم فنًا يرتقي بهذا المجتمع ويعمل على المحافظة على القيم والتقاليد والدين وتماسك المجتمع ونسيجه الاجتماعي. هذا لابد أن نقف له وقفة إجلال لأنه لم يخل في المجتمع ولم يدمره لأن المسرح دوره لا يقل أهمية عن دور المسجد والمدرسة والجامعة في التنشئة وبرمجة العقول”.
ختام
وفي ختام لقائنا مع الفنان أحمد اليافعي قدم نصيحة لزملائه الفنانين المسرحيين قائلا: “أنصح زملائي الفنانين بالانضمام إلى فرق مسرحية حتى يتسنى لهم عرض مواهبهم للجمهور، وإذا لم يكونوا منضمين إلى أي فرقة فليقوموا بعمل فرق تستوفي الشروط للحصول على التراخيص ومزاولة عملهم بشكل صحيح”.
وطالب الفنان أحمد اليافعي الجهات المعنية بالاهتمام بالفنان؛ فالمسرح بحاجة إلى من يقف للنهوض به، ويجب أن تبنى مسارح بمواصفات صحيحة، وتأهيل الكوادر بهذا المجال لأنه مرآة تعكس مدى تقدم الشعوب.
استطلاع.. 67.3% للفن دور في دعم ثقافة السلام في اليمن
صوت الأمل – رجاء مكرد كشفت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفورميشن سنتر، بداية شهر فبرا…