الأشواك في درب الفن اليمني.. وجهود إزالتها
صوت الأمل – سماح عملاق
“رغم النسبة الكبيرة للأصوات الخرافية والقوية في اليمن، لا توجد جهة رسمية ومدعومة لتأخذ بأيدي هذه المواهب إلى النور، وما تقدمه وزارة الثقافة أو وزارة الإعلام عبارة عن أنشطة خفيفة لا ترقى لمستوى هذا المجال واحتياجه وما يستحقه من اهتمام»، بهذه الكلمات افتتح الفنان (محمد المومري) كلماته معنا من صنعاء، حيث أن لديه العديد من الأعمال الفنية المرئية والصوتية.
يرى المومري أن أي موهوب في اليمن لابد أن يعمل ويتعب كثيرًا في سبيل أن يرى، أو أن يوفر مبلغًا من المال يمول عبرها أغنيةً له، وفي الأخير -حسب المومري- لا يجد هذا المبتدئ من يدعم صوته وفرادته. ويسهب محمد، بأن على وزارة الثقافة أن تنظر للأصوات الجميلة لتدعمها بإنتاج ألبوم -على الأقل- لكل موهبة تستحق الظهور، وذلك ممكن بأوراق رسمية عبر الشركات والتجار في اليمن.
عن تجربته الخاصة يقول الفنان محمد المومري: “نتأخر في المجال الفني لسبب واحد وهو عدم وجود الجهة المتخصصة التي تتبنى الصوت، لأنه بحاجة إلى مبلغ مالي لإنتاج الأغنية من كلمات وألحان وتوزيع موسيقي وتسجيل ومكساج هذا كصوت، أما الإنتاج المرئي فهناك تكاليف كثيرة بميزانياتها الغير محدودة».
مختتمًا حديثه: «الفن الملتزم هو رسالة سامية، ومن الأفضل لأي فنان ألا ينتمي لأي طرف من أطراف الصراع وأن يحتفظ بإنسانية، كفنان مؤثر بجمهوره الذين يأتون إليه من جميع الطوائف والأحزاب والأطراف، ومن جميع المناطق على المستوى المحلي والإقليمي والدولي».
الفن منطلق تطوير
وعن التحديات التى تواجه الفنانين التشكيليين في اليمن، تساهم معنا الفنانة التشكيلية اليمنية ميادة الورافي من محل إقامتها بالقاهرة، قائلة: “غيرة بعض الفنانين، وجهل بعض أهالي الفنانين بأهمية الفن، يعد من أعظم التحديات التي تواجه الفنان وتحد من إبداعه، ولأن المجتمع يعتبر الفن التشكيلي نوعًا من الترفيه أو البذخ ولا يراه كفن يستحق الدراسة الأكاديمية نلحظ تراجع مستوى الفن التشكيلي في اليمن».
وتضيف ميادة أن العوائق متعددة وربما أكثرها التأثير الديني المتشدد الذي جعل نظرة المجتمع للفن بالتحريم ودون إعمالٍ للتفكير العقلاني، ثم عدم الاهتمام بالتعليم الفني، وندرة إصدار مناهج حديثة لمواد الفنون، بل وإهمالها كمواد دراسية رغم أهميتها فى تنمية الطلاب ومداركههم ومواهبهم.
وتضيف الورافي أن العوامل على اختلافها -الدينية والاجتماعية والسياسية والثقافية- تجتمع في تشكيل مطبات أمام أي فنان، خاصة المبتدئ؛ لأنه من يكون في أمس الحاجة للدعم المعنوي والمادي. مستدركة: “لكن ما يقابل هؤلاء المبتدئين هو قلة الإهتمام في المجال الثقافي من قبل المعنيين؛ لقصور نظرتهم للفن وبسبب الأحداث السياسية في اليمن، وتظافر ما سبق كان سببًا في أبرز عوائق الفن التشكيلي، حيث ألغيت المعارض والأماكن أو المنابر الفنية مع الأسف في معظم مناطق اليمن».
