‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة الفن في اليمن اليمن.. ثراء وتنوع فني يختلف من منطقة إلى أخرى

اليمن.. ثراء وتنوع فني يختلف من منطقة إلى أخرى

صوت الأمل – حنين الوحش

عرفت اليمن قديمًا بتنوع وثراء الفنون فيها، بل واعتبر الفن جزءًا لا يتجزأ من الثقافة والهوية اليمنية، فكل منطقة فيها ما يميزها عن غيرها من أغاني ورقصات وفنون أخرى تعد رمزية لها.

وعلى ذكر التنوع الفني في اليمن، فقد تتعددت أنماط هذه الفنون بشكل ملفت، ليس على مستوى المدن والمناطق _فقط_، بل هناك تنوع حتى على مستوى المنطقة نفسها، يوجد من الفنون المعروفة الفن التعزي، الصنعاني، الحضرمي، العدني، اللحجي، اليافعي، التهامي وغيرها الثراء الفني الذي نال صدى وانتشار واسع.

الدان الحضرمي

 للون الحضرمي نمط خاص به، فعند بدأ الأغنية الحضرمية بكلمة «ودان دان ودانة»، فيطلق لهذا يطلق عليها الدان الحضرمي،  ويعد أكثر ما يميزها عن غيرها من الألوان الأخرى حتى تغنى بها فنانون آخرون فقالوا: “من فن الحضارم بنغني الدان” .

تتميز الأغاني الحضرمية بطابع إيقاعي وموسيقي يميزها عن بقية المحافظات اليمنية، ويعتبر الدان هو من يبرز ويميز تلك الأغاني، فيعرف بالمقطع الصوتي الطويل وكلماته الشعرية، ورقصاته الخاصة، وأيضًا الآلات الموسيقية.

(هيام عبده: باحثة في مجال الفنون والتراث اليمني) تقول، يتميز اللون الحضرمي عن غيره من الفنون باختلاف الكلمات الشعرية التي ينظمها الشاعر، فمنها الكلمات الغزلية والعتاب والمدح والذم هذه الكلمات التي تلحن وتغنى في مجالس غنائية وسهرات ومناسبات اجتماعية.

الدان الحضرمي يحتوي أنواع كثيرة من أشهرها: الريض والحيقي والهبيش، وكل دان من هذه الأنواع له لون مخصص من حيث طول المقطع، وسرعة الإيقاع، ويختلف الدان من منطقة إلى أخرى، فسكان البوادي تختلف أغانيهم عن سكان المدن وسواحل حضرموت.

وتضيف عبده، أن من أبرز من غنى وتغنى بالدان الحضرمي هو الفنان أبو بكر سالم، وسعيد باحشوان وغيرهم من الكوادر الفنية الحضرمية الكبيرة، الذين اكسبوا اللون الحضرمي شهرة واسعة على المستوى العربي.

العود الصنعاني

في تسمية لـ (الكاتب خالد عبد الواحد) عن الغناء والفن اليمني والثراء الروحي، كان لصنعاء نصيب كبير فقد احتوت جميع أنواع الفنن فقيل عن صنعاء (صنعاء حوت كل فن)، العود الصنعاني الذي ألفناه في المجالس الصنعانية، وكما أسماه الكاتب خالد (العود الصنعاني.. الروح والفن).

في حديث عن العود الصنعاني الذي يعتبرأيقونة الفن في صنعاء يقول الكاتب عبد الواحد يعود تأريخ بعض الأغاني الصنعانية إلى أكثر من خمسمائة عام، ولكل أغنية قصة خاصة بها، كما تختلف كل أغنية بكلماتها وألحانها وإيقاعاتها بتنوع الموروث الثقافي في صنعاء.

مضيفًا، بأن أهم ما يتميز به الفن الصنعاني هو ايقاعاته الحادة ولهجته القوية، المستوحاة من الطبيعة البيئية الباردة، والتضاريس والمتغيرات، بالإضافة إلى مصاحبته للعود اليمني الأصيل ذي الأوتار الأربعة، المسمى قديمًا بـ “القنبس».

مؤكدًا، على الدور البارز الذي كان كهوية لليمن بأكملها بالنسبة للعالم العربي _خصوصًا_ في الوقت الحاضر مع انتشار الشباب والأغاني القديمة التي يتم إعادة انتاجها بشكل جديد و انتشرت على نطاق واسع في اليمن والخليج العربي ساهمت في إبراز الفن الغنائي في اليمن وإظهاره في أبهى صورة.

وتعتبر عبد الواحد أن من أهم رواد هذا اللون العريق في هذه المرحلة هو الفنان فؤاد الكبسي، وحسين محب، ويوسف البدجي، وعبد الرحمن الأخفش، وحمود السمة، وصلاح الأخفش، الذين تمكنوا من أسر قلوب الكثير من المستمعين اليمنيين، والعرب أيضًا، بأصواتهم الجميلة، وبإحيائهم للأغاني اليمنية القديمة التي تتجاوز عمرها مئات السنيين.

الفن التهامي

 (الفنان والملحن عبد الله آل سهل) الذي قدم الفن التهامي للعالم العربي بطريقة أثارت الكثير من الإعجاب يقول، ترتبط الأغاني التهامية بالحياة اليومية والمهنية في تهامة، فكل بيئية تختلف فيها الأغاني عن البيئة الأخرى من ناحية الكلمات فالصيادون لهم أغانيهم الخاصة والمزارعون كذلك، أما من ناحية اللّحن فهي تتميز بإيقاعاتها الحيوية والمرتفعة ويصاحب كل لون غنائي تقليد شعبي يختلف عن الآخر، كما أن المدينة تعد مهدًا للفن الإنشادي والموشحات.

الملالة التعزية

تعتبر الملالة التعزية هوية مدينة تعز التي ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بالفن والجمال _خصوصًا_ لدى المرأة الريفية تقول (أروى عثمان: رئيسة بيت الموروث الشعبي)،  أن الملالة ارتبطت بالأعمال اليومية التي كان يقوم بها الريفيين بالأخص النساء؛ نتيجة غياب الزوج العائل لها لسنوات وتحملها مسؤولية الأسرة والأرض تعبيرًا عن الحب والعتاب والغياب والعمل والآلم والحزن واللوعة والفرح والنشوة ولتشرح وضعها العاطفي والاجتماعي وحتى الاقتصادي.

اللون اللّحجي

اعتبر اللون اللحجي من ألوان الغناء ذات الطابع الأصيل، وسمى باللحجي تمييزًا له عن ألوان غنائية تعرف بها مناطق أخرى من اليمن، وكان (الفنان الكبير أحمد فضل القمندان( هو مؤسس الغناء اللحجي.

وبحسب ما جاء عن (الكاتب عيدروس) الذي كتب عن الفن اللحجي وبداياته  وأوضح فيه أن الغناء اللحجي بتموجات الدان، والتموجات الصوتية، ويستند إلى اللّهجة الدارجة ومعه ملازمة رقصات الركلة والناشرية، ويتميز عن الألوان الغنائية اليمنية بإيقاعاته المتعددة، ولكل إيقاع رقصة خاصة به منها: خاصة بالرجال منفردين، وأخرى للنساء منفردات، وبعضها يجمع الجنسين معا.

ركود الفن الغنائي اليمني

وفي مقال للكاتب خالد عبد الواحد، عبر فيه عن مدى ركود الأغنية اليمنية في السوق المحلية وأن الغناء اليمني لم يأخذ حقه في الإهتمام والانتشار، وظل محافظًا على إيقاعاته وألحانه، مثل البلد الذي ينتمي إليه والذي ما يزال محافظًا على عاداته وتقاليده، ويعيش في صراع مع الحداثة، والعادات والفنون الغربية والشرقية، التي يرى فيها اليمنيون تطورًا سلبيًا وعادات دخيلة على المجتمع.

مؤكدًا، أن اليمن يمتلك ثراءاً غنائيًا كبيرًا متعدد الألوان، لكنه لا يزال راكدًا داخل البلاد التي تخوض صراعات طائفية ومذهبية وتمنع الكثير من الهواة من الالتحاق بركب الفنانين والمغنيين، وتعتبر الفن مهنة معيبة بحق مرتديها.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

استطلاع.. 67.3% للفن دور في دعم ثقافة السلام في اليمن

صوت الأمل – رجاء مكرد كشفت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفورميشن سنتر، بداية شهر فبرا…