مشيرة إلى ضرورة تصحيح النظرة المجتمعية للفنانين كأناس آتين من طبقات دنيا تختلف بمكانتها عن أفراد المجتمع، وانصراف مراكز القرار عن دعم المبدعين في مجال الفن من الصعوبات التي تحول دون تميزهم وتكاثرهم.
ترى الفنانة التشكيلية ندى الكينعي (من محافظة إب) أن انصراف مراكز القرار عن دعم المبدعين في مجال الفن من الصعوبات التي تحول دون تميزهم وتكاثرهم، ولعل ذلك سبب ذيوع صيت الفنانين اليمنيين غالبًا من خارج حدود الوطن، كفؤاد عبد الواحد، وعمار العزكي، وصلاح الأخفش، وبلقيس أحمد فتحي مع والداها موسيقاراليمن الكبير، وفقيدنا الفنان الكبير أبو بكر سالم وغيرهم كثر، وبالتالي ترى ندى بأن البيئة التي ينشأ فيها الفنان تقوم بالدور الأكبر في ترعرع موهبته ونموها.
وهي بدورها تطرح جملة من المقترحات، أهمها الاهتمام بالمواهب الناشئة في المدارس من مرحلة مبكرة في حياة الموهوبين، وتشجيعهم، وتأهيلهم. وكذلك على وسائل الإعلام أن تسلط أضواءها على الوجوه الجديدة التي تظهر وتستحق الشهرة، وأن تشجع منظمات ومؤسسات المجتمع المدني على أن تولي هذا الجانب المهم أهمية في أجنداتها وأنشطتها.
وترجو ندى قبل ذلك توظيف خريجي كليات الفنون، وإكسابهم الوظائف اللائقة التي توفر لهم دخلًا ثابتًا يغنيهم عن تنمر المجتمع، وعن البحث عن وظائف أخرى تصرفهم عن ممارسة هواياتهم.
توصيات ومقترحات
تنصح ميادة الورافي -كجزء من الحلول- بالاهتمام بالفن من مرحلة الطفولة لا سيما الرسم، والتوعية بأهمية الفن والفنانين للمجتمع ككل.
وتؤكد الورافي أن الفن هو ركيزة من ركائز أي تطور حضاري لأي مجتمع. ولا ترى أي حضارة إلا بأعين فنانيها، سواء القديمة أو الحديثة. والفن لا يقتصر على الحداثة؛ فالفلكلور والجانب الشعبي يحملان العديد من أنواع الفنون التي تعبر عن المجتمع بشكل يميزه، وليس مجرد نوع من الترفيه وهو لا يقتصر على فئة محدودة.
وإذا اهتممنا بالفن فإننا سنتطور في الجوانب الأخرى، حسب حديث الفنانة التشكيلية ميادة الورافي لـ”صوت الأمل”.
ويضيف أحمد علي (فنان تشكيلي من محافظة إب)، توصياته بالعمل على إنشاء معاهد وكليات متخصصة بالفنون في الجامعات اليمنية، وتشجيع الوجوه الواعدة في كل المجالات، منها المسرح والتلفزيون والرسم والإنشاد والغناء.
كما يهيب علي بوازارات التعليم الفني والإعلام والثقافة أن تضع خططها واستراتيجياتها بحيث تعمل على إدماج الموهبة بسوق العمل، والهواية بالوظيفة؛ إذ إن معظم خريجي معاهد الفنون وكلياتها بندرتهم يعملون في وظائف بعيدة عن تخصصاتهم؛ نظرًا لانخفاض الطلب لهم كأيدي عاملة.
ويقول: «كثيرًا ما يتنمر علينا أفراد أسرنا وأصدقاؤنا؛ لأننا لم نجد عملًا في صلب تخصصاتنا، وينظرون للمعارض الفنية بأنها مهضومة ولا تطعمنا لقمة عيشنا على العكس من الوظائف الأخرى كالطب، والهندسة، والمحاسبة على سبيل المثال”.
استطلاع.. 67.3% للفن دور في دعم ثقافة السلام في اليمن
صوت الأمل – رجاء مكرد كشفت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفورميشن سنتر، بداية شهر فبرا…